عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2013-10-24, 03:17 PM
أبو هشام الجزائري أبو هشام الجزائري غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المكان: الحمامات ولاية تبسة، الجزائر
المشاركات: 20
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
المعذرة عن التأخر .
قال صاحب الرسالة:
الاستفسار يدور حول شقين :
الأول : ما المقصود بالبادية عند الشيخين ، مع العلم أنّهما في عاصمتين ؟
الثاني : لماذا خالف الشيخ الألباني الشيخ ابن باز ؟
الجواب :
الأول : البادية ، بيّنها ابن تيمية و ابن باز، بل عند العلماء كلهم واضحة ، وهي كما قال ابن تيمية: ( قَالَ تَعَالَى : " وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ " ، فَجُعِلَ النَّاسُ قِسْمَيْنِ : أَهْلُ بَادِيَةٍ هُمْ الْأَعْرَابُ ، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ فَكَانَ السَّاكِنُونَ كُلُّهُمْ فِي الْمَدَرِ أَهْلَ الْمَدِينَةِ( [ مجموع الفتاوى 19/245 ] .
تمعّن في قوله : " أَهْلُ بَادِيَةٍ هُمْ الْأَعْرَابُ " ، هذا الذي يقصده العلماء عندما يتكلمون في حق تكفير المعيّن ، كالذين هم في أدغال إفريقيا و غيرها ، أو البدو الرّحّل في الصحراء الكبرى في الجنوب الجزائريّ و الليبيّ ...لأنّهم في بعد عن العلم و أهله .
وهذا ما فهمه الشيخ ابن باز - رحمه الله - حيث قال : ( الأمور المحرمّة المعلومة من الدّين بالضّرورة لظهور أدلتها ، فإنّ استباحتَها كفرٌ أكبر إذا كان المستبيح ممّن عاش بين المسلمين ، فإن كان ممن عاش بين الكفرة أو في بادية بعيدة عن أهل العلم فإنّ مثله توضح له الأدلة ، فإذا أصرّ على الاستباحة كفر، ومن أمثلة ذلك الزّنا والخمر ولحم الخنزير وأشباهها فإنّ هذه الأمور وأمثالها معلوم تحريمها من الدّين بالضّرورة ) [ مجموع الفتاوى ابن باز 3/373 ] ,
تمعّن في قوله : " فإن كان ممّن عاش بين الكفرة أو في بادية بعيدة عن أهل العلم" ، و يلحق بالبادية بلاد الكفر ، إذا لم يجدوا من يسألون ، و هذا كله إذا لم يقصّروا في طلب الحق .
وقال الشيخ ابن باز - رحمه الله - : ( دعوى الجهل والعذر به فيه تفصيل ، وليس كل واحد يعذر بالجهل ، فالأمور التي جاء بها الإسلام وبينها الرسول - صلى الله عليه وسلم - للناس وأوضحها كتاب الله وانتشرت بين المسلمين لا تقبل فيها دعوى الجهل ، ولا سيّما ما يتعلق بالعقيدة وأصل الدين . فإنّ الله - عز وجل - بعث نبيه - صلى الله عليه وسلم - ليوضح للناس دينهم ...... لا تقبل فيه دعوى الجهل ممّن هو بين المسلمين لأنّها أمور معلومة بين المسلمين . وقد علمت بالضّرورة من دين الإسلام وانتشرت بين المسلمين فلا تقبل دعوى الجهل في ذلك، وهكذا إذا ادّعى أحد بأنّه يجهل ما يفعله المشركون عند القبور أو عند الأصنام من دعوة الأموات والاستغاثة بهم والذبح لهم والنذر لهم ، أو الذبح للأصنام أو الكواكب أو الأشجار أو الأحجار ، أو طلب الشفاء أو النصر على الأعداء من الأموات أو الأصنام أو الجنّ أو الملائكة أو الأنبياء . .. فكل هذا أمر معلوم من الدّين بالضّرورة وأنّه شرك كبير ، وقد أوضح الله ذلك في كتابه الكريم وأوضحه رسوله - صلى الله عليه وسلم- وبقي ثلاث عشرة سنة في مكة وهو ينذر الناس هذا الشرك وهكذا في المدينة عشر سنين ، يوضّح لهم وجوب إخلاص العبادة لله وحده ويتلو عليهم كتاب الله مثل قوله - تعالى - : " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ " وقوله - سبحانه - : " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ " وقوله - عز وجل - : " وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ " وقوله - سبحانه - : " فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ " ، " أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ " وقوله - سبحانه - : " قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "،" لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ " وبقوله سبحانه مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم : " إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ " ، " فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ " وبقوله - سبحانه وتعالى - : " وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا " وبقوله - سبحانه وتعالى - : " وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ " وهكذا الاستهزاء بالدين والطعن فيه والسخرية به والسّبّ كل هذا من الكفر الأكبر وممّا لا يعذر فيه أحد بدعوى الجهل ، لأنّه معلوم من الدّين بالضّرورة أنّ سبّ الدّين أو سبّ الرّسول - صلى الله عليه وسلم - من الكفر الأكبر وهكذا الاستهزاء والسّخرية ، قال تعالى : " قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ " ، " لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ" فالواجب على أهل العلم في أيّ مكان أن ينشروا هذا بين الناس وأن يظهروه حتى لا يبقى للعاّمة عذر وحتى ينتشر بينهم هذا الأمر العظيم ، ............
أمّا المسائل التي قد تخفى مثل بعض مسائل المعاملات وبعض شئون الصّلاة وبعض شئون الصّيام فقد يعذر فيها الجاهل ؟ عذر النّبيّ على الذي أحرم في جبّة وتلطخ بالطين فقال له النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - : « اخلع عنك الجبة واغسل عنك هذا الطيب واصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجتك » ، ولم يأمره بفدية لجهله ، وهكذا بعض المسائل التي قد تخفى يُعلم فيها الجاهل ويبصر فيها ، أمّا أصول العقيدة وأركان الإسلام والمحرّمات الظاهرة فلا يقبل في ذلك دعوى الجهل من أيّ أحد بين المسلمين فلو قال أحد ، وهو بين المسلمين : إنّني ما أعرف أنّ الزّنى حرام فلا يعذر، أو قال : ما أعرف أنّ عقوق الوالدين حرام فلا يعذر بل يضرب ويؤدب ،, أو قال : ما أعرف أنّ اللواط حرام فلا يعذر ، لأنّ هذه أمور ظاهرة معروفة بين المسلمين في الإسلام .
لكن لو كان في بعض البلاد البعيدة عن الإسلام أو في مجاهل أفريقيا التي لا يوجد حولها مسلمون قد يقبل منه دعوى الجهل وإذا مات على ذلك يكون أمره إلى الله ويكون حكمه حكم أهل الفترة والصّحيح أنّهم يمتحنون يوم القيامة ، فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنّة وإن عصوا دخلوا النار ، أمّا الذي بين المسلمين ويقوم بأعمال الكفر بالله ويترك الواجبات المعلومة ، فهذا لا يعذر، لأنّ الأمر واضح والمسلمون بحمد الله موجودون ، ويصومون ويحجّون ويعرفون أنّ الزّنى حرام وأنّ الخمر حرام وأنّ العقوق حرام وكل هذا معروف بين المسلمين وفاش بينهم فدعوى الجهل في ذلك دعوى باطلة والله المستعان .)[ مجموع الفتاوى ابن باز 7/132 ] .
ثانيا : لماذا خالف الألباني ابن باز؟ في الحقيقة الشيخ الألباني لم يخالف ابن باز ، بل خالف الإجماع الذي نقله ابن تيمية و ابن عبد الوهاب و صالح الفوزان و ابن باز و غيرهم ، و لا أدري ما السبب ، لعل له عذرا نحن نجهله إلا أننا ننكر على من ترك الإجماع بحجة أنّ الالباني يرى عكس ذلك ،لأننا مأمورون باتباع النص و الإجماع .
رد مع اقتباس