عرض مشاركة واحدة
  #90  
قديم 2012-07-29, 08:07 PM
عادل أحمد عادل أحمد غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-07-26
المشاركات: 18
افتراضي شكر وتقدير

أشكرك سيدي العزيز على هذا الشرح الوافي، ولكن لا زلت اعتقد أن هناك لبس بين مفهوم انتقال الصفة الوراثية وبين مفهوم انتقال الصفة المكتسبة، وأحاول أن اشرح ذلك:
1. دراسة نظرية التطور لم تعتمد فقط على التشابه الظاهري بين الكائنات الحية ولكن اعتمدت على صفات أخرى أكثر تعقيداً مثل أن يكون هناك كائن بحري له رئة مثل الحوت. بالإضافة لاعتمادها على تحليل الشفرة الوراثية للكائن الحي الإحفوري والكائن الحي المعاصر، بالإضافة لاعتمادها على التحليل الطيفي للكربون وطبقات الأرض، بالإضافة إلى علم التشريح ووظائف الأعضاء.
2. من وجهة نظر تطورية ليس سبب طول عنق الزرافة هو أنها تمد عنقها إلى الأشجار ولكن يتم ذلك بإنجاب عشرات الزرافات ذات الصفات الوراثية المختلفة والتي تكون إحداها أطول في العنق (دون تدخل الزرافة الأم باسنطالة عنقها لتأكل)، فتستحق الزرافة ذات العنق الطويل البقاء بسبب قدرتها على تناول غذاء لم تستطع بقية الزرافات الوصول إليه، المسألة في رمتها من منظور تطوري هي اختلاف وراثي ناتج عن التمايز الجيني، وليس اكتساب.
والأمر ينطبق كذلك على قوة النجار والحداد وأفراد القبيلة التي ذكرتها في مثالك.
أما فيما يتعلق بالزواحف فهي كونت أطرافها من وجهة النظر التطورية قبل خروجها من الماء.
وفيما يتعلق بموضوع الحاجة إلى الأشجار الطويلة، فلم تكن الطبيعة دائماً غنية بالموارد ففي فترات حدثت مجاعات واصطدمت الأرض بمذنبات قضت على مجموعة كبيرة من التنوع الغذائي، وإذا أضفنا إلى ذلك أن الزرافة ليست في أعلى المسلسل الغذائي سنجد أنها ستمثل غذاء هي نفسهل إن لم تتوافق مع أنواع كثيرة من الغذاء.
3. ذكرت في حديثك - أخي - أنه رغم مرور آلاف السنين لم تر كائناً يتطور، وأقول لك أن التأريخ الحديث بدأ منذ خمسة آلاف عام فقط وهذه الفترة غير كافية من وجهة نظر تطورية لانفصال نوع جديد. ضف إلى ذلك أن الفصل الأول من كتاب أصل الأنواع كان يتحدث عن الحيوانات الداجنة التي تطورت من كائنات برية بما أسماه داروين بالانتخاب الصناعي، حتى وظفها الإنسان لخدمته، وحتى الآن يستخدم مربو الحمام والخيول والكلاب الانتخاب الصناعي بالتهجين لاستولاد أنواع جديدة.
رغم ذلك هناك بعض الكائنات الدقيقة ذات دورات الحياة القصيرة والتمايز العالي مثل فيروس الإيدز حيث كان ينتج فيرزوسات ذات خصائص جديدة غير مستجيبة للأمصال التي تحقن في المريض. وهذا هو سبب عدم القدرة على إيجاد علاج لهذا المرض القاتل.
4. أما سؤالك عن القضاء على الأشجار القصيرة، فلم يقض عليها الجدب بل قضى عليها أنها غذاء رئيس لمعظم الاكائنات التي قضت عليه ثم ظهرت الحاجة للتحور إلى أنواع جديدة.
5. فيما يخص قصر أرجل الزرافة للشراب، فإذا أدت طريقة شربها إلى موتها فبالضرورة ستبقى الزرافات التي تغير طريقة شرابها أو سينقرض نوع الزراف، والمسألة مسألة وقت.
في الختام أقدم لك خالص شكري وتقديري لاهتمامك بالرد على المشاركة السابقة التي كانت مفيدة ملقتت انتباهي كثيراً لنقاط مهمة.
لك مني الود والتقدير والاحترام
رد مع اقتباس