عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 2012-07-25, 06:26 AM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 302
افتراضي السيرة النبوية (للشيخ عثمان بن محمد الخميس) (تابع)

الإسراء والمعراج:

ثم بعد ذلك قيل في السنة الثانية عشر من البعثة ، وقيل غير ذلك ، ولكن هذا هو المشهور أنه قبل هجرته بسنة وشهرين (يعني في السنة الثانية عشر من النبوة ) وقع الإسراء والمعراج . وذلك يوم الإثنين من شهر ربيع الأول ، قال صلوات الله وسلامه عليه مبينا حادثة الإسراء التي وقعت له : أنه بينما كان نائما في الحطيم ، بين النائم واليقظان عند البيت(والحطيم هو مكان الحجر) ، يقول: إذ أسمع قائلا يقول: أحد الثلاثة بين الرجلين ، وذلك بعدما صلى بأصحابه صلاة العتمة (أي العشاء) بمكة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا جبريل هو أقرب الناس شبها بلحية بن خليفة، يقول : فأخذوني وانطلقوا بي إلى زمزم فلم يكلموني حتى وضعوني عند بئر زمزم ، وأتى جبريل ففرج صدري (أي شقه) ، فشق ما بين هذه إلى هذه( يعني من ثغرة نحره إلى شعرته أي إلى مراق البطن يعني إلى آخر البطن ) حتى فرغ من صدره وجوفه ، فغسله بماء زمزم بيده حتى أنقى جوفه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ثم أوتيت بطست من ذهب ، فيه نور من ذهب ( يعني إناء من ذهب ) مملوءة حكمة وإيمانا فأفرغه في صدري ، فغسل قلبي ثم حشا به صدري ولغاديدي(أي ما بين الحنك إلى العنق) ، يقول : ثم أطبقه، وقال : قلب وكيع( يعني شديد) فيه أذنان سميعتان ،و عينان بصيرتان، محمد رسول الله المقفي الحاشر، خَلْقُك قيم ولسانك صادق ، ونفسك مطمئنة . قال النبي صلى الله عليه وسلم : ثم أوتيت بالبراق( البراق هي الدابة). يقول صلى الله عليه وسلم: وهي دابة أبيض طويل ، فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه ، فركيته حتى أتيت بيت المقدس ، قال : فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء ، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ، ثم أخذ بيدي (يعني جبريل) فانطلق بي حتى أتى السماء الدنيا . فطرق بابا من أبوابها ، فاستفتح جبريل صلى الله عليه وسلم . قال جبريل لخادم السماء افتح ، قيل : من هذا؟ قال جبريل. قيل: من معك؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلم . قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل : مرحبا به وأهلا به ، فنعم المجيء جاء (يستبشر به أهل السماء، لا يعلم اهل السماء بما يريد الله به في الأرض حتى يعلمهم)) ، يقول النبي صلى الله : ففتح لنا ، فلما خلصت علونا السماء الدنيا ، فإذا فيها آدم صلى الله عليه وسلم ، رجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة ، فإذا نظر قبل يمينه ضحك ، وإذا نظر قبل يساره بكى . قلت لجبريل : من هذا؟ قال: هذا أبوك آدم صلى الله عليه وسلم ، وهذه الأسودة أي جماعات عن يمينه وشماله نسم بنيه(يعني أرواح بنيه) فأهل اليمن منهم أهل الجنة و الأسودة التي عن شماله أهل النار . يقول : فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى . فسلم عليه يقول صلى الله عليه وسلم : فسلمت عليه . فرد السلام وقال: مرحبا بالإبن الصالح والنبي الصالح ، نعم الابن أنت ، ودعا لي بخير. يقول ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية فاستفتح . فقال لخادمه : افتح . قالت الملائكة له مثلما قالت له في السماء الأولى (يعني من أنت؟ من معك؟ أوقد أرسل إليه؟ وهكذا). يقول فلما خلصت (يعني إلى السماء الثانية) إذ بيحيى وعيسى وهما إبنا خالة وذلك أن مريم عليها السلام وأم يحيى زوجة زكرياء أختان. فقلت : من هذا؟ قال : هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما. يقول : فسلمت عليهما . فردا ثم قالا: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ودعوا لي بخير. يقول ثم صعد بي إلى السماء الثالثة : فاستفتح . فقالوا له مثلما قالوا في الأولى والثانية. يقول فلما خلصت فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه وسلم وإذا هو قد أعطي شطر الحسن(أي نصف الجمال)، وهذا هو مصداق قوله تبارك وتعالى:" فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشر إن هذا إلا ملك كريم". يقول : فقال لي هذا يوسف، فسلم عليه. يقول: فسلمت عليه . فرد ، ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ودعا لي بخير. يقول ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح . فقالوا له مثل ذلك. فلما خلصت فإذا ادريس . قلت : من هذا؟ قال : هذا ادريس فسلم عليه. يقول : فسلمت عليه ، ثم رد علي وقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ودعا لي بخير. قال الله عز وجل :" ورفعناه مكانا عليا". يعني إدريس صلى الله عليه وسلم . يقول ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح . فقال له مثل ذلك . فلما خلصت فإذا أنا بهارون صلى الله عليه وسلم . قال : هذا هارون فسلم عليه. يقول : فسلمت عليه . فرد وقال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ودعا لي بخير. يقول : ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة ، فاستفتح . فقالوا له مثل ذلك(يعني من أنت؟قال: جبريل. من معك؟ قال: محمد. قال : وقد بعث ؟ قال : نعم ، فرحبوا به صلوات الله وسلامه عليه). يقول فلما خلصت فإذا أنا بموسى صلى الله عليه وسلم. وذلك بتفضيل كلام له . فقال موسى: رب لم أظن أن يرفع علي أحد . قلت : من هذا؟ قال : هذا موسى ، فسلم عليه . فسلمت عليه . فرد السلام ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ودعا لي بخير . يقول فلما تجاوزت(أي الرسول صلى الله عليه وسلم) ، بكى. قيل : ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخل يدخلها من أمتي . (وهذا يبين لنا أن كل نبي حريص على أمته ) يقول : ثم صعد بي حتى اتى السماء السابعة. فاستفتح. فقالوا له مثل ذلك. فلما خلصت ، فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم مسندا ظهره إلى البيت المعمور (والبيت المعمور هذا في السماء السابعة) لو سقط سقط على بيت الله الحرام (أي الكعبة). يقول : شيخ (اي عن ابراهيم عليه الصلاة والسلام) شيخ جليل مهيب. قلت : من هذا؟ قال: هذا أبوك إبراهيم صلى الله عليه وسلم، فسلم عليه. يقول: فسلمت عليه ، فردَّ السلام ثم قال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح . يقول ثم رفع لي البيت المعمور في السماء السابعة والذي يقال له الضُراح ، وهو بحيال الكعبة من فوقها ، حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض ، فقلت يا جبريل : ما هذا؟ قال : هذا البيت المعمور يدخله كل يوم يصلي فيه سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه أبدا (وهذا يدل على أن عدد الملائكة عظيم جدا وكبير جدا ، سبعون ألف ملك كل يوم يخلقهم الله تبارك وتعالى يطوفون بالبيت المعمور وذلك حتى تقوم الساعة ). يقول: ثم علا بي فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله عز وجل حتى جاء سدرة المنتهى ، قال: ثم رفعت لي سدرة المنتهى وهي في السماء السابعة ، وإليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها، فإذا نبقها مثل قلال هجر(والنبق هو ثمر السدر، والقلال هي القُلة التي يحمل فيها الماء)، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة. يسير الراكب في ظل الفنن منها مائة سنة (الفنن هو الغصن) ، يستظل بالفنن منها مائة راكب. يقول فقال: هذه سدرة المنتهى. وإذا أربعة أنهار تخرج من اصلها، نهران باطنان، ونهران ظاهران. فقلت : ما هذا يا جبريل؟ قال: أما النهران الباطنان فنهران في الجنة. و أما الظاهران فالنيل والفرات . ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن، وإناء من عسل ،. فأخذت اللبن. فقال: أصبت ، أصاب الله ك بالفطرة التي أنت عليها وأمتك.
رد مع اقتباس