عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2008-07-16, 02:35 PM
نبيل الجزائري نبيل الجزائري غير متواجد حالياً
منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-10
المشاركات: 51
افتراضي

بسم الله

أولا : البيان في القرآن هو عدم الكتمان و عدم الإخفاء ، يقول تعالى :
ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد مابيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون * الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فاولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم
و يقول تعالى :
واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتابلتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون

و يقول تعالى :
يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب و يعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين

و لدى ابن كثير البيان هو الإيضاح و الإفهام ، يقول في تفسيره : "
{ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } أي : بعد حفظه وتلاوته نبينه لك ونوضحه ، ونلهمك معناه على ما أردنا وشرعنا."
و هو ينقل هذا المعنى أيضا عن ابن عباس و غيره : "
وقال ابن عباس وعطية العوفي : { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } تبيين حلاله وحرامه. وكذا قال قتادة."
إذن فالمعنى لدى ابن كثير هو الإيضاح و التفسير .
اما كون ابن كثير أعلم منا ، فليس بحجة . لأن العلم يزداد بتقدم الزمان . و القرآن يعطي لكل جيل عطاءه . و هذا من عظمته و إعجازه .
ثانيا : أما قولي الذي عجب منه الأخ ، هو - كما ينقله - : "
و في التفسير و الإيضاح زيادة علىالأصل المفسر الموضح و حتى مخالفة له - كما هو في السنة " فهو مبتور الآخر ، و ما قلته بتمام معنى ما أقصده هو : " و في التفسير و الإيضاح زيادة علىالأصل المفسر الموضح و حتى مخالفة له - كما هو في السنة ما ينسب لها من أنها ناسخة لبعض من كتاب الله ، و هي التفسير و هو الأصل المفسر - "
فحين يسأل الأخ : "
كيف يكون التفسير والإيضاح مخالف للأصل المفسر ؟؟!! " فسيجد جوابه في ما أشرت إليه من أن السنة لدى أهل السنة قد تنسخ القرآن . و النسخ ليس إيضاحا أو تفسيرا للنص الأصلي ، بل هي مخالفة له لكونها تلغيه . و هذا من باب الناسخ و المنسوخ . فالسنة إذن تتجاوز الإيضاح و التفسير . فلا داعي لعجب الأخ مما ليس فيه عجب .
ثالثا :البيان لا يعني ما أورده الأخ حين قال أن السنة : "
أظهرت معانى القرآن بعد أن كانت خافية على الناس مثال ذلك عندما قرأ الصحابة قول الله تعالى : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) [ الأنعام : 82 ] جزعوا وذهبوا إلى النبى صلى الله عليه وسلم يستفتونه قائلين : " ومن منا لم يلبس إيمانه بظلم " ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - : ليس بذاك ، ألم تقرأوا قول الله تعالى : ( إن الشرك لظلم عظيم ) ؟
فهنا قد بين النبى - صلى الله عليه وسلم - معنى الظلم الوارد فى الآية الأولى بأنه الظلم كما جاء فى الآية الثانية. وجعله مدركاً بعد أن كان غير مدرك.
فسواء كان البيان هو التفسير - على قولى - أو هو الظهور بعد الخفاء - على قولك - فإن السنة تحتمل كليهما ولا تعارض. "
فهذا الذي أورده ليس هو المقصود من البيان . ذلك أن البيان هو الظهور بعد خفاء ، و تم بيان القرآن بالذكر ، الذي هو الصيغة الصوتية له ، و الأمر يشبه أن ينقل أحدهم أفكاره من عقله إلى لسانه كي يبينها للناس ، فأفكاره في عقله هي هي التي نقلها إلى لسانه من اجل أن يدركها الناس بعد أن كانت مجردات عقلية بلا حروف و لا لغة تبينها للناس . كذلك القرآن ، فهو لم يكن ذكرا يتلوه الناس و يستمعون له ، و بيانه بأن انزل ذكرا يتلى و يسمع و بالتالي يدرك . و هذا معنى قوله تعالى : " ثم إن علينا بيانه " فالقرآن انزل دفعة واحدة في ليلة واحدة هي ليلة القدر ، ثم انزل منجما في صيغة صوتية يدركها الناس و يقرؤونها على مكث لثلاث و عشرين سنة ، و هذا معنى قوله تعالى : "
وقرانا فرقناه لتقراه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا " هذا سبب إيراد "ثم" في : " ثم إنا علينا بيانه " أي إنا علينا كشفه للناس بلسان عربي مبين يتلى و يقرأ . فبيان القرآن هو نزوله بلسان عربي يدركه الناس ، أي نزوله ذكرا ، و الذكر هو الصيغة الصوتية للقرآن . يقول تعالى : " وانزلنا اليكالذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون " فوسيلة التبيين هو الذكر . يقول تعالى : " ما ياتيهم منذكر من ربهم محدث الا استمعوه وهم يلعبون "

رابعا : مسألة نزول القرآن منجما ليست حكرا على السنة بما هم سنة ، لأنها ليست مسألة اجتهاد شرعي أو شريعة ، بل هو حقيقة تاريخية موضوعية ، و زيادة على ذلك فقد قررها القرآن نفسه .
" وقرانا فرقناه لتقراه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا "

خامسا : مقصودي من ربط بيان القرآن بمسألة نزوله منجما ، إنما هو رد على فهمك الذي استخرجته من " ثم " في قوله " ثم إنا علينا بيانه " ، و قولي كاملا هو : "
أما ثم فهي إشارة إلى أن القرآن نزل مدركا في ذكر يقرأه الرسول - صلى الله عليه و سلم - على مكث في ثلاث و عشرين عاما . فالقرآن أنزل جمعا مرة واحدة في ليلة واحدة هي ليلة القدر ، ثم نزل بيانا منجما مقروءا على مكث في ثلاث و عشرين عاما . فثم تشير إلى نزول القرآن منجما في تراخ . فالبيان هنا هو القرآن منجما . " فإن التبس على الأخ قولي مما أثار عجبه ، فأرجو انني قد اوضحت اللبس بما سبق من نقاط .

و الحمد لله رب العالمين .
رد مع اقتباس