عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2012-06-11, 10:03 AM
محب الشيخ محب الشيخ غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-06-09
المشاركات: 25
افتراضي

حدثني رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أفغانستان زمن حكم الطالبان عن ذلك ، فقال لي : إن أفغانستان لها مكانة خاصة في قلبي وإني أكن احتراما خاصا للملا عمر ؛ وذكر لي سبب ذلك ، وأنه وقع في أسر بعض قطاع الطرق في زمن الطالبان وتعرض هو ومجموعة من المندوبين للأذى على أيديهم ؛ وكانوا يدّعون أنهم من المجاهدين ، ولا زال يستذكر تلك الساعات الرهيبة التي مرت عليه هو وعشرين من المرافقين له من المندوبين الأوروبيين والأفغان كانوا ضمن قافلة إغاثة ؛ وكيف كان أولئك الخاطفين يؤذونهم ويضربونهم ويتلاعبون بأعصابهم ويرعبونهم بوضع الخناجر على رقابهم لإيهامهم بأنهم على وشك حزها ، وأنهم وضعوا المسدس في رأسه مرات يوهموه أنهم سيقتلونه ثم يضغطون على الزناد وهو ينتظر الموت وإذا بالمسدس فارغ ! وكيف بقوا تحت وطأة هذه المعاناة إلى أن قام مقاتلوا الطالبان بتحريرهم ، وساقوهم إلى حيث كان أمير المؤمنين الملا عمر ، وذكر لي ذلك المندوب وهو نصراني سويسري ؛ أنه إلى اليوم لا ينسى ولن ينسى معاملة الملا عمر الطيبة الحسنة واعتذاره إليهم قائلا : ( أنتم ضيوف ونحن لا نعامل الضيوف هكذا ؛ ومن قام بذلك العمل ليسوا من المجاهدين ) وأنه أمر وزير الصحة بتفقد ما يحتاجونه من الرعاية الصحية بعد تحريرهم ... هذه القصة حدثني بها صاحبها السويسري نفسه قبل شهرين من هذا التاريخ ، معترفا بعرفانه للطالبان والملا عمر بعد سنين من حدوثها .. ولكنها صنائع المعروف لا تنسى .

ولا ننس الصحافية الإنكليزية ( ايفون رايلي ) التي اعتقلها نظام طالبان قبيل القصف الأميركي على أفغانستان بأيام .. فلا زالت إلى اليوم تتحدث في كل مناسبة عن المعاملة الحسنة التي انبهرت بها من قبل حركة طالبان لها مدة الأيام العشرة التي أسرت فيها، هذا رغم جرأتها عليهم وشتمها وتحدّيها لهم وسخريتها منهم ، ورغم البصقة التي بصقتها بعصبية في وجه أحد محاوريها؛ فلا زالت تذكر تلك الصحافية أن كل هذا وغيره من الإهانات والتحدي لم يكن له أثر على رجال الطالبان الذين استمروا في إحسان معاملتها بأدب منقطع النظير مراعاة لكونها امرأة ، وهذا لا شك أنه نادر الصدور في زماننا خصوصا في زمن الحرب ؛ من جيش تجاه شخص من أعدائه جاء متخفيا ويمكن أن يكون جاسوسا لدولته المحاربة بريطانيا والتي وقفت بكل ثقلها مع أمريكا ضد أفغانستان.

تقول ( ايفون رايلي ) : ( حتى عندما اكتشفوا من أول لحظة أنني انكليزية متخفية في لباس أفغانية بعد أن سقطت مني الكاميرا وفضحتني على الحدود ؛ لم يفتشوني شخصيا بل استدعوا امرأة قامت بتفتيشي بعيدا عن أعين الرجال؛ وعندما عرفوا من التحقيق معي أني لست عدوة، وعدوني بإطلاق سراحي، ووعدتهم بدوري أن أقرأ القرآن مصدر الأخلاق الإسلامية. )

تقول ايفون : ( بعد إطلاق سراحي اجتمع مئات الصحافيين ينتظرون قنبلة تصريحاتي ضد الطالبان، فكان جوابي ) : لقد أحسنوا معاملتي) فصدموا وخيّم عليهم الصمت!

ووفيت بوعدي وقرأت ترجمة القرآن، وتعرفت على الإسلام، ثم أسلمت.)

واليوم وبعد إسلامها تمتلك ايفون موقعا على الإنترنت يمكن زيارته على هذا الرابط:

http://www.yvonneridley.org

تدافع فيه عن الإسلام والحجاب ، وتنصر المسلمين في غزة وفي كل مكان ، ولا زالت تدافع عن الطالبان وتذكرهم بخير .. وتقول في كل محاضرة أو مناسبة تسنح لها: ( إنني ألقي محاضرتي هذه عليكم باللباس الشرعي الإسلامي الذي أعطاني إياه نظام طالبان في السجن هناك.. وأحمد الله أنني سجنت في نظام طالبان الذي يصفونه بالشرير !! ولم أسجن في معتقل غوانتانامو أو أبوغريب للنظام الأميركي الديمقراطي !! كي لا يغطوا رأسي بكيس ويلبسوني مريولا برتقاليا، ويربطوا رقبتي بحزام ويجروني على الأرض بعد أن يعروني!!( .

الله أكبر .. أرأيتم ماذا تفعل الأخلاق ؟ وماذا يفعل الجهاد حين يؤدى بصورته المشرقة التي ورثناها عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟

دولة الطالبان سقطت وخرج أمير المؤمنين من بيته وإمارته على دراجة نارية ، وعاد إلى الجبال مجاهدا كما كان ، وعدنا من حيث بدأنا .. ومع ذلك فقد ترك الملا عمر وترك نظامه أعطر ذكر وأجمل سمعة وأبهى صورة ، لا زال يتحدث عنها أبناء الغرب بصدق واختيار ومن القلب ..

فيما لا يزال يَنهش أعراض الطالبان والمجاهدين ، بأخبث الألسنة في بلادنا من يُدفع لهم ليبيعوا دينهم وذممهم وضمائرهم ؛ مشوّهين بذلك خلاصة أهل الزمان وخيرة أهل العصر ..

لله درهم ولله در جهادهم وأخلاقهم ..
رد مع اقتباس