أنصار السنة  
جديد المواضيع





للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 Online quran classes for kids 
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > الفرق الإسلامية > المعتزلة | الأشعرية | الخوارج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2013-06-08, 03:37 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي حكم الاستهزاء بالله وبالرسول صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين والذي يسب الله والرسول من نواقض الإسلام

فتاوى نور على الدرب


تصفح برقم المجلد > المجلد الرابع > باب ما جاء في نواقض الإسلام >


49 - حكم الاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين


س: ما حكم من استهزأ بشيء من دين الإسلام ، أو الرسول صلى الله عليه وسلم أو المؤمنين ؟

ج : هذا ترجم له الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، ترجمة في كتاب التوحيد ، وبين فيها كفره ، فالهزل بذكر الله أو بالقرآن ، أو الاستهزاء بذلك هذا كفر أعظم ، إذا استهزأ بالرسول أو بالله سبحانه أو بالقرآن أو بالجنة أو بالنار ، أو ما أشبه ذلك ، أو استهزأ بالصلاة أو بالصوم ، أو بالجهاد ، أو ما أشبه ذلك صار كافرا بذلك ، إلا أن يكون

(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 135)

جاهلا لا يفهم ، فيعلم ويوجه ، فإذا أصر ولم يتب كفر ، لقول الله تعالى : (65) ، فكفرهم الله باستهزائهم ، فدل ذلك على أن الاستهزاء بشيء من ذكر الله ، أو القرآن أو السنة أو نحو ذلك ، يعتبر كفرا بعد الإيمان ، نسأل الله العافية .


50 - حكم الرجل المسلم يسب دين الإسلام


س: ما حكم الإسلام في الرجل المسلم الذي يسب الدين ؟


ج : سب الدين من أعظم الكبائر ، ومن نواقض الإسلام نسأل الله العافية والسلامة ، فمن سب الإسلام أو سب نبي الإسلام أو سب رسولا من الرسل فقد ارتد عن الإسلام نعوذ بالله ، فإذا لعن الرسول ، أو لعن الإسلام ، أو سب الإسلام بأنواع السب بأن قال : الإسلام دين جامد أو دين ناقص أو أفيون الشعوب أو ما أشبه ذلك من التنقصات ، فإن هذا يسمى سبا ، ويكون صاحبه مرتدا عن الإسلام ، يستتاب فإن تاب وإلا قتل ، وذهب بعض أهل العلم بأنه لا يستتاب ، بل يقتل مطلقا ، كمن سب الله سبحانه وسب رسوله عليه الصلاة والسلام ، فالمقصود أن السب لله أو لرسوله أو لدينه ردة عن الإسلام ، وقد قال

(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 136)
،
النبي عليه الصلاة والسلام : من بدل دينه فاقتلوه .

فالواجب على من فعل ذلك أن يبادر بالتوبة والرجوع إلى الله والإنابة إليه ، والندم على ما صدر منه ، والاستكثار من العمل الصالح ؛ لعل الله يتوب عليه ، أما ولاة الأمور فالواجب عليهم استتابته على ما فعل وتوبيخه وتأديبه بما يردعه وأمثاله عن ذلك .

أما قبول التوبة فهي محل نظر وخلاف بين أهل العلم ، فمن رأى قبول توبته فله وجه ، ومن رأى قتله وعدم قبول توبته فله وجه ، ردعا للناس عن التساهل بهذا الأمر ، وحماية لدين الله وحماية لجنابه سبحانه ، وحماية لجناب رسوله عليه الصلاة والسلام ، وبكل حال فالسب ردة عن الإسلام .
أما قوله : تقبل توبته في الحكم الظاهر ، أم لا تقبل فهذا محل خلاف بين أهل العلم ، وأما فيما بينه وبين الله فإنها تقبل توبته ، إذا صدق بتوبته ورجع إلى الله وأناب إليه وندم على ما مضى منه ، فإن الله يقبلها منه ، لعموم الأدلة الدالة على قبول التوبة ، فهو سبحانه الذي يقبل التوبة عن عباده ، وهو القائل سبحانه : ، فالتوبة لها شأن عظيم ، فإذا فعلها العبد صادقا نادما مقلعا تاركا لما فعل من الذنب

(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 137)

كبيرا أو صغيرا ، واستقام فالله يقبل منه سبحانه وتعالى ، لكن هل يقبلها ولي الأمر في الدنيا ولا يقتله ؟ هذا محل خلاف ؛ فمن رأى عدم قبول توبة الساب قال : لأن السب عظيم ، ولأن قبولها قد يجرئ الناس على التساهل بها ، فلهذا رأى جمع من أهل العلم أن يقتل ولا تقبل توبته من جهة الحكم ، حسما لمادة هذا الشر ، وحماية لدين الله وحماية لرسوله ، وحماية لجنابه سبحانه عن سب السابين وشتم الشاتمين وسخرية الساخرين ، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

وسب الدين يقع من كثير من السفهاء ، فالواجب على جميع المسلمين أن يحذروا ذلك ، وأن يصونوا ألسنتهم عما يتعلق بسب الدين أو سب الله أو سب رسوله ، أو سب الجنة أو غير هذا مما شرعه سبحانه وتعالى ، وهكذا الاستهزاء ، لا يجوز الاستهزاء لا بشرع الله ولا بالجنة ولا بالنار ، ولا بالله ولا برسوله ، ولا بشيء مما شرع الله ولا باللحية ، بل يجب أن يصون الإنسان لسانه ، وأن تصون المرأة لسانها عن كل ما حرم الله عز وجل ، من سب أو شتم ، أو استهزاء ، قال الله عز وجل : (65) ، ولما بلغه صلى الله عليه وسلم أن شخصا قتل جاريته ، وكانت تسب النبي صلى الله عليه وسلم فقتلها ، لما استتابها فأبت قتلها ،

(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 138)

قال عليه الصلاة والسلام : ألا اشهدوا أن دمها هدر ؛ لأنها سبت الرسول عليه الصلاة والسلام ، فالمقصود أن الواجب على أهل الإسلام من الرجال والنساء أن يحذروا هذا الأمر وهذه الجريمة العظيمة ، وأن يحذروها الناس وأن يصرفوا ألسنتهم عن سب الله ورسوله ، أو الاستهزاء بالله ورسوله أو الاستهزاء بشرعه ، أو بما أخبر به عن الآخرة ، يجب على أهل الإسلام أن يصونوا ألسنتهم ، وأن يحفظوها عن كل ما يتعلق بالسب والشتم والاستهزاء ، رزق الله الجميع العافية والسلامة .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2013-06-08, 03:42 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

51 - حكم العذر بالجهل فيمن يسب الدين


س: يقول : سمعت أن الذي يسب الدين كافر ، فهل يتساوى في ذلك الذي يعرف أن سب الدين يخرج من الملة ، مع الذي لا يعرف أنه يخرج من الملة ، وفي أمور الدين يعذر الإنسان بجهله ؟ وأي الأمور التي لا يعذر فيها الإنسان بجهله ؟ أرجو من الله ثم منكم أن تشرحوا هذه القضية شرحا وافيا ؛ لأن أناسا يشيعون ويقولون : إن العذر بالجهل وارد ، فيدعون الجهل .

(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 139)

ج : من كان بين المسلمين لا يعذر بالجهل في مثل هذا ، سب الدين ردة عن الإسلام ، وترك الصلاة ردة عن الإسلام ، وجحد وجوبها ردة عن الإسلام ، هكذا سب الله ، سب الرسول ، الاستهزاء بالله ، أو الاستهزاء بالرسول كل هذه ردة ، لا يعذر فيها بالجهل ، وهو بين المسلمين ؛ لأن هذه معروف بين المسلمين ، ومضطر ضرورة ، معرفة هذا بين المسلمين ، لا يخفى على أحد ، ولو قال : إن الزنى حلال أو الخمر حلال . كذلك ردة عن الإسلام ، يعني هذا شيء لا يخفى ، أما إنسان في جاهلية لا يعرف الإسلام ، وليس عند المسلمين ، هذا حكمه حكم أهل الفترة ، إذا مات على ذلك فأمره إلى الله ، يمتحن يوم القيامة ، لكن من كان بين المسلمين وسب الدين أو استهزأ بالله أو بالرسول ، أو ترك الصلاة أو جحد وجوب الصلاة ، أو جحد وجوب الزكاة ، أو جحد وجوب صوم رمضان ، أو جحد وجوب الحج مع الاستطاعة ، أو قال : إن الزنى حلال ، أو الخمر حلال ، أو العقوق للوالدين حلال . كل هذا ردة ، ما يعذر فيه بالجهل ؛ لأن هذه أمور ظاهرة من الدين ، معلوم من الدين بالضرورة ، يعرفها الخاص والعام بين المسلمين .

(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 140)

س: ما الحكم الشرعي للشخص الذي يرتكب جريمة سب الدين وهو متزوج ؟ إذا كنت حوله أو قريبا منه فما الواجب الذي أقوم به نحو هذا الشخص ؟ وشكرا .

ج : سب الدين من أعظم الجرائم في الإسلام ، وهو من الجرائم الكفرية ، ومن نواقض الإسلام ، ومن أنواع الردة عن الإسلام ، فالذي يسب الدين أو يسب الله أو يسب الرسول عليه الصلاة والسلام ، هذا قد أتى كفرا عظيما ، وردة عن الإسلام ، والواجب على من سمعه أو كان يعلم ذلك منه أن ينكر عليه ، وأن يعلمه أن هذا ناقض من نواقض الإسلام ، وكفر بواح ، فعليه المبادرة بالتوبة ، لعل الله يتوب عليه ، وأما حكمه في الدنيا بالنسبة لولاة الأمور ، فالواجب عليهم استتابته ، فإن تاب فالحمد لله ، وإلا وجب عليه أن يقتل ،

وقال جمع من أهل العلم : لا يستتاب ، بل يقتل حدا كافرا ، فإن تاب بينه وبين الله تاب الله عليه ، ولكن يجب أن يقتل ردعا له ولأمثاله عن سب الله ورسوله ، وعلى سب دين الله ، والقولان معروفان لأهل العلم ، ومن نظر إلى حالة الناس اليوم بسبب الجهل واختلاطهم بالمشركين والكفار وضعفاء البصيرة يتضح له أن هذا الشيء قد يكثر في هذا الزمان لكثرة المخالطة للكفرة ، ولكثرة الجهل وغلبته للناس ، ولضعف الإيمان في قلوب الكثير من الناس ، ولهذا قد يقع منهم هذا الشيء كثيرا . فالواجب أن يردع عن هذا

(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 141)

الشيء بغاية التأديب الذي يردع الناس عن هذا ، ثم يستتاب لعله يندم على ما فعل ، ولكن لا بد من التعزير ، لا بد من الأدب عما أقدم عليه ، ثم استتابته بعد ذلك فيستتاب ، فإن تاب الحمد لله مع التأديب والتعزير حتى لا يعود لمثل هذا ، وإن لم يتب قتل كفرا ردة عن الإسلام .

القول الثاني : لا يستتاب ، بل يقتل فورا ، ولا يستتاب ؛ لأن هذه جريمة عظيمة ، فلا يستتاب أهلها ، كما لا يستتاب الساحر على الصحيح ، فهكذا من سب الله ورسوله ، وسب دينه من باب أولى ، لظهور كفره ، ولأنه هتك أمرا عظيما ، وأتى جريمة عظمى بسب الدين وسب الله ورسوله ، وبكل حال الواجب أن يستتاب ، فإن تاب وندم وأقلع ، وأظهر الخير وأظهر العمل الصالح فالحمد لله وإلا قتل ، ولكن التعزير لا بد منه ، لا بد أن يعزر ويؤدب ، حتى لا يعود إلى مثل هذا ، ولو تاب ، وإن قتل فورا ولم يستتب فهو قول جيد ، وقول قوي ولا غبار عليه ، ولكن الاستتابة لها وجهها ، والله جل وعلا أمر باستتابة الكفار ، ودعوتهم إلى ذلك ، فإذا استتيب لأن الجهل يغلب على الناس ، ويغلب عليهم أيضا التساهل في هذه الأمور ، بسبب الجلساء الضالين وبسبب غلبة الجهل ، وبسبب المخالطة الخبيثة للكفرة والمجرمين ، فإذا استتيب وتاب توبة صادقة وأظهر خيرا فالحمد لله ، وإلا أمكن قتله إذا عاد لمثل هذا ، ولم يتأثر بالاستتابة ، ولا بالتعزير الذي فعل معه من ولاة الأمور ، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله .

(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 142)

س: الأخت ص . م . ر . من ليبيا ، تسأل عن حكم الذي يسب الدين والعياذ بالله ؟ وترجو توجيه النصيحة . جزاكم الله خيرا .

ج : حكم الذي يسب الدين عند أهل العلم أنه كافر ، فالذي يسب الإسلام أو يسب الله أو يسب الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم ، أو يتنقصه ويعيبه ويطعن فيه أو يسب الجنة ، أو يقول : إنها غير حقيقية أو ينكر النار ويقول : إنها غير حقيقية ، كل هؤلاء كفار عند أهل العلم بإجماع المسلمين ، فالذي يسب الرسول ويشتم الرسول ، أو يقول : إنه ما بلغ الرسالة ، أو يقول : إنه يجهل بعض الأمور ، ما يعرف كل شيء جاهل أو عنده جهل ، أو مقصر في حق الله أو مقصر في البلاغ ، أو ما أشبه ذلك من الاستهزاء ، كله كفر أكبر وردة عن الإسلام ، أو يسب الله ويتنقص الله أو يقول : إنه يجهل أو يقول : إنه ظالم ، أو يقول : إن شرعه ناقص ، أو يقول : إن الإسلام غير صحيح أو إنه دين خرافة ، أو لا يجوز التزامه أو لا الدخول فيه ، أو لا يلزم طاعته ، كل ذلك كفر أكبر ، نسأل الله العافية .

والخلاصة : أن سب الإسلام أو سب الله أو سب الرسل ، أو تنقصهم أو الطعن فيهم أو الاستهزاء بهم كله كفر أكبر عند جميع أهل العلم ، نسأل الله العافية ، يوجب القتل ، يوجب على ولي أمر المسلمين أن يأخذ هذا الساب ، وهذا المتنقص ويقتله على ردته عن الإسلام ، أما

(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 143)

إذا تاب فتوبته فيها تفصيل بين أنواع الكفر ، والساب لله ولرسوله لا يستتاب عند جمع من أهل العلم ، لعظم جريمته نعوذ بالله ، بل يقتل حدا ، أما أنواع الكفر الأخرى كدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات ، والنذر للأموات وترك الصلاة ، هؤلاء يستتابون ، فإن تابوا وإلا قتلوا ، نسأل الله العافية .

س: لو سب إنسان الدين والعياذ بالله ، نتيجة غضب انتابه فهل عليه كفارة ؟ وما هي ؟

ج : عليه التوبة إلى الله ، عليه التوبة والندم والإكثار من الأعمال الصالحة ، والله يتوب على التائبين سبحانه وتعالى .

س: ما الحكم الشرعي في رجل سب الدين ، وعندما قلنا له بأنك خرجت من الإسلام قال بأن ذلك في ساعة غضب لا تلومني ؟ هل له من توبة ؟

ج : ليس له توبة في قول جمع من أهل العلم من سب الدين ، بل يستحق أن يقتل ، ولكن الصواب إن شاء الله أنه إذا تاب توبة صادقة أنه يقبل ، وكثير من أهل العلم يقولون : إن من سب الدين أو سب الله ، أو

(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 144)

سب الرسول لا تقبل توبته ، لعظم الجريمة ، الجريمة عظيمة ، ولكن الأرجح إن شاء الله أنه تقبل توبته ، ولكن إذا رأى ولي الأمر أن يعزر ، رأت المحكمة أو الأمير أن يعزر عن تساهله بجلدات أو سجن فهذا حسن ، لئلا يجسر الناس على هذا الأمر ، ويدعوا أنهم مخطئون ، وأنهم تابوا ؛ لأن الجريمة عظيمة ، فإذا أجبر عليها ، وقبلت توبته فلعله إن شاء الله الأحسن ، وذهب جمع من أهل العلم إلى أنه يقتل ولا يستتاب ، لعظم الجريمة ، نسأل الله العافية والسلامة .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2013-06-08, 03:44 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

52 - وجوب مقاطعة وهجران من سب الدين أو الرب



س: ما رأيكم في المسلم الذي يسب الدين والرب والعياذ بالله ؟ هل تجوز مقاطعته أو محاربته ؟ وهل تبلغ عنه جهات الاختصاص ؟


ج : قد نص أهل العلم في باب حكم المرتد ، من كتب الفقهاء جميعا أن من سب الله ، أو سب الرسول أو سب الدين ، فقد أتى ناقضا من نواقض الإسلام ، فيكون كافرا مرتدا عن الإسلام ، فالذي يسب الدين ويسخر به ، ويستهزئ أو يسب الرسول أو يسخر به ، أو يتنقصه كافر بإجماع المسلمين ، يجب أن يقاطع ويهجر ، ويجب على الدولة إذا بلغها


(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 145)


ذلك أن تستتيبه ، فإن تاب وإلا قتل ، وقال جمع من أهل العلم : إنه لا يستتاب بل يقتل مطلقا ، ولو أظهر التوبة ، قالوا : إن ساب الله ، وساب الرسول لا يستتاب لعظم الجريمة والعياذ بالله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، أما ما دام لم يرفع أمره إلى السلطان فإنه ينصح ويوجه إلى الخير ، ويعلم ويدعى للتوبة ، فإذا تاب إلى الله وأناب إليه فلا يرفع أمره لعل الله يمن عليه بالاستقامة فيسلم من شر هذا البلاء الذي وقع منه ، فإن استمر في السب والاستهزاء فيجب الرفع عنه إلى ولاة الأمور حتى يقام عليه حد الله ، ولا يجوز التساهل في حقه ، بل يرفع أمره إلى المحكمة ، أو إلى أمير البلد ، حتى ينفذ فيه حكم الله عز وجل ؛ لأن سبه للدين يسبب شرا كثيرا ، وفسادا عظيما ، فلا ينبغي أن يتساهل معه ، لكن إن بادر بالتوبة والإصلاح والرجوع إلى الله ، والندم قبل أن يرفع أمره ، فلا حرج في ذلك ، والله يتوب على التائبين سبحانه وتعالى .


س: سائلة تقول : ما حكم من سب الدين ، أو سب الرب في إحدى الساعات ، ولما حان وقت الصلاة توضأ وصلى الفريضة ؟ فهل أداء الفريضة في ذلك الوقت يعتبر بمثابة إعلان التوبة ؟


ج : سب الدين وسب الرب ردة عظمى عن الإسلام ، نعوذ بالله ،


(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 146)

فالواجب على من فعل ذلك أن يبادر بالتوبة والندم والإقلاع ، ولا تكفي الصلاة ، فعل الصلاة لا يكفي ، بل لا بد من توبة صادقة ، وندم على ما وقع منه وعزم صادق على ألا يعود في ذلك ؛ لأن الجريمة عظيمة ، فلا يجوز له أن يتساهل في هذا الأمر ، بل يجب أن يبادر بالتوبة ، وحقيقتها الندم على الماضي منه ، الندم الحقيقي ، والحزن على ما وقع منه ، والعزم الصادق ألا يعود في ذلك ، وقبل أن يفعل هذا صلاته غير صحيحة ، لأنها صلاة كافر ، فلا بد من توبة قبل الصلاة .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2013-06-08, 03:47 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

53 - حكم من سب الدين وقد اشتد به الغضب



س: إذا غضب شخص واشتد به الغضب ، وحصل منه سب للدين ، ما حكمه ؟ وإن كان متزوجا فهل يلحق زوجته شيء ، كأن تفارقه مثلا ، إذا كان الحكم بخروجه عن الإسلام ؟


ج : هذه المسألة عظيمة ، ولها شأن خطير ، سب الدين من أعظم الكبائر ، والنواقض للإسلام ، فإن سب الدين ردة عند جميع أهل العلم ، وهو شر من الاستهزاء ، قال تعالى : (65) ، وكانت جارية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تسب الدين ، فقتلها سيدها لما لم تتب ، فقال صلى الله عليه وسلم :


(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 147)


ألا اشهدوا أن دمها هدر . فسب الدين يوجب الردة عن الإسلام ، وسب الرسول كذلك يوجب الردة عن الإسلام ، ويكون صاحبه مهدر الدم وماله لبيت المال ، لكونه مرتدا أتى بناقض من نواقض الإسلام ، لكن إذا كان عن شدة غضب واختلال عقل فلها حكم آخر ، فالغضب عند أهل العلم له ثلاث مراتب :

المرتبة الأولى : أن يشتد غضبه حتى يفقد عقله ، وحتى لا يبقى معه تمييز من شدة الغضب ، فهذا حكمه حكم المجانين والمعاتيه ، لا يترتب على كلامه حكم : لا طلاقه ولا سبه ولا غير ذلك ، يكون كالمجنون لا يترتب عليه حكم .


القسم الثاني : دون ذلك ، اشتد معه الغضب ، وغلب عليه الغضب جدا حتى غير فكره وحتى لم يضبط نفسه ، واستولى عليه استيلاء كاملا حتى صار كالمكره والمدفوع الذي لا يستطيع التخلص مما في نفسه ، لكنه دون الأول لم يفقد شعوره بالكلية ، ولم يفقد عقله بالكلية ، لكن مع شدة غضب بأسباب المسابة والمخاصمة والنزاع الذي بينه وبين بعض الناس ، أو بينه وبين أهله ، أو زوجته أو أبيه أو أميره أو غير ذلك ، فهذا اختلف فيه العلماء ، فمنهم من قال : حكمه حكم الصاحي العاقل تنفذ فيه الأحكام ، ويقع طلاقه ويرتد بسبه الدين ، ويحكم بقتله وردته ، ويفرق بينه وبين زوجته ، ومنهم من قال : يلحق بالأول ، الذي

(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 148)

فقد عقله ؛ لأنه أقرب إليه ، ولأن مثله مدفوع مكره إلى النطق ، لا يستطيع التخلص من ذلك لشدة الغضب ، وهذا القول أظهر وأقرب ، وأن حكمه حكم من فقد عقله في هذا المعنى ، في عدم وقوع طلاقه وفي عدم ردته ، لأنه يشبه بفاقد الشعور ، بسبب شدة غضبه ، واستيلاء سلطان الغضب عليه ، حتى لم يتمكن من التخلص من ذلك ، واحتجوا على هذا بقصة موسى عليه الصلاة والسلام ، فإنه لما وجد قومه على عبادة العجل اشتد غضبه عليهم ، وجاء وألقى الألواح ، وأخذ برأس أخيه يجره إليه ، من شدة الغضب ، فلم يؤاخذه الله لا بإلقاء الألواح ، ولا بجر أخيه وهو نبي مثله ، من أجل شدة الغضب ، ولو ألقاها تهاونا بها ، وهو يعقل لكان هذا عظيما ، ولو جر النبي بلحيته أو برأسه فآذاه صار كفرا ، هذا إذا جره إنسان ، لكن لما كان موسى في شدة الغضب العظيم ، غضبا لله عز وجل مما جرى من قومه سامحه الله ، ولم يؤاخذه بإلقائه الألواح ، ولا بجر أخيه ، هذه الحجة للذين قالوا : إن طلاق الذي اشتد به الغضب لا يقع ، وهكذا سبه لا تقع به ردة ، وهو قول قوي ظاهر ، وله حجج أخرى كثيرة ، بسطها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والعلامة ابن القيم ، واختارا هذا القول ، وهذا القول أرجح عندي وهو الذي أفتي به ؛ لأن من اشتد غضبه ينغلق عليه قصده ، ويشبه المجنون في تصرفاته وكلامه القبيح ، فهو أقرب إلى المجنون والمعتوه منه إلى العاقل السليم ، هذا القول أظهر وأقوى ، لكن لا مانع من كونه يؤدب إذا فعل شيئا من وجوه الردة من باب الحيطة ، ومن باب

(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 149)

الحذر من التساهل بهذا الأمر ، ووقوعه مرة أخرى ، إذا أدب من باب الضرب أو السجن أو نحو ذلك ، هذا قد يكون فيه مصلحة كبيرة ، لكن لا يحكم عليه بحكم المرتدين ، من أجل ما أصابه من شدة الغضب التي تشبه حال الجنون ، والله المستعان .
أما المرتبة الثالثة ، القسم الثالث : فهو الغضب العادي الذي لا يزول معه العقل ، ولا يكون معه شدة تضيق عليه الخناق ، وتفقده ضبط نفسه ، بل هو دون ذلك غضب عادي يتكدر ويغضب ، لكنه سليم العقل سليم التصرف ، فهذا عند جميع أهل العلم تقع تصرفاته ، بيعه وشراؤه وطلاقه وغير ذلك ؛ لأن غضبه لا يغير عليه قصده ولا قلبه ، والله أعلم .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2013-06-08, 03:56 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

54 - من سب الدين وجب قتله غيرة لله وحماية لدينه


س: الأخ : م . ك . أ . من جمهورية مصر العربية ، يسأل ويقول : ما كفارة سب الدين ؟ أعاذنا الله وإياكم من ذلك .


ج : سب الدين الواجب فيه القتل ، لأنه ردة عظيمة ، فمن سب الدين وثبت عليه ذلك وجب أن يقتل ، نصرة لدين الله وحماية له من سب السابين وإلحاد الملحدين ، إذا ثبت لدى الحاكم الشرعي وجب


(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 150)


عليه الحكم بقتله ، غيرة لله وحماية لدينه ، ولا تقبل توبته في الحكم الشرعي ، أما فيما بينه وبين الله ، فإن كان صادقا في توبته تقبل عند الله عز وجل ، إذا تاب توبة صادقة ، وأما في الحكم الشرعي فلا تقبل ، بل يجب قتله إذا ثبت لدى القاضي بالبينة الشرعية أنه سب الدين سبا واضحا ، أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يقتل ردة ،

يقول صلى الله عليه وسلم : من بدل دينه فاقتلوه هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا سيما بالسب لله ولرسوله ، أما لو تاب فيما بينه وبين الله ، وندم فيما بينه وبين الله فهذا إلى الله سبحانه وتعالى ، لكن لو تاب قبل القدرة عليه ، لو تاب ورجع إلى الله قبل أن نقدر عليه ، لا يجوز قتله حينئذ ، لو جاءنا تائبا نادما مستغفرا ، يقول : لقد جرى مني كذا وكذا . فإنه لا يقتل ، أما توبته بعد إمساكه ، وبعد إقامة الحجة عليه ، والبينة عليه ، قال : تبت . فإنها لا تقبل ، بل يجب قتله إذا ثبت لدى الحاكم الشرعي أنه سب الدين ، أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه يقتل ويحكم بردته ، ولا تقبل منه التوبة بعد القدرة عليه ،

كما قال الله عز وجل في حق المحاربين : ( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ، أول الآية يقول سبحانه : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ ...)


(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 151)


والذي يسب الدين أو يسب الرسول صلى الله عليه وسلم من أعظم الناس محاربة لله ورسوله ، ومن أعظم الناس فسادا في الأرض ، فلا تقبل توبته بعد القدرة عليه ، بل يجب تنفيذ حكم الله فيه ، وهو القتل حتى لا يتجرأ الناس على سب الدين ، أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد صنف أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتابا جليلا في هذا المعنى سماه : الصارم المسلول على شاتم الرسول عليه الصلاة والسلام . وذكر الأدلة في ذلك وكلام أهل العلم ، وذكر حكم ساب الله ورسوله ، فينبغي أن يراجع فإنه مفيد جدا .


ونخلص إلى أن من سب الله ورسوله ، ثم قدر عليه وقامت الحجة عليه ، فإن الحاكم الشرعي يحكم بردته وقتله ، أما لو تاب قبل ذلك ، قبل أن نعلم ، وجاء إلينا تائبا نادما ، يخبر عن توبته فإن الصحيح أنه تقبل توبته والحمد لله .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2013-06-08, 04:03 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

سبحان الله أنظروا للذي يسب الله خالقة ورازقة مع ذلك يسب بسبب ضيق العيش مع أن الله يقول ولقد خلقنا الإنسان فى كبد مع شرح السورة .


[ ص: 402 ] تفسير سورة البلد وهي مكية .

بسم الله الرحمن الرحيم

( لا أقسم بهذا البلد ( 1 ) وأنت حل بهذا البلد ( 2 ) ووالد وما ولد ( 3 ) لقد خلقنا الإنسان في كبد ( 4 ) أيحسب أن لن يقدر عليه أحد ( 5 ) يقول أهلكت مالا لبدا ( 6 ) أيحسب أن لم يره أحد ( 7 ) ألم نجعل له عينين ( 8 ) ولسانا وشفتين ( 9 ) وهديناه النجدين ( 10 ) )

هذا قسم من الله - عز وجل - بمكة أم القرى في حال كون الساكن فيها حالا ; لينبه على عظمة قدرها في حال إحرام أهلها .

قال خصيف ، عن مجاهد : ( لا أقسم بهذا البلد ) لا رد عليهم ; أقسم بهذا البلد .

وقال شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( لا أقسم بهذا البلد ) يعني : مكة ، ( وأنت حل بهذا البلد ) قال : أنت - يا محمد - يحل لك أن تقابل به . وكذا روي عن سعيد بن جبير ، وأبي صالح ، وعطية ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي ، وابن زيد .

وقال مجاهد : ما أصبت فيه فهو حلال لك .

وقال قتادة : ( وأنت حل بهذا البلد ) قال : أنت به من غير حرج ولا إثم .

وقال الحسن البصري : أحلها الله له ساعة من نهار .

وهذا المعنى الذي قالوه قد ورد به الحديث المتفق على صحته : " إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض ، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، لا يعضد شجره ولا يختلى خلاه . وإنما أحلت لي ساعة من نهار ، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس ، ألا فليبلغ الشاهد الغائب " . وفي لفظ [ آخر ] فإن أحد ترخص بقتال رسول الله فقولوا : إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم " .

وقوله : ( ووالد وما ولد ) قال ابن جرير : حدثنا أبو كريب ، حدثنا ابن عطية ، عن شريك ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله : ( ووالد وما ولد ) الوالد : الذي يلد ، وما ولد : العاقر الذي لا يولد له .

[ ص: 403 ]

ورواه [ ابن جرير و ] ابن أبي حاتم ، من حديث شريك - وهو ابن عبد الله القاضي - به .

وقال عكرمة : الوالد : العاقر ، وما ولد : الذي يلد . رواه ابن أبي حاتم .

وقال مجاهد ، وأبو صالح ، وقتادة ، والضحاك ، وسفيان الثوري ، وسعيد بن جبير ، والسدي ، والحسن البصري ، وخصيف ، وشرحبيل بن سعد وغيرهم : يعني بالوالد آدم ، وما ولد ولده .

وهذا الذي ذهب إليه مجاهد وأصحابه حسن قوي ; لأنه تعالى لما أقسم بأم القرى وهي المساكن أقسم بعده بالساكن ، وهو آدم أبو البشر وولده .

وقال أبو عمران الجوني : هو إبراهيم وذريته . رواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم .

واختار ابن جرير أنه عام في كل والد وولده . وهو محتمل أيضا .

وقوله : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) روي عن ابن مسعود ، وابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، وإبراهيم النخعي ، وخيثمة ، والضحاك ، وغيرهم : يعني منتصبا - زاد ابن عباس في رواية عنه - في بطن أمه .

والكبد : الاستواء والاستقامة . ومعنى هذا القول : لقد خلقنا الإنسان سويا مستقيما كقوله : ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك ) [ الانفطار : 6 ، 7 ] ، وكقوله ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) [ التين : 4 ] .

وقال ابن [ أبي نجيح ] عن جريج وعطاء عن ابن عباس : في كبد ، قال : في شدة خلق ، ألم تر إليه . . وذكر مولده ونبات أسنانه .

قال مجاهد : ( في كبد ) نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة يتكبد في الخلق - قال مجاهد : وهو كقوله : ( حملته أمه كرها ووضعته كرها ) وأرضعته كرها ، ومعيشته كره ، فهو يكابد ذلك .

وقال سعيد بن جبير : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) في شدة وطلب معيشة . وقال عكرمة : في شدة وطول . وقال قتادة : في مشقة .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن عصام ، حدثنا أبو عاصم ، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر ، سمعت محمد بن علي أبا جعفر الباقر سأل رجلا من الأنصار عن قول الله : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) قال : في قيامه واعتداله . فلم ينكر عليه أبو جعفر .

وروى من طريق أبي مودود : سمعت الحسن قرأ هذه الآية : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) قال : يكابد أمرا من أمر الدنيا ، وأمرا من أمر الآخرة - وفي رواية : يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة .

[ ص: 404 ]

وقال ابن زيد : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) قال : آدم خلق في السماء ، فسمي ذلك الكبد .

واختار ابن جرير أن المراد [ بذلك ] مكابدة الأمور ومشاقها .

وقوله : ( أيحسب أن لن يقدر عليه أحد ) قال الحسن البصري : يعني أيحسب أن لن يقدر عليه أحد يأخذ ماله .

وقال قتادة : ( أيحسب أن لن يقدر عليه أحد ) قال : ابن آدم يظن أن لن يسأل عن هذا المال : من أين اكتسبه ؟ وأين أنفقه ؟

وقال السدي : ( أيحسب أن لن يقدر عليه أحد ) قال : الله - عز وجل - .

وقوله : ( يقول أهلكت مالا لبدا ) أي : يقول ابن آدم : أنفقت مالا لبدا ، أي : كثيرا . قاله مجاهد [ والحسن ] وقتادة ، والسدي ، وغيرهم .

( أيحسب أن لم يره أحد ) قال مجاهد : أي أيحسب أن لم يره الله - عز وجل - . وكذا قال غيره من السلف .

وقوله : ( ألم نجعل له عينين ) أي : يبصر بهما ، ( ولسانا ) أي : ينطق به ، فيعبر عما في ضميره ، ( وشفتين ) يستعين بهما على الكلام وأكل الطعام ، وجمالا لوجهه وفمه .

وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة أبي الربيع الدمشقي ، عن مكحول قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يقول الله تعالى : يا ابن آدم ، قد أنعمت عليك نعما عظاما لا تحصي عددها ولا تطيق شكرها ، وإن مما أنعمت عليك أن جعلت لك عينين تنظر بهما ، وجعلت لهما غطاء ، فانظر بعينيك إلى ما أحللت لك ، وإن رأيت ما حرمت عليك فأطبق عليهما غطاءهما . وجعلت لك لسانا ، وجعلت له غلافا ، فانطق بما أمرتك وأحللت لك ، فإن عرض لك ما حرمت عليك فأغلق عليك لسانك . وجعلت لك فرجا ، وجعلت لك سترا ، فأصب بفرجك ما أحللت لك ، فإن عرض لك ما حرمت عليك فأرخ عليك سترك . يا ابن آدم ، إنك لا تحمل سخطي ، ولا تطيق انتقامي " .

( وهديناه النجدين ) قال سفيان الثوري ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - : ( وهديناه النجدين ) قال : الخير والشر . وكذا روي عن علي ، وابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبي وائل ، وأبي صالح ، ومحمد بن كعب ، والضحاك ، وعطاء الخراساني في آخرين .

وقال عبد الله بن وهب : أخبرني ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سنان بن سعد ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هما نجدان ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " .

[ ص: 405 ]

تفرد به سنان بن سعد - ويقال : سعد بن سنان - وقد وثقه ابن معين . وقال الإمام أحمد والنسائي والجوزجاني : منكر الحديث . وقال أحمد : تركت حديثه لاضطرابه . وروى خمسة عشر حديثا منكرة كلها ، ما أعرف منها حديثا واحدا . يشبه حديثه حديث الحسن - يعني البصري - لا يشبه حديث أنس .

وقال ابن جرير : حدثني يعقوب ، حدثنا ابن علية ، عن أبي رجاء قال : سمعت الحسن يقول : ( وهديناه النجدين ) قال : ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : " يا أيها الناس ، إنهما النجدان ، نجد الخير ونجد الشر ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " .

وكذا رواه حبيب بن الشهيد ، ويونس بن عبيد ، وأبو وهب ، عن الحسن مرسلا . وهكذا أرسله قتادة .


وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن عصام الأنصاري ، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا عيسى بن عقال عن أبيه ، عن ابن عباس في قوله : ( وهديناه النجدين ) قال : الثديين .


وروي عن الربيع بن خثيم وقتادة وأبي حازم ، مثل ذلك . ورواه ابن جرير عن أبي كريب ، عن وكيع ، عن عيسى بن عقال ، به . ثم قال : والصواب القول الأول .

ونظير هذه الآية قوله : ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) [ سورة الإنسان : 2 ، 3 ] .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2013-06-09, 08:02 PM
أم معاوية أم معاوية غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-11-21
المكان: في ارض الإسلام والسلام
المشاركات: 2,000
افتراضي

جزاكم الله خيراً. ..
__________________
علم العليم وعقل العاقل اختـلفا *** أي الذي منهما قد أحـرز الشرفا
فالعلم قال أنا أحـــرزت غايته *** والعـقل قال أنا الرحمن بي عرفا
فأفصح العلم إفصـاحاً وقال لـه *** بــأينـا الله في فـرقانه اتصـفا
فبـان للعقــل أن العـلم سيده *** وقبل العقـل رأس العلم وانصرفا
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2013-06-09, 10:06 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

رحاب الفكر شكرا لك وبارك الله فيك
جزاك الله خير
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2013-06-11, 07:50 AM
القرش القرش غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-21
المكان: المدينه المنورة
المشاركات: 431
افتراضي

وفقك الله اخي




وبارك الله فيك ورزقك الله الجنة



حفظك الله من كل مكروه ورفع الله قدرك





وغفر ذنبك وفرج همك







دمت في حفظ الرحمن
__________________


رحم الله الشيخ رحمة واسعة
الشيخ ابن باز توتر
http://www.google.com.sa/url?sa=t&rc...3PnX0_fHcCeMtg[/CENTER]
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2013-07-06, 01:19 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

باركــ الله فيكـ وآثابكـ الله تعالى

وأنـــــآر دربــكـِ وفــرج هـــمكـ
وأسعد الله قلبكـ وشرح صدركـ
وجعل الله الجنة موطني وموطنكـ
والفـردوس داري وداركــ
وأسأل الله أن يغفر لي ولكـ
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 2013-07-06, 01:28 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

حكم زوجة من سب الدين ثم تاب


القسم : فتاوى > نور على الدرب للعلامةابن باز رحمه الله

السؤال :

لقد سمعت من بعض العلماء المسلمين أن الرجل إذا سب الدين طلقت عليه امرأته، ويلزم له التوبة والاستغفار وعقد قران جديد، وكثيراً ما يحدث هذا الأمر خاصة وقت الغضب الشديد. فما مدى صحة هذا الكلام؟

الجواب :

سب الدين ردة عن الإسلام، وكذلك سب القرآن وسب الرسول ردة عن الإسلام، وكفر بعد الإيمان، نعوذ بالله، لكن لا يكون طلاقاً للمرأة بل يفرق بينهما من دون طلاق، فلا يكون طلاقاً بل تحرم عليه؛ لأنها مسلمة وهو كافر، وتحرم عليه حتى يتوب فإن تاب وهي في العدة رجعت إليه من دون حاجة إلى شيء، أي إذا تاب وأناب إلى الله رجعت إليه، وأما إذا انتهت العدة وهو لم يتب فإنها تنكح من شاءت، ويكون ذلك بمثابة الطلاق، لا أنه طلاق، لكن بمثابة الطلاق لأن الله حرم المسلمة على الكافر.
فإن تاب بعد العدة وأراد أن يتزوجها فلا بأس، ويكون بعقد جديد أحوط خروجاً من خلاف العلماء، وإلا فإن بعض أهل العلم يرى أنها تحل له بدون عقد جديد، إذا كانت تختاره، ولم تتزوج بعد العدة بل بقيت على حالها، ولكن إذا عقد عقداً جديداً فهو أولى خروجاً من خلاف جمهور أهل العلم، فإن الأكثرين يقولون: متى خرجت من العدة بانت منه وصارت أجنبية لا تحل إلا بعقد جديد، فالأولى والأحوط أن يعقد عقداً جديداً، هذا إذا كانت قد خرجت من العدة قبل أن يتوب، فأما إذا تاب وهي في العدة فهي زوجته؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر الذين أسلموا بعد إسلام زوجاتهم على أنكحتهم قبل خروج زوجاتهم من العدة.

****************
فأما إذا تاب وهي في العدة فهي زوجته؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر الذين أسلموا بعد إسلام زوجاتهم على أنكحتهم قبل خروج زوجاتهم من العدة.

المصدر :
فتاوى نور على الدرب الجزء الأول
_____________________________________________

رب البيت يسب الله ودينه ! فماذا يصنع أهله وأولاده ؟

رجل يكفر بالله ، وعندما يكفر يخرج للحديقة ، ويقول : أنا أريد أن أرى السماء عندما أكفر , يعتقد أن العرب شعوب لا تستحق الحياة ، والغرب أفضل منهم , ويعتبر الحج تبذيراً للمال ، والكعبة كومة أحجار ، الناس يدورون حولها ، وغيرها من ألفاظ الكفر التي أخاف ترديدها . إذا زجره أولاده : ازداد كفره ، وإذا انتظروا هدوؤه : فإنه لا يقول استغفر الله ، بل يقول : أنتم أغضبتموني ، لكنه يصلي ويصوم ! . أهله أناس يخافون الله ، ويخافون أن يشملهم الله بعذاب من عنده بسبب ألفاظ الكفر التي يقولها أبوهم ، الزوجة هل تطلق منه إن كان يكفر لكنه يصوم ويصلي ؟ وأولاده كيف يتصرفون معه إن كان مصرّاً على الكفر عند حصول أي مشكلة بالبيت ؟


الحمد لله

أولاً:

صدق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال : ( لَيْسَ أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ ، إِنَّهُمْ لَيَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا ، وَإِنَّهُ لَيُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ ) رواه البخاري برقم (6099) .

ولولا حلم الله على من سبَّه وشتمه لعاجلهم بالعقوبة ، كأن يمسخهم قردة وخنازير ، أو يحرق ألسنتهم ، أو يسلبهم عقولهم فيسيرون في الطرقات لا يدرون ما يفعلون ، وكل هذه نعم من الله تعالى أنعمها على عبيده ، ولو شاء لعطلها عنهم ، ولكن الله تعالى يمهلهم ، ويؤخرهم ، فلعل أحداً منهم أن يتوب ويرجع لربه تعالى .

وليُعلم أن حكم ذلك الساب البغيض هو الخروج من الملة ، وأنه بسبِّه ذاك صار مرتداً ، حبطت أعماله الصالحة كلها ، وفُسخ عقد زواجه ، فحرمت عليه امرأته المسلمة ، وأنه إن مات على تلك الحال ولم يدخل في الإسلام : فلا يُغسَّل ، ولا يكفَّن ، ولا يُصلَّى عليه ، ولا يُدفن في مقابر المسلمين ، كما أنه لا يرث ، ولا يورث ، وأما كونه يصلِّي : فإن هذا ليس بشافع ولا بنافع ، ولا بمانع ، فلا تشفع له صلاته عند ربه تعالى ، ولا في عدم ترتب أحكام الردة عليه ، ولا تنفعه صلاته عند ربه ؛ لأن الله تعالى سيحبطها ، ويحبط أعماله الصالحة جميعها ، ولن تمنعه صلاته من أن يكون مع المرتدين ، ومنهم .

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في "فتاوى الشيخ ابن باز" ( 28 / 216 , 217 ) : " لو أن إنساناً يسبُّ الله ورسوله ، أو يسبُّ دين الله ، أو يستهزئ بدين الله ، أو بالجنَّة ، أو بالنَّار : فإنه لا ينفعه كونه يصلي ، ويصوم ، إذا وجد منه الناقض من نواقض الإسلام : بطلت الأعمال ، حتى يتوب إلى الله من ذلك .

هذه قاعدة مهمة ، قال تعالى : ( وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأنعام/ 88 ، وقال سبحانه : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ . بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) الزمر/ 65 , 66 " انتهى .
وسئل رحمه الله : لقد سمعت من بعض العلماء المسلمين أن الرجل إذا سب الدين طلقت عليه امرأته ، ويلزم له التوبة والاستغفار وعقد قران جديد ، وكثيراً ما يحدث هذا الأمر، خاصة وقت الغضب الشديد ، فما مدى صحة هذا الكلام ؟ .

فأجاب : " سبَّ الدين : ردة عن الإسلام ، وكذلك سبُّ القرآن ، وسب الرسول : ردة عن الإسلام ، وكفر بعد الإيمان ، نعوذ بالله ، لكن لا يكون طلاقاً للمرأة ، بل يفرق بينهما من دون طلاق ، فلا يكون طلاقاً ، بل تحرم عليه ؛ لأنها مسلمة ، وهو كافر ، وتحرم عليه حتى يتوب ، فإن تاب وهي في العدة : رجعت إليه من دون حاجة إلى شيء ، أي : إذا تاب ، وأناب إلى الله : رجعت إليه ، وأما إذا انتهت العدة وهو لم يتب : فإنها تنكح من شاءت ، ويكون ذلك بمثابة الطلاق ، لا أنه طلاق ، لكن بمثابة الطلاق ؛ لأن الله حرَّم المسلمة على الكافر ، فإن تاب بعد العدة ، وأراد أن يتزوجها : فلا بأس ، ويكون بعقٍد جديدٍ أحوط ؛ خروجاً من خلاف العلماء ، وإلا فإنَّ بعض أهل العلم يرى أنها تحل له بدون عقدٍ جديدٍ ، إذا كانت تختاره ، ولم تتزوج بعد العدة بل بقيت على حالها ، ولكن إذا عقد عقداً جديداً فهو أولى ؛ خروجاً من خلاف جمهور أهل العلم ، فإن الأكثرين يقولون: متى خرجت من العدة : بانت منه ، وصارت أجنبية لا تحل إلا بعقدٍ جديدٍ ، فالأولى والأحوط أن يعقد عقداً جديداً ، هذا إذا كانت قد خرجت من العدة قبل أن يتوب ، فأما إذا تاب وهي في العدة : فهي زوجته ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر الذين أسلموا بعد إسلام زوجاتهم على أنكحتهم قبل خروج زوجاتهم من العدة " انتهى . " فتاوى نور على الدرب " ( 1 / 106 ، 107 ) ط دار الوطن .
وحكم الاستهزاء بشيء من شعائر دين الله تعالى هو ردة أيضاً ، ولا خلاف بين العلماء من أهل السنَّة في حكم سبِّ الله تعالى ورسوله ودينه ، ولا في حكم الاستهزاء بشيء من شعائر دين الله تعالى .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله – :
الحكم فيمن سبَّ الدين الإسلامي : أنه يكفر ؛ فإن سبَّ الدين ، والاستهزاء به : ردة عن الإسلام ، وكفر بالله عز وجل ، وبدينه ، ... .

انتهى

وانظر تتمة الفتوى في جواب السؤال رقم : ( 42505 ) .
وانظر - في حكم سب الله تعالى - أجوبة الأسئلة : ( 71174 ) و ( 79067 ) و ( 14305 ) و ( 65551 ) .
وانظر - في حكم سب النبي صلى الله عليه وسلم - جواب السؤال رقم : ( 22809 ) .

ثانياً:

هذا ، وليُعلم أن زعمه أن أولاده أغضبوه : ليس بعذرٍ شرعي له ، بل هو يدل على غاية الاستهانة بالله تعالى ، ودليل ذلك أن الذي يغضب ، ويغلق عليه بسبب الغضب : لا يتذكر إلا ربَّه تعالى ليسبه ويشتمه ! فلماذا لم يتذكر أمه ليسبها ؟! لم يتذكر حاكمه ليسبه ؟! إنه لما كان محبَّاً ، أو معظِّماً ، أو خائفاً لهؤلاء : لم يخطروا بباله عند غضبه ليسبهم ، وهو يدل على ما قلناه ، وهو أن هؤلاء قد سبُّوا ربهم تعالى تنفيساً عما في قلوبهم من زيغ ودخن ، واستهانة برب العالمين .
ويجب عليكِ هجره حتى يعود لدينه وإسلامه ، ولا يحل لك تمكينه منك ، فهو ليس زوجاً لك ، إلا أن يعود لدينه ، وعلى الأولاد معاملته معاملة المرتد ، لا يُبدأ بالسلام ، ولا يود ، ولا يُحب ، ومع ذلك فعليهم الترفق في دعوته ، وإظهار الخلق الحسن له ، لعله يتوب ، أو يئوب إلى رشده .
وانظري جواب السؤال رقم : ( 96576 ) .

المصدر/


الإسلام سؤال وجواب
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2013-07-06, 01:50 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

التفسير المختصر - سورة الزمر (39) - الدرس (04-11) : تفسير الآية 8
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1995-12-08

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.


أيُّها الإخوة الكرام، في القرآن الكريم نماذجُ بشريةٌ متكرِّرةٌ، ما وردتْ في كتاب الله الذي هو قرآنٌ يُتعبَّد بتلاوته إلى يوم القيامةِ، إلا أن هذه النماذجُ نجدها في كلِّ عصرٍ، يجب أن نعلم علم اليقين أن كلَّ شيءٍ ورد في القرآن الكريم له صفةُ الديمومةُ، القرآنُ الكريم ليس كتابَ تاريخٍ و إنما هو كتابُ هدايةٍ و رشادٍ، فالنموذجُ البشري الذي في كتاب الله نموذجٌ متكرِّرٌ، يمكن أن نستفيد من وصفه سلبًا أو إيجابًا، فالله تعالى يقول:

﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾
[سورة الزمر]

الإنسانُ حيثما وردتْ هذه الكلمةُ معرَّفةً بـ "أل" تعني الإنسانَ قبلَ أن يهتديَ، و قبل أن يتصل بالله و قبل أن يعرف اللهَ، و قبل أن يصطبغ بصبغة اللهِ، قال تعالى:

﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا(19)إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا(20)وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا(21)إِلَّا الْمُصَلِّينَ(22)الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ(23)وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ(24)لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ(25)وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ(26)﴾
[سورة المعارج]

فالمصلي مستثنًى، قال تعالى:

﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾
[سورة الزمر]

الإنسان الذي لم يعرف اللهَ يعرفه بفطرته، لذلك طائرةٌ تحلِّق في الأجواءِ عليها خبراءٌ يؤمنون بأنه لا إله، فدخلتْ في سحابةٍ مكهربةٍ فكانت قاب قوسين أو أدنى أن تقع على الأرض، فما كان من هؤلاء الخبراء الذين يؤمنون أنه لا إله إلا أنهم تضرعوا إلى الله و سألوه النجاةَ هذا إيمانُ الفطرةِ، فإذا أصابتْ الإنسانَ مصيبةٌ، فقال: يا ربي، فلا يحسبْ نفسَه مؤمنا، المؤمنُ في الرخاءِ، و أنت صحيحٌ مُعافى، و المالُ بين يديك و لك بيتٌ و لك زوجةٌ و أولادٌ و لم عملٌ و لك مكانة و أنت في أعلى درجات النجاح

إيمانُك يقتضي أن تكون عبدا لله، أما عند الشِّدَِّة فالناسُ جميعا من دون استثناءٍ، قال تعالى:
﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾
[سورة الزمر]

لعوامُ يروون قصةً طريفةً،أن بائعَ التماري يقول: يا كريم إذا الفرشُ مملوءٌ بالبضاعةِ، فإذا باع البضاعةَ سكتَ، متى يا كريم ؟‍! إذا كان فوق رأسه بضاعةٌ، هذا شأنُ الإنسان الجاهل، شأن الإنسان الذي لا يعرف اللهَ، و عند الضرورةِ بفطرته يلجأ إلى الله، قال تعالى

﴿ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ﴾
[سورة الزمر]

الحرارةُ 41درجة، التشخيص التهاب سحايا، الخطرُ 90/100، يا ربُّ، يصلي و يدعو و يبتهل، و لما شُفِيَ الطفلُ، يُقالُ: الطبيبُ الفلاني لا يُوجدُ مثلُه، هو الذي أعطانا الدواءَ و تمَّ الشفاءُ على يديه، و نسيَ أن الله عز وجل هو الذي شفاه، قال تعالى

﴿ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ﴾
[سورة الزمر]

يقول: خبرات و جهدٌ مُضْنِي حتى حصَّلتُ على هذه المكانةِ، و تعبُ دؤوبٌ و خبراتٌ متراكمةٌ، قال تعالى:

﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا﴾
(سورة القصص)

بسب خبراتي و جهدي الدؤوبُ، و ينسى فضلَ الله عليه، مع أن الغنسانَ لو تجمَّدتْ قطرةُ دمٍ في أحد أوعية الدماغِ لفقد ذاكرتَه، و ما عرف أولادَه، و لفقدَ حركتَه، قال تعالى

﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا﴾
[سورة الزمر]

يرى أن فلانا يعطِي و يمنع و يغضب و يخفض و يرفع و يقرِّب و يبعِّد و يغني و يُفقِر و يعذِّب، و تعلُّقه بالأشخاص لا بالواحد الديَّان، و المؤمن تعلُّقه بالله، أما غيرُ المؤمن تعلُّقه بالأشخاص، قال تعالى:

﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا﴾
[سورة الزمر]

هناك يرون أن العالَم كلَّه بيدِ شخصٍ واحدٍ فإذا رضي عن بلدٍ سلمتْ و إن غضب قاطعَنا اقتصادية و منع الطيرانَ، و هو يتوهَّم أن هذا بيد فلانٍ، هذا هو الشركُ، قال تعالى

﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا﴾
[سورة الزمر]

بدلَ أن يوجِّه الناسَ إلى الله و إلى معرفة الله و إلى توحيد الله و إلى الاعتماد على الله و إلى الطلب من الله يوجِّههُم إلى زيدٍ، كأن يقول: البلدُ الفلاني إن كان مع بلدٍ آخرَ، فهذا البلدُ سعِد، و إن كانتْ ضدَّه شقيَ، هذا يُقال في شكلٍ رسميٍّ، فأين الله ؟ نسيَ اللهَ، قال تعالى:

﴿قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾
[سورة الزمر]

دقِّقوا الآنَ ؛ هذا الإنسانُ أصابه ضرٌّ فدعا ربَّه منيبا إليه، قال تعالى:
﴿قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾
[سورة الزمر]

" فهو عند الله كافرٌ، أتحبُّون دليلا أقوى ؟ الآية الكريمةُ، قال تعالى
﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ(54)﴾
[سورة التوبة]

يصلي و يدفع زكاةَ ماله وهو عند الله كافرٌ، قال تعالى:
﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ(54)﴾
(سورة التوبة)

معنى ذلك أن الكفرَ إعراضٌ، و ليسَ إنكارًا، أعرض عن الله و عن منهجه و لم يعبأ بأمره و لا نهيه، معترِفٌ بوجوده و عند الضرورة يدعوه، أرأيتَ إلى هذا النموذج ؟! قال تعالى:

﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾
[سورة الزمر]

لذلك الإنسانُ لا ينبغي أن يغترَّ بتقييم نفسِه له، يجب لان يُقيِّمه القرآنُ، قال تعالى:

﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ(44)﴾
[سورة الزخرف]

مرَّةً أحدُ العلماء قرأ الآيةَ الكريمةَ، قال تعالى:
﴿ لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ(10)﴾
[سورة الأنبياء]

قال: و اللهِ لا بدَّ أن أبحث عن مكاني في القرآن الكريم، قال تعالى:
﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ(17)﴾
[سورة الذاريات]

قال: لستُ هناك، و ذكر الآياتِ، فلم يجد فسَه لا مع هؤلاء و لا مع هؤلاء، أنا مع الذين خلطوا عملا صالح آخر سيِّئا فأرجو اللهَ أن يعفوَ عني، فأنت يجب أن تعرف أين أنت في كتاب اللهِ، و على أيِّ نموذجٍ، الناسُ نماذجُ، هذا الإنسانُ مسَّه الضرُّ قال تعالى

﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾
[سورة الزمر]

معنى ذلك ؛ لو أن أستاذا يقف أمام الطلاب وهو ملءُ السمع و البصر ضخمُ الجثَّة واضح النبراتِ يدرِّس و يحرك يديه و الدرسُ واضحٌ جدا و طالبٌ ينشغِل عن كلِّ هذا المدرِّسِ و عن درسِه و عن علمه و تعليقاته و حِكمه، يعبث بالقلم الورقةِ، نقول: هذا الطالبُ كافرٌ بالمدرِّسِ، هل معنى ذلك أنه ينكر وجودَه ؟ لا، يعرِض عنه، و الكفرُ تكذيبٌ و إعراضٌ، و الإيمانُ تصديقٌ و إقبالٌ، صدَّق بوجود الله و بوحدانيته و كماله فأقبل عليه، و الكافرُ كذَّب بأحقِّية هذا الدينِ و بفرضية الأوامرِ و بصلاحية الدين لكلِّ مكانٍ و زمانٍ، أعرض عنها، فقد جد إنسانًا مسلما يرتاد المساجدَ و لكن لا يُدخِل الدينَ في حساباته، نمطُه غربيٌّ و تعاملُه غربيٌّ و مبادئُه غربيةٌ، و الحياة هي كلُّ شيءٍ، و لا يُدخِل الموتَ في حسابه إطلاقا، يموت بموت الحياة كما هي عند الكفارِ، فهذا عند الله كافرٌ، الكافرُ هو الذي يُكذِّب و يعرضُ، و المؤمنُ هو الذي يصدِّق و يقدِم، و الآيةُ دقيقةٌ جدًّا، وهذا نموذجٌ بشريٌّ، فهذا يعبد اللهَ على حرفٍ، كما قال تعالى:

﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ(11)﴾
(سورة الحج)

قال تعالى:
﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ﴾
[سورة الزمر]

و ليس ذلك خطأً، إذا مسَّ الإنسانَ الضُّرُّ أن تدعوَ اللهَ، و لكنَّ الخطأَ أن اللهَ حينما يستجيب لك و يزيح عنك هذا الضُّرُّ إيَّاك أن تعزوَ هذا إلى غيرِ اللهِ، و حينما تعاهد اللهَ على التوبةِ و أنت في الضرِّ ليس خطأً هذا، بل الخطأُ أن تنتكِس بعد أن يُزاح عنك الضرُّ، قال تعالى:"

﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾
[سورة الزمر]

لذلك أن أقول، اللهم صُنْ وجوهنَا باليسارِ، و لا تبذلْها بالإقتارِ، فنسأل شرَّ خلقِك، و نُبيلَى بحمدِ من أعطى وذمِّ من منع، المعطي و المانِع هو اللهُ، و أنت من فوقهم ولِيُّ العطاءِ، و بيدك وحدك خزائنُ الأرض و السماء
من علامات التوحيد أن لا تحقد على الناسِ لشيءٍ منعه اللهُ عنك، و لا تمدحهم على شيءٍ أعطاك اللهُ إيَّاه، و إن فضلُ الله لا يجُرُّه حِرصُ حريصٍ و لا يدفعه كراهةُ كارهٍ، هذا هو التوحيد، قال تعالى:

﴿وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾
[سورة الزمر]

هذا النموذج متكرِّرٌ و موجود، أما الشيءُ الغريبُ أنه يصلي و يدعو ربَّه عند الشدَّةِ و لكنَّه بعد الرخاءِ يشرك و يتخِذ لله أندادا و يضل عن سبيل الله و يُبعِد الناسَ عن طريق الحقِّ، قال تعالى:

﴿وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾
[سورة الزمر]

والحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
أهم الأحداث التي وقعت في ربيع الأول معاوية فهمي إبراهيم مصطفى السير والتاريخ وتراجم الأعلام 0 2019-11-07 04:03 PM

 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 برنامج محاماة   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   ربح المال من الانترنت 
 تذاكر ارض الاساطير   رحلات سياحية في اسطنبول   رحلة سبانجا ومعشوقية   رحلة بورصة 
 أفضل برنامج سياحي في تركيا   برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   اشتراك كورسيرا   اشتراك لينكد ان   اشتراك اوتوديسك   قطع غيار تشليح السيارات   مساج الرياض   مقاول ساندوتش بانل   يلا شوت   يلا شوت   yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Koora live   الحلوى العمانية 
 شركة تنظيف منازل بالرياض   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر   يلا لايف   yalla shoot   Yalla shoot 
 شركة حور كلين للتنظيف 
 تركيب ساندوتش بانل   تركيب مظلات حدائق 
 شركة تنظيف بجدة   شركة تنظيف بجدة 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض   دكتور مخ وأعصاب   شركة صيانة افران بالرياض   شركة تنظيف منازل بخميس مشيط 
 شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة نقل اثاث بالرياض   افضل شركة مكافحة النمل الابيض بالرياض 
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة عزل اسطح بجدة   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
الليلة الحمراء عند الشيعة، الغرفة المظلمة عند الشيعة، ليلة الطفية، ليلة الطفية عند الشيعة، الليلة الظلماء عند الشيعة، ليلة الظلمة عند الشيعة الليلة السوداء عند الشيعة، ليلة الطفيه، ليلة الطفية'' عند الشيعة، يوم الطفية'' عند الشيعة، ليلة الطفيه الشيعه، يوم الطفيه عند الشيعه ليله الطفيه، ماهي ليلة الطفيه عند الشيعه، الطفيه، الليلة المظلمة عند الشيعة، ماهي الليله الحمراء عند الشيعه يوم الطفيه، الطفية، الليله الحمراء عند الشيعه، ليلة الظلام عند الشيعة، الطفية عند الشيعة، حقيقة ليلة الطفية أنصار السنة | منتدى أنصار السنة | أنصار السنة المحمدية | جماعة أنصار السنة المحمدية | جماعة أنصار السنة | فكر أنصار السنة | فكر جماعة أنصار السنة | منهج أنصار السنة | منهج جماعة أنصار السنة | جمعية أنصار السنة | جمعية أنصار السنة المحمدية | الفرق بين أنصار السنة والسلفية | الفرق بين أنصار السنة والوهابية | نشأة جماعة أنصار السنة | تاريخ جماعة أنصار السنة | شبكة أنصار السنة | انصار السنة | منتدى انصار السنة | انصار السنة المحمدية | جماعة انصار السنة المحمدية | جماعة انصار السنة | فكر انصار السنة | فكر جماعة انصار السنة | منهج انصار السنة | منهج جماعة انصار السنة | جمعية انصار السنة | جمعية انصار السنة المحمدية | الفرق بين انصار السنة والسلفية | الفرق بين انصار السنة والوهابية | نشاة جماعة انصار السنة | تاريخ جماعة انصار السنة | شبكة انصار السنة | انصار السنه | منتدى انصار السنه | انصار السنه المحمديه | جماعه انصار السنه المحمديه | جماعه انصار السنه | فكر انصار السنه | فكر جماعه انصار السنه | منهج انصار السنه | منهج جماعه انصار السنه | جمعيه انصار السنه | جمعيه انصار السنه المحمديه | الفرق بين انصار السنه والسلفيه | الفرق بين انصار السنه والوهابيه | نشاه جماعه انصار السنه | تاريخ جماعه انصار السنه | شبكه انصار السنه |