[ايوب نصر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما قبل ، فاني و كلما حملت قلمي لاكتب عن احد الكبار الا و استحيي من نفسي ، و اعجز عن الكتابة ، و كيف لا و انا ذلك العي الذي لا يجيد الابانة عن ذاته ، فكيف يبين و يعبر عن غيره ، لكن الذي يجعلني اعصر الكلمات من ذهني عصرا و ادعكها دعكا هو ان يعرف الشباب بعض الكبار الذين قدموا لهذه الامة الكثير ، لعل في حاضرهذه الامة نابتة تنبه اعينها فتبصر خطوات من سبقوها.

قبل سنوات وقع كتاب بين يدي اسمه " القران و الشيعة " للعلامة احسان الهي ظهير _ رحمه الله _ ، و الشيخ احسان كتب هذا الكتاب ردا على الرافضي " لطف الله الصّافي " الذي كتبت كتاب بعنوان " مع الخطيب في خطوطه العريضة " و كان ساعتها العلامة الاستاذ محب الدين الخطيب قد توفي . و انا اقرا كتاب " القران و الشيعة " لمحت عيناي اسم العلامة الخطيب و اسم كتابه لاول مرة فوقع في قلبي حبه ، و وقر فيه حب الحديث عنه .

عرف العالم الاسلامي عموما و خاصة مصر في النصف الاول من القرن العشرين احياء دعوة التقارب بين السنة و الشيعة ، و تبنت جماعة الاخوان المسلمين هذه الدعوة و دافعوا عنها بل و ان عقيدتهم تقوم على هذه الدعوة ، و انخذع بهذه الدعوة بعض شيوخ الازهر على راسهم محمد شلتوت ، فكان لابد من البيان و عدم تأخيره عن وقت الحاجة ، و في هذا الخضم الهائج و هذه العواصف المهولة ظهر رجل عراقي الاصل شامية المولد و المنشأ اسمه " محب الدين الخطيب " فتصدى لهذه الدعوة الخبيثة، و حمل على عاتقه مهمة بيان استحالة تحقيق هذه الدعوة فكتب كتابه الشهير " الخطوط العريضة التي قام عليها دين الشيعة الاثنى عشريّة" و هو الكتاب الذي فضح دين الرافضة امام العديد من العلماء و العوام ممن اغتروا بهذه الدعوة ، و هو الكتاب الذي للان لا يزال الشيعة و الاخوان ينفضون من حوالك و يولون الادبار اذا ما ذكرت اسمه او اسم صاحبه .
و عندما كتب الرافضي " مع الخطيب في خطوطه العريضة " فانه لم يرد على كلام الخطيب ، و لم يضحض حججه و انما _ و كعادة كل الكتاب الرافضة _ جعل خمس صفحات الاولى للتباكي و اللطم و ما بقي اورد فيه السب و الشتم ، و حرص الكاتب على الا يصل الكتاب الى اماكن تواجد السنة ، و اباقائه في مناطق الهيمنة الشيعية ، لكن اصحاب الخير و محبيه كثر ، فقد وصل للعلامة احسان .

هذا و للعلامة الاديب الخطيب جهود كثيرة في الانتصار لمذهب السلف و نشره ، و في الذب عن العربية الشريفة، و الدفاع عن الصحابة ، و في كشف ما يحاك لهذه الامة من طرف المبشرين و المستشرقين ، فجزاه الله عن هذه الامة خيرا .

و اخيرا فمهما حاولت الابانة عن محب الدين الخطيب او غيره من اهل العلم و الفضل في هذه الامة فلن اوفيه حقه