عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2015-04-17, 06:14 PM
الباحث كمال مختار اسماعيل الباحث كمال مختار اسماعيل غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2015-04-16
المشاركات: 0
افتراضي فوائد الرحلة في طلب الحديث

من هذه الفوائد تحصيل الحديث، وهذا ما ابتدأ به بعض الصحابة -رضوان الله عليهم- وتبعهم في ذلك من جاء بعدهم من المحدثين، ومنها التثبت من الحديث، وقد كان مقصد أبي أيوب في رحلته إلى مصر ليسمع الحديث من عقبة بن عامر > كان مقصده هو التثبت من أن هذا الحديث قاله رسول الله وسمعه عقبة، ويأخذ عنه هذا الحديث مباشرة، وكذلك رحل شعبة بن الحجاج من أجل إسناد حديث فضل الوضوء والذكر بعده: ((من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين فاستغفر الله إلا غفر الله له)).
ومن فوائد الرحلات طلب العلوِّ في الإسناد، ذلك لأنه بالرحلة تقلُّ الوسائط بين التلاميذ والشيوخ، وقد قيل لأحمد: أيرحل الرجل في طلب العلو؟ فقال: بلى والله شديدًا، لقد كان علقمة والأسود يبلغهما الحديث عن عمر -رضي الله تعالى عنه- فلا يقنعهما حتى يخرجا إلى عمر فيسمعانه منه.
كذلك من الفوائد البحث عن أحوال الرواة، كان من أهداف الرحلة تقصِّي أحوال الرواة وأخبارهم حتى يتميَّز مَن منهم عدول ومن منهم غير عدول، أو مجرِّحين.
ومن أمثلة الرحلة لهذا الغرض سعي الإمام يحيى بن نعيم إلى أبي نعيم الفضل بن دكين؛ ليختبر حفظه وتيقظه وقد وجده حافظًا ثبتًا.
وكذلك من الفوائد مذاكرة العلماء كالخطيب، ولو كان حكم المتصل والمرسل واحدًا؛ لما ارتحل كَتَبة الحديث، وتكلفوا مشاقّ الأسفار إلى ما بعد من الأقطار للقاء العلماء، والسماع منهم في سائر الآفاق، وعلى الرغم من مذاكرة العلماء كما يُفهم من هذا النص، يُفهم منه أمر آخر وهو أنه من فوائد الرحلة هو التمييز بين ما هو متصل من الأحاديث، وهذا شرط أو ركن من أركان الحديث الصحيح أو الحسن، وما هو مرسل مما فيه انقطاع، وقد يكون الانقطاع هو عدم وجود الصحابي ورفع التابعي الحديث إلى رسول الله وقد يكون الانقطاع في غير ذلك الموضع، وكانوا يسمونه أيضًا مرسلًا.
رد مع اقتباس