عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 2010-10-08, 08:18 PM
أم أيوب أم أيوب غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-05
المشاركات: 18
افتراضي


3 ـ الفرح بإصابة الغير للحق والحزن على مجانبتهم له :

ولعل هذا اللازم من أصعب لوازم العدل تحقيقا, لأنه يمثل قمة العدل والتقوى والورع

حيث نرى كثير من دعاة المسلمين اليوم ـ فضلا عن عامتهم ـ إذارأوا غيرهم قد أخطأوا

فإنهم يفرحون بذلك , حتى يحسبونه عليهم ,

بل إنك ترى البعض يتتبع المقالات والكتابات التي قالها غيرهم ,, وهمهم الوحيد هو تتبع العثرات

والفرح باصطيادها ,,في الوقت الذي لوجدوا خلاف ذلك ( من إصابة غيرهم للحق )

فإنهم يحزنون لهذه الإصابة

وهذا والعياذ بالله هو الظلم والحقد والحسد والذي لايلتقي مع العدل وحب الخير للناس





4 ـ الشهادة للمحسن بإحسانه وللمسئ بإساءته :

إلا اننا ومع الأسف نرى في هذا الوقت غير ذلك ,, فمن الناس من إذا أحب أحدا أفرط في حبه

له حتى أنه لا يرى إلا حسناته ويغمض عينيه عن سيئاته ويلتمس له فيها العذرر ,

كما أن من الناس من إذا كره احدا فإنه لايرى إلا سيئاته وإذا أحسن أساء به الظن

ولسان حال أولئك كما قال الشاعر :


وعين الرضى عن كل عيب كليلة *** ولكن عين السخط تبدي المساويا

وبقي أن نعرف المنهج الشرعي في مثل هذه المواقف كما ذكرها الشيخ الفاضل عبد العزيزالجليل:

المنهج الشرعي في مثل هذه المواقف هو : الشهادة للمحسن أنه محسن ,,ويذكر ذلك بتجرد وإنصاف

والشهادة للمسئ بأنه مسئ , والنصح في ذلك وتلمس له العذر إن كان ثمة عذر شرعي لإسائته

والانتباه بان بني آدم خطاء وكل يؤخذ من قوله ويرد , إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم

وأن الإعتدال في الحب والكره من لوازم قوله تعالى :
(( يَاأَيُهَا الذَينَ آمَنُوا كُونُوا قَواِمينَ بِالقِسْطِ

شُهَداءَ لِلهِ ولَوْ عَلَى أَنفُسِكُم أَو الوَالدَيْنِ وَالأَقرَبِينَ ...
)) أ. هـ



ويذكر ابن الجوزي رحمه الله في كتابه ( سيرة عمر ) قول عمر رضي الله عنه :


( ضع امر أخيك على أحسنه ختى يأتيك منه ما يغلبك , ولاتظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم

شراً وأنت تجد لها في الخير محملا , وماكافأت من عصى الله فيك بمثل ان تطيع الله فيه
) أ. هـ




5 ـ الإبتعاد عن النجوى :

إن مما يفرضه العدل على المسلم أن يبتعد عن النجوى التي من شأنها إحزان المسلمين وإثارة

العداوة والبغضاء بينهم ,, وهي عامل مهم في ترويج الشائعات ..

يقول الله عز وجل :
(( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر

بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس
))


والناس إزاء الشائعات التي تثار ينقسمون إلى ثلاثة :

الصنف الأول : من يقبل هذه الشائعات على علاتها ويكتمها في نفسه ويرتب عليها أمورا

ومواقف من غير تثبت ولاتبين


الصنف الثاني : من يقوم بالتناجي بها بعيدا عن صاحب الشأن فيها ,, ومعلوم مافي ذلك من

الغيبة وإذكاء الشائعات وانتشارها

الصنف الثالث : من يسارع إلى التثبت من الشائعة ممن أثيرت حوله مباشرة ,

ولايذهب مع الظنون والوساوس النفسية أو المناجاة التي تحزن المسلم



ولو حاكمنا معاملة هذه الأصناف الثلاثة إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

لاتضح لنا أن الصنف الأول والثاني مخالفان للشرع , وأن طريقة الصنف الثالث هي الطريقة الشرعية التي تقوم

على التثبت وحب الخير للمسلمين ورعاية حقوقهم وأعراضهم والتماس الأعذار لهم

رد مع اقتباس