عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 2015-02-22, 02:41 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,401
افتراضي

...
وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ [الروم:22]
وهذا هو الأمر الواقع الذى نعيشه وهو اختلاف الأجناس والألوان واللغات!! ولأن الله سبحانه وتعالى قد خلق الناس أمة كان الناس أمة واحدة ولأن إرسال محليين لم يجمع بنى آدم إلى ما كانوا عليه فإن الله سبحانه وتعالى أرسل نبيًا برسالة عامة إلى كافة البشر إنسهم وجنهم ، عربهم وعجمهم. ولأنه سبحانه كان يؤيد كل نبى بمعجزة فقد أرسل مع النبى معجزة عامة ، معجزة يتفق فيها كل البشر فى كل زمان وكل مكان ، وهى معجزة كلامية ، فالكلام خاصية يتميز بها كل البشر ، وإن اختلفت لغتهم ، والكلام يبقى أبد الدهر ، يمكن أن طلع عليه كل مكلف ، وكل مستهدف من الرسالة ، يختلف عن المعجزات الأخرى التى ينتهى أثرها بانتهاء وقوعها على يد الأنبياء ، شهدها من شهدها ، وفقدها من فقدها. أما الكلام فهو سمة عااااااااااااامة لكل البشر.
ولهذا وجب انتقاء لغة تعد هى الأفضل من حيث المقاييس اللغوية ، تتميز بالتكامل والمرونة والتطور والقدرة على الانتشار ، وخدمة أغراض الدعوة الجديدة. ولأنه لم يوجد من البشر من اهتم بلغته كاهتمام العرب بلغتهم حيث كانت البلاغة والفصاحة والبين هى سلعتهم الوحيدة وهى إنتاجهم الفريد ، فلا زراعة ولا صناعة ولا أى شئ غير اللغة ، ولأنهم الأمة الوحيدة التى جعلت للغة أسواقًا يتبارون فيها ، وبلغوا حدًا فى التفوق اللغوى ليس له نظير ، علاوة على نقاء الأصل اللغوى للغة العربية التى ظهرت وانتشرت فى بيئة تحيط بها الصحراء من كل مكان ، فلم تختلط بلغات أخرى ، كما هو الحال فى المناطق الساحلية والحضرية ، بل صارت لسانًا عربيًا قُحًا ، ولأن العرب كانوا يقدرون الكلمة تقديراً لا نظير له فكان يكفيهم بيتٌ من الشعر ليكون مفخرة لأهله أو بيت من الشعر يكون معرة لأهله ، وهم المة الوحيدة التى كانت تهنئ بعضها بثلاث : إنجاب الولد الذكر ، وولادة الفرس ، ونبوغ شاعر.
وهناك أمثلة كثيرة يمكن أن نوردها - لا يتسع المقام لذكرها - على ما يمكن أن نسميه بالكلمة الفاعلة ، فلو أن شاعراً مدح رجلاً فى كرمه كان سسهلاً على الممدوح أن يجود بكل ماله من أجل ذلك البيت من الشعر ومن أجل أن يحقق قول الشاعر.وكذلك الحماسة التى كانت تجعل العربى يلقى بنفسه فى ساحة الوغى إذا ما امتدحه شاعرٌ بالشجاعة. هكذا كانت أمة العرب. وهذذا هو معنى الكلمة الفاعلة التى ارتبطت بالبيئة العربية أكثر من ارتباطها باللغة نفسها.
وأرى أن الله سبحانه وتعالى قد اختص اللغة العربية بهذذه المنقبة ، أن تكون وعاء الرسالة الخاتمة ، ليس فقط لسمات تتعلق بها ، بل أيضًا لسمات تتعلق بالبيئة العربية ، وبالجنس العربى.
فالحضارات الأخرى من الروم والفرس والهند والصين والمصريين وغيرها كانت فيها علوم وكتب وفنون وآداب ولكن الأمة العربية ، أبداً لم يكتب فيها كتاب بالمعنى المفهوم لكملة كتاب اليوم ، قبل القرآن الكريم. فلاقرآن الكريم هو أول كتاب يكتب بلغة العرب ، فى تاريخ العرب!! فلو أنه أنزل هذا الكتاب فى أمة أخرى ، لارتاب البعض أن ما يحويه هذذا الكتاب من علوم هو نتاج وتراكم علم هذه الحضارة عبر الأجيال. ولكن هذا غير صحيح.
فإنك لما تقرأ القرآن الكريم تجد فيه من كل دروب العلم والمعرفة والبيئات ، يتحدث عن الأرض والسماء وحركة الأفلاك والنجوم وسير الكواكب والبحار وأمواجها والصحراء والأرض والملائكة والجن والطيور والحيوانات وأنواع الصخور ويتحدث عن أخبار الأمم السابقة الباقية منها والبائدة ، ويتحدث عن الأخلاق والآداب والمعاملات ويتحدث عن الغيبيات كما يتحدث عن السيرة الحاضرة .... إلخ
إن خروج كتاب من بيئة فقيرة ، أمية ، ليس لها احتكاك أو تواصل كبير مع الحضارات الأخرى ، وليس فيها علماء ، ولا فلاسفة ولا مفكرون ولا معلمون ولا مدارس ، كل هذا يزيد الثقة ف أن هذا الكتاب ليس من تأليف هذا النبى الأمى ، بل من عند رب خالق الأرض والسموات.
والسؤال: هل يعتبر نزول القرآن الكريم بلغة العرب عائقًا لدخول الإسلام. أو مانعًا من معرفة الدين الحق؟
الإجابة : قطعًا ، لا. لأن عدد المسلمين فى عصرنا وفى كل العصور يُحصى بأضعاف أضعاف العرب الخُلّص. بل الأكثر من هذا أنه بعد انتشار الإسلام فى ربوع الأرض ، ودخول أمم أخرى واعتناقهم الإسلام وتعلمه مالعربية ، صار العرب أنفسهم يطلبون العلم الشرعى من عند هؤلاء ، غير العرب ، وأقرب مثال لنا هو الإمام البخارى رحمه الله صاحب كتاب الصجيح وهو اصح كتاب بعد القرآن ، فهو ليس من أصل عربى ، ولكن عنه أخذ العرب الكثير والكثير من أحاديث النبى ومن تفسير وفقه القرآن الكريم. والأمثلة كثيرة جدًا.
بل إن المشاهد فى حياتنا تنفى هذه الشبهة ، ففى امور الدنيا نجد ان هناك فى العالم عشرات الآلاف من اللغات ، بنما هناك لغة عالمية واحدة هى السائدة الآن وهى اللغة الإنجليزية.وإن شئت الدقة فقل الإنجليزية الأمريكية. فهذه الدولة العظمى صارت قبلة طلاب الدنيا ، إليها يولون قبلتهم طلبًا لحياة كريمة ، وأول ما يفعلونه هو تعلم اللغة الإنجليزية قبل السفر للولايات المتحدة الأمريكية. فهل كانت اللغة عائقً للناس عن التماس أسباب الحياة؟ فكيف بنا ونحن نريد أن نلتمس أسباب النجاة؟؟!!!!
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس