عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2007-08-26, 08:58 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,345
افتراضي

(بطلان القول أن نفهم الحديث النبوى فهماً كاملاً مطلقاً على مراد رسول رب العلمين.)

سبق أن أشرنا أن حديثنا هنا عن الأحاديث الصحيحة الثابتة بالإسناد عن رسول الله

نقول:

إن من يدعى أنه يستطيع أن يفهم مراد رسول الله فهماً كاملاً فهو متقول على الله بغير علم (لماذا؟)

لأنه يقول أنه قد أحاط بكل أحاديث الرسول وهذا شئ لم يدعِه أحد من قبل.

ذلك أن الذى يتعرض لحديث بشرح أو تفسير يجب أن يجمع كل الأدلة الموجودة فى باب هذا الحديث ليعلم هل هناك حديث آخر ناسخ لهذا أو مطلق أو مقيد أو خاص أو عام أو مجمل أو مبين حتى نقول أن هذا الحديث الذى نحن بصدده لا يوجد له معنى أوسع منه.

كما أن رسول الله قد أوتى جوامع الكلم. فهل أوتينا نحن جوامع الكلم؟

ورسول الله جاءه جبريل بلغة العرب فهل جاءنا جبريل بلغة العرب؟

والرسول هو أعلم الناس بالله ، وبدين الله ، وأخلص البشر نية وأحرصهم تبليغاً.

فهل حُزنا نحن كل تلك الصفات والسمات حتى ندعى أننا قد فهمنا الحديث فهماً على مراد رسول الله !؟

مسألة أخرى :

إن الذى يرجح بين القرآن والسنة ويعارض بينهما فإنه يفعل فعل الناقد الذى يعرض لمسألة بالنقد. فإنه فى هذه الحالة يرفع نفسه فوق مستوى المنقود حتى يخرج بالحكم. مثله فى ذلك مثل القاضى الذى يحكم بين شخصين ، فإن القاضى أعلى من كليهما. فهل هناك من يدعى أنه كذلك!؟

(بطلان القول بإمكانية القيام بعملية عقلية ذهنية ينشأ عنها تعارض بين القرآن والسنة الصحيحة)


إن الذى يدعى أنه يمكن له أن يعارض حديث نبوى بالقرآن الكريم ويخرج من ذلك بتناقض فهذا واحد من هؤلاء :
جاهل بالدين ......... مبتدع فى الدين ............ خارج من الدين.

ذلك أن الله تعالى يقول : (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً). أى أن الوحى الذى أنزله الله تعالى لن يكون فيه أى اختلاف أو تعارض.
ثم اقرأ معى قوله تعالى عن نبيه : (إن هو إلا وحى يوحى) فالسنة موضوعها : (رسول الله ) ، وطالما أن أن النبى وحى فإن السنة وحى. فكيف يصح حديث عن رسول الله ثم ندعى نحن أن فى هذا الحديث تعارض مع القرآن.
لا شك أنه يكون قد حدث قصور كبير فى تلك العلمية الذهنية التى أنتجت لنا هذا التعارض المزعوم. والذى قال بوجود هذا التعارض المزعوم أليس شخصاً أو حتى مجموعة أشخاص تلقوها عنه ، فهل يؤخذ بكلام هذا الفريد من نوعه أو بهؤلاء القلة ، ويطرح كلام علماءالأمة قديماً وحديثاً فى الأرض!؟

ثم لنتساءل : ومن قال أن التعارض هو الشكل الوحيد لتلك العلاقة!؟ ألا يمكن أن يكون هناك وجه أو أكثر للجمع بين القرآن والحديث ، ولكن ذلك الجاهل غفل عنه؟ مثل أن السنة تبين مجمل ، أو تعمم خاص ، أو تطلق مقيد ........... إلخ ؟

ثم إن كان الذى يزعم بوجود هذا التعارض يقول بأن له عقلاً ، فنقول له : وهل سلب الله هذه الأمة عقولها حتى يأتيها هذا الغلام فيقول هذا القول ويدعى أنه سيعيد للأمة عقلها المسلوب منها منذ ألف وأربعمائة سنة؟

ثم إن كان هو يرى - بعقله - أن هناك ثمة تعارض بين القرآن والسنة ، فنحن لا نرى - وبعقولنا أيضاً - ثمة تعارض بينهما. عندما يختلف عقلنا وعقل هذا إلى من نحتكم؟ أإلى عقل ثالث؟

وأنا من هذا المقام وبكل ثقة بمنهج أهل السنة والجماعة أتحدى أن يأتى أى إنسان أياً كان مسلماً أو غير مسلم بحديث نبوى واحد صحيح يخالف القرآن الكريم.

إن الذى يدعى أن هناك تعارض بين القرآن والسنة فإنه يدعو الناس لدين غير دين الإسلام ، إنه يدعوهم لدين من عند نفسه هو. ينكر ما جاءت به السنة المطهرة ثم يقول للناس أنأ آتيكم بالإسلام الصحيح. وما هو بصحيح.

وسأكتفى بمثال بسيط جداً للرد عليهم :

يقولون أنه لو عرضت السنة على القرآن فإن جملة كبيرة من الأحاديث التى تخبر عن الغيبيات مثل أحاديث سؤال القبر وأحاديث خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم والمهدى المنتظر ، يقولون أن كل تلك الأحاديث ليست صحيحة ومكذوبة ومدسوسة على السنة ، لأنه لا يوجد لها ذكر فى القرآن الكريم.

وهنا بمنتهى البساطة أرد على هؤلاء فأقول والله المستعان :

ألم تقرأوا قول الله تعالى : (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ) ؟[الأحزاب : 40]

فما معنى أن يكون محمد - - نبي؟ هل فهمتم معنى النبوة؟
لغةً: النبي من أنبأ ينبئ إذا أخبر بغيب. وقال تعالى : (عم يتساءلون (1) عن النبأ العظيم(2)) [النبأ] لأنه أمر غيبى.
فإذا كان محمد - - نبياً ، فلا شك أنه سيخبرنا بأمور غيبية والقرآن منها ، ولكنه ليس كلها. إذن هذا الأصل هو موجود ومذكور فى القرآن ولم نأت به من عند أنفسنا.

فالقرآن يخبر بأن النبى سوف يخبرنا بأمور غيبية ، هكذا على الإجمال ، ولم يفصل ، ويقول : سؤال القبر ، الدجال ، نزول عيسى ، أشراط الساعة .....

القرآن لم يفصل فيها ، ولكنه أحال إلى قاعدة عظمى مفادها أن : (محمد نبي) يعنى سيخبركم بمغيبات فصدقوه.
هل رأيتم - أخوانى - أين يكون التقصير؟ وكيف يكون التقصير فى فهم شرع الله؟

يتبع ....
رد مع اقتباس