[ابن النعمان]

تأمل التدبير في خلق الشعر والأظافر
فإنهما اذا كان مما يطول ويكبر حتى يحتاج الى تخفيفه أولا فأول جعلا عديمي الحس لكيلا يؤلم الإنسان الأخذ منهما , ولو كان قص الشعر وتقليم الأظافر مما يوجد له حس وألم كان الإنسان بين أمرين كريهين إما أن يدع كل واحد منهما يطول حتى يفدخه ويثقل عليها , وإما ان يخففه بوجع وألم يناله منه .
لو نبت الشعر في العين الم يكن سيعمى البصر , ولو نبت فى الفم الم يكن سينغص على الإنسان طعامه وشرابه , ولو نبت فى باطن الكف الم يكن سيعوقه عن صحة اللمس وبعض الأعمال التي تعمل بالراحة كالمصافحة وشبهها .
ولو نبت على فرج المرأة وعلى عوف الرجل الم يكن سيفسد على الإنسان لذة الجماع ؟! فانظر كيف تنكب بالشعر هذه المواضع لما في ذلك من المصلحة وأنبته فى المواضع التي هو لها زين , ثم ليس هذا في الإنسان فقط بل هو فى البهيمة أيضا فانك ترى هذه المواضع خاليه منه لهذا السبب بعينه .
الدلائل والاعتبار على الخلق والتدبير ص69