[أبو جهاد الأنصاري]

مع احترامى لشخصكم الكريم أرى فى كلامك خلطاً للسم فى العسل. فأنت من جهة تقر بحجية السنة ، ومن ناحية أخرى تطعن فى كتب السنة ، ومن ناحية تحث على التمسك بالبخارى ومن ناحية أخرى تشكك فى صحته ، رغم أنك ليس عندك دليل على شئ مما قلت ، وأراك تضع آيات القرآن فى غير موضعها وصولاً فى خاتمة الطريق إلى إنكار السنة ، ولا أرى لك منهجاً ثابتاً ، ولا قولاً واضحاً ، فتقول بأن نعرض الحديث على القرآن ثم ترجع وتقول نرده لو ظهر تعارض حتى لو عرضناه.
يعنى أنا لا أجد لك منهجاً واضحاً ، ولا قولاً ثابتاً ، ولا رأياً مدعماً بدليل ولا شبهة دليل. ولا أدرى ما هى منهجيتك فى القبول والرد.
ثم اراك تتحدث عن الأمة وكأنك فى معزل عنهم رغم أن الله سبحانه وتعالى يقول واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ويقول : وكونوا عباد الله إخواناً
ثم أراك تزعم أن الأحاديث النبوية هى سبب التفرقة ، وهنا أقول : سبحانك هذا بهتان عظيم
وليست هذه هى المرة الأولى التى أسمع فيها هذا الكلام من منكرى السنة ، واعلم اننى والحمد لله أجيد الكلام فى هذه المسألو ، وإن شئت فصلت لك فيها القول طويلاً طويلاً.
وعلى كل حال سأحكى لك قصة قد تجعلها درساً لك والسعيد من وُعظ بغيره.
اسمع :
فى منتدى غير هذا ، جاءنا منكرٌ للسنة وضع موضوعاً طويلاً عريضاً ، كأنه ناطحة سحاب ، جاء يعلمنا كيفية الصلاة (الحقيقية!!!) كما صلاها النبى وليس كما حرفناها نحن ، ماشى يا عم ، تفضل هات ما عندك...
قال الصلاة ثلاثاً الصبح والعصر والعشاء. وأن العبرة فيها بالوقت لا بالعدد ، ثم أخذ يصول ويجول ويصر ويقر أن هذه هى الصلاة الحقيقية المستنبطة من آيات القرآن الكريم. وأن الأحاديث النبوية هى سبب تفرقة الأمة.
طيب ....
وبعد يومين جاء منكر آخر للسنة ، وضع موضوعاً أطول من الأول ، كناطحة السحاب ، وقال : هذه هى الصلاة الصحيحة كما استنبطها من القرآن الكريم ، وأن الأحاديث النبوية هى سبب تفرقة الأمة ، وأن الصلاة ثلاثاً : الصبح والظهر والعشاء ، وأن العبرة فيها بعدد الركوع والسجود أنه على هيئة وعدد غير الذى نفعل.
!!!!!!!!!!
طبعاً أنا ما كان منى أمام هذا المنظر المضحك إلا أننى فعلت الآتى : وضعت مشاركة واسميتها ( لقاء المناكير ) وقلت : فليتفضل الأستاذ المنكر للسنة فلان الفلانى ، ليحاور الأستاذ المنكر للسنة فلان العلانى من أجل أن يتحاورا ويتفقا على هيئة وعدد وكيفية الصلاة فيما بينهم وبعد أن يتفقا يأتيان لحوارنا ، فقد اتفقا على إنكار السنة ولم يتفقا على شئ بعدها.
والشاهد غذا كان هذا هو حال منكرين اثنين للسنة فى شأن الركن العملى الأول فى الإسلام ألا وهو الصلاة ، فماذا سيفعلان فى باقى الفرائض ، وماذا سيفعل كل منكر للسنة بعد ذلك؟؟؟!!!!
حاول أن تتعرف على هيئة الصلاة من القرآن الكريم ، فهل ما ستفهمه أنت سيطابق ما سيفهمه غيرك؟ مستحيل.
ولكن عندما يأتى الحديث عن النبى يوضح المواقيت والكيفية والهيئة والعدد وكل شئ فهل نقول أن الحديث هذا المبين هو الذى يسبب الفرقة بين الأمة؟؟؟!!!
لا الرقة حصلت فى الأمة بسبب البدع ، والبعد عن المنهج السليم الذى لو التزمه الجميع لما حدث فرقة.