الموضوع: الكلام الالهي
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2010-05-09, 02:27 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,401
افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ,,
يقول تعالى : آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) [ البقرة ]
فالإيمان بالله هو أصل أصول دين الإسلام. ومعرفة الله هى أصل الأصول ، وأجل المعارف. وإذا كان الله خلق الناس من ذكر وأنثى ليتعارفوا ، فمن الأولى أن نتعرف على الله.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : (اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل:
الأولى: العلم، وهو معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلامبالأدلة.
الثانية: العمل به.
الثالثة: الدعوة إليه.
الرابعة:الصبر على الأذى فيه. ) انتهى
وكيف يكون العلم بالله؟
لا يكون العلم بالله إلا على مراد الله عز وجل ، وهذا ما لخصه الإمام الشافعى رحمه الله يقوله : ( آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله ، وآمنت برسول الله وما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
وكلام الله صفة من صفاته ، والكلام عن الصفات فرع من الكلام عن الذات ، فكما أن ذات الله ليس كمثله ذات ، فإن صفات الله ليس كمثلها صفات. ومن ثم فإن كلام الله ليس كمثله كلام.
وقد اتفق جمهور العقلاء على أن الكلام صفة المتكلم. والصفة ليست هى الذات ، وليست بخلاف الذات ، بل هى ما تحدد كنه هذه الذات.
والسؤال : هل الله يتكلم؟
والإجابة : نعم.
وما الدليل؟
هناك أدلة كثيرة جداً قد بلغت حد التواتر فى القرآن نفسه ، فضلاً عن السنة الصحيحة ، وكذا إجماع الأمة والسلف الصالح. ولكنى سأقتصر على ذكر الدلة من القرآن فهو القاسم المشترك بين جميع فرق الأمة.
وسوف أقسم أدلة كلام الله إلى مجموعة أقسام وسأتى بحول الله وقوته – لكل قسم بمجموعة من الأدلة والشواهد.
القسم الأول:
النص صراحةً على أنه لله سبحانه وتعالى كلام :
قال تعالى : أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) [ البقرة ]
قال تعالى : وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ (6) [ التوبة ]
قال تعالى : سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ [ الفتح : 15 ]
قال تعالى : قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144) [ الأعراف ]
هذا من حيث جمس الكلام. أما على مستوى الفعل فيأتى القسم الثانى.
القسم الثانى :
الإخبار بأن الله يتكلم :
قال تعالى : تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ [ البقر : 253 ]
وقال تعالى : وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا [ النساء : 164 ]
وقال تعالى : وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ [ الأعراف : 143 ]
وقال تعالى : وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) [ الشورى ]
وقال تعالى : هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) [ النازعات ]
القسم الثالث:
ذكر بعضاً من كلام الله مقتبساً فى القرآن الكرم.
قال تعالى : فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16) [ طه ]
وتأمل قوله : إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي فهل من أحد غير الله يقول هذه العبارة لسيدنا موسى ؟!
القسم الرابع:
ذم آلهة الباطل التى لا تتكلم:
وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148) [ الأعراف ]
القسم الخامس :
من مقتضيات أسماء الله.
فالله تعالى هو الحكيم وهو اسم من أسمائه الحسنى ، وله معنيان صحيحان الأول مشتق من الحكمة وهو وضع الشئ فى موضعه دونما خلل ، والثانى من الحكم وهو الذى نقصده .
قال تعالى : كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) [ البقرة ]
وقال تعالى : فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [ النساء : 141 ]
وقال تعالى : وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آَمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (87) [ الأعراف ]
والآيات فى هذا المقام كثيرة.
ومن مقتضى أن الله يحكم بين الناس ، أنه يكلمهم بكلام يسمعونه ويدركونه ويفهمونه.
يتبع ...
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس