يا أمة الله، يقول الله عز وجل:(وإذ إبتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن)، أتعلمين ما هى الكلمات التي إبتلى بها الله إبراهيم وكيف أتمهن؟ الكلمات نوعان: 1- كلمات قدرية وكلمات شرعية، ،الكلمات القدرية ما قدره الله سبحانه و تعالى عليك و أجراه عليك والكلمات الشرعية ما كلفك الله سبحانه و تعالى به، فالله إبتلى سيدنا إبراهيم بكثير من الأقدار وكلما إبتلاه الله بقدر أثبت أنه واثق بالله مذعن لله طائع لله لا يجذع ولا يسخط على قضاء الله، إبتلاه الله سبحانه وتعالى بجفاء الأهل فقد كان أبوه يتوعده (لأرجمنك وأهجرني ملياً)، إبتلاه الله بأن ألقي في النار فحمل وألقي فيها الى أن خاطبها ربها قائلاً (كوني برداً وسلاماً على إبراهيم)، إبتلاه الله بفراق الأهل فخرج مهاجراً الى ربه، ابتلاه ربه أن أمره أن يترك زوجه وأهله فى مكان مقفهر لازرع فيه ولا ماء، ابتلاه ربه بأن يذبح ولده بعد أن شب وكبر وملء عينيه كل هذه كلمات قدرية أجراها الله سبحانه و تعالى على نبيه إبراهيم فما جذع مرة ولا سخط مرة على قضاء الله فيه فأتم ذلك لله، وأما الكلمات الشرعية فالله علمه المناسك وأمره أن يؤذن للناس بالحج وأن يعلم الناس جميعاً تلك المناسك التي نسير عليها إلى يومنا هذا و لذلك وصفه الله تعالى (فأتمهن)، وكما ابتلى الله سيدنا إبراهيم بكلمات قدرية وشرعية نحن أيضاً في ذلك البلاء، الله تعالى يبتلينا بكلمات قدرية يموت الأبناء يضيع المال يمرض الإنسان يحدث له حادث، وكذلك يبتلينا بكلمات شرعية كلفنا بالصلاة وكلفنا بالصيام وكلفنا بالحج وكلفنا بالصدق...فيجب أن نحاول أن نتم كلمات الله كما أتمها إبراهيم، وأدعوك بالصبر وبأن يثبتك الله على دين الله ويرزقك حسن الخاتمة.. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك، اللهم تقبل منا.
|