عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2014-06-01, 09:49 PM
مناظر سلفي مناظر سلفي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-05-01
المكان: بلد التوحيد سعودي النشأة تونسي الأصل
المشاركات: 607
منقول الإرجاء والخوارج


بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله والصﻼ‌ة والسﻼ‌م على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:

فإنَّ من الفتن العظيمة التي أصابت كثيراً من المسلمين في دينهم وعقولهم وأثرت في حياتهم وحياة المسلمين عموماً ، الركون إلى أهل الضﻼ‌ل والبدع والجهل بأصول اﻹ‌سﻼ‌م ثم اﻻ‌نحراف عنها واتباع المتشابهات من النصوص الشرعية واﻹ‌عراض عن المحكمات المسلمة لدى أئمة العلم والسنة والهدى من الخلفاء الراشدين فمن بعدهم من اﻷ‌ئمة المهديين .

والفتن كثيرة وقد يجتمع كثير منها في شخص أو جماعة ومن أشد هذه الفتن فتنة خوارج ومرجئة العصر حقاً، فلهذه الفتنة بشقيها المتناقضين انتشار واسع ولهما ضجيج إعﻼ‌مي مزلزل ومرعب يعرض بكل قوة في شتى الوسائل ، كالكتب والرسائل وفي سائر وسائل اﻹ‌عﻼ‌م والتوجيه فعم شره وطم.

وإغراء مادي قد يفوق النوع اﻷ‌ول يغري أخساء النفوس الذين يبيعون دينهم بدنياهم ويشترون الحياة الدنيا باﻵ‌خرة فزاد البﻼ‌ء وعم.

وفي هذه المناقشة سنواجه هاتين الفتنتين وما رافقهما من إفك وظلم للحق وأهله.

أما فتنة الخوارج حقاً فهي فتنة الخوارج القديمة التي تطاول مؤسسها اﻷ‌ول على رسول الله صلى الله عليه وسلم فطعن في عدالته، وواجه الخارجون من ضئضئه صحابة رسول الله صلى لله عليه وسلم ورضي الله عنهم وعلى رأسهم على بن أبي طالب الخليفة الراشد فاستأصل شأفتهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصفهم بأنهم شر الخلق والخليقة وحض على قتلهم ورغب فيه.

وجاء الخوارج الجدد فطوروا هذه الفتنة وزخرفوها بشعارات ودعايات إسﻼ‌مية مبطنة بأكاذيب وأباطيل وتلبيسات وقلب للحقائق يتنـزه عنها أسﻼ‌فهم الغﻼ‌ة، وتبلغ فتنتهم أوجها حين يتظاهرون بمحاربة فكر الخوارج واﻹ‌رجاء وتزداد خطورتها وخطورتهم حين يقذفون بها بهتاً أهل الحق اﻷ‌برياء الذابين عن دين الله الحق، والمحاربين للبدع صغيرها وكبيرها ،
فكر الخوارج وعقيدة اﻹ‌رجاء هذه الفئة قد أرهقت اﻷ‌مة بمشاكلها وﻻ‌ تعالج مشاكلها العقدية وﻻ‌ المنهجية وﻻ‌ السياسية بل أهملت اﻷ‌ولين بل حاربت من يقوم بهما وهما اﻷ‌ساس الذي ﻻ‌ بديل له في الدنيا واﻵ‌خرة وﻻ‌ يسبقهما سابق.

وأغرقتهم في السياسة الباطلة بما فيها من أوهام وأحﻼ‌م وتكهنات باسم فقه الواقع فأساءوا أيما إساءة إلى اﻹ‌سﻼ‌م والمسلمين فأفسدوا خﻼ‌صة شباب اﻷ‌مة وأذكياءها، فربوهم على بغض أهل السنة وتشويههم وتشويه منهج الله الحق الذي يدعوا إليه أهل السنة والتوحيد، ويربون عليه من استطاعوا تربيته من أبناء المسلمين.

تعلق هؤﻻ‌ء القوم السياسيون بجانب من اﻹ‌سﻼ‌م، هو ما سموه بالحاكمية تعلقاً سياسياً فحرفوا من أجل ذلك أصل اﻹ‌سﻼ‌م كلمة التوحيد (ﻻ‌ إله إﻻ‌ الله) وفسروها بمعنى ﻻ‌ يعرفه اﻷ‌نبياء وﻻ‌ العلماء من الصحابة فمن بعدهم فقالوا: إن معنى ﻻ‌ إله اﻻ‌ الله:
ﻻ‌ حاكم إﻻ‌ الله، والحاكمية أخص خصائص اﻷ‌لوهية، وشهد كبراؤهم أن الذي فسر ﻻ‌ إله إﻻ‌ الله قد بين معنى ﻻ‌ إله إﻻ‌ الله بياناً ﻻ‌ نظير له في هذا العصر، وصدقوا فلم يسبق الرجل إلى هذا المعنى أحد، ﻻ‌ اﻷ‌نبياء وﻻ‌ المصلحون ، ذلك المعنى الذي ضيع المعنى الحقيقي لﻼ‌ إله إﻻ‌ الله .

وجاء فريق منهم لما لم يسلم العلماء حقاً بـهذا التفسير فقالوا:
إن التوحيد أربعة أقسام، رابعها توحيد الحاكمية، وهي لعبة سياسية من جملة أﻻ‌عيبهم وحيلهم على اﻷ‌مة يريدون تخدير من استطاعوا من الشباب السلفي حتى إذا سلموا بهذا التقسيم واطمأنوا إليه جعلوا الحاكمية هي المعنى اﻷ‌ول واﻷ‌خير لﻼ‌ إله إﻻ‌ الله.

آخر تعديل بواسطة مناظر سلفي ، 2014-10-02 الساعة 08:23 AM
رد مع اقتباس