فائدة اليوم 17/ جمادي الثانية (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر)
يقول العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى : " إضاعة الوقت الصحيح يدعو إلى درك النقيصة
إذ صاحب حفظه مترق على درجات الكمال ، فإذا أضاعه لم يقف موضعه
بل ينزل إلى درجات من النقص ، فإن لم يكن في تقدم فهو متأخر ولا بد
فالعبد سائر لا واقف ، فإما إلى فوق ، وإما إلى أسفل ، إما إلى أمام ، وإما إلى وراء
وليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف ألبتة ، ما هو إلا مراحل تطوى أسرع طي
إلى الجنة أو إلى النار ، فمسرع ومبطئ ، ومتقدم ومتأخر
وليس في الطريق واقف ألبتة ، وإنما يتخالفون في جهة المسير وفي السرعة والبطء ،
قال تعالى : ( إنها لإحدى الكبر . نذيرا للبشر . لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر )
ولم يذكر واقفا ، إذ لا منزل بين الجنة والنار ، ولا طريق لسالك إلى غير الدارين ألبتة ،
فمن لم يتقدم إلى هذه الأعمال الصالحة ، فهو متأخر إلى تلك بالأعمال السيئة .))
( مدارج السالكين )