عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2008-07-16, 03:07 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,399
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل الجزائري
و لدى ابن كثير البيان هو الإيضاح و الإفهام ، يقول في تفسيره : "{ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } أي : بعد حفظه وتلاوته نبينه لك ونوضحه ، ونلهمك معناه على ما أردنا وشرعنا."
و هو ينقل هذا المعنى أيضا عن ابن عباس و غيره : " وقال ابن عباس وعطية العوفي : { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } تبيين حلاله وحرامه. وكذا قال قتادة."
إذن فالمعنى لدى ابن كثير هو الإيضاح و التفسير .

لقد وقعت فى غلط واضح فابن كثير - رحمه الله - لم يقل ما تقوله أنت أن البيان هو الإيضاح والتفسير ، ولكنه يقول : ( نبينه لك ونوضحه ) فعطف التوضيح على البيان ، ولو افترضنا - جدلاً - صحة ما تقول ، فما خفى عنك أن للتفسير طرائق كثيرة ، منها ما يسميه العلماء بالتفسير بالمقتضى أو التفسير باللزوم وهذا من قبيل تفسير التنوع لا تفسير التضاد ، وهذا باب عظيم من أبواب التفسير أحيلك إليه لضيق القمام فأرجو أن ترجع إليه وتتبحر فيه فإنه جد مفيد.
ويكفى أن أقدم مثال واحد على هذا لأبين وأوضح ما أقول:
فى تفسير قوله تعالى : ( إنا أعطيناك الكوثر ) جاءت تفاسير كثيرة عن معنى الكوثر الذى أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على نحو عشرين قولاً ونيف ، أصحها ما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما فى حديث أنس فى صحيح مسلم بأنه نهر فى الجنة وهو نهر الكوثر ، وفى صحيح البخارى لما سئل ابن عباس عن الكوثر قال هو الخير الكثير الذى أعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقيل له : هناك من يقول أنه نهر فى الجنة ، فقال : نهر الكوثر هو من الخير الكثير.
فتأمل هذه الحكمة وتأمل كيف تنوعت التفاسير بلا تعارض. وكيف أنه تم تفسير الكوثر فى موضع بذت الشئ ألا وهو النهر ، وكيف أنه تم تفسيره بمقتضى الشئ فى موضع آخر لتحدث بهذا زيادة علم وفقه.
إشارة سريعة عابرة عند ذكر الكوثر :
لاشك أن منكري السنة سيحتارون ويتضاربون ويتعارضون ويتناقضون فى تفسير معنى الكوثر المذكور فى القرآن الكريم ، لون يستطيعوا أن يفسروه بمعنى مفهوم إلا إذا داروا وحاموا خلسة حول أحاديث النبى - صلى الله عليه وسلم - التى تحدثت عن الكوثر.
ولا شك أن هذه الكلمة ( الكوثر ) تحمل دليل على حجية السنة النبوية من القرآن الكريم ( كيف هذا ؟ )
فعندما أحاور منكراً للسنة يؤمن أن القرآن جاء تبياناً لكل شئ ثم أسأله عن معنى الكوثر فلن يجد له تفسير فى القرآن فلابد أنه سينقطع وستنقطع به الأسباب ، وإذا سألت منكراً ثان عن معناه جاءك بشئ مخالف لما ذكر الأول وكذلك سيفعل الثالث والرابع ، ولكنك إن سألت أهل السنة جميعاً منذ بداية الإسلام وحتى قيام الساعة فسيجمعون على أنه نهر فى الجنة ، فانظر وتأمل - يرحمك الله - كيف أن البعد عن السنة يؤدى إلى تفرقة الأمة وتشتيتها.
وانظر كيف أن السنة تبين القرآن ، وهناك الكثير من الفوائد يضيق المقام بذكرها.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس