ومن أعجب دلائل النبوة هو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لن يستطيع أحد أن يأتي بمثل ذلك القرآن ...
حسناً ... كيف علِم النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يوجد أحد من العرب قاطبة لا يستطيع أن يأتي بشيء يُشبه القرآن ؟
قد يكون هناك رجل في مكان ما في الجزيرة العربية أبلغ من النبي صلى الله عليه وسلم ...
وقد تكون هناك إمراة إعرابية تعيش في مكان ما في الصحراء أبلغ من النبي صلى الله عليه وسلم ...
فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف العرب جميعاً واحداً واحداً ويعرف مستوياتهم البلاغية حتى يضع مثل هذا التحدي الخطير ؟!
هذا دليل على أن من أتى بهذا التحدي هو الله سبحانه وتعالى الذي يعلم كل شيء ويعلم أنه لا أحد يقدر على مجاراة القرآن الكريم ... وقد وقع هذا ... فلم يقدر أحد منذ 1400 سنة وحتى الان على ان يأتي بمثل هذا القرآن ....
ورأينا كيف أن فطاحلة اللسان العربي في مكة اختاروا القتال الذي فيه القتل والأسر والتشريد ... ولم يختاروا أن يقارعوا النبي صلى الله عليه وسلم بشيء يُشابه القرآن الكريم ....
فأيهما أسهل على بُلغاء وأُدباء قريش ... أن يؤلفوا شيئاً يُشبه القرآن وهم في بيوتهم آمنين مُطمئنين ... أم أن يدخلوا في حرب دموية يخسرون فيها ديارهم وأبناءهم ومُلْكهم وعزِّهم ... ؟
طبعاً الأسهل بكثير هو أن يأتوا بشيء يُشبه القرآن ... لكنهم لم يفعلوا واختاروا الحرب الدموية المُهلِكة .... وهذا دليل على عجزهم التام على أن يأتوا بشيء يُشبه القرآن الكريم ...
|