الموضوع: رحلتي مع الشـك
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2009-06-22, 05:05 PM
بلسم بلسم غير متواجد حالياً
عائدة إلى الإسلام فى منتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-04-24
المشاركات: 81
افتراضي رحلتي مع الشـك

الآن و بعدما فتح الله بصيرتي و هداني إلى الحق ، سأحاول نقل تجربتي التي مررت بها في رحلة البحث عن الحق ، رحلة عذاب مرير مع الحيرة و الشك ، لدرجة أصبحت عندي كل الأمور قابلة للشك.<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
و قبل ذلك أحب أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل الأخوة الفضلاء الذين ساعدوني على إجتياز هذه المحنة، سواء في هذا الموقع كالفاضلان أستاذ أبوجهاد الأنصاري و أستاذ صهيب ، أو الأستاذ عزام في الموقع الآخر.

كنت شغوفة جدا بالمطالعة و القراءة، و كان للدروس والكتب الإسلامية دور كبير في تعلم مبادئ الإسلامالحميدة.. فكان إفتخاري و إعتزازي بإنتمائي لهذا الدين يزداد يوما بعد يوم .<o:p></o:p>
هل هناك إله؟<o:p></o:p>
إلى أن جاءت دروس الفلسفة.. و عند دراسة النظريات الفلسفية الوجودية الملحدة .. بدأت الشكوك و الظنون تحيطني،فالفلسفة تثير الأسئلة أكثر مما تقدم الأجوبة ،و لأني لم أجد ردا قويا على تفنيد هذه النظريات أصبحت عاجزة عن إدراك الحقيقة ، و أنه من الممكن أن ينشأ هذا الكونمن نفسه وضمن المصادفات العشوائية ؟ ثم كيف لي إدراك أمر غير حسي ؟ !!!و إتضح لي فيما بعد إستحالة النشوء الذاتي للكون ،و أن لكل فعل فاعل و هذا الكون البديع والمنظم إنما يدل على حكمة بالغة وتدبير عظيم..و أنه بالإمكان وجود شيء أقوى من وجودنا لكننا لا نراه ، و الفكر البشري محدود بالحواس ، والحواس محدودة بالواقع ، فكيف له أن يدرك اللامحدود ، إذاً معرفة الله لا تكون إلا من معرفة آثاره فقط ، أما معرفة ذاته فمستحيلة .<o:p></o:p>
و كما يقول الشيخ الشعراوي: الروح التي هي موجودة في أجسادنا غيب عنك..فأنت لا تعرف ماهي ؟ ..و لا أين هي ؟ و لا كيفية سريانها في الجسم .. لكنك تستطيع أن تستدل على وجودها بآثارها...فهل إذا كان وجود الروح في جسدك يؤكد لك أنها موجودة و هذا من خلال الحركة و الحياة التي تعطيها في الجسد ، ألا يدل هذا الكون كله بما فيه من إعجاز على وجود الله يقينا..ألا تنظر إلى جسدك و الروح فيه ثم تنظر إلى الكون لتستخدم نفس القانون..أم أنك في جسدك لا تستطيع أن تجادل و في الكون بعظمته تجادل؟!<o:p></o:p>
هل خلقنا الله و تركنا هملا ؟<o:p></o:p>
كثيرا ما كنت أسأل نفسي كيف خلق الله الكون و الإنسان بهذه الدقة و الإبداع ثم يتركنا بلا توجيه ولا تشريع يُصلحنا ؟ و هل خلقنا عبثا لا قيمة لوجودنا ؟!!! و كنت أجيب بالنفي بل كنت أرى أن الإسلام أفضل تشريع صالح للإنسانية.. كما كنت لا أستبعد فكرة وجود حياة أخرى بعد الموت ، و إلا أصبحت حياتنا لا معنى لها و يصبح قبولنا للفضائل والقيم عبثيا!!!<o:p></o:p>
و مع ذلك لم يكون هذا دليلا كافيا بالنسبة لي حينها..<o:p></o:p>
هل محمد عليه الصلاة و السلام نبي مرسل ؟<o:p></o:p>
أثناء بحثي في دلائل النبوة دخلت عدة مواقع إلحادية و لادينية محاوِلة التحقق من شبهاتهم المطروحة و تفنيدها ، ظنًا مني أن حواراتهم مبنية على الموضوعية والعقلانية.. لكني وجدت أفكارهم مفلسة و متناقضة تماما مع المنطق..و أحسست أني إزددت حيرة و تشتت ، فما أن أزيل شبهة حتى تظهر أخرى .. ينقضي عمري و لن تنتهي شبهاتهم .. أما الضغينة و الكراهية التي تكنها صدورهم للإسلام فتجعلك تجزم أن هذه المواقع كلها تعمل لمصلحة اليهودية العالمية. <o:p></o:p>
قررت الرجوع للكتب الإسلامية لعلني أتمكن من خلالها التعرف على نبوة محمد عليه الصلاة والسلام ، لكن تلك الشبهات المترسبة في ذهني شوشت تفكيري فلم أتمكن من الفصل بين الحق والباطل و بين الحقيقة والوهم، و كان أفضل شيء لدحض هذه الشبهات أن يكون بالرد عليها بطريقة إجمالية دون الخوض في تفاصيل كل شبهة لأنها لا تنتهي.. <o:p></o:p>
لفتة مهمة فتحت أمامي الطريق <o:p></o:p>
ومع تراكم الأدلة الظنية في ذهني بدأت أشك في طريقة تفكيري و تحليلي للأمور ، و بتوفيق من الله تنبهت إلى أمر مهم كنت قد غفلت عنه ، و هو يجب على من أراد تقصي حقائق الأمور أن يكون مزودا بأدوات كالمصباح الذي ينير له طريقه ، و لا تسمو النفس البشرية إلا بالقربات و الطاعات و الأذكار كالصيام والقيام والصدقة.. فهذا يشكل حصنا منيعا لها، و بهذا الوسيلة تمكنت من إزالة الضبابية عن رؤيتي و الغبش الذي تكوَن عليها..
و سأذكر هنا ردودا قرأتها لبعض الشبهات التي كانت تراودني<o:p></o:p>
التشكيك في التواتر<o:p></o:p>
إن تجميع القرآن فى كتاب واحد تم فى زمن عاصر كل من فيه الرسول صلى الله عليه وسلموصلى ، فلا يمكننا أن نشكك في آيات القرآن بالتزوير والتحريف إلا إذا شككنا فى صحة إسلام الصحابه جميعا و إتهامهم جميعا بالكذب و بالنفاق...<o:p></o:p>
حدوث معارضة ناجحة للقرآن<o:p></o:p>
- لماذا آمن الصحابة و صدقوا بالقرآن إن لم يكن خارقا ؟<o:p></o:p>
- كفار قريش لم يعارضوه ، بل حاربوه و كان الأجدر بهم أن يسلكوا أيسر الأمرين لا أصعبهما.<o:p></o:p>
- إنه من غير المعقول أن حادثتين عظيمتين حدثتا معا ،ويكونالداعي إلى نقل أحدهما كالداعي إلى نقل الأخرى ، أن تخص أحداهما بالنقل ، بل الواجب أن يُنقلا جميعا أو لايُنقلا<o:p></o:p>
الشبهات حول الرسول صلى لله عليه وسلم <o:p></o:p>
أكثر ما كان يشغلني هو موضوع الكذب ، و كما يقول شيخ الاسلام بن تيمية (ومعلوم أن مدعى الرسالة إما أن يكون من أفضل الخلق وأكملهموإما أن يكون من أنقص الخلق وأرذلهم) وكيف يكون من الصعب التمييز بينهما وهما على طرفي نقيض ؟ <o:p></o:p>
و أما الذين يقولون أن محمد عليه الصلاة و السلام كان يمتلك عبقرية نادرة .. فكيف لم تظهر هذه العبقرية إلا بعد سن الأربعين فجأة ، و إن ظهرت لديه في سن العشرين و أخفاها ، فمن أخبر النبي عليه الصلاة و السلام أنه لن يموت قبل سن الأربعين حتى يكتم هذه العبقرية إلى هذه السن .<o:p></o:p>
القرآن الكريـم <o:p></o:p>
كنت أقرأ القرآن بنفسية من يتشكك به منذ البداية ، و هذا ما أدى بي لعدم فهمه الفهم الصحيح ،<o:p></o:p>
و عندما نقرأ القرآن يجب أن نصفي جهاز إستقبالنا لحسن إستقبال كلام لله ، فحين إستقبلت القرآن بنفس صافية إمتلأ قلبي بالإيمان و لأنه كلام الله كان له تأثير خاص على نفسي.. فالله يرانا و لا نراه.. يعرفنا أكثر من معرفتنا لأنفسنا جل في علاه.. و شعرت حينها أن التواصل بيني وبين الله قد عاد.. <o:p></o:p>
و كما أشار العالم الرياضي جفري لانج أن القرآن لا يمكن قراءته ببساطة فإما أن تكون لتوك قد إستسلمت له أو أنك ستقاومه.. وهو يجادلك ويتحداك وينتقدك و يخجلك.. <o:p></o:p>
و هذا ما حصل معي ،فكم زلزلتني آياته..كقوله عزوجل ( إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌوَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ ) و لكم شعرت بالضعف و العجز حينها أمام هذا الكتاب الكريم ، أمام قوله تعالى "لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ " هذه آية ذكرها لي الأستاذ الفاضل صهيب فصدمت بها و كأنني أسمعها لأول مرة و أعترف أني لم أتمكن وقتها من الرد المناسب والمقنع لي.. كما وجدت نفسي عاجزة أمام قوله تعالى"و الأرض مددناها" ..و أمامنبؤة " غُلِبَتِ الرُّومُ ".. و أمام " و َقَالَ المَلِكُ ائتُونِي بِِهِ أسْتَخْلِصُهُ لِنَفْسِي " التي تشير إلى أن سيدنا يوسف عليه السلام كان في عهد الهكسوس و لم يكن في عهد الفراعنة ... و غيرها من آيات الإعجاز<o:p></o:p>
و أيضا الإعجاز العددي الذي كنت أعتقد أنه جاء على سبيل الصدفة، و لما تمعنت فيه جيدا اسبعدت ذلك تماما ، مثلا في سورة الكهف ابتداء من أول القصة وصولا الى "ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا" هو 308 أي أن أول كلمة من عبارة "ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا" ترتيبها 309 .<o:p></o:p>
عرفت ربـي من القرآن الكريم<o:p></o:p>
معرفة الله و معرفة أسماءه و صفاته لا سبيل إليها إلا من خلال الإخبار <o:p></o:p>
فكنت مثلا كثيرا ما اتسال عن عدالة الله و أحاول إثباتها بعقلي و أعجز، و لن أستطيع أن أثبت ذلك بعقلي إطلاقا إلا أن يكون لدي علم كعلم الله تماما.. فمن خلال كتاب الله فقط أفهم أن هذه الدنيا فصلا من قصة الحياة الكاملة له تتمة في الفصل الذي يليه( اليوم الآخر) و لن نفهم أحداث هذه الحياة إلا من خلال فهم فصول القصة بأكملها.<o:p></o:p>
و من خلال تلاوة كتاب الله نجد آيات تستثير فينا حب الله..و آيات تستثير فينا المخافة من الله عزوجل.. و آيات تستثير فينا مشاعر تعظيم الله عزوجل إبداعه ..خلقه..حكمته..فهو ذكر يأخذنا إلى التنبه إلى صفات الله سبحانه وتعالى<o:p></o:p>
و في الأخيـر <o:p></o:p>
من خلال هذه التجربة التي مررت بها يمكنني أن أستنتج منها أن الفطرة السليمة دائما تصل إلى حقائق الخير و تأبى الكفر و العصيان ، أما إذا مالها هوى أو زيغ فإنها ستنحرف و تُعمي البصيرة و تصُد عن الحق .<o:p></o:p>
و أن بلوغ اليقين لن يتحقق بشكل كامل الا بإستحضار مشاعر عبودية لله في الفلب . <o:p></o:p>
و يحضرني هنا كلام رائع سمعته لعالم جليل يقول : ( إستقبال الحقائق و إجتماعها وتخزينها في العقل.. هذا لا يكفي..بل يجب أن تتفاعل مع الحقيقة التي عرفتها عاطفيا.. و التفاعل مع هذه الحقائق لا يتم في الغالب وسط ضجيج..لا يتم من خلال مناقشات فكرية ..هذا التفاعل يتم في آية في كتاب الله تلوتها و عرفت معناها فتجد أنها قد هيمنت على كيانك كله خشية و تعظيما و مهابة.. في ركعات في هدئة الليل ..في التفكر و التدبر في خلق الله...و ..و.. ). <o:p></o:p>
و في الأخير أقول أنه من كان صادقا في طلب الحقيقة بالالتجاء الخالص لله و طلب العون منه سيصل حتما إليها بإذن الله<o:p></o:p>
و نسأل الله الثبات على دين الحق و أن يرزقنا يقينا لا يهتز و إيمانا لا يرتد <o:p></o:p>
و أن يرزقنا حسن الخاتمة و يجمعنا في الجنة مع الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة و التسليم<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
رد مع اقتباس