عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2011-10-10, 06:22 PM
deist deist غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-06-23
المشاركات: 333
افتراضي رد: سؤال يردده الملحد كثيراً: ما هو مصير الكافر الذي لم يبلغه الإسلام؟

اخ عادل، تشبيهك للنار و الجنة بعقد عمل بين موظف و رئيس غير موفق ابدا،

اولا، الموظف حين يدخل الوظيفة فهو يدخلها بمحض ارادته و هو يعرف مسبقا شروط العمل و وقع على عقد مكتوب فيه كل التفاصيل.

اما الدين، فاولا، الانسان لم يدخل الى الحياة مختارا، بل دخلها رغم ارادته، و انا شخصيا لو كنت اعلم ان هناك "لعبة" استطيع ان ادخلها و هناك احتمالين: 20٪ ان ادخل جنة ابدية و 80٪ ان ادخل نار ابدية .. فحتما لن ادخل هذه اللعبة.

ثانيا، شروط الدخول في هذه الدنيا و الخروج منها غير معروفة لأي احد، كل شعب كون لنفسه ثقافة خاصة و فلسفة خاصة عن الهدف من الحياة، الاسلام هو فقط نظرية واحدة من نظريات هذه الحياة، هناك نظريات اخرى مثل المسيحية و البوذية و الالحاد و اللادرية.

قد تقول: ان الشروط مكتوبة في القران! و اقول لك: هناك شروط اخرى مكتوبة في كتب اخرى لاصحاب الديانات الاخرى، و لا احد يعرف ما هو الدين الحق، كل واحد يدين بما تلقاه من والديه، و يتمسك به بشدة و يرفض اي محاولة لنقده او الهجوم عليه. هل تظن ان المسلمين فقط هم اللذي يدافعون عن دينهم؟ انت مخطئ.

الشيء الوحيد اللذي نعرفه ان الانسان لديه عقل و ضمير، فإن كان هناك ثمة حياة بعد الموت و كان فيها ثمة حساب، فلا بد ان يتمحور حول هذين الامرين .. و ليس حول تصديق كتاب مقدس لدين ما.

قولك ان الله يحق له ان يعذبنا كما يشاء و من دون سبب، يقتضي ان الله كما تتصوره اله ظالم، و ان كان ظالما فقد يكون كاذبا ايضا، و قد يكون ارسل لكم الاسلام و اقنعكم به و لكنه في الحقيقة سوف يعذب المسلمين و ينجي غير المسلمين. هذا احتمال وارد اذا كان الله ظالما و كاذبا كما تقول (لا تدعي انك لم تقل: انت قلت انه من حقه ان يعذب الناس كما يشاء، اذن فهو ظالم، و ان كان ظالما فهو كاذب ايضا).

هل تعتقد ان هذا الاحتمال بعيد؟ لماذا؟ الاسلام نفسه يقول بهذا الاحتمال: حيث تروي الاحاديث ان المسيح الدجال سيأتي بمعجزات كثيييييرة جدا مما يجعل اكثر اهل الارض يؤمنون به. اليس هذا هو الكذب و الخداع بعينه؟ يرسل لك رسالة و معها معجزة و لكنه سيعذبك ان انت صدقت تلك المعجزة. ما ادراك لعل القران ايضا معجزة مزيفة مخصصة لالقاء من يؤمن بها في النار؟

(مع العلم اني لا اقر ان القران معجزة).

قولك انه لا يوجد سبب منطقي لعدم الايمان بالاسلام، قول مضحك.

الصحيح: لا يوجد سبب منطقي لاعتناق الاسلام، ولا لأي دين اخر. كل انسان يولد بدون دين، ثم اهله يغرسون دينا معينا في نفسه.

من الناحية العلمية، القران فيه الكثير من الاخطاء، نظرته للكون بدائية، شديدة البداوة، فهو يظن ان العالم مكون من شيء اسمه السماء و شيء اخر اسمه الارض (و كأنهما كائنان متاثلان) و الاشياء اللتي بينهما، و يظن ان الارض مسطحة، و لا يفرق بين النجوم و الكواكب و الشهب، ولا يعرف شيئا عن كروية الارض، ناهيك عن دورانها حول نفسها، حيث يصور لقارئه ان الشمس هي اللتي تدور حول الارض، ولا يعرف شيئا عن بدء الكون، حيث يتخيل ان الارض خلقت بكل ما فيها قبل خلق السماء (السماء هي الكون حسب التفسيرات المعاصرة!!). ناهيك عن ايمانه بالحسد و السحر و الشعوذة (تكريس الخرافات!). لك ان تتصور ان هناك الكثير من الناس يظنون ان كل شر يصيبهم هو من حسد الاخرين، و بالتالي لا يقومون بالجهد المطلوب منهم لتطوير انفسهم. ناهيك اصلا عن ان القران مكتوب باللغة العربية و هي لغة لا يتكلمها غالبية المسلمين، فضلا عن غالبية البشر .. بل اصلا لا احد من الناس اليوم يتكلمها (نحن نتكلم العربية و لكن عربيتنا مختلفة كثيرة عن عربية القران، كما ان العربية الفصحى ليست لغتنا الام، فنحن لا نتحدث بها في حياتنا العادية، فقط في الكتابة، و على كل حال لو جاء احد من قريش و قرأ حوارنا في هذا المنتدى فاظنه سيجد صعوبة في فهم ما نقول).

من الناحية الاخلاقية، فالاسلام اقر بالعبودية، و شرع السبي (اغتصاب النساء)، و قضى على التبني (ما اهمية التبني لكي يقضي عليه؟؟)، و يصور غير المسلمين بصورة الاشرار، و شرع ضرب الزوجة، و ليس فيه ما يحمي حقوق المواطنين او المرأة او الطفل (فقط كلام عام مبهم يمكن ان يقوله اي انسان). ليس له اي علاقة بالحياة المعاصرة، قوانين العقوبات فيه همجية، فهمه للعلاقات السياسية بين الدول بدائي جدا (الاسلام او الجزية او الحرب!!!) لم ينجح في اقامة نظام سياسي عادل مستمر .. عمر بن الخطاب كان حالة شاذة في التاريخ الاسلامي، و عدله لم يستمر، بل بدأت الفتن بعده مباشرة حتى بين الصحابة انفسهم اللذين يفترض ان يكونوا قدوة لغيرهم.

من ناحية تطبيقية، لا يوجد فروقات كبيرة بين التاريخ الاسلامي و تاريخ اي امة اخرى، فهو تاريخ بشري محض، لو قرأت مثلا الصراعات على السلطة في تاريخ الصين، ثم قرأت الصراعات على السلطة في تاريخ المنطقة العربية (العراق و الشام و مصر)، فلن تجد اي فرق يذكر. و حين تنظر اليوم الى الدول اللتي يفترض انها تطبق الاسلام، مثل السعودية، و طالبان سابقا، تجد انها قمة في التخلف.

قولك ان الاسلام منطقي لانه يعبد الله اللذي يجلس على العرش .. اضحكتني. كيف يكون منطقيا ان يكون لخالق الكون "كرسي"!!! الكرسي مصمم خصيصا لجسد الانسان، فقولك ان خالق الكون له كرسي يجلس عليه يعني ان له جسما مثل جسم الانسان. لا تفهمني غلط: سبق لي ان قلت ان الثيولوجيا الاسلامية اكثر منطقية من بقية الديانات، و لكني اردت ان الفت نظرك الى المفارقة في كونك ذكرت قصة العرش في نفس الجملة اللتي تريد فيها تبيين منطقية الثيولوجيا الاسلامية.
اقتباس:
النقطة التي أود أن أصل إليها هي أن هذا الكون هو، كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كالخاتم الملقي في وسط الصحراء مقارنةً بكرسي الرحمن!!!
اود ان الفت نظرك الى ان هذا الحديث ليس "صحيح"، فقد كنت ابحث عنه كثيرا حين كنت مسلما (كانت محاولة فاشلة للتشبث بما يسمى بالاعجاز العلمي) و كنت فرحا جدا بهذا الحديث لانه و للمرة الاولى اجد نصا اسلامية لديه فكرة منطقية عن حجم الارض مقارنة بالكون، و لكن عند البحث وجدت انه ليس حديثا صحيحا.

اقتباس:
وبعد قرائتي لمداخلتك تبيّن لي أن هناك سوء فهم أدى إلى مداخلتك تلك المبنية على سوء الفهم هذا.

وسوء الفهم هذا هو ظنك أن الإسلام هو مجرد اسم يُكتب على هوية المرء الشخصية!!
ليس سوء فهم، و لكنه فهم لحقيقة الدين في الحياة، و حقيقة ان الانسان يولد على دين ابائه، و يتمسك به، لانه يشكل بالنسبة له هوية ثقافية و شخصية، من الصعب التخلي عنها.

انت الذي عنده سوء فهم: انت تعتقد ان المسلم واثق تمام الثقة من ان دينه الحق، في حين ان المسيحي يعرف ان دينه باطل، و ان الملحد يعرف انه على باطل، و لكنهم جميعا متمسكين بالباطل لانهم يفضلون ان يتمتعوا في الحياة القصيرة و مستعدين في سبيل ذلك ان يضحوا بحياتهم الاخروية و ان يقضوها في النار .. فقط من اجل ان يستمتعوا قليلا في هذه الحياة.

الحقيقة: ان كل انسان عنده شكوك في معتقده، و لكن يجاهد نفسه ان يحافظ على الايمان.

و ان الانسان اللذي يعتنق المسيحية، هو فعلا مؤمن بها، مثلما انت مؤمن بالاسلام.

اقتباس:
أما القول أن الليبرالية والعلمانية حققتا السعادة للمجتمعات فهذه من أكبر الأكاذيب التي سمعتها في حياتي كلها.
كل ما نستمتع به اليوم هو من خيرات العقل البشري، و العلمانية، اللتي تسمح للعقل ان يفكر خارج اطار الدين، و بالتالي، كل القيم الاخلاقية اللتي نعتبرها بديهيات في هذا العصر، مثل حقوق الانسان، و حقوق المراة، و حقوق الطفل، هي نتاج الفكر العلماني، اللذي يرمي بالدين عرض الحائط، و يبحث عن اسباب سعادة الانسان.

الفكر العلماني يبحث فقط عن الاسباب و النتائج، و لا يهتم بالنصوص الدينية،

بينما الفكر الديني ينظر الى النص اولا و اخيرا، فإن قال النص: افعلوا، فعلوا .. حتى لو كانوا يظنون منطقيا ان هذا الفعل ليس فيه سعادة. و ان قال النص: لا تفعلوا .. فلن يفعلوا .. حتى لو كانو يعتقدون منطقيا ان الفعل فيه سعادة و ان عدم الفعل فيه شقاء.

انظر كيف ان الفكر الديني يحارب: الحرية، الديمقراطية، حقوق المرأة، حق المواطنة، التعايش المشترك، التكنلوجيا الحديثة .. الخ. نعم حتى التكنلوجيا يحاربها الفكر الديني: بدئا من التلفزيون و الستلايت .. و ليس انتهاءا بالانترنت.

نحن لا ندعي ان العلمانية سوف تنهي كل مشاكل العالم مئة في المئة، فنحن لا ندعي ان لدينا قوى الهية خارقة ستحل مشاكلنا اذا تضرعنا لها، و لكن طريق التفكير العقلاني العلماني البعيد عن النص المقدس هو الطريق الوحيد اللذي يمكن سلوكه من اجل سعادة البشرية.

اما النصوص التراثية المقدسة اللتي كتبها اشخاص عاشوا قبل مئات السنين .. فلا يمكن ان يكون فيها اي خلاص للبشرية او حلول لمشاكلها المعاصرة.