عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2012-10-14, 01:54 PM
Leer Leer غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-11
المشاركات: 4
افتراضي

22- سورة الحج
فيها ذكر الخلق من تراب ثم مضغة ثم علقة ثم حال الإنسان في التكوين ، وإثبات البعث بعد الموت وقال في سورة المؤمنون (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ(15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ(16)
_ هذه الآية ( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ ) ورد معناها في سورة الحج
(الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ(40) ) أي لو اتبع الحق أهواء المشركين لفسدت السموات والأرض لأنَّ أهواءهم على غير تنظيم.
وأهواؤُهُم على غير بيِّنةٍ لكن الحق عز وجل جعل الشرائع والديانات تعيش مع بعضها في توافُقٍ حِفظًا للناس من القتال والهلاك.
23- سورة المؤمنون بدأت بما بدأت به سورة الحج من خلق الإنسان ومراحل تكوينه تراب ومضغة وعلقة وعظام ولحم.
- (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) وعطف في سورة النور على ذكر حِلِّ الأكل في البيوت .
بعدما ذكرت صفات المؤمنين المفلحين أهل الفردوس الخاشعين في صلاتهم والمؤتون الزكاة والمعرضين عن اللغو ، والمحافظين على الأمانات.
- (وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) هذه للتحذير من الشرك وفي سورة النور التحذير من مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم
(لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
24- سورة النور
فيها ذكر أحول وأحكام الزنى وعقوبته لذلك جاء في سورة الفرقان صفات عباد الله المؤمنين الذين لا يزنون.
- انظر إلى هذه الآية (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ثم انظر في سورة الفرقان إلى حسرة من لم يتَّبِعِ الرسول صلى الله عليه وسلم (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً(27)
(ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون ) ناسبت في ذكر صفات أهل الفردوس في سورة المؤمنين ، وأنَّ الفائزين هم الناجون يوم القيامة من النار ، وهي نفس صفات عباد الله المتقين في سورة الفرقان.
25- سورة الفرقان
بدأت بذكر أنَّ الكتاب منزلٌ من الله وهو الفرقان بين الحق والباطل والمسلمين والكافرين ، وفرَّق الأشياء وبيَّنها كما بدأت سورة النور بكلمة سورة فالقرآن الكريم وحدة مترابطة حروف تكوَّنُ كلماتٍ والكلمات منها الجُمَلُ والجملُ مِنها
الآيات والآيات منها السور والسور كوَّنت مجموعةً القرآن العظيم كلام الله اللذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
- قال هُنا (وَكُلّاً ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلّاً تَبَّرْنَا تَتْبِيراً) آية 39 ثم ذكر في سورة الشعراء هؤلاء الأقوام الذين دمَّرهم الله .
مرورًا بذكر الأقوام البائدة كقوح نوح ولوط وعادٍ وثمود ناسبت ذكرهم بالتفصيل في سورة الشعراء وحوار الرسل مع أقوامهم.
26- سورة الشعراء
(إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) آية 4 مِثلُها في سورة الفرقان (وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً) آية 51 قُلت : قد يقول القائل هُنا قال نذيرًا ولم يُلزِمهُم بحجَّةٍ ؟
فيكون الرد أنَّ إرسال الرسول هو حجَّةٌ واضحة وآيةٌ بيَّنةٌ ، قال تعالى (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) سورة النساء آية 165 .
وقد ثبت في الصحيح « خ 5220 م 2760 » عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل من أجل ذلك مدح نفسه ولا أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك بعث النبيين مبشرين ومنذرين وفي لفظ آخر من أجل ذلك أرسل رسله وأنزل كتبه.
فُتِحت بذكر قصة موسى عليه السلام بعد ذكره مجمَلًا في الفرقان وبيَّنت السورة كثيرًا من الحوارت والنقاشات والدعوة إلى الله تعالى من رسلِهِ الكرام إلى الأقوام السابقة ، قوم موسى وإبراهيم ولوط ونوح وهود وصالح وشعيب عليهم السلام جميعًا.
وذكر الله فيها من أحوال موسى عليه مع فرعون وإظهار آياته من اليد والعصا ما يُحيِّرُ الألباب ، ويهدي الناسِ إلى صراطٍ مستقيم.
وخُتِمَت بمدح القرآن الكريم كما بدأت الفرقان بمدح الكتاب العزيز ومُنَزِّلِه على العباد.
- (وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ(198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ(199) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ(200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ(201)
- وقال في سورة النمل عن آل فرعون (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) آية 14
والسورة فيها الكثير من العِبر لمن شاء أم يتدبَّر
27- سورة النمل
بدأت بذكر قصى موسى عليه السلام ومناجاته لله في الطور بعدما أسهب في ذكره في الشعراء ثم ذكر ما ليم يذكرهُ هُناك.
وذكر سليمان وداوود إذ لم يذكرهم في الشعراء وكانوا من عظماء أنبياء بني إسرائيل ولهم العبادة الصالحة والمُلك العظيم من الله والمزايا العجيبة كمخاطبة الطيور وتسخير الجن والإنس والطيور لسليمان ، وإلانةِ (تشكيل) الحديد لداوود عليه السلام وتسبيح الجبال والطيور معه حين يقرؤ الزبور.
وأعادت ذكر قوم صالح وما حاولوا من مكرهم به ولكن الله لهم بالمرصاد ، وذكر لوطًا واستهزاء قومه بهم ومن طهارته عن رجسهم وفِسقِهم.
ذكر ذكر آيات الله العظيمة التي تدعوا إلى التأمل في الخلق العظيم لأنَّهُ افتتح الشعراء بذكر (أو لم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوجٍ كريم)
28- سورة القصص
كما النمل بدأت بذكر قصى موسى عليه ومنذُ ولادته حتى غرق فرعون وذكر إنزال الكتاب على موسى عليه السلام – هُنا ذكر قصى قتل موسى للقبطي حيث في سورة الشعراء قال إنَّهُ خائفٌ مِنْ أن يقتلوه كما قتل القبطي فهنا بيَّنَهُ ،
وذكر نداء الطور مثل سورة النمل وطلبه لأخيه هارون نصيرًا ورِدءًا معه ، كما ربط الله ذكر الحرم الآمِن في آخر السورة كما ذكره في سورة النمل ( إنَّما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرَّمها وله كل شيء)
وختم بذكر قارون الذي تكبَّر فخسف الله به الأرض مِثلما ذكر في سورة النمل مرور الجبال كالسحاب ، فلو كان الله قادِرًا على تدمير الجبال الراسية فإهلاك قارون وأمثاله أهون عند الله وما كانوا منتصرين.
(من جاء بالحسنة فله خير منها ...) وقال في النمل (من جاء بالحسنة فله خير منها..) مع اختلاف أنَّ النمل ذكرت مصير السيئة وهو النار والمقصود بها الشرك ، أمَّا في سورة القصص فذكرت المصير مُجملًا وهو ما كانوا يعملون.
وأيضًا ملك قارون لم يغنِه عن عذاب الله كما أنَّ مُلك بلقيس (ملكة سبأ) لم يكن ليغنيها من الله من شيء لولَّا أنَّها أسلمت مع سليمان لله رب العالمين ولله الحمد والمِنَّةُ.
29- سورة العنكبوت
شبَّهَ الله الإلِهة من دونه ببيت العنكبوت وهو مثل صرح فرعون الذي طلبه ليصل إلى الله فلا هو وصل ولا اهتدى ، وذكر الله أحوال إهلاك فرعون وهامان وذكر قارون مرة أخرى تأكيدًا لحاله وخُسرانِهِ ،
وشابهت هذه السورة ما تليها سورة الروم بآية (ليكفروا بما آتيناهم) مع اختلاف الألفاظ والحروف ، وأعاد ذكر الحرم الآمن لعلَّ أهل مكة يفقهون النعمة التي هُم فيها. وتكفَّل الله برزق الدواب والناس معهم.
- إستعجال الكافرين بالعذاب ناسَب ما في سورة القصص من خُذلان الذين يريدون الحياة لمَّا رأوا ما حلَّ بقارون في الأرض ، وناسب ما في سورة الروم موقف الكافرين المجرمين يوم تقوم الساعة فيقسمون لم يلبوا غير ساعة.
30- سورة الروم
لمَّا ذكر الله ابتلاء الناس كما ابتلى من قبلهم في الأمم السابقة في صدر سورة العنكبوت ذكر نصر الروم على فارس ، تيَّمُنًا بنصر المؤمنين والتمكين لهم في الأرض ، كما ذكر في سورة العنكبوت الدعوة إلى التفكر في خلق الله ، شرح خلق البشر من ترابٍ وتسخير الأزواج للبشر ، والرعد والمطر واختلاف الناس .
قبل في سورة العنكبوت قال (اتل ما أوحِيَ إليك من الكتاب وأقم الصلاة إنَّ الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكثر والله ما تصنعون ) فما هي مواقيت الصلاة ؟ قال في سورة الروم (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله
الحمد في السموات والأرض وعشيًا وحين تظهرون ) ثم أمر لقمان ابنه فقال (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إنَّ ذلك من عزم الأمور)
- (ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل..) وقال في سورة العنكبوب (وتلك الأمثال تضربها للناس...) فهُنا ضرب الأمثال وبيَّن فائدة ضرب الأمثال وهي للناس كيف يعقلوا ويفهموا ويتدبَّروا القرآن العظيم ويستنبطوا العِبَرَ.
31- سورة لقمان
ذكر الله أنَّهُ قادِرٌ على إخراج حبة من خردلٍ لو كانت في السماوات أو في الأرض أو في صخرة وهذا مثل ما ذكره في سورة الروم أنَّ الإنسانَ خُلِقَ ضعيفًا فهو قادِرٌ على إعادته وهو على كل شيء قدير.
ولمَّا ذكر مراحل الإنسان من ضعف إلى قوة ومن قوة إلى ضعف ثم شيبة كان لزاماً ذكر رضاعة الولد من أمِّهِ وهي تمام الضعف في الصغر .
- ذكر الله تسخير الشمس والقمر والسموات والأرض للإنسان وإسباغه بالنِعَمِ عليه ومن هذه النعم ما ذكره في سورة الروم من الزوج والمعاش ، واختلاف الأجناس والألوان والبرق والمطر .
وأنَّ الأولاد واللآباء لا يجزون عن بعضهم شيئًا ولا يملكون شفاعةً لبعضهم إلا بإذن الله ، ومفاتح الغيب الخمسة التي ذكرها ومِنها الموت فصَّله في السورة التي تليها وكيفية قبض الروح من ملك الموت.
والله المستعان
32- سورة الم تنزيل السجدة
فيها بداية خلق الإنسان من سلالة من ماء مهين ، وهذا تذكير بحال الإنسان فهو من سلالة أي شيء مترابط أب وأم وهو وإخوته وإخوانه وأولاده وأقارِبه لذلك وصَّى الله بوالدين فهما أصله وبأولاده فهو أصلٌ لهم.
وأشار إلى ذكر موسى عليه السلام ولقاء النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكره في سورة الأحزاب في موضع الميثاق الذي أخذه على الأنبياء ثم ذكره في آخر سورة الأأحزاب وتبرِئة الله له من تُهمُ اليهود الماكرين .
33- سورة الأحزاب
أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بعدم إطاعة الكافرين والمنافقين حيث أشار في سورة الم تنزيل السجدة (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا) وهم لا يستوون فكذلك لا يبتع المؤمن الكافر.
(فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرة أعين...) بيَّنتها في سورة الأحزاب (إنَّ المؤمنين والمؤمنات..) فهؤلاء لهم الدرجات اعلى بصفاتِهم العظيمة الإيمان والإسلام والقنوت والخشوع والصدقة والصدق والصوم وحفظ الفروج
وذكر الله كثيرا.
- كان بعد اليهود يُعيبون على النبيِّ صلى الله عليه وسلم اتخاذه عدة أزواج وقالوا لو كان نبيًِّا ما اهتم بالنساء فذكر الله في سورة سبأ داوود وسليمان عليهما السلام – ففي نص الحديث كان عند سليمان عليه السلام ألف امرأة ، وفي الأثر أنَّ داوود عليه السلام كان لديه مائة امرأة فهما نبيَّانِ ملِكانِ عابدان زاهِدان قُدوتان في العبادة رغم ذلك.
والأنبياء عليهم السلام لا تُشغِلُهم مُتَعُ الدنيا عن ذكر الله والاجتهاد في العبادة فكان داوود عليه السلام يصوم يومًا ويفطر يومًا ويقوم نصف الليل ، وكان سليمان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر كثير البكاء والخشية ، وكان نبيُّنا محمد
صلى الله عليه يقوم حتى تتفطر قدماه ، ويصوم حتى يقول القائل لا يفطر ويفطر حتى يقول القائل لا يصوم ، دائم الذكر كثير البُكاء والورع والخشية لله.
وكان يوسف عليه السلام يصوم وهو عزيز مصر ، وصام نوحٌ الدهر كُلُّهُ سوى يومي الفطر والأضحى في بعض الأثر.
الأمر للنساء بالستر والعفاف ، وذكر صفات المؤمنين (إنَّ المؤمنين والمؤمنات .. ) الآية ناسبت ما وعد الله به المسلمين في الجناتِ من قرة أعينٍ في سورة الم التنزيل السجدة ، وآية (ورد الله الذين كفروا بغظيهم) كما قال في التي قبلها (
34- سورة سبأ
- (ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الهدق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد) كما امتنَّ على المسلمين بهدايته لنا بإرسال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلينا ، (إنَّا أرسلنا شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا.)
ذكر الله تدمير قوم سبأ بالسيل العرم كما دمَّر الله الأحزاب بالريح ، وكُلُّها جنودُ الله يُسلِّطُها على من يشاء.
- بعد ما ذكر الله تبرُّؤ الأتباع من المتبَّعين ، وتحجُّجِ الضعفاء باتباع السادات والكبراء في سورة الأحزاب فصَّل في سبأ الحوار بينهم ، وكيف تبرَّؤو من بعضهم حيث لا ينفع الظالمين معذرتهم ولا هم يُستعتبون.
(قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله...) كما قال في سورة فاطر (يا أيها الناس اتقوا ربكم من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض...)
قالوا (وقالوا نحن أكثر اموالا وأولادا وما نحن بمعذبين ) فردَّ على زعمهم (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد )
وبدأت السورة بحمد الله كما بدأت فاطر بحمد الله
35- سورة فاطر
بدأت بحمد الله ثم ذكرت من صفات الملائكة وخَلْقِهِم ، لأنَّ الله ختم بهم سورة الأحزاب حيث سألهم عن الكافرين أكان يعبدونهم ؟
ذكرت سورة سبأ (ذكر الله في سورة سبأ ) من وصف تسبيح الجبال مع داوود عليه وبيَّنت سورة فاطر بعضًا من ألوان الجبال الرواسي.
- (...إنَّما يخشى الله من عباده العلماء..) ومن هم العلماء غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام واتباعهم الذي أخذوا العلم بحظٍ وافِرٍ كما قال الإمام أحمد رحمه الله « 5/196 » حدثنا محمد بن يزيد حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة عن قيس بن كثير قال:
-
- قدم رجل من أهل المدينة إلى أبي الدرداء رضي الله عنه وهو بدمشق فقال ما أقدمك أي أخي قال حديث بلغني أنك تحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أما قدمت لتجارة قال لا قال أما قدمت لحاجة قال لا قال أما قدمت إلا في طلب هذا الحديث قال نعم قال رضي الله عنه فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
-
- من سلك طريقا يطلب فيها علما سلك الله تعالى به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإنه ليستغفر للعالم من في السماوات والأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب إن العلماء هم ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر وأخرجه أبو داود « 2641 » والترمذي « 2682 » وابن ماجة « 223 »
36- سورة يس
- قال في سورة فاطر (والله خلقكم من تراب ثم نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه..) فقال في سورة يس (سبحان الذي خلق الأزواج كلَّها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون.)
- شاركت سورة الصافات (..ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون..) وهُناك قال (وما تجزون إلا ما كنتم تعملون.) و"ما" هذه نافية بمعنى لا .
قال في السورة أيضًا عن وصف الكافرين عند الصراط (ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون..) وفي سورة الصافات علمنا أنَّ الملائكة تُرشِدُهم أو تحشرهم إلى جهنم ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم)
في آخر السورة ضرب مثلًا لمن أنكر إعادة البعث ، فكانت بداية الصافات بأن ذكرت إنكار الكافرين للبعث أن يكونوا تراباً وعِظاما وهذا كان ديدَنَهُم إنكار البعث بعد الموت.
37- سورة الصافات
فيها ذكر الذبيح إسماعيل عليه السلام بعدما فصَّلت قصة الخليل إبراهيم عليه السلام مع أصنام قومه ، وفيها ذُكِرَ نوحٌ وموسى وهارون عليهم السلام - على وجه الإجمال وفُصِّلَ ذِكْرُ إلياس ولوطٍ ويُونُسَ وقِصَصِهم مع أقوامِهِم والعاقبة المتقين.
- صوَّر الله فيها ألوانًا من العذاب ومنها شجرة الزقوم ثم ذكر بقية الأصناف في سورة ص.
- لمَّا افتتح يس (إنَّك لمن المرسلين..) أي مثل إخوتِكَ من الرسُلِ الكرام والصالحين ختم الصافات بـ (وسلامٌ على المرسلين.)
38- سورة ص
- تشابهت مع سورة الصافات في كثير من الألفاظ (رب السموات والأرض وما بينهما..) ، و(من عبادِنا المُخلصين..)
فالقرآن مثاني ومُتشابهات ومُحكمات.
- بعدما ذُكِرَ الرسل سابقين أضاف عليهم من لم يذكرهم كداوود عليه السلام ومُلْكِهِ العظيم الذي أنعم الله عليه به من تسبيح الجبال والطير وإيتائه كتاب الله الزبور وصوته الجميل بترتيله. ثمَّ عطف على ذكر ولده سليمان وتسخير الرياح
والجن والإنس والطير له. ، وذُكِرَ في مقام الصابرين (أيوب عليه السلام) على بلائه الطويل ، كما بيَّنَ الله صبر إسماعيل عليه السلام في سورة الصافات فهُنا صبر أيوب في سورة ص ، وفيها ذكر أطعمة أهل الجنَّة
والأبواب والغرف لهم ، وتخاصم أهل النار وقصة آدم عليه السلام ورفض إبليس للسجود له.
وإعادة ذكر إبراهيم وإسحاق وإسماعيل مع جملة الأنبياء لأنَّهُ ذكرهم في الصافات وأثنى عليهم وعلى ذريَّتِهم (منهم المؤمنون ومنهم الكافرون).
39- سورة الزمر
- لمَّا نزلت (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم....آية 52.) بدأت سورة غافر بـ (غافر الذنب....) تأكيدًا للغُفران والرحمة الواسعة من الله سبحانه وتعالى ،
ذكرت التوحيد وإبطال زعم الآلهة من الأصنام ، وذكرت خلق الإنسان في ثلاث ظلمات فناسبت مع سورة غافر مراحل تكوين الخلق من نطفة ثم علقة ثم كِبر الإنسان.
نزلت (الله نزَّل) فتابعتها جميع السور التي تليها بالحواميم (التي تبدأ بــــ حم) ثم بيان تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ، وفي بعضها والكتاب المبين وفي بعضها تنزيل من الرحمن الرحيم فهذا كلُّه انتصارٌ لكتاب الله العزيز في البيان والإعجاز والبلاغة والفصاحة والقوة والتأثير على بني آدم
وتميَّزت السور بتعداد الآيات وقُصرِها (ما بين 37 آية إلى 85 آية)
(وأنيبوا إلى ربكم.....) ثم في سورة غافر ذكر حال قارون وفارعون وهامان وتكذبيهم لنبي الله موسى عليه والسلام ، وكان هناك من الفئة المنصورة مؤمن آل فرعون.
- تشابهت بعض الألفاظ بين الزُّمَرِ وغافر (وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون..)
وذكرت الملائكة الذين يحفُّون حول العرش وتيسبحون بحمد الله ، وبسورة غافر ذكرت المائكة وحملة العرش يستغفرون للمؤمنين ولله الحمد والمنة ، كما ذكرت يوم التلاق . ويوم حشر المسلمين والكافرين أفواجًا إلى مضاجعهم والمستقر الأبدي إمَّا إلى جنةٍ وإمَّا إلى الجحيم.
40- سورة غافر (حم المؤمن)
أعاد ذكر العرش لما فيه من تمجيدٍ لله العظيم ، وأنَّ الملائكة تستغفر للمؤمنين كما دعنا للاستغفار في الزُّمَر
وخاف المؤمن مصير قومه أن يُشابه قوم نوحٍ وعادٍ وثمودَ فذكر الله من حالهم في سورة فصَّلت ومآل تكذيب عادٍ وثمود للمرسلين.
ذكر الله مُجادلة الرؤوساء والضعفاء مع بعضهم في النار وذكر في سورة فصِّلت أنَّهُم طلبوا من الله طلبًا غريبًا فماذا طلبوا ؟ (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ)
41- سورة حم السجدة (فصَّلت)
(ولا تستوي الحسنة ولا السيئة..) كما قال مؤمن آل فرعون (من سيئة فلا يجزي......
تشابهت مع غافر (حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ) حيث قال فيها
(مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ)
فالله شديد العقاب وغفور رحيم ، نسأل الله من فضله العظيم ورحمته الواسعة ورزقه الكريم .
وقال في سورة الشورى (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)
تشابهت مع ألفاظ الشورى (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ....)
وقال في فصلت (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ)
42- سورة حم عسق (الشورى)
ذكر الله بداية خلق السموات والأرض وتسبيح الملائكة وتعظيمها لله ، فذكر في سورة الزخرف ما فعله المشركون من افتراءات على الله بغير علمٍ ونسبِهم الملائكة على أنَّهُم بنات الله – تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا
ذكر الله فيها (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فلا الملائكة بناته ولا الأصنام شُفعاؤه ولا الناس أولاده كما زعمت اليهود والنصارى. ولا نسجُد للشمس والقمر من دونه .. ، ولا فرعون يسمو ليكون إلهًا من دونه !
(وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) أي الرزق لو كان عند الجميع كثيرًا فكيق يُكون هناك طبقاتٌ ؟
هذا ما وضَّحَهُ في سورة الزخرف (وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ(33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ(34) وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ(35)) )
- (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) جاء هذا النص الحكيم نصرًا لنصِّ سورة فصلت
- (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)
_ وإنكَّ لتهدي الى صراط مستقيم وقال في الزخرف عن عيسى عليه السلام :
(وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ)
43- سورة الزخرف
قال في سورة الشورى (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ.) فبيَّن هُنا هذا اليوم (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ(74) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ(75) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ(76)...)
و (الذين آمنوا بآيتنا) قيل لهم (يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ)
وأسهب في ذكر موسى عليه وذكر مرةً أخرى في سورة الدخان مقرونًا بنبيَّنا محمد صلى الله عليه وسلم لتشابه الأحداث وعِظَمِ المواقف وعناد الأقباط ككفار مكة.
ومرَّ على ذكر عيسى ابن مريم عليه السلام والشريعة التي جاء بها والحكمة التي بيَّنها لأنَّهُ أشار إليه مع أولي العزم من الرسل في سورة الشورى (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ)......
(الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) أجمل هُنا وفصَّل في سورة الدخان...(إنَّ المتقين في مقام أمين)
44- سورة الدخان
شابهت الزخرف في الافتتاحية (حم والكتاب المبين )
نجاة موسى عليه من فرعون كما أغرقه في البحر أعاد ذكرها بيانًا لحال المكذبين المستعليِّين في الأرض بغير الحق.
(إنا إنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ) كما جعله قرآنا عربيًا فهو مُبارك ونزل في ليلة مباركة من ربٍّ كريمٍ تبارك اسمه وتعالى جده ولا إله غيره.
(كم تركوا من جناتٍ وعيون) هذا مصيره إلى زوالٍ في الدنيا لكن في الآخرة (يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) في سورة الزخرف
وفي سورة الجاثية (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ)
45- سورة الجاثية
تجثو الأمَمُ على رُكَبِها من ماوقف يوم القيامة التي علمنا مِن صورها العذاب والحميم المصبوب !
سخَّر الله السموات والأرض للعباد ، ألم تَرَ أنَّهُ في سورة الدخان أغرق فرعون في البحر فهذا من تسخير الأرض ببِحارِها ، وأنزل الدخان على أهل مكة ، كما سينزل في العلامات الكُبرى فهذا من تسخير السموات مع الشمس والقمر !
قال الإمام أحمد « 4/6 » حدثنا سفيان عن فرات عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة ونحن نتذاكر الساعة فقال لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات طلوع الشمس من
مغربها والدخان والدابة وخروج يأجوج ومأجوج ونزول عيسى ابن مريم والدجال وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق أو تحشر الناس تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا وهكذا رواه مسلم « 2901 »
- ذكر نجاة بني إسرائيل من فرعون وهُنا ذكر ابتلاءهُم وتكريمهم بالنبوة والكتاب والحكمة والعلم ، والشقاق الذي جرى بينهم وتنازُعِهِم.
46- سورة الأحقاف
ختم الجاثية (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) فافتتح الأحقاف (قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)
قال في سورة الجاثية (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)
وهُنا ضرب له مثلًُا (وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ...)
ذكر عاقبة أهل الأحقاف كما بيَّن عاقبة الكافرين في الجاثية
ختم السورة بقدرة الخالق عزَّ وجل على الخلق والإعادة والإحياء وأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم نذير ومُبشِّرٌ وما عليه إلَّا البلاغ ، فلَّما ختم به افتتح سورةً باسمه وبيَّن فيها من أحوال قتال الكافرين.
47- سورة محمد (القتال)
أمر النبيِّ الكريم صلى الله عليه وسلم بالصبر كما صبر أولي العزم في أواخر الأحقاف ، وهو خير الرسل فبدأ به السورة التي تليها ، وأمرَهُ بقتال الكافرين بآيات القتال بعد الصفح والتجاوز عنهم بعد ما وصل المدينة حتى ينتشر دين
الإسلام في الأرض ويُطَّهِر مكة من الرجس والأوثان ، هذا كُلُّه ناسب سورة الفتح (إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا ) فتح الحديبية
بشارةً بفتح مكة شرَّفها الله في شهر رمضان في الثامن من السنة الهجرية ، ووصف من أنهار الجناتِ التي وعد بها المؤمنين في سورة الفتح. (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً)
48- سورة الفتح
لمَّا ذكر استغفار النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين والمؤمنات استفتح السورة بغفران الذنوب له جميعًا بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام ، وذكر المغفرة للؤمنين والرضوان والجنات التي تجري من تحتها الأنهار جعلنا الله وإياكم من ساكنيها.
49- سورة الحجرات (الآداب)
ذكر الله من صفات الأعراب وهي سرعة الحكم على الأمور ، فهم قالوا آمنوا ولم يدخل الإيمان في قلوبهم من الإسلام بعد ، بعدما ذكر تخلُّفهم عن الغزو مع رسوله صلى الله عليه وسلم في السورة السابقة.
- التأدُّبُ مع رسول الله في مناداته ومُناجاته فقد كرَّمَهُ الله بغفران الذنوب وفتح مكة والنصر على الأعداء والتمكين في الأرض.
- تحريم الغيبة والنميمة والتجسُّسِ والسُّخرية من بعضٍ ناسبت اختلاف الناس في سورة الفتح فهُنالك المسلمون الحضر والبدو والأعراب ، وهُنالك المشركون من عربٍ وعجمٍ وفُرسٍ ويهودٍ.
50- سورة ق
ناسبت ذكر الميعاد والقيامة وحشر النفوس مع القرين بما يليها في سورة الذاريات من صفات المؤمنين المصلِّين بالليل فلهم جناتٌ وعيونٌ وأجرٌ غير ممنون .
- كذَّبَ المنافقون والمشركون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم كما كذَّبت الأقوام السابقة رُسُلَها كقومِ نوحٍ وعادٍ وثمودَ وفرعون وقومِ لوطٍ وأصحاب الأيكة وقومِ تُبَّعٍ .
51- سورة الذاريات
أقسم الله بالرياح والسحاب والملائكة (ولله القسم بما يشاءُ وليس لنا أنْ نحلِفَ بغير الله ) ، كما بدأ ق بالقسم وبدأ الطور بالقسم.
- وصف المتقين (إنَّ المتقين ) كما وصفهم بسورة الطور ..
- ذكر حال موسى عليه السلام والأقوام البائدة عادٍ وثمودٍ وقومِ نوحٍ .
- ذكر قصة إبراهيم عليه السلام والبشارة بإسحاق على كَبَرٍ فالله الذي أحيا الأرض الميتة والعبادِ قادِرٌ على إيجاد الولدِ على كبرٍ فهو عليه هيِّنٌ.
52- سورة الطور
- (وإنَّ لذين لظلموا..) تشابهت الألفاظ ونهايات الكُفَّار.
- ذكر مجموعة من الأدلة العقلية الجدلية على خلق الله وإنكار أفكار المشركين وديانَتِهم الباطلة فلا هم يملكون الخلق ولا البعث ولا الموت فضلًا على أن ينسبوا لله البنات وهم لا يملكون إيجاد ولدٍ ولا بنتٍ.
- ختمت السورة بذكر النجوم فافتتح التي تليها بالنجم .
53- سورة النجم
لمَّا فنَّد الله إدعاءات المشركين (أم يقولون شاعر...) وأباطيلهم ذكر نبوَّةَ محمد صلى الله عليه وسلم وصعوده إلى الملأ أعلى (أفتمارونه على ما يرى ؟)
ذكر هلاك الأقوام السابقة كما ذكرهم في الذاريات ثم أعاد ذكرهم في سورة القمر مفصَّلًا بناء السفينة ثم غرق قومِ نوحٍ ، والريح الصرصر لعادٍ ، والصيحة لثمود ، والطمس والانقلابِ والصيحة لقومِ لوطٍ ، وغرق فرعون.
وأنَّ كل الأمور مقدَّرةٌ تقديرًا من الحكيم الخبير اللطيف العليم العزيز القدير.
54- سورة القمر
- بعد ما أشار الله إلى عِناد الكافرين عن السجود والخضوع للدين أنذرهم بقُرب قيام الساعة عليهم.
- وذكر لهم حال المكذِّبين قبلهم وكانوا أشدَّ قوةً وأموالاً وأولادًا فما أغنى عنهم ذلك من شيء لما جاء أمر الله.
- ذكر سحب المشركين على وجوههم في سقر ، فذكر أخذهم بالنواصي والأقدام في سورة الرحمن.
55- سورة الرحمن
- لمَّا خُتِمت القمر (عند مليك مقتدر) اسهبت السورة في ذكر ما في الجنةِ من حورٍ عينٍ وخُضرةٍ ونعيمٍ وماءٍ فوَّار.
- (يا معشر الجن والإنس.....) فهم لا يستطيعون ذلك ولا يقدرون ، وكيف هم لا يملكون ما هو أدنى في سورة الواقعة (أفرأيتم ما تمنون...)
- ذكرت من تنوُّعِ الثمرات والفواكه بما ناسبت الفواكه الكثيرة والماء المسكوب في سورة الواقعة
- (هل جزاء الإحسان إلَّا الإحسان....) كما قال في سورة القمر (إنَّ المتقين في جناتٍ ونَهَرٍ(54) في مقعدِ صدقٍ عند مليكٍ مقتدرٍ(55) وكما قال في سورة الواقعة (فأمَّا إنْ كان من المقرَّبين........)
56- سورة الواقعة
ذكرت سورة الرحمن من صُوَرِ حشر الكافرين فأكدَّت الواقعة (قل إنَّ الأولين والآخرين......)
- ذكر السابقين المقربين والفرق بين أصحاب اليمين وهم المؤمنون وأصحاب الشمال وهم الكافرون ، كما فرَّقَ في سورة الرحمن بين الأجناس.
- ذكرت عجز الناس عن شيءٍ من الخلق لا الطعام ولا الشراب ، فكذلك هُم في سورة الحديد ذكر الله خلق السموات والأرض أكثر من مرة فهو الخالق الرازق يعلم ما يلجُ في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها مثلما ذكر سورة الواقعة عجزهم عن إتيان الماء الزُلالِ أو الحرث والزرع.
57- سورة الحديد
- ختمت الواقعة بالتسبيح فبدأت الحديد بالتسبيح لله السبوح القدوس.
- لمَّا وصف في سورة الواقعة من صفات الجنَّةِ والنار بيَّن أنَّ العرض الجنَّةِ كعرض السماء والأرض ، ثُمَّ أمالَ على ذكر المنافقين وهم من أصناف الفرَقِ يوم القيامة بين المسلمين والكافرين ، فهم يكونون مع المسلمين ثم يمتازون عنهم ويسقطون في النار.
58- سورة المجادلة
من السور التي ذُكِرَ الله فيها في جميع الآيات لذلك في سورة الحشر ذكر أسماء الله الحُسنى بما لم يُذكر في غيرها.
ختمها بذكر حزب الله والفرق بينهم وبين حزب الشيطان ، وهُما ذكرٌ لما في سورة الحديد من الحزبين المسلمين والمنافقين ، كما في سورة الحشر وذِكر المسلمين وأعدائِهم من يهودٍ ومُنافقين.
ذكر الله إحاطته بالعلم لمن يتناجى من دون المؤمنين مهما كان عددُهم ثلاثة أو أربعة أو أكثر أو أقول ، كما ذكر في سورة الحديد إحاطته بعلم السموات والأرض وما يجري فيهما وما يخرج منهما .
ذكر آداب الكلام مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولمَّا تبيَّن مصير المنافقين في سورة الحديد ذكر صفاتهم في سورة المجادلة مثل النجوى ، واللمز بالكلام ، وأمرَ بالنفقة والصدقة وقد بيَّن جزاء الإنفاق في سبيل الله في سورة الحديد.
رد مع اقتباس