عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 2011-05-27, 09:41 AM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

أهلاً بالمستبصر من جديد
أمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالتذكرة بالقرآن الكريم، لكن هل أغلق الله سبحانه وتعالى الباب أمام شيء آخر؟ الجواب لا، إذن فمن له أن يدخل هذا الباب؟
وحتى نفهم الأمر بشكل أوضح، دعني أولاً أقسم البشر منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة، وهم على نوعين:
1- رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ليس كأحد من البشر، فهو وحده الذي علمه الله وأيده بالوحي قال تعالى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ * [النجم:3-5]، وهو وحده من أمر الله سبحانه وتعالى بطاعته طاعة مطلقة، قال تعالى وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ [التغابن:12]، وهو وحده من ربط طاعته بالهداية، قال تعالى قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ [النور:54]، وهو وحده من ربط قبول الأعمال بطاعته، قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ [محمد:33]، وهو وحده من أمر عز وجل برد الأمر المتنازع عليه إليه وحده، قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59]، وعليه فرسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كأحد من البشر.
2- باقي البشر، وهم لم يؤيدوا بوحي ولم نؤمر بطاعتهم الطاعة المطلقة، وهذا لا يتنافى مع تزكية القرآن الكريم (وكذلك السنة النبوية) للصحابة في مواطن عديدة، فالله حينما يقول أنهم صالحون لا يعني هذا أنه أيدهم بوحي أو أمر بطاعتهم طاعة مطلقة.
مما سبق وبالعودة إلى أمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالتذكرة بالقرآن الكريم، وعدم أغلاق الباب أمام شيء آخر، نجد أن الشيء الوحيد الذي له أن يدخل هذا الباب، هو قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله وإقراره، وبكلمة أخرى فهو السنة النبوية المطهرة.
إذن حتى الآن لا يوجد دليل قرآني ولا عقلي في حصر التذكرة بالقرآن الكريم، ووجدنا أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الشخص الوحيد المتميز عن غيره من البشر وبدليل القرآن الكريم، وأنت تفضلت وقلت سابقاً أن القرآن يكمل بعضه بعضاً.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس