[أبو جهاد الأنصاري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة che-anees

تحياتي الحارة.....

ارجو الاجابة عن السؤال المطروح اعلاه بدلائل عقلية و منطقية بما لا يتنافى مع علم الله المطلق

تحية

اعلم هداك الله إلى كل خير أن شقى السؤال ليسا - بالضرورة - متلازمين ، فأن يكون الإنسان : ( مسيراً ) أو ( مخيراً ) أو ( مسيراً / مخيراً ) فلا يتنافى هذا مع علم الله المطلق.
فالله يعلم : ما كان ، وما يكون ، وما سيكون ، وما لم يكن لو كان كيف يكون.
وما ندين الله به أن الإنسان مسير فى أمور ومخير فى أمور. فهو مسير فى أحداث حياته من ميلاد وحياة ووفاة وموت وأحداث قدرية كالصحة والشفاء والمرض وحركة أعضاء الجسم والدليل العقلى على ذلك هو عجز الإنسان وعدم قدرته على تسيير مثل هذه الأمور ، فشقاء الإنسان دليل على أنه مسير فى الأمور التى هو يشقى بسببها ، ولولا أنه مسير لما كانيعانىمن هذا الشقاء ، فهو لا يحب هذا الشقاء ولا يريده ، فطالما الأمر على هذا الحال فهذا علامة على أن الإنسان مخير فى هذا.
ومن الأدلة على كون الإنسان مسير فى تلك الأمور القدرية ، الأحلام ( الرؤى التى يراها النائم ) فمن منا لا يحلم ؟ والرؤية قد ترمز أو تصرح بأمور سعيدة أو تعيسة ، دعنا من الأولى ولنتأمل الثانية ، التعيسة ، فبها سيظهر الدليل ، فعندما يرى النائم أنه سيمر به أمر سئ فهو يقلق ويضجر ، ويحاول بشتى السبل أن يدفعه عنه ، ولكنه وبلا شك لا يستطيع مهما اتخذ إلى ذلك سبيلاً ، بل لعله يتبع أشياء قد تبعده عن ما يحذر وغذا به يجد أن ما كان يفعله هو الذى كان سبب وقوعه فى المحذور.

كما أنه مخير فى أمور أخرى ، وبخاصة أمور الاعتقاد. فلو كنت أنت غير مسلم ، ودعوتك أنا إلى الإسلام ،فأبيت ، فإن رفضك هذا دليل على إرادتك وتخييرك فى هذا الأمر وعلى مطلق إرادتك فيه.

ارجو أن أكون قد أجبتك ، ولعلى أحزر ما ستأتى به بعد.
والله المستعان.