عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 2008-05-02, 09:34 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,401
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بالأخ الكريم إسلام
وجزى الله خيراً أخانا الكريم أبا عبد الرحمن على هذه الردود النافعة ولى إضافات :

أولاً : بداية لم يذكر أخونا إسلام ما هى الأسباب التى جعلت عقله لا يستسيغ ورود مثل تلك الأحاديث ، فاتهام شئ بالتعارض أو عدم القبول يجب أن يكون مصحوباً بذكر وجه التعارض أو سبب منع القبول ، وأقول أن الدافع من وراء هذا لا يتعدى ما نسميه نحن ( الذوق ) ، الذوق هو الذى يمنع من قبول أمثال تلك السنن.
وهنا أذكّر بقول الله تعالى : ( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ ) [ المؤمنون : 71 ]


ثانياً : هناك أسباب كثيرة وراء ذكر هذه الأحاديث أذكر منها :

1. أنها وقعت بالفعل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلماذا ننكرها؟ وهل نخجل من ذكر شئ فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم !؟ ونحن نعلم يقيناً أنه هو الإنسان الكامل.

2. لماذا نرد الحديث من رواة هذه الأحاديث وهم المشهود لهم بالإيمان وبالصدق وبتحرى الصدق والتقوى والورع ، وهم أنفسهم الذين نقلوا لنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) ترى هل تراه يكذبون على رسول الله ثم يأتون بنص العقوبة على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه!؟

3. بيان حب أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم له ، حيث أنهم لم يدعوا شيئاً صغيراً أو كبيراً فعله أو قاله أو أوصى به أو نهى عنه إلا واهتموا بمعرفته وحفظه ونقله إلينا.

ثالثاً : الفوائد التى تعود علينا من هذه الأحاديث. أذكر منها :
1. أمور تخص النبى صلى الله عليه وسلم.
حتى نعلم يقيناً أن هذا النبى ما هو إلا إنسان عادى ، بشر ، فيه كل خصائص البشرية ، وليس فيه من خصائص الإلهي شئ يذكر ، حتى لا يغالى الناس فى شخص النبى صلى الله عليه وسلم ويضفون عليه هالة من الإلهية أو الربوبية كما فعل اليهود والنصارى بأنبيائهم. فهو يأكل ويشرب ويمرض ويجامع أهله ويرجل شعره وينام على فخذ زوجته، وتأمل حكمة ما فى هذه اللفتة البديعة من هذا النبى العظيم الذى يتودد إلى زوجته بالنوم على فخذها وما يعود بالنفع على الأسرة المسلمة التى يتودد فيها الزوج إلى زوجته ، وتتودد فيها الزوجة إلى زوجها ، وكيف أن هذا المثل يأتى من أعظم قدوة فى هذه الأمة.

2. أمور تخص تشريع الإسلام.
حتى يعلم الناس أن شرع الإسلام يخالف شرع اليهود والنصارى الذى بخسوا المرأة حقها وتعاملوا معها على أنها إنسان من الدرجة الثانية لدرجة أنهم منعوا مؤاكلتها أو ملامستها فى فترة حيضها وهذا شئ لا ذنب للمرأة فيه بل هو شئ قدره الله على حواء وبناتها.

ولنعلم مدى وسطية شرع الإسلام ، وأنه لا يزدرى أحداً لأشياء لا دخل له فيها. ولنعلم مدى عظمة الإسلام الذى جاء لينصف المرأة بعد هذا الغبن الشديد الذى كانت تعانى منه النساء طيلة القرون التى سادت فيها اليهودية والنصارية قبل نزول دين الإسلام. ولنعلم حقيقة الأمر وهو أن الحيض والنفاس ليسا بشئ نجس يجب اجتناب المرأة حاله ، ولكن هو أذى يجب الابتعاد عنه حتى لا يؤذى الرجل بسببه كا يقول القرآن الكريم : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ) [ الشعراء : 222 ]

3. أمور تخص علاقة القرآن بالسنة وحجية السنة.
نعلم أن السنة هى المبينة للقرآن. فلو تأملنا الآية السابقة لوجدنا أن الآية تأمرنا باعتزال النساء فترة المحيض ونهتنا عن اقترابهن حتى يطهرن ، والاعتزال هنا وعدم الاقتراب معناه واسع يشمل اعتزالهن فى بيوت غير البيوت أو اعتزالهن من الفراش أو اعتزالهن من الجماع ، هذه ثلاث درجات من الاعتزال ، ولم تأت الآية الكريمة بتفصيل درجة هذا الاعتزال ولا كيفيته ، بل ذكرت الاعتزال مطلقاً غير مقيد بكيفية ، فجاءت الأحاديث النبوية الصحيحة فقيدت كيفية هذا الاعتزال وأنه اعتزال الجماع لا غير.

4. أمور تخص المرأة.
حيث رفع القرآن من شأنها وبينت السنة ضرورة مخالفة شرع اليهود والنصارى الذى كان يزدرى المرأة لشئ قد قدره الله عليها ، لا ذنب لها فيه. بل جاءت الأحاديث لتشريف المرأة وتبين أن الحيث ليس بنجس بل هو أشبه بحالة مرضية عارضة وهذا لا يمنع من نزول الوحى على النبى وهو ملتحف مع زوجته أثناء حيضها. فانظر مدى هذا التشريف والرفعة لقدر المرأة حتى وهى حائض.

3. أمور تخص المسلمين.
إن اتباع النبى صلى الله عليه وسلم أمر واجب على المسلمين لتواتر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تأمرنا بهذا ، والمسلم يؤجر على متابعته للنبى صلى الله عليه وسلم ولو فى الأمور غير التعبدية فلو أن رجلاً نوى بقلبه أن يفعل كما كان يفعل النبى صلى الله عليه وسلم بأن يقرأ القرآن وهو واضعاً ساقاً على أخرى فى القبلة ، لنال الأجر من الله على هذه النية ، ألا وهى نية اتباع النبى صلى الله عليه وسلم.
فتأمل رحمة الله بنا ، وكيف أنه سبحانه يريد بنا اليسر ويحب لنا الخير ، حتى فى الأمور الجبلية التى قد يفعلها أى إنسان بتلقائية ، بمجرد أن تفعلها وتجمع قلبك على متابعة النبى صلى الله عليه وسلم فإن الله يؤجرك على هذا. وتأمل كيف أنها قد حولت كل حياة المسلمين إلى عبادة ذات أجر بمجرد عقد النية على متابعة النبى صلى الله عليه وسلم فى كل حركاته وسكناته.

فلا شك أن هذه الأحاديث توى لنا من الخير الشئ الكثير ولكننا نغفل عن ما بها من خير ونقصر ذهننا على رفضها وردها بلا مسوغ وبلا تفقه.
والله من وراء القصد.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس