عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 2016-06-27, 04:22 PM
اسلام عمر اسلام عمر غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-05-25
المشاركات: 19
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

دعك من سيد والحق الامارات فقد غزها الفسق والفجور بل والله من يتجول في دبي لحسبها مقاطعة غربية ان انت حقا سلفي كما تدعي
شرح حديث أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيق -رضي الله عنه-: "إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّه بِعِقَابٍ مِنْهُ"

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا هو الحديث الرابع عشر في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو حديث أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية، يعني بذلك: آية المائدة، وهي قوله -تبارك وتعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة:105] وإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه..)) أي: لم يمنعوه من ظلمه، ((أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه)) ([1])، وقوله -تبارك وتعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ}أي: الزموا طاعة الله -عز وجل-، واعملوا بمرضاته، فإن فعلتم ذلك فإنه لا يضركم ضلال من ضل حينما يضل، {لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، ولا يكون الإنسان بحال من الأحوال مهتدياً مستقيماً على طاعة الله -تبارك وتعالى- إلا إذا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وإلا فإن الذين تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعنهم الله -عز وجل- على ألسنة الرسل، {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}[المائدة:78-79] فالإنسان لا يسلم بحال من الأحوال، ولا ينجو عند الله -تبارك وتعالى- إلا إذا قام بهذه الفريضة على الوجه الذي أمره الله -عز وجل- به، وإلا فإنه لا ينفك من التبعة بحال من الأحوال، لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إذا قمتم بطاعة الله -عز وجل- وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وامتثلتم فلا عليكم بعد ذلك أن يضل من ضل، بمعنى أنكم أمرتموهم ونهيتموهم وعملتم بطاعة الله -عز وجل- فيأتون يوم القيامة يحملون أوزارهم على ظهورهم، لا تتحملون منها شيئاً، {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام:164] وكذلك أيضاً إذا كان الإنسان مهتدياً يعمل بطاعة الله -عز وجل- وهو مؤمن وله أب أو أخ على غير الإيمان فإن ذلك لا يضره، ولا ينقص مرتبته عند الله -تبارك وتعالى-، وأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما أسلموا كان الواحد يرى أباه على غير الإسلام، ويرى أمه على غير الإسلام، ويرى إخوته وعشيرته على غير الإيمان فالله -تبارك وتعالى- أخبر أن ذلك لا يضرهم؛ لأن كل إنسان يرد القيامة بعمله، ونوح -صلى الله عليه وسلم- كان ابنه كافراً، وكانت امرأته على غير دينه، وكذلك لوط -صلى الله عليه وسلم-، ووالد إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- لم يؤمن به، وتبرأ إبراهيم منه، {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} [التوبة:114]، فكون الإنسان له قرابات على غير الهدى والصلاح لا يؤثر ذلك في عمله وحاله ودرجته عند ربه -تبارك وتعالى-، هذا معنى الآية، لا يضركم ضلال من ضل إذا كنتم على استقامة وهدى، ولن تكونوا على استقامة وهدى إلا إذا قمتم بما افترض الله عليكم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه الآية يخطئ كثير من الناس في فهمها، ولربما يحتج بعضهم على مَن أمره بالمعروف، أو نهاه عن المنكر بهذه الآية، يقول: {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ}، نعم علينا أنفسنا، وإنّ من قيامنا بالعمل الذي يتعلق بنفوسنا أن نأمرك بالمعروف وننهاك عن المنكر؛ لأنه لا نجاة لنا إلا بهذا، ستأتينا يوم القيامة تتعلق برقبتنا وتقول: أنا جارك رأيتني لا أصلي ولم تأمرني، أنا قريبك تراني أقارف المنكر ولم تأمرني ولم تنهني، نقول: لا، ولابد من أمرهم ونهيهم، هذا، والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.


________________________________________
[1] - أخرجه الترمذي، كتاب الفتن عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، باب ما جاء في نزول العذاب (4/467)، رقم: (2168)، وأبو داود، كتاب الملاحم، باب الأمر والنهي، (4/122)، رقم: (4338)، وصححه الألباني في السلسلة، رقم: (1564).


قال الطبراني في الكبير :
حدثنا حفص بن عمر الرقي ثنا فيض بن الفضل أنا مسعر بن كدام عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال :
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة خمسة من العرب وأربعة من العجم فقال : " اسمعوا أما سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد علي الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض
:
حدثنا محمد بن علي الصائغ المكي ثنا بكر بن خلف ثنا قدامة بن محمد الأشجعي ثنا داود بن المغيرة عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده :
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يا كعب بن عجرة الناس غاديان فمشتر نفسه فمعتقها وبائع نفسه فمهلكها يا كعب بن عجرة الصلاة برهان والصوم جنة والصدقة تطفيء غضب الرب كما يطفيء الماء النار يا كعب بن عجرة تعوذ من امارة السفهاء قلت يا رسول الله وما امارة السفهاء ؟ قال :
( أنه سيكون أمراء يحدثون فيكذبون ويعملون فيعلمون فمن أتاهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد علي الحوض ومن لم يأتهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وهو وارد علي الحوض ) . اهـ
قال أبو نعيم الحافظ في الحلية :
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا حفص بن عمر بن الصباح ثنا فيض بن الفضل ثنا مسعر عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال :
خرج الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة خمسة وأربعة أحد العددين من العرب والآخرين من العجم فقال : " إنه سيكون عليكم أمراء بعدي فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد على الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وهو وارد على
الحوض " . اهـ قال أبو نعيم : مشهور من حديث مسعر . اهـ
رد مع اقتباس