عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2008-04-14, 11:33 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,399
افتراضي خير الرجال وخير النساء فى الإسلام

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد النبيين والمرسلين ورحمة الله للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ،،

فإن من فضل الله علينا أن خلق لنا من أنفسنا أزواجاً لنسكن إليها وجعل بيننا مودة ورحمة ، وشرع لنا أمر الزواج ليعف كل منا نفسه ويقضى وطره ويفرغ شهوته فى أمر أحله الله ، بعيداً عن الرذيلة والسفاح.

وليس هذا فحسب بل إن من عظمة دين الإسلام أنه يحث كلا من الزوجين أن يكون أحدهما خير زوج بالنسبة للآخر. ولم يتركنا حتى عرفنا بمعيار الخيرية بضوابط صحيحة لا تقبل الاختلاف أو الجدال.

وأذكر فى هذا المقام حديثين لرسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما يضع معيار الخيرية الحق بالنسبة للزوج ، وآخر معيار الخيرية الحق بالنسبة للزوجة.

فمعيار خيرية الأزواج يتمثل فى قول النبى صلى الله عليه وسلم : ( خيركم ، خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهله).

ومعيار خيرية الزوجات قول النبى صلى الله عليه وسلم (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود العؤود، التي إذا ظُلمت قالت: هذه يدي في يدك، لا أذوق غمضاً حتى ترضى) [رواه الدار قطني والطبراني وحسنه الألباني].

وإذا تأملنا هذين الحديثين العظيمين وجدنا من المنافع ما لا يحصيه إلا الله ، ولكن بنظرة عامة على الحديثين نجد أن النبى صلى الله عليه وسلم قد جعل معيار خيرية الأزواج أمراً مطلقاً فقال : ( خيركم ، خيركم لأهله ) ولم يحدد لها حداً ، ولم يضع لها وصفاً ، ولكنه حدد سبيلاً لبلوغ هذه الخيرية فقال : ( وأنا خيركم لأهله ) معنى هذا أن الرجل لكى يكون خير الأزواج بالنسبة لزوجته فيجب عليه أن يقتدى برسول الله صلى الله عليه وسلم فى صفاته وفى خلقه وفى أفعاله.

وهذا يستوجب على كل رجل منا أن يتعرف على سيرة النبى الكريم ويدرس أفعاله ويسأل عن صفاته وعليه أن ينفذ ويطبق ما كان يفعله النبى صلى الله عليه وسلم مع أهله ، وكلما عرف أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يفعل فعلاً معيناً فيه إرضاء لزوجاته فإنه يتوجب على كل زوج أن يعامل أهله بمثل ما كان النبى صلى الله عليه وسلم يعامل أهله ، فها هو النبى صلى الله عليه وسلم كان فى مهنة أهله فلما سئِلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنَع في بيته؟ قالت: يكون في مهنة أهله ـ يعني: خدمتهم ـ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. رواه البخاري.

أما عندما يتحدث النبى سلى الله عليه وسلم عن معيار خيرية الزوجات فإنه يضع معايير ثابتة وواضحة ومحددة فقال : (الودود الولود العؤود، التي إذا ظُلمت قالت: هذه يدي في يدك، لا أذوق غمضاً حتى ترضى") فهذه أربع صفات لخير الزوجات :

1- الودود.
2- الولود.
3- العؤود.
4- التى لا تنام حتى ترضى زوجها ويرضى عنها زوجها وإن كان هو الظالم لها.

وبشئ من التفصيل عن هذه الصفات فنقول أن الودودد هى التى تتودد إليها زوجها مصداق قول ربنا سبحانه : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) والمودة هى مجمل لحسن الخلق وإظهار كل طرف للرغبة والميل إلى الآخر ، وفى هذا الكثير من دعائم بناء البيت أما البيت الذى يصاب أهله بالنفور كل من الآخر فهذا بيت مقضى عليه بالفشل قبل أن يبنى.

والولود قد يظن البعض أنها المرأة التى تلد ونقيضها العقيم وهذا ليس بصحيح على طول الخط ، فأنى لنا أن نعرف هل الفتاة ولود أم لا ،فإن هذا لا يتأتى إلا بالمعاشرة ، ولكن والله أعلم فإن المقصود به هى المرأة التى ترغب فى كثرة الإنجاب ولا تتعلل بالعزوف عنه بدعوى عدم التفرغ أو خوفاً على جمالها أو شئ من هذا القبيل والذى كثر الحديث عنه فى هذه الأزمان.

وفى هذا يقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ( تزوجوا الولود الودود فاني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) [ رواه أحمد ]

والعؤود فسرها النبى صلى الله عليه وسلم بقوله : (التي إذا ظُلمت قالت: هذه يدي في يدك، لا أذوق غمضاً حتى ترضى).

وإذا نظرنا إلى الحديثين وجدنا أن النبى صلى الله عليه وسلم قد أطلق معيار خيرية الرجال وقيده بالنسبة للنساء ، وهذا بلا شك يتناسب مع طبيعة الرجل الذى يجب عليه أن يبذل جهداً أكبر من أجل تحقيق معيار الخيرية.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]

آخر تعديل بواسطة أبو جهاد الأنصاري ، 2015-06-11 الساعة 10:35 PM
رد مع اقتباس