عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 2008-07-16, 04:41 PM
نبيل الجزائري نبيل الجزائري غير متواجد حالياً
منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-10
المشاركات: 51
افتراضي

بسم الله .
أولا - ابن كثير يخبرنا أن قوله تعالى : ثم إنا علينا بيانه " تعني : " نبينه لكو نوضحه و نلهمك معناه على ما أردنا و شرعنا . " فالبيان عند ابن كثيريعني التبيين و التوضيح و إلهام المعنى بمراد الله و شرعه .
و بعدها يأتي الأخ و يقول أن ابن كثير " لم يقل ما تقوله أنت أن البيان هو الإيضاح والتفسير ، ولكنه يقول : ( نبينه لك ونوضحه ) فعطف التوضيح على البيان .. " . و لا حاجة للتعليق علىهذا .
ثانيا - أما عن الكوثر ، فالقرآنيون - كما يسميهم الأخ - يقولون أن الكوثر هوالخير الكثير . فالكوثر صيغة مبالغة في الكثير . و دلالة الكوثر على الخير الكثيرأتت من أنه عطاء الله ، و الله لا يعطي غير الخير . فالكوثر هو الخيرالبالغ النهاية في الكثرة . و قد اعطى الله تعالى رسوله النبوة الخاتمة والرسالة الخالدة كتابا معجزا يتلى إلى يوم القيامة . و هذا وحده خير بالغالكثرة لا مثيل له . فكل من يشنأ الرسول صلى الله عليه و سلم بعد هذاالعطاء و ينتقص منه إنما هو الناقص الأبتر .
فكما يرى الأخ ، لا حاجة للحديث المنسوب للنبي - صلى الله عليه و سلم - بشأن النهر في الجنة لفهم معنى الكوثر . فهداية الله تعالى لرسولهبكتابه الذي أنزله عليه و التي هي سبب في وصوله إلى أعلى درجات الجنة بكلما في الجنة من خير ، هي الأصل في وصوله إلى هذه الدرجة من القرب . هذه الهداية بهذا الكتاب هيالأحرى بأن تكون الكوثر . لكونها الأصل لكل عطاء في الجنة بأنهارها و غير أنهارها .
<o:p></o:p>
ثالثا – ما قلته بشأن العلم و أنه يزداد بتقدم الزمان ، فهو قاعدة مضطردة ، لا كما يقول الأخ أنه ليس كذلك . اما ما أورده الأخ بشأن الضوء ، فكتاب الله ليس ضوءا يحصره زمان معين و مكان معين لكي يخفت كلما ابتعد الناس عن زمانه و مكانه . فهو كتاب يتجاوز الزمان و المكان . و الزيادة في العلم التي هي من نتائج تقدم الزمان هي الضوء الي كلما زاد كشف لنا جديدا من عطاء القرآن لم ينكشف لمن قبلنا ممن كان علمهم أقل مما لدينا من علم ، و ستنكشف امور أخرى من عطاء القرآن لمن بعدنا من الأجيال و القرون ما لن تنكشف لنا لزيادة في علمهم لم تحصل لنا ، و هذه سنة الله في خلقه : " سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " <o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
رابعا – بشأن النسخ ، مهما كان فهو ليس توضيحا و لا تفسيرا و لا بيانا ، و بالتالي فالسنة لكونها عند أهل السنة تنسخ القرآن هي ليت مجرد موضحة أو مبينة أو مفسرة للقرآن بل تتجاوز ذلك إلى ناسخة له . و النسخ هو رفع حكم بحكم و لا يرفع الشيء بمثيله بل بما يختلف معه . لهذا فالنسخ هو معارضة و اختلاف و إلا لما كان نسخا و لما كان له أن يرفع حكما أو أي شيء . و لهذا قال من قال أن لا نسخ في القرآن . لأنه لا تعارض فيه و لا اختلاف . و أن النسخ و الإنساء لا يكون في الرسالة الواحدة و لكن يكون بين الرسالات . و موضوع النسخ موضوع يطول تفصيله . إنما انكار الأخ أن في معنى النسخ اختلاف و تعارض بين الناسخ و منسوخه إنما هو من اعتقاده أن في القرآن ناسخ و منسوخ و أن بين في السنة ما ينسخ القرآن . لا أن معنى النسخ لا يحمل اختلافا أو تعارضا بين الناسخ و المنسوخ . وهذه مشكلة يقع فيها كل من اعتقد بوجود مثل هذا النسخ في كتاب الله ، و بالحري بوجود ناسخ في السنة ينسخ من كتاب الله.<o:p></o:p>
أما الآيات التي أوردها باعتبارها تنسخ بعضها بعضا ، فلا يلزم منها وجود ناسخ و منسوخ في كتاب الله ، بل يلزم من إيرادها أن موردها لا يعلم وجها لفهمها ينتفي به وهم النسخ الذي توهمه بادي الأمر ، و عليه أن يبدذ مزيد جهد بزيادة علمه لينفي هذا الوهم ، و إلى أن يتم هذا ، فعليه أن يقول لا أعلم ، لا أن يقعد قاعدة مفادها وجود ناسخ و منسوخ في كتاب الله و هذه المسألة هي المبدأ في الموضوع ، و هو أن الناسخ و المنسوخ يستلزم اعتبار زمان نزول الآيات و ترتيبها على أساسه ، فالمنسوخ دائما متقدم في الزمن على الناسخ ، بينما ترتيب كتاب الله كما هو بين أيدينا لا يعطي اعتبارا لزمن النزول ، و ترتيب الكتاب وحده كفيل برفض وجود ناسخ و منسوخ فيما بينه ، لأن ترتيبه لا عبرة فيه لزمن النزول بينما هذا الزمن هو أساس العبرة في الناسخ و المنسوخ . تبقى مسألة وجود آيات توهم النسخ فيما بينها مسألة مرتبطة بزيادة العلم ، فإن علمنا ما يزيل هذا الوهم فبها و نعمت ، و إن جهلنا ما يزيله قلنا لا نعلم بعد ، و لا نحول جهلنا هذا إلى باب من العلم نسميه الناسخ و المنسوخ في كتاب الله . و أمر النسخ هنا يشبه امر الترادف ، فعدم علمنا بالفرق الدقيق بين لفظين مختلفين فيهما اشتراك معنى لا يجعلنا نقرر أنهما مترادفان و نحول هذا الترادف إلى قاعدة نحكم بها على كتاب الله ، ثم نكتفي بعدها بهذا فلا نحاول بذل جهد أكثر لمعرفة تلك الفروق الدقيقة ، و هي معرفة لن تتم إلا بزيادة العلم بتقدم الزمان . كذلك أمر النسخ ، فلكونه يحمل معنى التعارض و الاختلاف بين الناسخ و المنسوخ ، و لكوننا نؤمن أن لا تعارض ولا اختلاف في كتاب الله ، فإننا ننفي وجود النسخ فيه ، و بناء عليه ، فأي آيات توهم بوجود نسخ بينها علينا أن نحاول فهمها بما بما ينفي هذا الوهم و إن لم نقدر لمحدود علمنا في زماننا ، نستمر في المحاولة و نحن نقول لا نعلم بعد ، لا أن نحول هذا الوهم إلى علم نحكم به على كتاب الله .

و الحمد لله رب العالمين <o:p></o:p>
رد مع اقتباس