عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-07-13, 12:33 AM
ناصر الأسلام ناصر الأسلام غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-02
المكان: السعوديه
المشاركات: 407
افتراضي تأمــلات في كتاب نهج البلاغة

تأمــلات في كتاب نهج البلاغة



مقــدمــة :


الحمد لله وحده والصلاة السلام على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم :
أيها القارئ الكريم : لا يخفى عليك واقع الأمة الإسلامية من حيث ضعفها وانقساماتها وكثرة ما يحيط بها من فتن وبلايا ، وأسباب الضعف كثيرة من أهمها : كثرة الاختلافات في الأمة الإسلامية ، فتجد الانقسامات في الفرق ( أهل السنة والجماعة والإثني عشرية والإسماعيلية والخوارج وغيرها ) وتجد أصحاب المذهب الواحد بينهم من الاختلافات والانقسامات لا يعلمها إلا الله وعلى سبيل المثال : الإثنا عشرية منهم أصولية وإخبارية وشيخية وكل فرقة وطائفة تجد داخلها من الاختلافات ما لا يعلمه إلا الله ، وعند أهل السنة كذلك ومع كثرة الاختلافات قل أن تجد من يسعى للإصلاح وجمع الكلمة مع كثرة ما ورد من النصوص الشرعية من الأمر بالإصلاح واجتماع الكلمة ووحدة الصف اتجاه العدو لقوله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) بل تجد لغة الحوار والخطاب مفقودة فإذا كتب كاتب كتابا أو رسالة موجهة لخصمه اشتد في غيرته وغمط الآخرين حقهم وتجد القارئ الذي وجهت له الرسالة يقرأ ذلك الكتاب والبحث وهدفه الرد والطعن في المؤلف وقل أن تجد من يتقبل الرسالة ويطالعها بعقل ويبحث في أسطرها عن الحق أو على الأقل يبحث عن عيوبه لكي يقوم بإصلاحها ولعل من أسباب ذلك انعدام لغة الحوار الشرعية وحب الظهور وقلة الإخلاص وعيوبنا كثيرة والله المستعان .


أيها القارئ الكريم : الرسالة التي بين يديك مختصرة جدا ولكنها في غاية الأهمية إذ فيها ارتقاء بلغة الحوار والطرح وهذا أسلوب نفتقده ونحن بأمس الحاجة إليه وفيها صدق المعلومة وتوثيقها من غير مبالغة أو استفزاز أو استثارة وقد حرص المؤلف جزاه الله خيرا على الاختصار وسهولة العبارة وبيان أنه يمكن للباحثين الجادين الذين يريدون التقريب بين المذاهب الموافقة لكتاب الله وسنة رسوله بوجود الحقائق في الكتب المعتمدة لديهم أو من خلال إبرازها والتمسك بها يتم تقريب شقة الخلاف.


أيها القارئ الكريم : لا تعجل في الحكم وعليك أن تقرأ وتتمهل في الاطلاع والقراءة ولا تتأثر بالروايات التي تخالف العقل والفطرة السليمة لأنها من أهم أسباب الفرقة بين الأمة .
ومعذرة على الإطالة وإلى رسالة أخرى تخدم وحدة الأمة الإسلامية وتزيل الغشاوة عن الأبصار.



صالح بن عبدالله الدرويش : القاضي بالمحكمة الكبرى بالقطيف







تأمــلات في كتاب نهج البلاغة




الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين وبعد :



فإن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله الطيبين واجبة على المسلمين دون غلو، وعلى المسلم التمسك بما ثبت في فضائلهم في الكتاب و السنة الصحيحة ، ورفض الروايات التي لا أساس لها ولا سند ، والمدسوسة في كثير من المرويات . وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتعبد الله تعالى في صلاتنا بالصلاة والسلام على محمد وآل محمد قبل التسليم . وأن نقول كما ثبت في الصحيح ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد )[1] . وقال صلى الله عليه وسلم : ( أذكركم الله في أهل بيتي )[2] .



نعمة العقل :
لقد فضل الله تعالى الإنسان على الحيوان بنعمة العقل وجعل التكليف ســاقطا عمن فـقـد هذه النعـمة ، لعـدم مقـدرتـه على التميـيز ، قال تعــالى : { وهديناه النجدين } [3] ، وقال تعالى : { إنا هدينـاه السبيل إما شاكرا وإما كفورا } [4].


ولقـد بشـر الله تعالى أهل العـقـل والفـهم في كتــابه الكـريم ، فقال : { والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشرعباد . الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب } [5]، وقال تعالى : { وإلاهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم .إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيى به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون }[6] .
إن العقل أحد مصادر التشريع عند الشيعة ، قال زين الدين العاملي الملقب بالشهيد الثاني والأصول الأربعة الكتاب والسنة والإجماع والعقل )[7].


وفي الكافي أن رسول الله قال : ( ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل ) [8] ، وفي الكافي أيضا ( سمعنا أبا عبد الله يقول لا غنى أخصب من العقل ) [9] ، وفيه أيضا ( عن ابن السكيت أنه قال للرضا : فما الحجة على الخلق اليوم ؟ فقال الرضا: العقل تعرف به الصادق على الله فتصدقه والكاذب على الله فتكذبه ، فقال ابن السكيت هذا هو والله الجواب ) [10] .


إذن فعلينا أن نفكر ، وندع عقولنا تعمل فإن من عيوبنا قلة البحث والقراءة والذي لا
__________________

رد مع اقتباس