عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2007-08-27, 04:24 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,399
افتراضي


إن رحلة الطعن فىالسنة وإنكارها عند جمال البنا تأخذ طابعاً مرحلياً ، مستتراً ،فهو لا يعلن صراحة إنكاره أن السنة هى المصدر الثانى من مصادر التشريع الإسلامى بعد القرآن الكريم ، مثل المتشددين من منكري السنة الذين خرجوا عن حظيرة الإيمان بهذا السلوك ، ولكنه ينكر السنة بشكل تدريجى خفى.

فأولاً : وفى رحلة قبوله أو رفضه لنصوص السنة هو يرفض قواعد علم الحديث ، ويرفض قواعد علم الرجال والجرح والتعديل ، ويفترى على أصحاب النبى صلى الله عليه وآله وسلم ولا يتوانى ولا يتورع أن يصف بعضهم بالكذب ، هؤلاء الصحابة الذين قال الله فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه ))وقال فيهم : (( فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا )) وقال عنهم : (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم فى وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم فى التوراة ومثلهم فى الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الوراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذينآمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً))

فأين هو جمال البنا من هذا التكريم الذى اختص الله به أصحاب النبى صلىالله عليه وآله وسلم ، وكيف له أنيجرح من عدله الله !؟ وكيف له أن يجرح من عدله رسول الله . لاشك أن من يصل إلى هذه المرحلة المتدنية فهو لاشك فى حاجة إلى أن يراجع إيمانه ، فهو لا شك على شفا هلكة.

ومن القواع التى يظنها جمال البنا أصلاً من أصول قبلو أو رد الحديث عن رسول الله مسألة مقدار الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فالصحابى الذى يقل من الرواية - عنده - هو صحابى معدل ، والصحابى الذى يكثر عن الرواية - عنده - هو صحابى مجروح ، ناسياً أو متناسياً قول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم : ( بلغوا عنى ولو آية ) .

هذا من ناحية قبول السند أو رده ، وهو بهذا يجنب عدد ضخم من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويضعها فى زمرة الأحاديث الضعيفة.

ثم تأتى مرحلة أخرى من مراحل إنكار السنة عند جمال البنا ، فعدما يقبل الحديث ويضعه فى زمرة الأحاديث الصحيحة إذا به يأتى على متن الحديث فإذا اشتبه عليه شئ - وهذا كثير - وظن أن فىالحديث مخالفة لشئ فى القرآن الكريم ، رد الحديث ولو كان فى أعلى درجات الصحة جاعلاً من مبدأ مخالفة القرآن أصلاً يرجع إليه فى كل صغيرة وكبيرة يستند إليها فى رد أحاديث النبى صلى الله عليه وآله وسلم.

ويبدو أن معنى ومفهوم ومصطلح التعارض أو المخالفة بين القرآن والسنة غير واضح عند جمال البنا لدرجة أنه لوجاء الحديث يوضح شيئاً مجملاً فى القرآن الكريم ، نجد أن جمال البنا يرد هذا الحديث ، لا لشئ إلا كون ما ذكر فى الحديث لم يذكر صراحة فى القرآن الكريم.

ومن هنا يتوسع جداً جمال البنا فى وضع مبدأ التعارض بين القرآن والسنة ويأخذه منطلقاً لتوجيه الهجوم السافر على السنة.

وبالمعايير الجديدة التى يضعها جمال البنا لقبول أو رد الأحاديث النبوية نجد أنه يرد كافة أحاديث الغيبيات كسؤال القبر والموت والقيامة والحساب والطلاق والمواريث ويرفض حد الرجم لعدموروده فى القرآن.

يتبع ....
رد مع اقتباس