عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 2011-06-04, 08:21 AM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

أخي الكريم
كتاب السيرة هذا (وكل كتب التاريخ) لا يشترط فيه الصحة على كل ما ورد فيه، بل ولا يشترط أيضاً أن يعبر عن رأي كاتبه، فالطبري وابن كثير يذكرون أسانيد الأخبار، ولأن كتاب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب كتاب مختصر، فالأسانيد أسقطت، لكن هذا لا يخرجه عن كونه كتاب تاريخ، فيه الصحيح والسقيم.
اعلم حفظك الله أن أشياخ أهل التاريخ (الطبري وابن كثير) ذكروا روايات كثيرة للواقدي الذي أجمع أهل الجرح والتعديل على ضعفه، بل وذكروا روايات كثيرة جداً لأبي مخنف وهو كذاب رافضي محترق، فهل غاب عن أهل التاريخ بل عن أشياخهم حال الواقدي وأبي مخنف؟ بالتأكيد لا، لكنه منهج انتهجه كتّاب التاريخ.
في كتب الأحاديث ترى الأحاديث مسندة فلان عن فلان عن فلان يذكرون بأسمائهم، وهذا شرط اشترطه أئمة علماء الحديث على أنفسهم منذ فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه، لأن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم دين، ولا يجوز أبداً التهاون في الدين، أما التاريخ فلا يؤخذ منه دين، وقد ترى كثيراً في كتب التاريخ رواية سندها فلان عن فلان عن مجموعة من الرجال لا يعرف من هم أو ما هو حالهم، وهذه لا تطعن في الكتاب ولا في منهج صاحبه طالما بقيت تاريخ.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.