عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 2007-11-01, 09:39 PM
مجاهد مجاهد غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-23
المشاركات: 141
افتراضي

ومن أهم عوامل حفظ الصحابة للحديث<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
<o:p></o:p>
1 – أن البساطة في العيش وقلة الاختلاط مع الناس يولد نوعًا من صفاء الذهن وقوة الحفظ والذاكرة بالإضافة إلى أن العرب أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب ومعظم علومها تعتمد في الدرجة الأولى على الحفظ، لذا كان من حفظهم ما يضرب به المثل وتناقلته الأجيال عبر التاريخ، مثل أولئك الذين كانوا يحفظون المعلقات الشعرية الطويلة، وكذلك معرفتهم بالأنساب والقبائل والأماكن وغيرها لدليل على تمكن هؤلاء العرب من القدرة على الحفظ دون عوائق، ومن الخطأ الفادح مقارنة العقل البشري المعاصر بعقول تلك العصور من رسالة الإسلام، ومن يقارن ويشابه بينهما ويطبق عليهما الدراسات والأبحاث فإنه سوف يصطدم بعقبات علمية كبيرة، وينـزلق في مهاوي الجهل والظلام، وهذا ما وقع فيه المستشرقون الذين قارنوا بين حاضرهم اليوم وماضي هذه الأمة في القرون الأولى لهذا الدين، فشلت دراساتهم.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
2 – أسلوب النبي r في الحديث مع الصحابة، الذي تميز بالهدوء والأناة، وقِصَر جُمَله وإعادته للجملة الواحدة عدة مرات مما كان له الأثر الواضح في تمكين السامعين من حفظه وتدبره، تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "كان يحدث حديثًا لو عده العاد لأحصاه"<SUP>(<SUP>[1]</SUP>)</SUP>. وقالت أيضًا:"ما كان رسول الله r يسرد سردكم هذا، ولكنه كان يتكلم بكلام يبينه فصل، يحفظه من جلس إليه"<SUP>(<SUP>[2]</SUP>)</SUP>.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
3 – إيمان الصحابة والتابعين ومن بعدهم بحقيقة هذا الدين وحقيقة هذا الرسول r، وحرصهم الشديد على حفظ منابعه ومصادره من الجفاف، واعتقادهم بأن هذا الدين بمصادره الرئيسة هو سبب سعادة البشرية ونصرها في الدنيا والآخرة، فحفظوا السنة النبوية بهذا الدافع الإيماني القوي، ولاسيما وأن الله تعالى قد نبّه المؤمنين على مكانة الرسول r وسنته في الدين، كقوله تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله وقغفر لكم ذنوبكم )
[آل عمران: 31]. وقوله جل وعلا: ( يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) [النساء: 59]. وقوله تعالى: ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )[الحشر:7].<o:p></o:p>

<o:p></o:p>
وغيرها من الآيات التي تحث المؤمنين على طاعة الرسول r واتباعه والتحاكم إليه، ولا يتم ذلك بعد وفاته إلا بحفظ سنته الصحيحة وتجريدها مما ليس منها من أقوال الناس وآثارهم. <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وكذلك قوله r لصحابته: "نضر الله امرءًا سمع مقالتي فبلغها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه"<SUP>(<SUP>[3]</SUP>)</SUP>.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
من أجل ذلك كله وجد المسلمون أنه من الواجب عليهم جمع سنة المصطفى r بهذا الشكل الذي بين أيدينا وحفظها وحمايتها والدفاع عنها.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
4 – أن النبي r أمر بعض الصحابة بكتابة الحديث، حتى يكون لهم مرجعًا آخر بعد القرآن في المستقبل، وهذا ما قاله أبو هريرة رضي الله عنه: "ما من أصحاب النبي r أحد أكثر حديثًا عنه مني إلا ما كان من عبدالله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب"<SUP>(<SUP>[4]</SUP>)</SUP>.<o:p></o:p>

<HR align=right width="33%" SIZE=1>([1]) صحيح البخاري، برقم 3567، ص598.<o:p></o:p>

([2]) سنن أبى داود، رقم 3660، ص525، وجامع الترمذي، رقم 3639، (6/29).<o:p></o:p>

([3]) سنن أبي داود، رقم 3660 ص525، وجامع الترمذي رقم 230 ص35، وسنن ابن ماجه، برقم 231، ص35.<o:p></o:p>

([4]) صحيح البخاري، برقم 113، ص24-25.<o:p></o:p>
رد مع اقتباس