عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2012-03-10, 12:04 AM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,061
افتراضي سلسلة التحدي بالقرآن/محمد إبراهيم عبد الغنى/فأتوا بسورة من مثله

بسم الله الرحمن الرحيم
التحدي بالقرآن-ليس بكلام بشر
تدبر/محمد إبراهيم عبد الغنى قطب
فأتوا بسورة من مثله
{ وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (يونس37).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
تعريف الآية:
باختصار هي المعجزة البينة التى لا يستطيع الإنس ولا الجن أن يفعلا مثلها مهما بلغا من علم ومعرفة مهما كان مستواهما العلمي والثقافي في أي مكان وأي زمان والآية تنقسم إلى آيات مقروءة مثل آيات القرآن الكريم وآيات كونية كالتي أجراها الله عز وجل على أيد الأنبياء والرسل وكذلك آيات الله في الخلق.
ولأن القرآن معجز وهو رسالة من الله عز وجل للعالمين عالم الأنس و عالم الجن فلن يكون تحديه للعرب فقط في البلاغة وألا يكون مقصورا على العرب ولكن تحديه لابد أن يكون اشمل وأعم لكل الأجناس على جميع مستوياتهم العلميه والثقافية وفى كل مكان وزمان والدليل على أن الرسالة المحمديه للناس جميعا في كل مكان وكل زمان ما جاء في قول الله عز وجل: { مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا }(النساء 79).
{ هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } (ابراهيم 52)
{ هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين } (آل عمران138)
{ بِالْبَيِّنَاتِ والزير وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } ( النحل 44)
{ اقتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ }(الأنبياء 1 )
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } (سبأ28 )
ونرى مما سبق إن القرآن كما أشرنا انزل للناس كافة وأنه لا تقتصر الدعوة المحمدية على جماعة دون جماعة ولا شعب دون شعب ولا زمن دون زمن ولكنه انزل لكل الناس ولكل الأزمنة.
ونعود لإعجاز القرآن فهو تحدى العرب فيما برعوا فيه وتحداهم أن ياتوا بسورة مثله بعد أن سمعوه من النبي وزعموا أنه كلام مفترى:
{ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }(يونس38 )
وتحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله ويستعينوا بأي أحد من دون الله:
{ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }(هود13).
في الآية ألتاليه يتحدى الله العرب أن يأتوا مثل هذا القرآن :
{ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا }(الأسراء88)
مما سبق نرى أن الله جل شأنه تحدى العرب فيما برعوا فيه وهى البلاغة بعد أن سمعوه وقرؤوه وتدرج في التحدي من سورة مثله إلى عشرة سور مثله أو القرآن كله ولو اجتمع الأنس والجن لهذا الأمر ونلاحظ أن الله عز وجل لم يترك الحكم في هذا الشأن لأحد من الخلق (انس أو جن) فيما يفترونه مثل القرآن ولكن الحكم له وحده جل شأنه دون أي أحد من خلقه { لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } ولم يطلب منهم شهداء في الآيات السابقة
سبق أن أشرت أن الله جل شأنه تحدى العرب فيما برعوا فيه(يونس38,هود13,الاسراء88) ولأن الرسالة المحمدية رسالة للناس كافة فلابد أن يشمل التحدي كل الأجناس على مختلف نوعياتهم العلمية والثقافية في أي مكان وأي زمان كل فيما برع فيه.
أما هنا في سوره البقرة { وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }(23){ فَإِنْ لَمْ تفعلوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ }(24).
هذا وقد اجتمع كل المفسرين القدامى والمعاصرين على أن هذه الآية مثل غيرها من آيات التحدي للعرب في أن يأتوا بسورة من القرآن كما في سور هود ويونس والإسراء كما أوضحنا من قبل فأين التحدي لغير العرب أو الناطقين بغيرالعربية
ولنتدبر قليلا :.
أولا: ماهى السورة ؟:
السورة كما نعرفها هي التي تحتوى على ثلاث آيات أو اكثر فسورة { اٍنا أعطيناك الكوثر } تعتبر سورة وهى لا تحتوى الا على ثلاث آيات كذلك سورة البقرة وهى أطول سورة في القرآن, ولأن آيات الله ليست في القرآن فقط بل إن الخلق كله آيات معجز فالآيات المرئية والآيات المسموعة, وفى أنفسنا فالسمع والبصر وخلق السماوات ولأرض والليل والنهار و كل شئ من مثل آيات القرآن وكل خلق الله آيات معجزات ومن مثل آيات القرآن والقرآن يحتوى على 72موضع يشير فيها إلى آيات كونية(راجع تفسير الآية106من سورة البقرة { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ) .
والله عز وجل تحدى العرب أن يأتوا مثل القرآن لأنهم أهل بلاغه ولم يتحداهم بان يأتوا من مثله ونعود إلى الآية محل التدبر
في هاتين الآيتين : { وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَة ٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }(23){ فَإِنْ لَمْ تفعلوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ }(24) من سورة البقره بعض المعطيات لا يجب أن نغفلها و نلقى نظرة عليها:
أولا : { وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا }
المقصود هنا اللذين هم في شك من أن للكون خالق هو الله والقرآن كتاب من عنده أنزله على خاتم الأنبياء والرسل صلى الله عليه وسلم فبالتالي لا يكون التحدي لهم من آيات القرآن وهم كثيرون على مر الزمان وهم من المشركين والكفار وخاصة من أصحاب العلم والثقافات المختلفة فلا يعقل أن يكون التحدي لهم بسورة من آيات القرآن(المقروءة) ولكن يكون التحدي فيما برعوا فيه من العلم
على هذه المعطيات
ثانيا: { فَأْتُوا بِسُورَ ٍ مِنْ مِثْلِهِ }
بعض المفسرين ومنهم (الطبري) ذكروا أن مثل القرآن هو التوراه والإنجيل ولكن التوراة الذي بين يدي أهل الكتاب ليس هو التوراة الذي انزل على موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام أما الإنجيل الذي انزل على عيسى عليه السلام فأيهما من الأربع أناجيل التي بين يدي النصارى وهم على أي حال قد فهموا أن المقصود هنا ليس سورة من القرآن الكريم وإنني أعتقد أنه فهم صحيح الى حد ما لأن الله عز وجل تحدى العرب بأن يأتوا بسورة مثله أو عشر سور مثله أو مثل القرآن كله في السور(يونس38-هود13-الاسراء88 (التكرار له مغزاه)
ثالثا: { وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ }
هنا التحدي من الله عز وجل أن من يأتوا بسورة من مثل القرآن عليه أن يأتوا بشهدائهم ( شهداء من مثلهم غير مؤمنين بالله ) ليقولوا شهادتهم فيما يزعموا .
أ ـ هذا ما حدث بالفعل فمسيلمة الكذاب مدعى النبوة افترى كلاما وأدعى أنه مثل القرآن وصدقه قوم كثيرين- إذا اللذين قالوا بان تفسير ألآية23,24 من سورة البقرة هي تحدى للعرب باللغة جانبهم الصواب خاصة وأن كثيرا من المهووسين فعلوا مثل مسيلمة الكذاب وصدقتهم أقوامهم وكانوا عددا غير قليل.
ب ـ إذا افترضنا أن تفاسير جميع المفسرين بأن{ فَأْتُوا بِسُورَة ٍ مِنْ مِثْلِه } هو تحدى للعرب أيضا بأن يأتوا بسورة من القرانِ مثل الآيات التالية يونس38,هود ،ألاسراء88 وبذلك يكون آيات التحدي كلها فى القرآن موجه للعرب فقط أو الناطقين بالعربية رغم أن الله عز وجل أرسل رسوله ألي الناس كافة إذا أين التحدي للآخرين من غير العرب ونحن نقول إن القرآن هو معجزة الرسول الباقية دائماعلى مر الزمان؟
ج ـ التوراة والإنجيل آمن بهما مليارات من اليهود والنصارى وهذا ضد التفاسير لأن الله تحداهم أن يأتوا بشهدائهم ليشهدوا انه مثل آيات الله وقد آمن اليهود والنصارى أن التوراة والأناجيل الأربعة هي الكتب السماوية الوحيدة وهم شهود على ذلك.
رابعا : { فَإِنْ لَمْ تفعلوا وَلَنْ تَفْعَلُوا }
{ فاٍن لم تفعلوا }
المعروف أن (لم) تنفى الفعل في الماضي وهذا حكم الله عز وجل من يوم أن نزلت هذه الآبه على الرسول عليه افضل الصلاة وأذكى السلام ونحن نقراها ألان ويكون ما سبقنا هو ماضي والمفروض إننا اليوم لم نسمع عن مثل مسيلمة الكذاب أو غيره ولكن مسيلمة الكذاب وأمثاله ممن ادعوا النبوة وافتروا من عندهم كلام يزعمون أنه من عند الله وآمن لهم آلاف من الناس وهذا دليلا آخر على أن التفاسير السابقة والمعاصرة جانبها الصواب
{ وَلَنْ تَفْعَلُوا }
المعروف أيضا أن(لن) تنفى الفعل في المستقبل والمستقبل هنا من يوم أن نزلت هذه الآيات من سورة البقرة24,23 على الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن فعلها مدعين النبوة كما سبق أن أوضحت في الفقرة السابقة
مما سبق نلاحظ بأن اللذين فسروا هذه الآيات 23/24 من سورة البقرة لم يأخذوا بهذه المعطيات التي أوضحتها ولذلك جانبهم الصواب كما سبق وان ذكرت.
إنني اعتقد أن الآية 26 من سورة البقرة هي التي سوف تفسر الآيات التي نحن بصددها كيف؟
بسم الله الرحمن الرحيم
{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً وَلَوِ ٱجْتَمَعُواْ لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلْمَطْلُوبُ }(الحج 73)
{ إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ }(البقرة:26)
ثم يوضح الله تعالى التحدي لغير العرب من الكفار والمشركين في أن يخلقوا ذبابة (لانها آية من آيات الله ) ويأتوا بشهداء منهم يشهدوا لهم بان هذه ألذبابه مثل التي خلقها الله في كل صفاتها.
الله عز وجل أمرنا أن نتدبر القرآن:
{ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً } (النساء:82)
{ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } (محمد:24)
ولأن القرآن يفسر بعضه بعضا ولا تفسر آية بمفردها دون النظر والربط بين باقي الآيات وهذا من مجمل إعجاز هذا الكتاب الخالد.
نجد هنا أن الله عز وجل يضرب مثلا للذين كفروا { ما بعوضة فما فوقها } البعوضة تحتوى على آيات بينات كثيرة جدا-(فالسمع والبصر والنمو والتكاثر وغيرها من وظائف الحياة كلها آيات بينات في البعوضة)- بذلك تعتبر سورة من سور الله عز وجل في خلقه وهى (من) مثل سور القرآن وهنا يتحدى الله هؤلاء - (المشركين والكافرين ممن لا يؤمنون أصلا بالله خالق الكون والقرآن كلامه ) ـ الخلق جميعا على مر الزمان وعلى مختلف ثقافاتهم وعلمهم أن يخلقوا بعوضة ويأتون بشهداء من عندهم ليقولوا أن ما صنعوه مثل البعوضة التي خلقها الله عز وجل في كل شئ من وظائف الحياة المختلفة وهذا لم يحدث حتى الأن ولن يحدث إن شاء الله وهذا هو الحق من ربنا
اللهم أنك تعلم أنني أجتهد قدر علمي المتواضع فان كنت أصبت فمن فيض علمك وان كنت أخطأت فمن جهلي فاغفر لي خطئي وجهلي – لعلمي اليقين بأنك أنت الغفور الرحيم –والحمد لله رب العالمين
يتبع
رد مع اقتباس