عرض مشاركة واحدة
  #67  
قديم 2009-05-30, 08:37 PM
صابر عباس صابر عباس غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-03-20
المشاركات: 431
افتراضي مبدأ التوحيد في القرآن العظيم - الجزء الخامس والعشرون ( 2 )

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الخامس و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
( 2 )
وبعض آيات من سورة الشورى

وما زلنا في أنوار التوحيد نعيش , وفي هذه المرة يعرض لنا ربنا نمط من المشركين, يحاولوا أن يجدوا النصر والتأيد من دون الله .
ونسوا أن الله تعالى هو الولي , وهو وحده القادر على الإحياء , وهذه الحقيقة لايستطيع منكر مهما بلغ من مراء أن يجادل فيها .
قال تعالى : كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ – 28البقرة
فالله وحده هو المحي المميت , ولا قدرة لغيره أن تتحكم في هذا الأمر,
وإن كان ظاهرا لبعض الأسباب أن تحدث الموت وأخري تكون سببا في الحياة , فكل هذه الظواهر لوشاء الله لتخلفت عن ما تحدثه .
ولكن قدر الله نافذ لا محال .
فعن عبدالله بن عباس قال : كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قال يا غلام ، إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، ( رفعت الأقلام وجفت الصحف )
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2516
خلاصة الدرجة: صحيح

أَمْ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9)

بل اتخذ هؤلاء المشركون أولياء من دون الله يتولونهم, فالله وحده هو الوليُّ يتولاه عَبْدُه بالعبادة والطاعة، ويتولَّى عباده المؤمنين بإخراجهم من الظلمات إلى النور وإعانتهم في جميع أمورهم, وهو يحيي الموتى عند البعث، وهو على كل شيء قدير, لا يعجزه شيء .

******

ومن دلائل القدرة إبداع السموات والأرض ,
وقد تعرضنا سابقا لبعض الإبداعات و مدى دقة مسارات النجوم في السماء الواسعة , ومسارات الكواكب , وكيف مهد الله تعالى كوكب الأرض للحياة ومد الأرض بعناصر بقاءها إلى قيام الساعة . ومن ضمن عناصر بقاء النوع على ظهر الأرض خلق الأزواج الذكر والأنثى , في إطار شرعي ألا وهي الأسرة , وإن مخالفة هذه الفطره يعد إنتكاسة للبشرية قد تهوي بها كما فعل الله تعالى بقوم لوط ,
وإن ما نسمعه في بعض وسائل الإعلام من اعتراف بعض القوانين الغربية بالعلاقة الشاذة بين الذكور أو الأناث إنما يشكل منعطفا خطيرا على حياة البشر .

فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنْ الأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11)

الله سبحانه وتعالى هو خالق السموات والأرض ومبدعهما بقدرته ومشيئته وحكمته, جعل لكم من أنفسكم أزواجًا؛ لتسكنوا إليها, وجعل لكم من الأنعام أزواجًا ذكورًا وإناثًا,
ليس يشبهه تعالى ولا يماثله شيء من مخلوقاته, لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله؛ لأن أسماءه كلَّها حسنى, وصفاتِه صفات كمال وعظمة, وأفعالَه تعالى أوجد بها المخلوقات العظيمة من غير مشارك، وهو السميع البصير, لا يخفى عليه مِن أعمال خلقه وأقوالهم شيء, وسيجازيهم على ذلك.

لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12)

له سبحانه وتعالى ملك السموات والأرض، وبيده مفاتيح الرحمة والأرزاق، يوسِّع رزقه على مَن يشاء مِن عباده ويضيِّقه على مَن يشاء, إنه تبارك وتعالى بكل شيء عليم, لا يخفى عليه شيء من أمور خلقه.

******

وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28)
وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29)

*****
وقد يتساءل إنسان عن سبب الكوارث والمصائب والأزمات ؟
وتجيب الأيات


وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)
وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (31)

وما أصابكم- أيها الناس- من مصيبة في دينكم ودنياكم فبما كسبتم من الذنوب والآثام، ويعفو لكم ربكم عن كثير من السيئات، فلا يؤاخذكم بها.

الإنسان يدمر نفسه من حيث لا يحتسب , فقد حرم الله الزنا والعلاقات الشاذة ورغم ذلك أصر المنحرفون على فعله ,فنزل مرض الإيدز ليكون من أخطر الأمراض بسبب العلاقات المحرمة...

وحرم الله الربا ولكن الإنسان لم يذعن لذلك ونزلت الأزمة الأقتصادية,

وحرم الله الميتة ولحم الخنزير ومع ذلك لم يذعن الناس لذلك إلا المسلمون , فنزل بهم أخطر الأمراض " أنفلونزا الخنازير" ,
ماذا ينتظر العالم ليعرفوا أن أوامر الله تعالى حق .

وما أنتم- أيها الناس- بمعجزين قدرة الله عليكم، وما لكم من دون الله مِن وليٍّ يتولى أموركم، فيوصل لكم المنافع، ولا نصير يدفع عنكم المضارَّ

******

وتذكروا آيات الله تعالى المتمثلة في البحار , وكيف وضع الله تعالى فيها قانون الطفو والأمواج والريح لجريان السفن العملاقة في تنقلاتكم .
ولولا ذلك لما استطعنا التنقل بحرا وكذلك النقل جوا يقوم على قوانين ثابتة أودعها الله ولولا ذلك ما تمكن الإنسان من التنقل جوا .

وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنْ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33)
أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34)

****

يجب أن نعي جيدا أن كل الأسباب إذا تجمعت لا تخلق شيئا
فسبحانه وحده الفعال لما يريد دائما وأبدا , بيده الملك لا تأخذه سنة ولا نوم , الحي القيوم .

لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)

*****

وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى

العلي

العلي المطلق سبحانه وتعالى علوا كبيرا هو الله
قال تعالى : ( .... وهو العلى العظيم ) -255البقرة

عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ -92 المؤمنون

فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ – 116 المؤمنون


******

الكبير

الكبير عن إدراك الحواس و إدراك العقول ,
وهو الكبير المتعال" فكل شيء تحت قهره وسلطانه وعظمته لا إله إلا هو ولا رب سواه لأنه العظيم الذي لا أعظم منه العلي الذي لا أعلى منه الكبير الذي لا أكبر منه تعالى وتقدس وتنزه وجل , هو الله سبحانه وتعالى .

قال تعالى : عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ - 9 الرعد

قال تعالى : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ – 30 لقمان

********

الحفيظ

الحفيظ هو العالم بجميع المعلومات علما لا يتغير ولا يزول , المحيط بما في السموات والأرض , يحفظ وجودهما ولا يؤده حفظهما , وهو الذي يحفظ جميع المخلوقات , حفظ وجودا وحفظ حماية وصيانة .

( إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ) - 57 هود

*******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى


رد مع اقتباس