عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2015-11-21, 11:06 AM
احمد عبد الحفيظ احمد غيث احمد عبد الحفيظ احمد غيث غير متواجد حالياً
مشرف ومحـــاور
 
تاريخ التسجيل: 2014-08-21
المكان: عمان - المملكة الاردنية الهاشمية
المشاركات: 654
مهم صدق نبوءة القرآن الكريم في ظهور ملاحدة الحرم المكي...

الالحاد في اللغة يعني الميل عموما؛ ومعناه في القرآن هو الميل أيضا من حيث تمييل (تغيير) وجهة الحق الى وجه باطلة فمثلا قول الله تعالى:(وَلَقَدْ نَعْلَم أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمهُ بَشَر لِسَان الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيّ وَهَذَا لِسَان عَرَبِيّ مُبِين) والمراد بقوله يلحدون اليه أي يميلون (يغيرون) نسبة الكلام الى الله فينسبونه الى جه باطلة فينسبونه الى رجلا عجمي لانكار أنه من عند الله.
وقد ورد لفظ الالحاد أيضا في قوله تعالى: وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون؛ والمراد بقوله هنا ويلحدون في اسمائة هو الميل بها عما يجب اعتقاده فيها كمثل نسبها الى غير الله كأطلاق اسم العزى على صنم وهو اسما مشتق من العزيز؛ وكذلك اسم اللات وهو مشتق من الله واسم مناة وهو مشتق من المنان؛ ومن الالحاد في اسمائه أيضا انكار مضمونها كأن يقال إن الله تعالى رحيم بلا رحمة ، وسميع بلا سمع.
ثم جاء أيضا ذكر الالحاد في قوله تعالى: أنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَنْ يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ؛ والمراد هنا أيضا الاشارة الى الذين يميلون عن الحق وعن حجج الله وآياته فيغيرون وجهتها والمراد منها وهنا المسألة تختلف عن التأويل فالتأويل يراد به التفسير حسب الاهواء أما الالحاد فيراد به وضع الآيات موضعا باطلا لأنكارها؛ بمعنى الطعن بآيات الله وتحميلها معاني آخرى لأنكار أن الله هو قائلها.
ويتضح لنا من خلال عرض الآيات أعلاه والتي ذكر فيها الالحاد ان المراد به هو الميل عما يجب الاعتقاد به الى ما لا يجب الاعتقاد به...والالحاد حديثا يعني النكران...نكران الله وآياته...
والآن نأتي لقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ.
جائت اغلب اقوال العلماء بخصوص الالحاد هنا بأنها المعاصي؛ ويعود السبب بذلك إلى ان عصورهم لم تشهد ظهور من يلحد في الحرم بالمعنى الفعلي والمماثل للالحاد في اسماء الله و في آياته؛ فلم يخطر ببال العلماء انه سيأتي يوم يظهر فيه من يلحد في الحرم؛ ومثل ذلك تفسيرهم لبعض الآيات قبل ظهور العلم الحديث وبيان حقيقتها بشكل جلي كمثل موضوع كروية الارض...
ومن ناحية آخرى نجد ان سياق الآية لا يؤيد ان المراد بالالحاد هنا المعاصي كما سنبين ذلك؛ فبالإضافة الى ان كلمة الحاد وردت في القرآن بمعنى الميل والنكران فهنالك ايضا ما يلي:
1) قوله "يرد فيه" فعل مضارع وبالتالي فالكلام عن شيء لم ينفذ فعليا لو كان معصيه؛ وقد قال بذلك اغلب العلماء بأن "يرد فيه" هي حديث النفس فقط؛ وبالتالي فأن الله لا يعذب على فعل لم يرتكب.
2) لو كان المراد هو المعاصي سواء بالفعل او بالنوايا؛ فهل هي فقط محرمة في المسجد الحرام ؟؟!! وفي المساجد الآخرى ليست كذلك؟.
3) لو كان المقصود أيضا بمضاعفة العذاب لارتكاب المعاصي او عقد النية عليها في المسجد الحرام ؛فأنه لا دليل على ذلك ولا يوجد ما يشير الى هذا؛ فلم يقل الله "نضاعف له العذاب".
4) يرد فيه بالحاد...أي يريد ان يلحد فيه...أي يلحد في الحرم..كمثل قوله يلحدون في اسمائة..يلحدون في آياته...ومن الملاحظ أن يلحدون فعل مضارع كما هو فعل يرد وبالتالي فالمراد هنا يلحد فيه أي يلحد في الحرم...
وهذا يتوافق وينسجم مع قول رسول الله عليه الصلاة والسلام فقد جاء في صحيح البخاري: أبغض الناس إلى الله ثلاثة : ملحد في الحرم ، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية ، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه .

والآن وقد ظهر من يلحد في الحرم المكي...ويقول بأنه ليس هو الذي نعرفه وأنما هو مختفي الأثر وتم طمس ملامحه....فنقول له بأن الله ما كان ليغفل عنكم وعن مسعاكم ... فخاب مسعاكم!!!
رد مع اقتباس