عرض مشاركة واحدة
  #73  
قديم 2012-08-29, 05:05 PM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قولي ربي الله مشاهدة المشاركة
{ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيماً } : ألقى الله كلاما فى قلب موسى -عليه السلام- ، من غير أن يكون هناك لفظ ولا شفة ولا لسان، وذلك الكلام خلقه الله في قلب موسى عليه السلام، والله قادر على ذلك، وليس ذلك بمستحيل فى قدرة الله، فيكون معنى تكليمه إلقاء معنى الكلام فى نفسه بلا سمع.
قال الفراء: العرب تسمي كل ما يوصل إلى الانسان كلاما بأي طريق وصل، وقيل: معناه أنه خلق له الكلام فى جسم من الأجسام ، والزعم أن التوكيد اللفظى يفيد رفع المجاز خطأ فى صفة الله عز وجل، بل التوكيد يأتى -عند التحقيق- بحسب ما أكده به من حقيقة أو مجاز بقرينة ظاهرة أو خفية حالية أو مقالية. فلو قيل : جاء أسد أسد وأريد الرجل الشجاع ، ونصبت قرينة خفية ينفطن لها الناس لجاز؛ لأنه لايمكن أن يكون توكيد كلمة أسد يدل على الحقيقة إن أراد المتكلم الرجل الشجاع وإلا لكان ذلك الكلام بلا معنى مفيد، ثم رأيت ما يقرب مما ذكرت فى كلام ابن هشام إذ قال: لا يرفع التوكيد إرادة المجاز بالكلية، لأن رفعها بالكلية ينافى الإتيان بألفاظ متعددة، ثم إن الزاعم لذلك في الآية يرى أن كلام الله الحقيقي هوألفاظ بلا واسطة، وغاب عنه أن حقيقة كلامه يراد به نفي الخرس عن الله، وأنه لا يجوز وصفه بالنطق واللفظ لأن هذا من صفات الإنسان.
وصفات الله الذاتية مثل السمع والبصر والكلام يراد بها نفي أضدادها وهذا الاعتقاد لمن أراد أن ينزه الله تعالى عن مشابهة المخلوقين تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فالله تعالى قال عن نفسه:((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)).
كيف نؤمن بهذه الآية حقيقة الإيمان إن أثبتنا لله صفات تشبه صفات الإنسان كالنطق واللفظ؟
فإن قلنا أن اللفظ الموجود بين دفتي المصحف المكتوب بالحبر المتلو بالألسن ليس بمخلوق لوقعنا في تشبيه الله بالإنسان في صفة الكلام ؛ لأن الله خالق وماعداه مخلوق قال تعالى:(( خالق كل شيء)).
هل أصدقك أنت أم أصدق الخليلي؟
السؤال الخامس :
ماذا نفهم من قوله تعالى { وكلم الله موسى تكليما }؟
الجواب :
نفهم بأن الله سبحانه وتعالى كلم موسى بدون واسطة ؛ أي لم يرسل إليه ملكا في حالة التكليم ، لم يرسل إليه ملكا كما أرسل إليه في حال إنزال التوراة ، وكما أرسل الملائكة إلى أنبياء الله عز وجل ، وعندما سمع موسى عليه السلام الصوت أتى إليه من جميع الجوانب فكيف هذا الصوت الله تعالى هو العليم به نعتقد أن الله تعالى ليس كمثله شيء ، ونعتقد بأن الله تعالى على كل شيء قدير ، ويمكن أن يأتي هذا الصوت من جوانب متعددة ويمكن أن يأتيه من جانب واحد ، والله تعالى على كل شيء قدير ، وهذا أمر لم يوقفنا الله عليه فنستحب عدم الخوض فيه .
-انتهى-
في نهاية محاضرة أو درس بعنوان: صفات الله سبحانه وتعالى (الحياة، السمع والبصر، الكلام)
والشكر موصول للأخ مهذب من منتدى الدفاع عن السنة.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس