عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2012-06-18, 09:27 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,061
افتراضي سلسلة تأملات في آيات من القرآن الكريم/أ.د أحمد محمد عبد الدائم/4

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم
سلسلة تأملات في آيات من القرآن الكريم
الأستاذ الدكتور أحمد محمد عبد الدايم عبدالله


4 ـ قال تعالى: { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16﴾}(يونس).

بِئس ما يفعل الكافرون، ألاَّ ساء ما يَحكمون، ما يتَّبعون إلا الظنَّ، وما يظنون إلاَّ ظنًّا.

انظر أيها العاقل إلى قولهم في الآية الكريمة لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقد حاوَرهم محاورة عقليَّة لطيفة، لو كانوا يعقلون، لدخلوا في الدين مسلمين، لكنَّهم للأسف لا يعقلون ولا يَفقهون.

{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ }: واضحات لا لَبْس فيها، فإنهم يَطلبون من الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - طلبًا عجيبًا، يدل على تَفاهة عقولهم وزَيْغهم، قائلين: { ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ }.

واعجبًا لِما يقولون!

فيحاورهم الرسول بيقين ثابتٍ، وقول فصلٍ: { مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ
إني ما جئت به أولاً، فكيف أُغَيِّره من تِلقاء نفسي؟ فأنا ما بلَّغتكم إلاَّ بما يوحى إليّ من الله، وأنا عبدٌ مأمور بذلك؛ { إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }.

إنَّ الأمر كله لله؛ { لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ } ، إنما جِئتكم به عن إذن الله ومَشيئته وإرادته، ولو شاء ما أنزَله عليّ، وما تَلَوته عليكم، وما دَرَيتُم من أمره شيئًا.

أيُّها الكفَّار، أليستْ لكم عقول رشيدة، تَعرفون بها الحقَّ من الباطل؟

{ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16)}(يونس).

لقد عِشتُ بينكم قبل النبوة أربعين سنة، ما قلتُ شعرًا ولا نثرًا، وما عَلِمتم عني نفاقًا ولا كذبًا، فكيف تتَّهمونني بذلك الآن، أفلا تعقلون؟!

لقد سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان، وكان يومها زعيمًا للمشركين، فقال له: هل كنتم تتَّهمونه بالكذب قبل أن يقولَ ما قال؟

قال أبو سفيان: لا.

فأين كانت عقول الكافرين؟

صدَقتَ يا رب، وصدَق رسولك الكريم.

وساء عملاً ما قاله الكافرون.

يتبع

عن موقع شبكة الألوكة الشرعية
رد مع اقتباس