عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2019-04-17, 10:49 AM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,061
افتراضي تناسب فواتح سور القرآن الكريم مع خواتيمها / د. فاضل السامرائي

تناسب فواتح سور القرآن الكريم مع خواتيمها
الدكتور فاضل السامرائي


1 ـ سورة الفاتحة :

تبدأ السورة بقوله تعالى :
{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}
وختمت السورة بقوله سبحانه :
{ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)} .

والعالَمون إما منعم عليهم أو مغضوب عليهم وهم الذين عرفوا الحق وحادو عنه ، أو ضالون وهم لم يعلموا الحق ولا يخرج العالمون عن هذا فناسب المفتتح الخاتمة أوثق مناسبة وأتمها.
جاء في (التفسير القيم) لابن القيم :
( من ذكر المنعم عليهم وتمييزهم عن طائفتي الغضب والضلال فانقسم الناس بحسب معرفة الحق والعمل به إلى هذه الأقسام الثلاثة ، لأن العبد إما أن يكون عالماً الحق أو جاهلاً به .
والعالم بالحق إما أن يكون عاملا بموجبه أو مخالفا له .
فهذه أقسام المكلفين لا يخرجون عنها البتة.
فالعالم بالحق العامل به هو المنعم عليه .
والعالم به المتبع هواه هو المغضوب عليه.
والجاهل بالحق هو الضال.
والمغضوب عليه ضال عن هداية العمل.
والضال مغضوب عليه لضلاله عن العلم الموجب للعمل .
فكل منهما ضال مغضوب عليه . ولكن تارك العمل بالحق بعد معرفته به أولى بوصف الغضب وأحق به …
والجاهل بالحق أحق باسم الضلال) (1) .

خاتمة السورة : هي مناسبة لكل ما ورد فيها
فمن لم يحمد الله تعالى :
{ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} ،
ومن لم يؤمن بيوم الدين وأن الله سبحانه :
{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} ، ومَلِكه ،
ومن لم يخصْ اللهَ تعالى بالعبادة والاستعانة :
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} ،
ومن لم يهتدِ إلى الصراط المستقيم :
{ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6)} ،
فهم جميعا مغضوب عليهم وضالون
ـــــــــــــــ
(1) التفسير القيم 11

آخر تعديل بواسطة Nabil ، 2019-10-24 الساعة 11:44 AM
رد مع اقتباس