عرض مشاركة واحدة
  #67  
قديم 2012-11-17, 06:44 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 302
افتراضي

غزوة بني النضير‏ :
(كانت في الربيع الأول سنة 4هجرة أغسطس 625م)
ذكرنا أن عمرو بن أمية الضمري رضي الله تبارك وتعالى عنه قتل رجلين فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليهود يطلب منهم المشاركة في دية المقتولين واليهود وإن كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم صلح ومعاهدات ، إلا أنهم كما هو معلوم أهل غدر ، وذلك ما ذكرنا من غدر بني القينقاع، والآن نذكر غدر بني النضير وبعدها نذكر غدر بني قريظة حتى يعلم أن هذا ديدن لهم ، وأنهم من عادتهم الغدر، وأنهم لا يوفون بعهودهم .
خرج النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى اليهود في نفر من أصحابه، وكلمهم أن يعينوه في دية الكلابيين اللذين قتلهما عمرو بن أمية . فقالوا ‏:‏ نفعل يا أبا القاسم، اجلس ها هنا حتى نقضي حاجتك‏.‏ فجلس صلوات الله سلامه عليه إلى جانب جدار من بيوتهم ينتظر وفاءهم ، ومعه بعض أصحابه كأبي بكر وعمر.

فاجتمع اليهود بعضهم إلى بعض، فسول لهم الشيطان ، وقال: اقتلوه فرصتكم . فاتفقوا على أن يصعد أحدهم إلى أعلى البيت الذي بجانبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويلقي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حجرا فيقتله. فقام رجل يقال له عمرو بن جحاش فقال‏:‏ أنا‏ أفعلها.‏ فقال لهم سَلاَّم بن مِشْكَم‏:‏ لا تفعلوا، فوالله ليخبرن بما هممتم به( سبحان الله يعلمون أنه صادق)،قال: ليخبرن بما هممتم به، وإنه لنقض للعهد الذي بيننا وبينه‏.‏ فقالوا: دعنا عنك (يعني ننفذ ما أردنا).
فنزل جبريل من عند رب العالمين على رسوله صلى الله عليه وسلم يعلمه بما هموا به، فقام صلوات الله وسلامه عليه مسرعا من مكانه ، وذهب إلى المدينة وترك مكانه ، ولحقه أصحابه . فقالوا : يارسول الله نهضت بدون أن تعلمنا السبب؟ فأخبرهم أن اليهود عزموا على قتله صلوات الله وسلامه عليه.
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة إلى بني النضير يقول لهم ‏:‏ ‏‏"اخرجوا من المدينة ولا تساكنوني بها، وقد أجلتكم عشراً(أي عشرة أيام)، فمن وجدت بعد ذلك بها ضربت عنقه‏".‏ ولم يجد اليهود مناصاً من الخروج، فأقاموا أياماً يتجهزون للرحيل، ولكن عبد الله بن أبي بن سلول بعث إليهم لماذا تخرجون؟ اثبتوا وتمنعوا ولا تخرجوا من دياركم، فإن معي ألفين يدخلون معكم حصنكم، فيموتون دونكم ، وتنصركم قريظة وينصركم حلفاؤكم من غطفان . لماذا تخافون من محمد ؟ اثبتوا، فأعاد إليهم ثقتهم في أنفسهم فأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لن نخرج فاصنع ماشئت.

فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم جواب حيي بن الأخطب كبر صلوات الله وسلامه عليه وكبر أصحابه ، ثم نهض صلوات الله وسلامه عليه لمناجزة القوم،فحاصرهم صلوات الله وسلامه عليه ، وجعل على المدينة عبد الله بن أم مكتوم، وجعل الراية أو اللواء لعلي بن أبي طالب واعترض عليهم الحصار. فلما حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقطع النخيل . فقالوا : محمد يفسد في الأرض. فقال الله تبارك وتعالى‏:‏ ‏{‏مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ‏}‏ ‏[‏الحشر‏:‏ 5‏]‏‏.‏أي ليس إفسادا .

فلما تحصنوا ورأوا حصار النبي صلى الله عليه وسلم اعتزلتهم قريظة، قالوا لا شأن لنا نحن بيننا وبين محمد عهد ، واعتزلهم وخانهم عبد الله بن أبي بن سلول وخانتهم غطفان، وظلوا وحدهم ، الخونة خانهم أصحابهم. وقد أخبر الله تبارك وتعالى كما أخبر عبد الله بن عباس أن سورة الحشر نزلت فيهم، سبحان الله يقول عبد الله بن عباس سورة الحشر نزلت فيهم .
فأما قصة عبد الله بن أبي بن سلول فهو كما قال الله تبارك وتعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (12) . فامتنعوا عن نصرهم وخذلوهم وخذلتهم غطفان فقال الله تبارك ‏:‏‏{‏كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إني أخاف الله رب العالمين‏}‏ ‏[‏الحشر‏:‏ 16‏]‏

ولم يطل الحصار بقي ست ليال وقيل أكثر من ذلك فقذف الله تبارك وتعالى في قلوبهم الرعب، أرعبهم الله سبحانه وتعالى ، فقالوا : يا محمد نستسلم ، فقالوا نخرج عن المدينة‏.‏ بشرط أن يخرج معنا ذرارينا وما حملت الإبل من السلاح‏.فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا إلا السلاح( ما تخرجون بالسلاح ، لكم ما حملت الإبل أما السلاح فلا تأخذوه). فنزلوا على رأي النبي صلى الله عليه وسلم وصاروا يخربون بيوتهم حتى لا يسكنها المسلمون ، فصاروا يخربون البيوت وأخذ بعضهم حتى الشبابيك والأوتاد وغيرها معهم ، وحملوا النساء والصبيان على ستمائة بعير، ورحل أكثرهم كحيي وسلاَّم بن أبي الحُقَيق كلهم ذهبوا إلى خيبر خرجوا من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏

وقبض النبي صلى الله عليه وسلم سلاحهم ، واستولى على أرضهم ، ووجد من السلاح خمسين درعاً ، وثلاثمائة وأربعين سيفاً‏.‏






رد مع اقتباس