أعوذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم .. بسم الله الرّحمن الرّحيم ..
إلى الأخ بعل زبول .. تحيّة زميل ..
ويبدو لي من اسمك أنّك من أبناء بلدي (الأردن أو فلسطين على حدّ سواء ) .. فتحيّة أخ لأخيه .. وبعد :
فبداية أودّ أن أقول لك أنّ طريق الفلاح ليس سهلا حتّى لمن يؤمن بوجود الله عزّ وجلّ .. إنّ الفلاح يكون في توحيد الله سبحانه وتعالى .. فعلى سبيل المثال أبو جهل وغيره من صناديد قريش ربّما لم يكن لديهم شكّ بنسبة واحد في الألف بوجود الله عزّ وجلّ ... فهل نفعهم ذلك ؟؟؟
إذن فالأمر كامن في التّفاصيل .. ما هو تصوّرنا لمفهوم الإله ؟وماذا يريد منّا هذا الإله؟
إذن فالتّصديق التّامّ بوجود الله جلّ وعلا ما هو إلّا خطوة على طريق طويل .. إذن فالإلحاد في العالم المعاصر هو انتكاس إلى ما دون حال أهل الجاهليّة قبل الإسلام ..
هذا من ناحية .. ومن ناحية أخرى ....ردّا على كلامك الّذي تقول فيه أنّ الملحد لا يستشعر في أعماقه وجود الله جلّ في علاه ....
يبدو أنّك نسيت أو لا تعلم أنّ الله سبحانه وتعالى يرفع إليه الدّعاء من كثير من هؤلاء الملحدين حين يركبون السّفينة مثلا ثمّ تأتي عاصفة هائلة تكاد تغرقهم كما ذكر في القرآن الكريم ... وقد سمعت من قبطان سفينة أنّ هذا يحدث كثيرا .. وأنّه حتّى الملحدون يتوجّهون إلى الله جلّ وعلا في تلك اللّحظات .
إنّ من أهمّ الأسباب في الكفر بالإسلام .. أنّ بعض النّاس يقيّدون أنفسهم بما تناله مداركهم الحسّيّة ...
فيأتي الردّ قاطعا في كلام ربّ العالمين :
"فلا أقسم بما تبصرون ..وما لا تبصرون ..إنّه لقول رسول كريم" صدق الله العليّ العظيم ..
وبالتّالي يأتي هذا السّؤال : من الّذي يحبس نفسه في سجن .. المؤمن أم الملحد؟؟؟؟؟
والحمد للّه ربّ العالمين
