عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2014-08-19, 03:04 PM
حسين شوشة حسين شوشة غير متواجد حالياً
داعية إسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2013-07-10
المشاركات: 357
افتراضي تابع الرد على الملاحدة(إثبات أن العالم مخلوق ٌأي له بداية:

بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أقول وبالله التوفيق


عندما نقول عن شيء مخلوق معناه أنه وجد بعد أن لم يكن موجودا. والدليل العقلي على حدوث العالم هو:
إن العالم مؤلف من جواهر وأعراض. فالجوهر أي الجسم هو ما يقوم بنفسه كالجدار، والعرَضُ ما لا يقوم بنفسه بل يقوم بغيره كاللون والحركة والسكون.
إن الجسم لا يخلو من الحركة والسكون وهما حادثان لأنه بحدوث أحدهما ينعدم الاخر فما لا يخلو من الحادث حادث فالاجسام حادثة.

وفي هذا البرهان ثلاث قضايا:

الاولى : أن الاجسام لا تخلو من الحركة والسكون وهي ظاهرة مدْركة بالبديهية فلا تحتاج الى تأمل ٍ فإن من قال عن جسم انه لا ساكن ولا متحرك كان للواقع مكابرا.
<>

الثانية: قولنا إنهما حادثان يدل على ذلك تعاقبهما وذلك مشاهدٌ في جميع الاجسام فما من ساكن الا والعقل قاض بجواز حركته كالسماء، وما من متحرك الا والعقل قاض بجواز سكونه كالنجوم فالطارئ منهما حادث بطريانه والسابق حادث لعدمه لانه لوثبت قدمه لاستحال عدمه لان القول بذلك يؤدي الى التسلسل وهو محال.


الثالثة: قولنا ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث لانه لو لم يكن كذلك لكان قبل كل حادث حوادث لا اول لها، ونقول في إبطال القول بحوادث لا أول لها ما كفى وشفى فنمثّل ذلك بملتزم قال: لا أعطي فلانا في اليوم الفلاني درهما حتى أعطيه درهما قبله ولا أعطيه درهما قبله حتى أعطيه درها قبله وهكذا لا الى أول فمن المعلوم ضرورة أنّ إعطاء الدرهم الموعود به في اليوم الفلاني محال لتوقفه على محال وهو فراغ ما لا نهاية له بالاعطاء شيئا بعد شيء، ولا ريب أن من ادّعى وجود حوادث لا أول لها مطابق لهذا المثال.
فملخص ذلك نقول بإثبات حدوث الحركة والسكون يثبت حدوث الاجسام لأن ما قام به الحادث فهو حادث فإذا العالم مؤلف من حوادث فهو حادث.

3- إثبات وجود الله عقلا :

إن ّ الذين ينفون وجود الله، ليبرروا اعتقادهم بعد أن أثبتنا لهم حدوث العالم على أقسام:

أ‌) بعضهم يقول إنّ الطبيعة خلقت العالم
ب‌) وبعضهم يقول إنّ العالم خلق نفسه
ج) وبعضهم يقول إنّ العالم وجد صدفة عن طريق big bang theory
اعلم رحمك بتوفيقه أنّ وجود العالم دليل على وجود الله لانه لا يصح في العقل وجود فعل ما بدون فاعل كما لايصح وجود ضرب بلا ضارب ووجود نسخ وكتابة من غير ناسخ وكاتب أو بناء بلا بان فمن الأولى أنّه لا يصح في العقل وجود هذا العالم بلا خالق، والعلم بذلك مركوز في فطرة طباع الصبيان، فإنك إذا لطمت وجه الصبي من حيث لا يراك وقلت إنه حصلت هذه اللطمة من غير فاعل البتة لا يصدقك، وهذا الامر- أي حدوث العالم- عليه كل الطوائف التي تنتحل الأديان ولم يخالف في ذلك الا الفلاسفة.



أ‌) ولا يصح كون ذلك الفاعل طبيعة لان ّ الطبيعة لا إرادة لها فكيف تخلق؟ كيف تخصص المعدوم بالوجود بدل العدم ثم بحالة دون حالة؟

ومعلوم ٌ أن ّ الحوادث جائزة الوجود إذ يجوز عقلاً أن تستمر في العدم ولا توجد، فاذا اختصت بالوجود الممكن افتقرت الى مخصص ثم يستحيل أن يكون المخصص طبيعة لا اختيار لها ولا ارادة فلا يتأتى منها تخصيص الجائز بالوجود بدلَ العدم وبوقت دون وقت أوبصفة دون صفة كتخصيص الانسان بالمشي على رجليه بدل المشي على البطن كالحيّة.
فإن قال الملحدون كالشيوعيون إنها قديمة أزلية قلنا لا تصح الازلية إلا لموجود ذي حياة وعلم وإرادة وقدرة والطبيعة ليست كذلك.

وإن قالوا حادثة قلنا الحادث محتاج لمحدِث ٍ فهي تحتاج في وجودها لمحدث أزلي فاعل بالارادة والاختيار , والالزام احتياج ذلك المحدث الى محدث ومحدثه الى محدث الى غير نهاية وذلك قول ٌ بوجود حوادث لا أول لها وقد تبين بطلان ذلك بالدليل العقلي.

ثم ّ إنّ الطبيعة جزء من العالم، وسوف يظهر لنا بالدليل العقلي أن ّ العالم كله لم يخلق نفسه فإذا جزء العالم لا يمكن أن يكون قد خلقه.

ب‌) وكذلك لا يصح في العقل أن يكون الشيء خالق نفسه لأن في ذلك جمعاً بين متناقضين: لأنك اذا قلت " خلق زيد نفسه " جعلت زيداً قبل نفسه باعتبار ومتأخراً عن نفسه باعتبار.
- فباعتبار خالقيته جعلته متقدما
- وباعتبار مخلوقيته جعلته متأخراوذلك محال عقلا.

وكذلك لا يصح في العقل أن يخلق الشيء مثله أي مشابهه لان أحد المِثلين ليس بأوْلى بأن يخلق مثله من الآخر فالأب والإبن لا يصح أن يخلق أحدهما الاخر لأن كلا منهما كان معدوماً ثم وجد.



فمن فكّر بعقله علم أن ّ هذا العالم كان بعد أن لم يكن وما كان بعد أن لم يكن فلا بد له من مكون أي محدث من العدم (الخالق) موصوف بالحياة والعلم والقدرة والارادة لأن ّ من لم يكن بهذه الصفات كان موصوفاً بأضدادها، وأضدادها نقائص و ءافات تمنع صحة الفعل.

ج) ولا يصح ّ أن يكون وجود العالم بالصدفة لأن العقل يحيل وجود شيء ما بدون فاعل لانّه يلزَم من ذلك محالٌ وهو ترجّح وجود الجائز على عدمه بدون مرجّح وذلك لأن وجود الممكن وعدمه متساويان عقلاً فلا يترجّح أحدهما على مقابله إلا بمرجح. كما أنّه تبين بما تقدّم استحالة استناد وجود الممكن العقلي إلى ممكن حادث قبله بالتسلسل إلى غير نهاية. (منقول بتصريف)

هذا والله أعلم

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
رد مع اقتباس