عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 2011-08-16, 09:38 AM
فلق الصبح فلق الصبح غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-24
المكان: السعودية
المشاركات: 454
افتراضي

رد الشبهة المثارة حول الحديث الشريف (وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب )نص الزميل ووجهة أعتراضة :

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ;175886
كنت جالسا عند ‏ ‏أبي الدرداء ‏ ‏في ‏ ‏مسجد دمشق ‏ ‏فأتاه رجل فقال يا ‏ ‏أبا الدرداء ‏ ‏أتيتك من ‏ ‏المدينة ‏ ‏مدينة رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لحديث بلغني أنك تحدث به عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال فما جاء بك تجارة قال لا قال ولا جاء بك غيره قال لا قال فإني سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏من سلك طريقا ‏ ‏يلتمس ‏ ‏فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب إن العلماء هم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ ‏ ‏وافر).

يبدو حديثاً جميلاً ، يحث على العلم و التعلم و المعرفة ، و إن كنت أشك كثيراً أن العلم المقصود ليس العلم الدنيوى بل العلم الدينى ، و خاصة أن الرجل اتى ابا الدرداء من أجل حديث نبوى يريد تعلمه ، إلا انى لن أعلق طويلاً على هذا الموضوع ، خاصة انه ليس الموضع المراد تبيان تناقضة مع العلم.

التناقض العلمى :
قائل تلك الكلمات الجميلة التى تقدر العلم و طالب العلم ، ليس واعظ أو رئيس جامعة أو عالم أو رجل عامى ينصح ابنه أو ... إلخ ، بل هو رسول الإسلام الذى أقر له القرآن انه ما ينطق عن الهوى !
عندما ضرب مثلاً على فضل العارف بالعلم و العالم على العابد الذى لا يعلم ... و قال انه كفضل القمر على سائر الكواكب ، فقد أخطأ خطأً علمياً بذلك ، لأن القمر - و إن كانت له فوائد جمه - إلا ان فوائدة تلك لا تتعدى كوكب الأرض ، كعكس أشعة الشمس على الأرض بالليل ، و تأثيرة على عمليات المد و الجزر و إستفاده القدماء منه كتقويم سنوى يحسبون بها الشهور و السنين !

و لكن و كما هو معروف حالياً فإن هذا القمر ، لا تأثير له البته بالنسبة لأى كوكب من كواكب هذا الكون الرحب بما يشمله من مليارات الكواكب ، فهو مجرد تابع يدور فى مداره حول الأرض ، بل و لا يؤثر حتى على الكواكب القريبة للأرض الموجودة فى نفس مجموعتنا الشمسية اى تأثير من اى نوع.

قرأت نص الشبهة بتمعنٍ رغم إن المرء لا يحتاج إلى قراءة ما بين تلك السطور ليكشف كم المغالطات والأخطاء الواردة فيها، لكنى لم استغرب ذلك لأنني عشت تجربة طويلة بين الملحدين و اللادنيين و العلمانيين فعرفت فيها كيف يكون العقل الالحادى أو العلمانى أو اللادينى فهو محصورا ما بين ثقافة الجاهلين وجهل المثقفين ..فبداية نرى فى هذه الشبهة قمة التناقض وعدم الانسجام مع شبهة أخرى قد أثارها الزميل فى الجزء الاول من أرشيفة المزعوم حول قول الله تعالى "أنما يخشى الله من عبادة العلماء "...معتقدا أن العلماء هنا تشمل جميع العلماء فأخذ يصرخ ويقول "القرأن ينص ويقول أن العلماء أكثر خشية لله ..ولكن هل هذا حقيقى ؟ أم العكس هو الصحيح ؟"...ثم راحل يهذى بكلمات بأن العالم الفلانى ملحد والتركانى لادبنى ..الخ و كأنهم هم المقصودين من الاية و أستنتج من كل ذلك أن هناك تناقض بين النص القرأنى والواقع ...وبعد ردهة من الزمن جاء ليناقض نفسه فى تلك الشبهة قائلا "و إن كنت أشك كثيراً أن العلم المقصود ليس العلم الدنيوى بل العلم الدينى ، و خاصة أن الرجل اتى ابا الدرداء من أجل حديث نبوى يريد تعلمه" ...هذا ما خطة يداك يا سيدى الفاضل و أعترف بأن المقصود بالعالم فى هذا الحديث هم علماء الدين ومن ثم فأن العلماء الذين نصت الاية عليهم فهم علماء الشريعة و الدين ....فكيف تستحقر عقول بنى قومك و تختلق شبهة واهية بين النص القرأنى السابق ذكرة وبين العلم _على حد تعبيرك_و أنت تعترف وتقر بأن العلماء هم علماء الدين و الشريعة ؟......على أى حال لن أعلق كثيرا على التناقضات التى دائما و أبدا نجدها فى أقوالك ويكفينى أن أرشيفك يدعى "أرشيف التناقضات "

الفَضْلُ والفَضيلَةُ: خلاف النقص والنقيصة ....و الفاء والضاد واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على زيادةٍ في شيء ما ...التَّفاضُل بين القوم:أَن يكون بعضهم أَفضَل من بعض وقوله تعالى: وفَضَّلناهم على كثير ممن خلقنا تَفْضِيلاً، قيل فى تأْويله :أَن الله فضَّلهم بالتمييز على كثير ممن خلق الله ..أى أن ابن آدم مُفَضَّل على سائر الحيوان الذي لا يعقل، وقيل في التفسير:إِن فَضِيلة ابن آدم أَنه يمشي قائماً وأَن الدَّواب والإِبل والحمير وما أَشبهها تمشي منكَبَّة، وابن آدم يتناول الطعام بيديه وسائر الحيوان يتناوله بِفِيه...هذا ما جاء فى معاجم اللغة
ومن هنا نجد أنه عندما يتم المفاضلة بين شيئين فان معناها زيادة الاول عن الاخر فى شىء ما يشتركون فيه ....فالأصل في التفضيل الاشتراك بين شيئين في أصل الفضل إلا أن أحدهما أكمل من الآخر فيه ، والآخر أنقص منه ...لذلك نجد فى وقول النبى وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب تشبيه مطابق لحال القمر والكواكب فان القمر يذداد نورة و يضيء الآفاق ويمتده في أقطار العالم وهذه حال العالم وأما الكوكب فنوره ضعيف لا يجاوز نفسه وهذه حال العابد الذي يضيء نور عبادته عليه دون غيره

فأخبرى يا سيدى الفاضل أيهم أكثر نور القمر أم الكواكب ؟مالك كيف تحكم ؟ وأين تكمن الشبهة ؟ ...أتدرى أين تكمن الشبهة ؟ هو أمعان الجهل باللغة العربية ...و الحديث السابق عدة تشبيهات بليغة جدا ومنها :

- وقع تشبيه العالم بنور القمر دون الشمس وهي أعظم نورا من القمر !!فيه فائدتان :

إحداهما : أن نور القمر لما كان مستفادا من غيره كان تشبيه العالم الذي نوره مستفاد من نور عالم أخر بالقمر أولى من تشبيهه بالشمس .
الثانية : أن الشمس لا يختلف حالها في نورها ولا يلحقها محاق ولا تفاوت في الإضاءة وأما القمر فإنه يقل نوره ويكثر ويمتلئ وينقص كما أن العلماء في العلم على مراتبهم من كثرته وقلته فيفضل كل منهم في علمه بحسب كثرته وقلته وظهوره وخفائه كما يكون القمر كذلك فعالم كالبدر ليلة تمه وآخر دونه بليلة وثانية وثالثة وما بعدها إلى آخر مراتبه

-الجهل كالليل في ظلمته والعلماء والعباد بمنزلة القمر والكواكب الطالعة في تلك الظلمة وفضل نور العالم فيها على نور العابد كفضل نور القمر على نور الكواكب


خلاصة ما تقدم :
ان اساس شبهة الزميل هو الجهل البالغ فى أساليب اللغة العربية من وجهل الزميل بأن نور القمر أقوى من نور الكواكب ....وصدق رسول الله صلى الله علية وسلم حين قال "فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب "
رد مع اقتباس