عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2009-06-26, 02:20 AM
حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-11-30
المكان: مــصـــر مــقــبرة الـروافــض
المشاركات: 907
افتراضي

ومما يدل عَلَى وضوحها أن أعداء العقيدة السلفية ينكرون قضايا
في الصفات وفي المباحث المهمة ويدَّعون غموضها وهي واضحة
للعوام فمثلاً إذا قرأ العامي أو سمع القرآن: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه: 5]

وتقول له: هل الرحمن عَلَى العرش؟

فسيقول: نعم.

ولا يخطر عَلَى باله استولى أبداً.

وأعقد من ذلك، أنه لا يخطر عَلَى باله أن يقول:

إنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا يمينه ولا شماله ولا خلفه ولا قدامه كما هي عقيدة الأشعرية.

وفي قضية الإيمان تقول المرجئة والخوارج معاً:
إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص؛ ولذلك تقول الخوارج من ارتكب الكبيرة كفر، لأنه مادام أنه نقص من الإيمان شيء فقد ذهب كله،
وبالمقابل قالت المرجئة :

مادام أن الزاني يزني ويبقى مؤمناً، فالإيمان لا ينقص إلا بالكفر
.

وأما أهْل السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ فالإيمان عندهم يزيد وينقص،
فإذا جَاءَ أحد العوام يقرأ قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانا [المدثر:31]
وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدى [محمد:17]
فبالبداهة والفطرة دون أن يلقن من ذلك شيء، سيقول: الإيمان يزيد.

وكذلك القدر -وهو من أكبر المباحث التي يخوض فيها النَّاس من كل مذهب ويؤلف فيها المؤلفات الطويلة العريضة التي لا تسمن ولا تغني من جوع- كل إنسان يقرأ قوله تعالى: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [الإِنسَان: 30] إذا سئل هل أنا لي مشيئة وإرادة؟

فسيقول: نعم، يقول تعالى: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [الإِنسَان: 30]،

فأنت لك مشيئة والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى له مشيئة.

ومن هنا نقول: إن آيات وأحاديث الصفات وأصول العقيدة جملة،
ليست من المتشابه؛ بل هي من المحكم الواضح الجلي.

وإن كَانَ في بعضها ما قد لا يفهمه إلا أولو العلم أو بعض طلبة العلم،
لكنها بالجملة من المحكم، وأما الفهم فتتفاوت الأفهام بما يقدر الله عَزَّ وَجَلَّ لكل إنسان من معرفة اللغة والأهلية عَلَى ذلك.

فهذه المميزات وغيرها تجعلنا جميعاً ندين الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بهذه العقيدة دون غيرها، ونتعلمها ونتعبد الله عَزَّ وَجَلَّ بها دون غيرها، وإن تعلمنا غيرها فمن باب معرفة الباطل ليجتنب لا من باب معرفته ليعتقد.

وحسبنا ما في هذه العقيدة، فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في الحديث الذي رواه النَّسَائِيُّ لما رأى في يد عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صحيفة من التوراة قَالَ: {أوقد فعلتموه، والله لو كَانَ موسى بن عمران حياً ما وسعه إلا اتباعي}،

ولما فتح سعد بن أبي وقاص المدائن -مدائن كسرى - وجدوا من الكتب الضخمة التي كَانَ كسرى يحتفظ بها في سائر العلوم والفنون، فكتبوا إِلَى عُمَر رضي الله عنه

وَقَالُوا: هل ترى أن ننقلها إِلَى الْمُسْلِمِينَ أو أن نستفيد منها؟

فقَالَ: أحرقوها أو أغرقوها. فما كَانَ فيها من شر فليرحنا الله منه، وما كَانَ فيها من خير فقد أغنانا الله بما هو أعظم منه، والْحَمْدُ لِلَّهِ.

فلا نحتاج في مصدر ديننا، وفي معرفة ربنا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى،
أن نتلقى من غير ما كَانَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه يأخذونه، وهو الوحي. فالمسألة خطيرة، لأنها ليست قضية رأي وعقل يفكر به الإِنسَان ويختار؛
بل هي قضية اتباع وتسليم لله عَزَّ وَجَلَّ، فمن أراد الحق، والدين
لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالحق فعليه بهذه العقيدة الإجماعية، التي لا يجوز الخروج عليها.

وإلا فإنه كما قال تعالى:وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ
غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ [النساء:115]،

فهذه الآية من الآيات التي تدل عَلَى حجية الإجماع -
كما نص عَلَى ذلك العلماء- وأن اتباع غير سبيل المؤمنين
هو التفرق عن الدين القويم قال الله تعالى:
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام:153].

__________________
وقال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله:

انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت، واختار لموضعه من الصلاة الأب، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلا عن الناطق.



و ما ضر المسك معاوية عطره
أن مات من شمه الزبال والجعل
رغم أنف من أبى

حوار هادئ مع الشيعة

اصبر قليلا فبعد العسر تيسير وكل امر له وقت وتدبير
رد مع اقتباس