عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2007-11-10, 09:50 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,401
Question لماذا نعبد الله ؟


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،،

سألنى أحدهم : لماذا نعبد الله؟

فقلت له : قبل أن أجيبك عن هذا السؤال أسألك :

هل هذا السؤال ناشئ عن :

1- إحساس بثقل التكاليف التعبدية؟

2- أم عجز عن إدراك الحكمة من فرض العبادة؟

فقال : أنا أسال عن الغرض من العباده بالنسبه للذات الإلهية أتمنى الإفادة.

فقلت : يحق لك بل ويحق لكل مسلم بل ولكل من يريد أن يدخل فى الإسلام أن يسأل عن الحكمة فى كل ما فرضه الله علينا ، وهذا شئ مستحب ولا خجل منه ولا استحياء ، فإنما العلم بالتعلم. فعندما يتأمل الإنسان فى الحكمة وراء ما أمر الله به أو نهى عنه ، فإن يقينه بالله يزداد ، ويتعرف على ما خفى على الكثيرين من حكمة الله ، ومن ثم فإنه يكون بهذا متعبداً لله باسمه الحكيم ، فيتحقق له من الأجر والثواب ما لا يتحققه لغيره من العُبّاد.


وحتى أجيبك عن هذا التساؤل أطلب منك أن تتدبر هذه الآيات الكريمات:

يقول تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15))

ويقول تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57))

فالغنى هو الذى لايحتاج لأحد إذن فلماذا يخلقنا ؟

يقول تعالى : (ليعبدون)

فهل هو سبحانه يحتاج لعبادتنا؟

نقول : لا.

فنسأل : فلماذا إذن فرض علينا عبادته؟

فنقول وبالله التوفيق أن أمر العبادة هو أمر تكليف وتشريف ، وليس انتقاص أو تعذيب. لماذا؟

لأنه طالما أن الله هو الذى خلقنا فنحن إذن عبيده.

إذن صفة العبودية هى صفة ملازمة لنا.

وإن لم نكن عبيداً له ، لأمسينا عباداً لغيره.

وإنى لأسألك : أيهما أفضل لك أن تكون عبداً لله أم تكون عبداً لغيره؟

لا أشك فى أنك سوف تختار الأولى ، بل وستقول بملء فيك ، أنا أفخر أن أكون عبداً لله.

فالله سبحانه يقول : (ولقد كرمنا بنى آدم) وفرض عبادته علينا سبحانه ، من دواعى ومقتضيات هذا التكريم.

ولله المثل الأعلى ، فمن منا لا يسعد بل ويفتخر عندما يعمل عند رجل مهم كوزير مثلاً ، والذى يعمل عند رئيس الوزراء أسعد وأكرم ، والذى يعمل عند الملك أسعد منهما جميعاً. فما بالك أخى فى الله بمن يعمل عند ملك الملوك.

وعندنا فى مصر مثل شعبى يقول : كرامة العبد من كرامة سيده. فانظر أخى الحبيب إلى مدى الكرامة والتكريم الذى تناله عندما تكون عبداً لله.



فهذه هى الحكمة الأولى من فرض عبادة الله علينا ألا وهى تشريف بنى آدم وتكريمهم.
وهناك حكمة أخرى ألا وهى صلاح حالهم.




وحتى أقرب لك الصورة ولله المثل الأعلى ، فإن من يصنع جهازاً يرفق به مرشداً ليبين ما يمكن أن يحدث له من أعطال وكيفية إصلاحها (كتالوج) ، وأنت خلقك الله وصمم لك هذا الكتالوج الذى يناسبك حتى يصلح ما قد يصيبك من أضرار نفسية أو جسمانية ، وهذا يكون على مستوى الفرد والجماعة فى نفس الوقت.


فعندما يأمرنا سبحانه بالصلاة فلا شك أنها تؤدى إلى الاستقرار النفسى والروحى بسبب القرب من الله الذى تكون قلوب العباد بين إصبعين من أصابعه سبحانه وتعالى. فما من مسلم ندم على صلاته ولا أحس منها بالتعلب ولا الملل إلا ما يلقيه الشيطان فى قلوب الذين يعبدون الله على حرف حتى يجتالهم عن دينهم.


كما أن فيها صلاح للمجتمع المسلم الذى يجب أن يكون مترابطاً متحداً متآلفاً كالجسد الواحد وكالبنيان المرصوص ، فإذا غاب أحدهم أو تخلف عن الصلاة ذهبوا للسؤال عنه والاطمئنان عليه ولينظروا ماذا ألم به وليشاركوه فى مصائبه ، وكم يكون لأمثال هذه الزيارات من أثر نفسى كبير ومهم فى زيادة أواصر المجتمع وإحكام بنيانه.


وإن شئت يا أخى عددت لك الكثير والكثير من الحكم الكامنة فى فرض كل شئ تعبدى أمرنا الله بأدائه وبيان نفعه على الفرد والمجتمع مادياً ومعنوياً.


وهذا ما نسميه بالإعجاز التشريعى.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس