عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 2011-10-11, 07:53 PM
deist deist غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-06-23
المشاركات: 333
افتراضي رد: سؤال يردده الملحد كثيراً: ما هو مصير الكافر الذي لم يبلغه الإسلام؟

طيب النقاشات حول العلم و القران نتركها في الموضوع الاخر.

القران يقول ان الناس جميعهم كانوا موجودين بارواحهم قبل وجودهم على الارض و انهم تعاهدوا مع الله انهم سوف يؤمنون به.

اولا، هذه الرواية الاسلامية غير ملزمة لغير المسلم،

ثانيا، كوننا نسينا هذا العهد يجعله بدون قيمة، لو عاهدتك مثلا على شيء معين، بيع، شراء، اي شيء. ثم بعد اسبوع اصبت بفقدان للذاكرة، و لم يكن هناك اي شيء يثبت وجود هذا العهد بيني و بينك: لا كتاب ورقي، ولا تسجيل صوتي ولا فيديو، ولا شهود، ولا اي شيء: هل ساكون ظالما لو قلت لك انني ليس بيني و بينك عهد من هذا النوع؟ كيف الام على شيء لا اعرفه و ليس لي سبيل للتأكد منه؟

اقتباس:
أنت تتكلم عن الظلم وتنسى بأن الله هو أصل القيم ... لتفهم أكثر ولأبسط عليك الأمر هل تستطيع أن تعرف لنا الظلم ؟؟؟
افهم ما ترمي اليه.

شاهدت عدة مناظرات بين william lane craig و اخرين، و احدى ادلته على وجود الخالق، هو وجود الاخلاق، و حجته تقول: لو لم يكن هناك خالق للكون، فليس هناك معنى للاخلاق لانه ستكون مجرد اختراع بشري و بالتالي ستكون الاخلاق مجرد كذبة كبيرة نكذب بها على انفسنا.

و الحقيقة رغم انني لست ملحدا، الا انني لم اجد قوله هذا مقنعا.

الاخلاق منبعها وجود الوعي: نحن لسنا مجرد روبوتات متحركة، بل لدينا وعي، شعور داخلي، احساس بالالم و الفرح و السعادة. مثلما هناك حق و باطل، هناك خير و شر، الشر هو جلب الاذى للاخرين، و الخير هو جلب الفرح للاخرين. هذه تقريبا هي فلسفتي لاصل الاخلاق او مصدرها. تخيل عالما مكونا من روبوتات لا تشعر: تتحرك وفق ما يمليه عليها الكومبيوتر اللذي في داخلها و لكن ليس لها وعي ولا شعور، و بالتالي لا تعرف معنى للالم او الفرح. في عالم الروبوتات هذا: لا وجود للاخلاق. لو كسرت اي جهاز او شيء غير حي، لا يمكن ان نقول ان هذا العمل فيه شر، لماذا؟ لان هذا الشيء او الجهاز ليس له شعور. بينما لو اذيت كائنا حيا، او حيوانا على الاقل، فان الحيوان له شعور، و يتألم (على الاقل هكذا يبدو لنا)، و بالتالي ايذاء الحيوانات شر.

اما عالم الروبوتات، فليس فيه معنى للخير و الشر، لانه ليس فيه الم او سعادة.

يمكن ان يصبح النقاش فلسفيا اكثر، و تسألني: و لكن لماذا اخترت ان تجعل ايذاء الناس شرا؟ ساقول لك: نحن عرفنا الشر هكذا، و يجب ان تقبله كـ axiom، مثلما تقبل ان هناك "حقيقة" و "باطل". هذه معاني ندركها بالفطرة.

نعم يمكن ان يكون الاله ظالما (نظريا، اقصد من ناحية فلسفية)، فلو قام الاله بتعذيب الناس في النار الى ابد الابدين من دون جرم يستحق ذلك، فهو ظالم، لانه تسبب بالم و معاناة لا نهائية، لكائنات واعية، من دون وجه حق.

اقتباس:
أما بالنسبة للانزلاقات التي وقع فيها الناس من سوء فهم للحسد وللعين فأنا أتفق معك تماما رغم أن القرآن الكريم لم يصورها بتلك القوى الخارقة التي تتحكم في الأقدار وركز في أكثر من موقع على أهمية العمل والتوكل على الله.
حقيقة انا كنت اتضايق كثيرا من مسألة الحسد، و اتضايق من وجودها في القران مما يدل على انه يثبتها و يقر بها. في النهاية توصلت الى "حل"، عن طريق القول: ان الخوف من الحسد هو خوف من قوى خفية، ما عدا الله، تستطيع تغيير مجرى حياتك، و بالتالي فهو شرك. و أولت "من شر حاسد الى حسد" بالقول ان الشر هنا ليس بالضرورة هو تأثير الحسد نفسه، و لكن الحسد قد يجعل الانسان يسعى الى تخريب حياة الاخرين لكي يزيل عنهم النعم، او شيء من هذا القبيل.

لكن اظن ان هذا قول شاذ، و لو عرضته على شيخ سلفي لربما اعتبره كفرا.


اقتباس:
وهذه هي الفطرة ياصديقي : الضمير
وهي محور الحساب كما قلت تماما ... الكتب المقدسة لها دور واحد هو تذكير الناس بهذا الضمير... ولا يمكن استيعاب الكتب المقدسة بدون عقل فهي خطاب للعقلاء بالدرجة الأولى وهي ليست حكرا لأحد.
المشكلة ان القران يوضح بوضوح شديد ان محور الحساب هو الايمان بنبوة محمد و بأن القران كلام الله .. و ليس الضمير.

ليس هناك ذكر مثلا للذين عملوا الصالحات دون الايمان بالدين.

لكن دعك من ذلك، لنفرض ان محور الحساب فعلا هو الضمير. و هو فعلا شيء كنت اقوله في نفسي في مرحلة من المراحل ..

و لكن هنا سؤال آخر: ما فائدة الدين اذن؟

لماذا اصلي و اصوم؟

اذا كان غير المسلم يمكن ان يدخل الجنة بمجرد كونه انسانا صالحا، لماذا اجهد نفسي بالصلاة و الصيام؟ هل انا متورط فقط لاني "سمعت بالاسلام" و بالتالي اصبح علي فرض عين؟ بينما غير المسلم مرتاح لانه لم يتورط و يسمع بالاسلام مثلي؟ الا ترى ان هذا التفكير يعني ان معرفة الانسان بالاسلام تجعله متورطا في امر لا خيار له؟ و انه لو لم يسمع به لكان خيرا له؟

هذه افكار كانت تعتريني لعدة اشهر قبل ترك الدين، حيث كنت انظر الى نفسي و انا اصلي، و اتسائل، لماذا؟ لماذا احرص مثلا على الصلاة في وقتها و كأنني سادخل النار ان فاتتني الصلاة؟ هذا لا يستقيم مع كون الحساب في الاخرة متمحورا حول الضمير و الاخلاق.