الوديعة التي ضيعها عليوثا
ورد في بحار الانوار هذه الرواية
31 - وبالإسناد المتقدم عن عيسى الضرير ، قال الكاظم (ع) : قلت لأبي : فما كان بعد خروج الملائكة عن رسول الله (ص) ؟.. فقال : ثم دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين (ع) وقال لمن في بيته : اخرجوا عني ، وقال لأم سلمة : كوني على الباب فلا يقربه أحدٌ ، ففعلت ، ثم قال : يا عليّ !.. ادن مني ، فدنا منه فأخذ بيد فاطمة فوضعها على صدره طويلاً ، وأخذ بيد عليّ بيده الأخرى .
فلما أراد رسول الله (ص) الكلام غلبته عبرته ، فلم يقدر على الكلام ، فبكت فاطمة بكاءً شديداً وعليّ والحسن والحسين (ع) لبكاء رسول الله (ص) ، فقالت فاطمة :
يا رسول الله !.. قد قطّعت قلبي ، وأحرقت كبدي لبكائك يا سيد النبيين من الأولين والآخرين !.. ويا أمين ربه ورسوله !.. ويا حبيبه ونبيه !.. مَن لولدي بعدك ؟.. ولذلّ ينزل بي بعدك ، مَن لعليّ أخيك ، وناصر الدين ؟.. مَن لوحي الله وأمره ؟.. ثم بكت وأكبّت على وجهه فقبّلته ، وأكبّ عليه عليّ والحسن والحسين صلوات الله عليهم .
فرفع رأسه (ص) إليهم ويدها في يده فوضعها في يد عليّ وقال له :
يا أبا الحسن !.. هذه وديعة الله ووديعة رسوله محمد عندك ، فاحفظ الله واحفظني فيها ، وإنك لفاعله .
يا علي !.. هذه والله سيدة نساء أهل الجنة من الأولين والآخرين ، هذه والله مريم الكبرى ، أما والله ما بلغت نفسي هذا الموضع حتى سألت الله لها ولكم ، فأعطاني ما سألته .. يا عليّ !.. انفذ لما أمرتك به فاطمة فقد أمرتها بأشياء أمر بها جبرائيل (ع) .
واعلم يا عليّ !.. إني راضٍ عمّن رضيت عنه ابنتي فاطمة ، وكذلك ربي وملائكته .
يا علي !.. ويلٌ لمن ظلمها ، وويلٌ لمن ابتزّها حقها ، وويلٌ لمن هتك حرمتها ، وويلٌ لمن أحرق بابها ، وويلٌ لمن آذى خليلها ، وويلٌ لمن شاقّها وبارزها ، اللهم !.. إني منهم بريءٌ ، وهم مني براء ، ثم سمّاهم رسول الله (ص) ، وضم فاطمة إليه وعليا والحسن والحسين (ع) وقال :
اللهم !.. إني لهم ولمن شايعهم سلمٌ ، وزعيم بأنهم يدخلون الجنة ، وعدوٌّ وحربٌ لمن عاداهم وظلمهم وتقدّمهم أو تأخّر عنهم وعن شيعتهم ، زعيم بأنهم يدخلون النار ، ثم والله يا فاطمة !.. لا أرضى حتى ترضى ، ثم لا والله لا أرضى حتى ترضى ، ثم لا والله لا أرضى حتى ترضى . ص485
السؤال اليس الرسول قال لعلي عن فاطمة : هذه وديعة الله ووديعة رسوله محمد عندك ، فاحفظ الله واحفظني فيها ، وإنك لفاعله .
فكيف ترك ابن الخطاب يكسر ضلعها
|