[زيادزكريا]

6
اليعقوبي

هو أحمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح اليعقوبي وكنيته أبو العباس ، كاتب ومؤرخ وجغرافي.
من مؤلفاته كتاب تاريخ ابن واضح أو تاريخ اليعقوبي وكتاب البلدان.
توفي في مصر سنة 284.

يقول اليعقوبي عن القرآن الكريم: "نزل القرآن على اربعة ارباع: ربع فينا وربع في عدونا وربع امثال وربع حكم ومتشابه" <تاريخ اليعقوبي>.

فإذا كان كلامه هذا عن كتاب الله (سبحانه وتعالى) الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فلا غرابة اذا أن يقول ما يحلو له في امور التاريخ الاسلامي والبلدان وغيرها.

فقد ذكر اليعقوبي في كتابه "تاريخ اليعقوبي" ان الخليفة عبدالملك بن مروان بنى قبة الصخرة ليصرف المسلمين عن الحج الى بيت الله الحرام فحجوا عليها ايام الدولة الاموية واليعقوبي ينفرد بهذا النص وبنصوص اخرى لا يوجد لها ذكر في غير كتابه.
فقد قال اليعقوبي: ومنع عبدالملك اهل الشام من الحج، ذلك ان ابن الزبير كان يأخذهم اذا حجوا بالبيعة، فلما رأى عبدالملك ذلك منعهم من الخروج الى مكة فضج الناس وقالوا: تمنعنا من حج بيت الله الحرام؟ وهو فرض من الله علينا فقال لهم:
هذا ابن شهاب الزهري يحدثكم ان رسول الله قال: لا تشد الرحال إلا الى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي ومسجد بيت المقدس. وهو مقام المسجد الحرام، وهذه الصخرة التي يروى ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وضع قدمه عليها لما صعد الى السماء تقوم لكم مقام الكعبة فبنى على الصخرة قبة، وعلق عليها ستور الديباج واقام لها سنة واخذ الناس بأن يطوفون حولها ولها كما يطوفون حول الكعبة واقام بذلك أيام بني امية.
واليعقوبي معروف بعدائه لبني امية، يضع اخباراً عنهم وعن سواهم ليس لها حقيقة وهذه كتب التاريخ والسير كلها تكذب ما ينقله، وهو نفسه ينقض هذا في كتابه فيقول: ان الحجاج بن يوسف بعد ان قضى على حركة ابن الزبير، اعاد بنيان الكعبة وجعل لها باباً واحداً، على ما كانت عليه قبل ان يبنيها ابن الزبير. زاده مما يلي الحجر وهو ستة اذرع وكبسها بالردم الذي خرج منها ورفع بابها على ما كان قبله ونقص من طوله حتى صيره على ما هو عليه اليوم، وفرغ من بنائها سنة 74هـ.
واليعقوبي نفسه يذكر ان عبدالملك حج سنة 75هـ فبدأ بالمدينة واحرم من ذي الحليفة ودخل المسجد وهو يلبي - كيف يحج من يمنع الناس من الحج ؟
ولما حج عبدالملك امر عامله ان يجدد سقف المسجد الحرام واتخذ له خشباً من الساج واستورد له السواري محلاة رؤوسها بالذهب وامر عامله خالداً القسري باضاءة ما بين الصفا والمروة، كما امر باتخاذ مصابيح كبيرة مقابل الركن الاسود ثم أنشأ للمصابيح عموداً وهو اول عمود اتخذ في المسجد الحرام واهدى الى الكعبة شمسيتين من الديباج وقدحين من زجاج علق ذلك في سقفها وغير ذلك. <اخبار مكة لأبو الوليد محمد بن عبد الله ألأزرقي>.

وهذا دليل واضح على أن اليعقوبي ناقض نفسه! واعترف بأن الوليد بن عبد الملك كان من عمار المسجد الحرام، وبهذا تنتفي كذبة تحويله الناس من حج بيت الله الحرام إلى القدس.

والملف للامر ان المستشرق المجري اليهودي غولدزيهر Ignaz Goldziher 1850-1921 قد نقل ما ذكره اليعقوبي عن الامويون وبناء قبة الصخرة ليؤكد وينشر هذه التهم والأكاذيب عن بني أمية وذلك لقطع الرابط بين فلسطين والمسجد الأقصى ،والأدلة والأقوال التي اعتمد عليها تتأرجح ما بين رواية من مؤرخ حاقد منافس مثل اليعقوبي لم يذكرها غيره من المؤرخين، وعبارات ناقصة أو تأويل فاسد لآية كريمة، أو حديث نبوي شريف خارج عن النص والفهم السليم.

أما عن أخبار البلدان فقد ذكر جعفر بامكار الباحث في تراث وتاريخ قبائل البجا ، عن أكاذيب اليعقوبي وافتراءاته. فقد ذكر اليعقوبي ان للبجا 6 ممالك وهذا غير صحيح حيث انهم بدو ، وزعم ايضاً ان دينهم هو الثنوية والمجوسية وهي دبانات فارسية وليست افريقية. وأخيراً فقد ذكر ان بلاد البجا ذات أمطار كثيرة مع ان مناطقهم صحراوية لا ينزل بها المطر .[/SIZE][/COLOR]