عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 2008-12-04, 04:31 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,401
افتراضي

النبى رجل أمى ، أى لا يقرأ ولا يكتب ، وهذه من عقيدتنا فيه ولهذا أهمية كبيرة عندنا ، فعندما يأتى رجل أمى لا يكتب ولا يقرأ بأمور يعجز عن الإتيان بها علماء أفذاذ فإن فى هذا حجة وبرهان أنه لا يأتى بهذا من عند نفسه إنما هو وحى من عند الله.
ويحاول كثير من أعداء الإسلام أن يطعنوا فى هذه الحقيقة ثم يلصقوا به شبهة أنه كان يتعلم من بعض أهل الكتاب ، وهدفهم من هذا أن يقولوا أنه ليس بنبى. هذا هو ملخص الموضوع عند هؤلاء.
ولأن النبى قد أخبر منذ أربعة عشر قرناً من الزمان أن هناك أناس من هذه الأمة سيتبعون سنن من قبلهم - اليهود والنصارى - شبراً بشبر وذراعاً بذراع ولو دخلوا جحر ضب لدخلوه وراءهم ، من أجل هذا فقد ردد بعض المستغربين طعونات هؤلاء المستشرقين.
والنبى نعلم علم يقين أنه ما كان يقرأ ولا يكتب ، وهذه مسلمة نحن نعلمها بما نص عليه القرآن وبما جاءت به السنة وبما علمه المسلمون عن حال نبيهم توارثاً شفهياً إلى غير ذلك من الأدلة.
منها قوله تعالى وما كنت تخطه بيمينك ومن السنة قوله ( نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ). كما توارثنا هذا العلم عن النبى أى علم كونه أمى لا يقرأ ولا يكتب نصاً من العلماء وفهماً منهم للمعنى كذلك. فليس هناك مجال لمدعى لا يعلم من العلم إلا جفاف الألفاظ.
ويدعى بعض المتهوكين أن وصف النبى بالأمية يطعن فى مكانته الشريفة السامية ، وليس الأمر بذاك حيث أن فهمهم قاصر عن إدراك الحكمة. بل الشرف كل الشرف لهذا النبى الأمى الذى علم الناس ، كل الناس الخير ، كل الخير.
ورغم أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية واضحة الدلالة ولا تحتاج لافتعال ولا لف ودوران لكى تُفهم ، بل إننا نستطيع أن نجزم بأن الذى ينفى هذه الصفة عن النبى أو يؤلها بغير معناها نستطيع ، نجزم بأنه متكلف متنطع ، ولا نرى له هدفاً يلهث وراءه إلا حب الظهور وافتيان بشئ جديد مستظرف لم يالفه أحد من قبل. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولاشك أن وصف النبى بالأمية لا يتنافى مطلقاً ولا يتعارض أبداً مع الآيات الواردة فى هذا الباب ، افلنبى لا يقرأ ولا يكتب ، وأمته يغلب عليها عدم القراءة والكتابة ، فأول كتاب كتب بالعربية هو القرآن الكريم الذى نزل على النبى ، والعرب غير اليهود وغير النصارى ، والعرب لم يكن لهم كتاب سماوى كاليهود والنصارى ، إذن لا تعارض البتة بين هذه الجملة إذا وضعت بجوار بعضها البعض :
1- العرب من الأميين أى ليسوا من اليهود ولا من النصارى.
2- العرب من الأميين أى ليس لهم كتاب قبل الإسلام.
3- العرب أمة أمية لا تكتب ولا تقرأ ولا تحسب.
4- النبى أمى لا يجيد القراءة ولا الكتابة.

إذن لا تعارض البتة بين هذه الأمور كلها وبين تأويل أمية النبى بعدم إجادة القراءة ولا الكتابة.
العجيب أن كاتب المقال استند إلى تفسير كلمة الأميين بما هو متوارث عند اليهود ومن تفسيرهم ( هم ) لهذه الكلمة ، بينما تجده يخالف ويعارض ما أجمع عليه جمهور علماء وأمة الإسلام. فانظر إلى هلؤلاء الفاكين كيف أنهم يأخذونبتفسير اليهود ولا يأخذون بتفسير أهل الإسلام. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

شئ آخر جهله صاحب المقال وهو أن محل العلم ثلاثة :
1- الذهن.
2- اللسان.
3- الورق أو الخط.
فكم من أناس يعلمون علماً كثيراً ولكنهم ليسوا فصحاء ولا بلغاء أو ربما ليس عندهم حاسة الكلام - اصلاً - فلا يجرى العلم على لسانهم رغم اختماره فى أذهانهم.
وكم من صاحب علم يجيد نقل العلم شفاهة دون الكتابة أو الخط. فكم من مثلٍ أو حكمة تجرى على لسان رجل عامى أمى لا يجيد القراءة ولا الكتابة ، ويعبر عن خبرته أيما تعبير. وقد كان هذا الأمر مشتهر عند العرب ولا حود له فكقد
وكان النبى من هذا النوع الأخير ، حيث أن معلمه هو جبريل شديد القوى ، ولسانه هو أفصح لسان وهو ابلغ العرب قاطبة وقد آتاه الله جوامع الكلم.

ومن الأمور المثرة بالذهن والتى تطعن فى هذا الفهم المغلوط أن النبى لو كان يجيد القراءة والكتابة كما يدعى هذا أفلم يكن حرياً أن يصلنا مخطوطة بخط يده تحمل توقيعه مثلاً أو شئ من القرآن؟!!
لق دبلغنا مخطوطات - منتشرة فى متاحف العلم الآن - فيها بعض رسائل النبى غلى بعض ملوك العالم آنذاك ورأينا عليها خاتمه أفلم يكن حرى أن يحرص الصحابة على أن يتوارثوا شيئاً بخط النبى ؟!
سؤال آخر : ما الذى يدفع النبى أن يتخذ كتبة للوحى افلم يكن الأولى أن نجد مصحفاً مكتوباً بخطه الشريف لو كان يجيد القراءة والكتابة؟!
أما عن شبهة ما أثاروه عن قول النبى : ( ما أنا بقارئ ) فما هنا نافية والباء للتوكيد ، فالقاعدة البلاغية تقول أن زيادة المبنى زيادة فى المعنى.
وقد ادعى أحد منكرى السنة سابقاً وقال لى أن جبريل كانت فى يده رقعة وعرضها على النبى وقال له اقرأ ،فرد النبى : ( ما أنا بقارئ ). وقدأخطأوا جميعاً ذلك أنهم يتعامولن مع النصوص الشرعية بفهم مغلق.
أما عن ادعائهم بأن كلمة اقرأ تقتضى وجود ما يُقرأ. فهذا غلط واضح ، فنحن لا زلنا - حتى اليوم - نقول لأبنائنا ولفتياننا عند تحفيظ القرآن : ( اقرأ ) من قوله تعالى كذا أو ( اقرأ ) من سورة كذا دون أن يكون هناك مصحف نقرأ منه ، كذلك كما نقول لشاعر أو منشد : ( أنشدنا ) فإن هذا لا يقتضى وجود شئ مكتوب.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس