عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2007-10-12, 10:51 PM
الثوري الثوري غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2007-08-24
المكان: أرض الله
المشاركات: 109
افتراضي

ب - تعريف الوحي:

أ - الوحي لغة، مأخوذ من وحى وأوحى إليه، إذا كلمه بما يخفيه عن غيره، ويطلق على الإشارة السريعة، سواء كانت بإشارة، أو رمز، أو تعريض، ومدارُ هذه المادة على الخفاء والسرعة.

واصطلاحا: "هو الإخبار السريع الخفي الموجه لخاص من الناس ".

ب - أقسام الوحي:

ينقسم الوحي إلى ستة أقسام:
أولها وأعلاها، وحي الله عز وجل لمن اختاره من خلقه من أنبيائه مباشرة بلا واسطة كما كلم موسى وفرض عليه ما شاء، وكلم محمدا صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء بما شاء من أحكام.

وثانيها: الوحي بواسطة الملك، وهذا هو الغالب.

وثالثها: الإلهام الفطري للإنسان، كإلهام الله أم موسى أن تلقيه في اليم إذا خافت عليه، قال تعالى: ( وأوحينا إلى أم موسىأن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه فى اليم ولا تخافى ولا تحزنى إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين [القصص: 7].

هذا على مذهب من جعله وحي إلهام، وأما من جعله وحيا حقيقيا -كابن حز م- فيرجع إلى القسم الثاني

ورابعها: الإلهام الغريزي للحيوان، مثل قوله تعالى: ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتاً ) [النحل: 68] أي ألهمها ذلك، وجعله غريزة لها.

وخامسها: الإشارة الرمزية المعبِّـرة، كقوله تعالى في قصة زكرياء: ( فأوحى إليهم أن سبحوه بكرة وعشياً )[مريم: 11].

وسادسها: تزيين الشيطان ووسوسته، كقوله تعالى: ( وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم ) [الأنعام:121]، أي: يوسوسون لهم بذلك، ويزينونه لهم.

ج – كيفيات الوحي للأنبياء والرسل عليهم السلام.

إيصال الوحي للموحى إليه، يدور على كيفيات خمس.

إحداها: أن يأتي الملك النبي صلى الله عليه وسلم في مثل صلصلة الجرس، وهو أشد حالات الوحي وأشقها.

وثانيتها: أن يأتيه الملك في صورة رجل، فيكلمه بالوحي، فيعي عنه ما يقول وهاتان الكيفيتان مذكورتان في حديث عائشة في الصحيح.

وثالثتها: أن يأتيه الملك في النوم، فيوحي إليه ما شاء الله،كما في قصة إبراهيم مع ابنه إسماعيل الذبيح، وكقوله صلى الله عليه وسلم من حديث معاذ:" أتاني ربي، فقال: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى … الحديث.

ورابعتها: أن ينفث الملك في رُوعه ما يريد من الوحي، فيتيقنه، وهذا النوع قد ورد في حديث ابن مسعود:" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن روح القدس، قد نفث في رُوعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب " والنفث، هو النفخ، وإلقاء الشيء فيستقر

وخامستها: التكليم المباشر من الله تعالى لنبي من أنبيائه، وقد تقدم.

والسنة النبوية يقع إيحاؤها بهذه الكيفيات كلها، فتارة يوحى إليه بها مباشرة، وتارة بواسطة ملك، وتارة في النوم، وتارة بالنفث في الروع.
__________________


[============================]

لو علمتَ ما فعل أهلُ الحديثِ
لسجدتَ للهِ شكراً أن جعلك من هذه الأمة.

فضيلة الشيخ / أبو إسحق الحويني
[============================]
رد مع اقتباس