أنصار السنة  
جديد المواضيع



للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 محاسب قانوني   Online quran classes for kids 
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > قسم إحياء السنة النبوية > السير والتاريخ وتراجم الأعلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2014-02-17, 07:13 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
مميز عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ .



إنه الصحابي الجليل عمرو بن العاص بن وائل السهمي -رضي الله عنه- أحد فرسان قريش وأبطالها، أذكى رجال العرب، وأشدهم دهاءً وحيلة، أسلم قبل فتح مكة، وكان سبب إسلامه أنه كان كثير التردد على الحبشة، وكان صديقًا لملكها النجاشي، فقال له النجاشي ذات مرة: يا عمرو، كيف يعزب عنك أمر ابن عمك؟ فوالله إنه لرسول الله حقًا. قال عمرو: أنت تقول ذلك؟ قال: أي والله، فأطعني. [ابن هشام وأحمد]. فخرج عمرو من الحبشة قاصدًا المدينة، وكان ذلك في شهر صفر سنة ثمان من الهجرة، فقابله في الطريق خالد بن الوليد
وعثمان بن طلحة، وكانا في طريقهما إلى النبي ( فساروا جميعًا إلى المدينة، وأسلموا بين يدي رسول الله (، وبايعوه.
أرسل إليه الرسول ( يومًا فقال له: (خذ عليك ثيابك، وسلاحك، ثم ائتني)، فجاءه، فقال له رسول الله (: (أني أريد أن أبعثك على جيش، فيسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك رغبة صالحة من المال). فقال: يا رسول الله، ما أسلمتُ من أجل المال، ولكنى أسلمتُ رغبة في الإسلام، ولأن أكون مع رسول الله (. فقال (:
(نعم المال الصالح للرجل الصالح) [أحمد].
وكان عمرو بن العاص مجاهدًا شجاعًا يحب الله ورسوله، ويعمل على رفع لواء الإسلام ونشره في مشارق الأرض ومغاربها، وكان رسول الله ( يعرف لعمرو شجاعته وقدرته الحربية، فكان يوليه قيادة بعض الجيوش والسرايا، وكان يحبه ويقربه، ويقول عنه: (عمرو بن العاص من صالحي قريش، نعم أهل البيت أبو عبد الله، وأم عبد الله، وعبد الله) [أحمد]. وقال (: (ابنا العاص مؤمنان، عمرو وهشام) [أحمد والحاكم].
وقد وجه رسول الله ( سرية إلى ذات السلاسل في جمادى الآخرة سنة ثمان من الهجرة، وجعل أميرها عمرو بن العاص رضي الله عنه، وقد جعل النبي ( عمرو بن العاص واليًا على عُمان، فظل أميرًا عليها حتى توفي النبي ( . وقد شارك عمرو بن العاص في حروب الردة وأبلى فيها بلاءً حسنًا.
وفي عهد الفاروق عمر -رضي الله عنه- تولى عمرو بن العاص إمارة فلسطين، وكان عمر يحبه ويعرف له قدره وذكاءه، فكان يقول عنه: ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلا أميرًا. [ابن عساكر]، وكان عمر إذا رأى رجلاً قليل العقل أو بطيء الفهم يقول: خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد.
وكان عمرو يتمنى أن يفتح الله على يديه مصر، فظل يحدث عمر بن الخطاب عنها، حتى أقنعه، فأمَّره الفاروق قائدًا على جيش المسلمين لفتح مصر وتحريرها من أيدي الروم، فسار عمرو بالجيش واستطاع بعد كفاح طويل أن يفتحها، ويحرر أهلها من ظلم الرومان وطغيانهم، ويدعوهم إلى دين الله عز وجل، فيدخل المصريون في دين الله أفواجًا.
وأصبح عمرو بن العاص واليًا على مصر بعد فتحها، فأنشأ مدينة الفسطاط، وبنى المسجد الجامع الذي يعرف حتى الآن باسم جامع عمرو، وكان شعب مصر يحبه حبًا شديدًا، وينعم في ظله بالعدل والحرية ورغد العيش، وكان عمرو يحب المصريين ويعرف لهم قدرهم، وظل عمرو بن العاص واليًا على مصر حتى عزله عنها عثمان ابن عفان -رضي الله عنه-، ثم توفي عثمان، وجاءت الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما-، فوقف عمرو بن العاص بجانب معاوية، حتى صارت الخلافة إليه.
فعاد عمرو إلى مصر مرة ثانية، وظل أميرًا عليها حتى حضرته الوفاة، ومرض مرض الموت، فدخل عليه ابنه عبد الله -رضي الله عنه-، فوجده يبكي، فقال له: يا أبتاه! أما بشرك رسول الله ( بكذا؟ أما بشرك رسول الله ( بكذا؟ فأقبل بوجهه فقال: أني كنت على أطباق ثلاث (أحوال ثلاث)، لقد رأيتني وما أحد أشد بغضًا لرسول الله ( مني، ولا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار.
فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي ( فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال فقبضت يدي، فقال: (مالك يا عمرو؟) قال: قلت: أردت أن أشترط: قال: (تشترط بماذا؟) قلت: أن يغفر لي، قال: (أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأن الحج يهدم ما كان قبله؟)، وما كان أحد أحب إلى من رسول الله ( ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأنني لم أكن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة.
ثم ولينا أشياء ما أدرى ما حالي فيها، فإذا أنا مت، فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا على التراب شنًّا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور (الوقت الذي تذبح فيه ناقة)، ويقسم لحمها؛ حتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي) [مسلم].
وتوفي عمرو -رضي الله عنه- سنة (43 هـ)، وقد تجاوز عمره (90) عامًا، وقد روى عمرو عن النبي ( (39) حديثًا.

المصدر.


__________________








رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2014-02-17, 07:15 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

عمرو بن العاص رضي الله عنه: { يا عمرو بايع فإن الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله }.
حديث شريف كان عمـرو بن العاص أحد ثلاثة في قريش أتعبوا الرسـول -صلى الله عليه وسلم- بعنف مقاومتهم وإيذائهم لأصحابه، وراح الرسول يدعو عليهم ويبتهل لينزل العقاب بهم فنزل الوحي بقوله تعالى.
" لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ مِنْ شيء أوْ يتوبَ عليهم أو يُعَذِّبهم فإنهم ظالمون " وكـف الرسول الكريم عن الدعاء عليهم وترك أمرهـم الى الله، واختار اللـه لعمرو بن العاص طريق التوبة والرحمة، فأسلم وأصبح مسلم مناضل وقائد فذ..
إسلامه:
أسلم عمرو بن العاص -رضي الله عنه- مع (خالد بن الوليد) قُبيل فتح مكة بقليل { شهر صفر سنة ثمان للهجرة } وبدأ إسلامه على يد النجاشي بالحبشة ففي زيارته الأخيرة للحبشة جاء ذكر النبي الجديد ودعوته وما يدعو له من مكارم الأخلاق، وسأل النجاشي عمرا كيف لم يؤمن به ويتبعه وهو رسول الله حقاً، فسأل عمرو النجاشي: { أهو كذلك ؟}.
وأجابه النجاشي: { نعم، فأطِعْني يا عمرو واتبعه، فإنه والله لعلى الحق، ولَيَظْهرنّ على من خالفه }.
وركب عمرو من فوره عائدا لبلاده ومتجها الى المدينة ليسلم لله رب العالمين، وفي طريق المدينة التقى { خالد بن الوليد } الساعي الى الرسول ليعلن إسلامه أيضا، وما كاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يراهم حتى تهلل وجهه و قال لأصحابه: { لقد رَمَتْكم مكة بفَلَذات أكبادها }.
وتقدم خالد فبايع، وتقدم عمرو فقال: { إني أبايعك على أن يغفر الله لي ما تقدّم من ذنبي }.
فأجابه الرسول الكريم: { يا عمرو بايع.
فإن الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله }.
وبايع عمرو ووضع كل ما يملك في خدمة الدين الجديد.
فضله كان فزعٌ بالمدينة فأتى عمرو بن العاص على سالم مولى أبي حذيفة وهو مُحْتَبٍ بحمائل سيفِه، فأخذ عمرو سيفه فاحتبى بحمائله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { يا أيها الناس ! ألا كان مفزعكم إلى الله وإلى رسوله }.
ثم قال: { ألا فعلتم كما فَعَل هذان الرجلان المؤمنان }.
مُحَرِّر مِصْر كانت مصر من أهم ولايات الإمبراطورية الرومانية، وقد استغل الروم ثرواتها وحرموا منها السكان واستباحوا أهلها حتى أصبح الناس في ضيق لأن الروم فرضوا عليهم مذهبهم الديني قسرا، فلما بلغ المصريون أنباء الفتوحات الإسلامية وعدالة المسلمين وسماحتهم تطلعت أنظارهم إليهم لتخليصهم مما هم فيه،واتجه عمرو بن العاص سنة (18 هجري) على رأس جيش من أربعة آلاف مقاتل متجها الى مصر، وأمام شدة المقاومة طلب عمرو المدد من أمير المؤمنين فأرسل إليه أربعة آلاف جندي وتقدّم المسلمون وحاصروا حصن بابليون لمدة سبعة أشهر وتمكنوا من فتحه.
ثم اتجهوا الى الإسكندرية فوجدوا مقاومة من حاميتها فامتد حصارها الى أربعة أشهر وأخيرا فتحت الإسكندرية وعقدت معاهدة الإسكندرية، ولقد كان -رضي الله عنه- حريصا على أن يباعد أهل مصر وأقباطها عن المعركة، ليظل القتال محصورا بينه وبين جنود الرومان، وتحدث عمرو مع زعماء الأنصار وكبار أساقفتهم فقال: { إن الله بعث محمدا بالحق وأمره به، وإنه -عليه الصلاة والسلام- قد أدّى رسالته، ومضى بعد أن تركنا على الواضِحَة، وكان مما أمرنا به الإعذار الى الناس، فنحن ندعوكم الى الإسلام، فمن أجابنا فهو مِنّا له مالنا وعليه ما علينا، ومن لم يُجِبنا الى الإسلام عرضنا عليه الجزْية وبذلنا له الحماية والمنعة، ولقد أخبرنا نبينا أن مصر ستفتح علينا، وأوصانا بأهلها خيرا فقال: ستُفْتَح عليكم بعدي مصر، فاسْتَوصوا بِقِبْطها خيرا، فإن لهم ذِمّة ورَحِما }.
فإن أجبتمونا الى ما ندعوكم إليه كانت لكم ذِمّة الى ذِمّة }.
وفرغ عمرو من كلماته فصاح بعض الأساقفة والرهبان قائلا: { إن الرّحِم التي أوصاكم بها نبيكم لهي قرابة بعيدة لا يصل مثلها إلا الأنبياء }.
حُبِّ الإمارة مما امتاز به عمرو بن العاص حُبّه للإمارة، فشكله الخارجي ومشيته وحديثه كلها تدل على أنه خُلِق للإمارة، حتى أن في أحد الأيام رآه أمير المؤمنين عمر وهو مقبل فابتسم لِمَشْيَته وقال: { ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلا أميرا }.
والحق أن عمرو لم يُبْخِس نفسه هذا الحق، فمع كل الأحداث الخطرة التي اجتاحت المسلمين، كان عمرو يتعامل معها بأسلوب أمير معه من الذكاء والدهاء ما يجعله واثقا بنفسه مُعْتَزا بتفوقه، وقد أولاه عمر بن الخطاب ولاية فلسطين والأردن، ثم على مصر طوال حياة أمير المؤمنين، وعندما علم ابن الخطاب أن عمراً قد اجتاز حد الرخاء في معيشته أرسل إليه (محمد بن مَسْلمة) وأمره أن يقاسم عمراً جميع أمواله وأشيائه، فيبقى له نصفها ويحمل معه الى بيت مال المسلمين بالمدينة النصف الآخر، ولو علم أمير المؤمنين عمر أن حب عمرو للإمارة سيحمله على التفريط في مسئولياته لما أبقاه في الولاية لحظة واحدة.
ذكاؤه ودهاؤه كان عمـرو بن العاص حاد الذكاء، قوي البديهة عميق الرؤية، حتى أن أمير المؤمنين عمـر كان إذا رأى إنسانا عاجز الحيلة، صـكّ كفيه عَجبا وقال: { سبحان الله! إن خالق هذا وخالق عمرو بن العاص إله واحد }.
كما كان عمرو بن العاص جريئا مِقْداما، يمزج ذكائه بدهائه فيُظَنّ أنه جبان، بيد أنها سعة حيلة يُخرج بها نفسه من المآزق المهلكة، وكان عمر بن الخطاب يعرف ذلك فيه، وعندما أرسله الى الشام قيل له: { إن على رأس جيوش الروم بالشام أرطبونا }.
أي قائدا وأميرا من الشجعان الدُّهاة، فكان جواب أمير المؤمنين: { لقد رمينا أرْطَبون الروم بأرْطَبون العرب، فلننظر عمَّ تنفَرج الأمور }.
ولقد انفرجت عن غلبة ساحقة لأرطبون العرب وداهيتهم عمرو بن العاص على أرطبون الروم الذي ترك جيشه للهزيمة وولى هاربا الى مصر.
ولعل من أشهر المواقف التي يظهر فيها دهاء عمرو موقف التحكيم بين عليا ومعاوية، وموقفه من قائد حصن بابليون.
التحكيم في الخلاف بين علي ومعاوية نصل الى أكثر المواقف شهرة في حياة عمرو، وهو موقفه في التحكيم وكانت فكرة أبو موسى الأشعري (المُمَثِّل لعلي) الأساسية هي أن الخلاف بينهما وصل الى نقطة حرجة، راح ضحيتها الآلاف، فلابد من نقطة بدء جديدة، تعطي المسلمين فرصة للاختيار بعد تنحية أطراف النزاع، وأبوموسى الأشعري على الرغم من فقهه وعلمه فهو يعامل الناس بصدقه ويكره الخداع والمناورة التي لجأ اليها الطرف الآخر ممثلا في عمرو بن العاص (مُمَثِّل معاوية) الذي لجأ الى الذكاء والحيلة الواسعة في أخذ الراية لمعاوية.
ففي اليوم التالي لاتفاقهم على تنحية علي ومعاوية وجعل الأمر شورى بين المسلمين.
دعا أبوموسى عمرا ليتحدث فأبى عمرو قائلا: { ما كنت لأتقدمك وأنت أكثر مني فضلا وأقدم هجرة وأكبر سنا }.
وتقدم أبو موسى وقال: { يا أيها الناس، انا قد نظرنا فيما يجمع الله به ألفة هذه الأمة ويصلح أمرها، فلم نر شيئا أبلغ من خلع الرجلين - علي ومعاوية - وجعلها شورى يختار الناس لأنفسهم من يرونه لها، واني قد خلعت عليا ومعاوية، فاستقبلوا أمركم وولوا عليكم من أحببتم }.
وجاء دور عمرو بن العاص ليعلن خلع معاوية كما تم الاتفاق عليه بالأمس، فصعد المنبر وقال: { أيها الناس، ان أباموسى قد قال ما سمعتم، وخلع صاحبه، ألا واني قد خلعت صاحبه كما خلعه، وأثْبِت صاحبي معاوية، فانه ولي أمير المؤمنين عثمان والمطالب بدمه، وأحق الناس بمقامه !!}.
ولم يحتمل أبوموسى المفاجأة، فلفح عمرا بكلمات غاضبة ثائرة.
فقد أنفذ أبو موسى الإتفاق وقَعَد عمرو عن إنفاذه.
حصن نابليون أثناء حربه مع الرومان في مصر، { وفي بعض الروايات التاريخية أنها وقعت في اليرموك }، دعاه أرطبون الروم وقائدهم لمحادثته، وكان قد أعطى أوامره لرجاله بإلقاء صخرة فوق عمرو إثر إنصرافه من الحصن، ودخل عمرو على القائد لا يريبه منه شيء، وانفض اللقاء، وبينما هو في طريق الخروج لمح فوق أسوار الحصن حركة مريبة حركّت فيه الحرص والحذر، وعلى الفور تصرف بشكل باهر، لقد عاد الى قائد الحصن في خطوات آمنة مطمئنة ولم يثر شكوكه أمر، وقال للقائد: { لقد بادرني خاطر أردت أن أطلعك عليه، إن معي حيث يقيم أصحابي جماعة من أصحاب الرسول السابقين الى الإسلام، لا يقطع أمير المؤمنين أمرا دون مشورتهم، ولا يرسل جيشا من جيوش الإسلام إلا جعلهم على رأس مقاتلته وجنوده، وقد رأيت أن آتيك بهم حتى يسمعوا منك مثل الذي سمعت، ويكونوا من الأمر على مثل ما أنا عليه من بيّنة }.
وأدرك قائد الروم أن عمرا بسذاجة قد منحه فرصة العمر، فليوافقه الآن الرأي، وإذا عاد ومعه هذا العدد من زعماء المسلمين وخيرة رجالهم، أجهز عليهم جميعا، بدلا من أن يجهز على عمرو وحده، وألغيت خطة اغتيال عمرو، وودّع عمرو بحرارة، وابتسم داهية العرب وهو يغادر الحصن، وفي الصباح عاد عمرو على رأس جيشه الى الحصن ممتطيا صهوة فرسه.
وفاته وفي السنة الثالثة والأربعين من الهجرة، أدركت الوفاة عمرو بن العاص بمصر حيث كان واليا عليها، وراح يستعرض في لحظات الرحيل حياته فقال: { كنت أول أمري كافرا، وكنت أشد الناس على رسول الله، فلو مِتّ يومئذ لوجَبَت لي النار، ثم بايعت رسول الله، فما كان في الناس أحد أحبّ إلي منه، ولا أجلّ في عيني منه، ولو سُئِلْتُ أن أنْعَتَه ما استطعت، لأني لم أكن أقدر أن أملأ عيني منه إجلالا له، فلو مِتّ يومئذ لرجوت أن أكون من أهل الجنة، ثم بُليت بعد ذلك بالسلطان، وبأشياء لا أدري أهي لي أم عليّ }.
ثم رفـع بصره الى السماء في ضَراعـة مناجيا ربه الرحيم قائلا: { اللهم لا بريء فأعْتـذِر، ولا عزيز فأنْتَصر، وإلا تُدْركني رحمتك أكن من الهالكين }.
وظل في ضراعاته حتى صعدت الى الله روحه وكانت آخر كلماته: لا إله إلا الله.
وتحت ثَرَى مصر ثَوَى رُفاتُه.
__________________








رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2014-02-17, 07:22 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

عمرو بن العاص السهمي القرشي الكناني (592م - 682م)، أبو عبد الله، ابن سيد بني سهم من قريش العاص بن وائل السهمي وكان داهية من دهاة العرب، وصاحب رأي وفكر، وفارسا من الفرسان، أرسلته قريش قبل إسلامه إلى الحبشة ليطلب من النجاشي تسليمه المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة فرارا من الكفار وإعادتهم إلى مكة لمحاسبتهم وردهم عن دينهم الجديد فلم يستجب له النجاشي. وبعد إسلامه فتح مصر بعد أن قهر الروم وأصبح واليا عليها بعد أن عينه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

نسبه

[LIST][*]هو : عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم عمرو هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.[1][*]أمه : النابغة بنت خزيمة بن الحارث بن كلثوم بن حريش بن سواءة بن جوشن بن عمرو بن عبد الله بن خزيمة بن الحارث بن جلان بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.[2][/LIST]وكانت أمه سبية وإخوته من أمه: عروة بن أثاثة العدوي القرشي، وعقبة بن نافع بن عبد القيس الفهري القرشي.

إسلامه

دخل الإسلام في السنة الثامنة للهجرة بعد فشل قريش في غزوة الأحزاب، وقدم إلى المدينة المنورة مع خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة مسلمين بعد مقاتلتهم الإسلام.
أوصافه

كان قصير القامة، قوي البنية، مرن الأعضاء تعود جسمه احتمال المشقة، وقد ساعده ذلك على أن يبرز في أفانين الفروسية والضرب بالسيف. كان عريض الصدر واسع ما بين المنكبين، له عينان ثاقبتان سريعتا التأثر بحالته سواء كان غاضبا أو فرحا، وفوقهما حاجبان غزيران، وكان أدعج (شديد سواد العين) أبلج (أبيض ما بين الحاجبين)، ودون ذلك فم واسع، كان يخضب لحيته بالسواد، وافر الهامة، وجهه ينم عن القوة من غير شدة وتلوح عليه لائحة البشر والأنس. كان خطيبا بليغا محبا للشعر ويطرب له.[3]
عمرو قائدا حربيا

كانت أولى المهام التي أسندت إليه عقب إسلامه، حينما أرسله رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ليفرق جمعا لقضاعة يريدون غزو المدينة المنورة، فسار عمرو على سرية "ذات السلاسل" في ثلاثمائة مجاهد، ولكن الأعداء كانوا أكثر عددا، فقام رسول الله "صلى الله عليه وسلم" بإمداده بمائتين من المهاجرين والأنصار برئاسة أبي عبيدة بن الجراح وفيهم أبو بكر وعمر، وأصر عمرو أن يبقى رئيسا على الجميع فقبل أبو عبيدة، وكتب الله النصر لجيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص وفر الأعداء ورفض عمرو أن يتبعهم المسلمون، كما رفض حين باتوا ليلتهم هناك أن يوقدوا نارا للتدفئة، وقد برر هذا الموقف بعد ذلك للرسول حين سأله أنه قال: " كرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم، وكرهت أن يوقدوا نارا فيرى عدوهم قلتهم "، فحمد الرسول الكريم حسن تدبيره.
بعد وفاة الرسول "صلى الله عليه وسلم" وفي خلافة أبي بكر، قام بتوليته أميرا على واحد من الجيوش الأربعة التي اتجهت إلى بلاد الشام لفتحها، فانطلق عمرو بن العاص إلى فلسطين على رأس ثلاثة آلاف مجاهد، ثم وصله مدد آخر فأصبح عدد جيشه سبعة آلاف مجاهد، وشارك في معركة اليرموك مع باقي الجيوش الإسلامية وذلك عقب وصول خالد بن الوليد من العراق بعد أن تغلب على جيوش الفرس، وبناء على اقتراح خالد بن الوليد تم توحيد الجيوش معا على أن يتولى كل قائد قيادة الجيش يوما من أيام المعركة، وبالفعل تمكنت الجيوش المسلمة من هزيمة جيش الروم في معركة اليرموك تحت قيادة خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح وغيرهم وتم فتح بلاد الشام، انتقل بعد ذلك عمرو بن العاص ليكمل مهامه في مدن فلسطين ففتح منها غزة، سبسطية، ونابلس ويبني وعمواس وبيت جيرين ويافا ورفح.
كان عمر بن الخطاب إذا ذكر أمامه حصار بيت المقدس وما أبدى فيه عمرو بن العاص من براعة يقول: لقد رمينا "أرطبون الروم" "بأرطبون العرب".

ولاية مصر

خلال خلافة عمر بن الخطاب ولاه قيادة جيوش في فلسطين والأردن بعد موت يزيد بن أبي سفيان واثناء وجود عمر بن الخطاب بالقدس ليتسلم مفاتيحها استغل هذه الفرصه عمرو وطلب من عمر فتح مصر وقال له إن فتحتها فستكون قوة وعون للمسلمين ولكى تؤمن حدود الشام من هجمات الرومان ثم وافق عمر وولاه قيادة الحيش الذاهب لفتح مصر ففتحها. وأمره الخليفة عثمان بن عفان عليها لفترة ثم عزله عنها وولى عبد الله بن أبي السرح، وكان ذلك بدء الخلاف بين عمرو بن العاص وعثمان بن عفان.
عاد بعدها عمرو إلى المدينة المنورة.

دوره في معركة صفين

بعد أن قتل عثمان بن عفان سار عمرو بن العاص إلى معاوية بن أبي سفيان وشهد معه معركة صفين ولما اشتدت الحرب على معاوية أشار عليه عمرو بن العاص بما عرف عليه من دهاء بطلب التحكيم ورفعت المصاحف طلبا للهدنة. ولما رضي علي بن أبي طالب بالتحكيم، وكل عمرو بن العاص حكما عن معاوية بن أبى سفيان كما ووكل أبو موسى الأشعري حكما عن علي بن أبي طالب.اتفق الحكمان أن يجتمع من بقي حيا من العشرة المبشرين بالجنة ويقرروا مصير قتلة عثمان[4]، ولم يكن قد بقي منهم إلا سعد بن أبي وقاص وعلي بن أبي طالب وأسامة بن زيد. وهذا القرار لم ينفذه علي. ثم إن معاوية أرسله على جيش إلى مصر فأخذها من محمد بن أبي بكر ثم ولاه معاوية على مصر.

وفاته

توفي في مصر وله من العمر ثمانية وثمانون سنة ودفن قرب المقطم. ونقل الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء عن وفاته: «لما احتضر عمرو بن العاص قال: " كيلوا مالي "، فكالوه فوجدوه إثنين وخمسين مدا، فقال: " من يأخذه بما فيه يا ليته كان بعرا "[5]، ثم أمر الحرس فأحاطوا بقصره فقال بنوه: ما هذا؟ فقال: " ما ترون هذا يغني عني شيئا ".»
«قال عمرو بن العاص عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه فلما نزل به الموت ذكره ابنه بقوله وقال: صفه. قال: " يا بني الموت أجل من أن يوصف ولكني سأصف لك أجدني كأن جبال رضوى على عنقي وكأن في جوفي الشوك وأجدني كأن نفسي يخرج من إبرة ". وقال: حين احتضر: " اللهم إنك أمرت بأمور ونهيت عن أمور تركنا كثيرا مما أمرت ورتعنا في كثير مما نهيت اللهم لا إله إلا أنت " ثم أخذ بإبهامه فلم يزل يهلل حتى فاض، جزع عمرو بن العاص عند الموت جزعا شديدا فقال ابنه عبد الله: ما هذا الجزع وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدنيك ويستعملك؟ قال: " أي بني قد كان ذلك وسأخبرك، إي والله ما أدري أحبا كان أم تألفا ولكن أشهد على رجلين أنه فارق الدنيا وهو يحبهما ابن سمية وابن أم عبد "، فلما جد به وضع يده موضع الأغلال من ذقنه وقال: " اللهم أمرتنا فتركنا ونهيتنا فركبنا ولا يسعنا إلا مغفرتك "، فكانت تلك هجيراه حتى مات.[6]»
وذكر أبو العباس المبرد أنه لما حضرت الوفاة عمرو دخل عليه ابن عباس فقال: «دخلت على عمرو بن العاص وقد احتضر، فدخل عليه عبد الله بن عمرو فقال له: " يا عبد الله، خذ ذلك الصندوق "، فقال: لا حاجة لي فيه، قال: " إنه مملوء مالا "، قال: لا حاجة لي به، فقال عمرو: " ليته مملوء بعرا " قال: فقلت: يا أبا عبد الله، إنك كنت تقول: أشتهي أن أرى عاقلا يموت حتى أسأله كيف يجد فكيف تجدك؟ قال: " أجد السماء كأنها مطبقة على الأرض وأنا بينهما، وأراني كأنما أتنفس من خرم إبرة "، ثم قال: " اللهم خذ مني حتى ترضى ". ثم رفع يديه فقال: " اللهم أمرت فعصينا، ونهيت فركبنا فلا بريء فأعتذر، ولا قوي فأنتصر، ولكن لا إله إلا الله " ثلاثا، ثم فاظ.[7]»

:المراجع


[LIST=1][*] سيرة ابن هشام.[*] تهذيب الكمال، المزي 6122.[*] كتاب فتح مصر د. الفرد ميلر.[*][1][*] قال والمد ست عشرة أوقية الأوقية مكوكان.[*] عمرو بن العاص، سير أعلام النبلاء، الحافظ الذهبي[*] جزء 1 - صفحة 70، الكامل في اللغة والأدب لأبو العباس المبرد[/LIST]
__________________








رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2014-02-17, 07:28 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

عبد الله بن عمرو بن العاص (ع)

ابن وائل بن هاشم بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب .

الإمام الحبر العابد ، صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وابن صاحبه ، أبو محمد ، وقيل : أبو عبد الرحمن . وقيل : أبو نصير القرشي السهمي .

وأمه هي رائطة بنت الحجاج بنت منبه السهمية ، وليس أبوه أكبر منه إلا بإحدى عشرة سنة أو نحوها .

وقد أسلم قبل أبيه فيما بلغنا ، ويقال : كان اسمه العاص ، فلما أسلم ، غيره النبي -صلى الله عليه وسلم- بعبد الله .

وله مناقب وفضائل ومقام راسخ في العلم والعمل ، حمل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- علما جما .

يبلغ ما أسند سبع مائة حديث اتفقا له على سبعة أحاديث، وانفرد البخاري بثمانية ، ومسلم بعشرين.

وكتب الكثير بإذن النبي -صلى الله عليه وسلم- وترخيصه له في الكتابة بعد كراهيته للصحابة أن يكتبوا عنه سوى القرآن وسوغ ذلك -صلى الله عليه وسلم- ثم انعقد الإجماع بعد اختلاف الصحابة -رضي الله عنهم- على الجواز والاستحباب لتقييد العلم بالكتابة .

والظاهر أن النهي كان أولا لتتوفر هممهم على القرآن وحده ، وليمتاز القرآن بالكتابة عما سواه من السنن النبوية ، فيؤمن اللبس فلما زال المحذور واللبس ، ووضح أن القرآن لا يشتبه بكلام الناس أذن في كتابة العلم ، والله أعلم .

وقد روى عبد الله أيضا عن أبي بكر ، وعمر ، ومعاذ ، وسراقة بن مالك ، وأبيه عمرو ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبي الدرداء ، وطائفة ، وعن أهل الكتاب ، وأدمن النظر في كتبهم ، واعتنى بذلك .

حدث عنه : ابنه محمد على نزاع في ذلك ، ورواية محمد عنه في أبي داود والترمذي والنسائي ، ومولاه أبو قابوس ، وحفيده شعيب بن محمد ، فأكثر عنه ، وخدمه ولزمه ، وتربى في حجره ، لأن أباه محمدا مات في حياة والده عبد الله ، وحدث عنه أيضا : مولاه إسماعيل ، ومولاه سالم ، وأنس بن مالك ، وأبو أمامة بن سهل ، وجبير بن نفير ، وسعيد بن المسيب ، وعروة ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وزر بن حبيش ، وحميد بن عبد الرحمن بن عوف ، وخيثمة بن عبد الرحمن الجعفي ، وأبو العباس السائب بن فروخ الشاعر ، والسائب الثقفي والد عطاء ، وطاوس ، والشعبي ، وعكرمة وعطاء ، والقاسم ، ومجاهد ، ويزيد بن الشخير ، وأبو المليح بن أسامة ، والحسن البصري ، وأبو الجوزاء أوس الربعي ، وعيسى بن طلحة ، وابن أخيه إبراهيم بن محمد بن طلحة ، وبشر بن شغاف.

وجنادة بن أبي أمية ، وربيعة بن سيف ، وريحان بن يزيد العامري ، وسالم بن أبي الجعد ، وأبو السفر سعيد بن يحمد ، وسلمان الأغر ، وشفعة السمعي ، وشفي بن ماتع ، وشهر بن حوشب ، وطلق بن حبيب ، وعبد الله بن باباه ، وعبد الله بن بريدة ، وعبد الله . بن رباح الأنصاري ، وعبد الله بن صفوان بن أمية ، وابن أبي مليكة ، وعبد الله بن فيروز الديلمي ، وأبو عبد الرحمن الحبلي ، وعبد الرحمن بن جبير ، وعبد الرحمن بن حجيرة ، وعبد الرحمن بن رافع قاضي إفريقية ، وعبد الرحمن بن شماسة ، وعبد الرحمن بن عبد رب الكعبة ، وعبدة بن أبي لبابة ولم يدركه ، وعطاء بن يسار ، وعطاء العامري ، وعقبة بن أوس ، وعقبة بن مسلم ، وعمارة بن عمرو بن حزم ، وعمر بن الحكم بن رافع ، وأبو عياض عمرو بن الأسود العنسي ، وعمرو بن أوس الثقفي ، وعمرو بن حريش الزبيدي ، وعمرو بن دينار.

وعمرو بن ميمون الأودي ، وعمران بن عبد المعافري ، وعيسى بن هلال الصدفي ، والقاسم بن ربيعة الغطفاني ، والقاسم بن مخيمرة ، وقزعة بن يحيى ، وكثير بن مرة ، ومحمد بن هدية الصدفي ، وأبو الخير اليزني ، ومسافع بن شيبة الحجبي ، ومسروق بن الأجدع ، وأبو يحيى مصدع ، وناعم مولى أم سلمة ، ونافع بن عاصم بن عروة بن مسعود الطائفي ، وأخوه يعقوب ، وأبو العريان الهيثم النخعي ، والوليد بن عبدة ، ووهب بن جابر الخيواني ، ووهب بن منبه ويحيى بن حكيم بن صفوان بن أمية ، ويوسف بن ماهك ، وأبو أيوب المراغي ، وأبو بردة بن أبي موسى ، وأبو حازم الأعرج ولم يلقه ، وأبو حرب بن أبي الأسود وأبو راشد الحبراني وأبو الزبير المكي وأبو زرعة بن عمرو بن حريز ، وأبو سالم الجيشاني ، وأبو فراس مولى والده عمرو ، وأبو قبيل المعافري ، وأبو كبشة السلولي ، وأبو كثير الزبيدي ، وأبو المليح بن أسامة ، وخلق سواهم .

قال قتادة : كان رجلا سمينا .

وروى حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن العريان بن الهيثم ، قال : وفدت مع أبي إلى يزيد ، فجاء رجل طوال ، أحمر عظيم البطن ، فجلس ، فقلت : من هذا ؟ قيل : عبد الله بن عمرو .

أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا نافع بن عمر ، وعبد الجبار بن ورد ، عن ابن أبي مليكة ، قال طلحة بن عبيد الله : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : نعم أهل البيت عبد الله ، وأبو عبد الله ، وأم عبد الله .

وروى ابن لهيعة ; عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر ، مرفوعا نحوه .

ابن جريج : حدثنا ابن أبي مليكة ، عن يحيى بن حكيم بن صفوان ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : جمعت القرآن ، فقرأته كله في ليلة ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : اقرأه في شهر . قلت : يا رسول الله ، دعني أستمتع من قوتي وشبابي . قال : اقرأه في عشرين. قلت : دعني أستمتع. قال : اقرأه في سبع ليال . قلت : دعني يا رسول الله أستمتع . قال : فأبى .

رواه النسائي .

وصح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نازله إلى ثلاث ليال ، ونهاه أن يقرأه في أقل من ثلاث وهذا كان في الذي نزل من القرآن ، ثم بعد هذا القول نزل ما بقي من القرآن . فأقل مراتب النهي أن تكره تلاوة القرآن كله في أقل من ثلاث ، فما فقه ولا تدبر من تلى في أقل من ذلك . ولو تلا ورتل في أسبوع ، ولازم ذلك ، لكان عملا فاضلا ، فالدين يسر ، فوالله إن ترتيل سبع القرآن في تهجد قيام الليل مع المحافظة على النوافل الراتبة ، والضحى ، وتحية المسجد ، مع الأذكار المأثورة الثابتة ، والقول عند النوم واليقظة ، ودبر المكتوبة والسحر ، مع النظر في العلم النافع والاشتغال به مخلصا لله ، مع الأمر بالمعروف ، وإرشاد الجاهل وتفهيمه ، وزجر الفاسق ، ونحو ذلك ، مع أداء الفرائض في جماعة بخشوع وطمأنينة وانكسار وإيمان ، مع أداء الواجب ، واجتناب الكبائر ، وكثرة الدعاء والاستغفار ، والصدقة وصلة الرحم ، والتواضع ، والإخلاص في جميع ذلك ، لشغل عظيم جسيم ، ولمقام أصحاب اليمين وأولياء الله المتقين ، فإن سائر ذلك مطلوب . فمتى تشاغل العابد بختمة في كل يوم ، فقد خالف الحنيفية السمحة ، ولم ينهض بأكثر ما ذكرناه ولا تدبر ما يتلوه .

هذا السيد العابد الصاحب كان يقول لما شاخ : ليتني قبلت رخصة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكذلك قال له -عليه السلام- في الصوم ، وما زال يناقصه حتى قال له : صم يوما وأفطر يوما ، صوم أخي داود -عليه السلام- .

وثبت أنه قال : أفضل الصيام صيام داود ونهى -عليه السلام- عن صيام الدهر وأمر -عليه السلام- بنوم قسط من الليل ، وقال : لكني أقوم وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء ، وآكل اللحم ، فمن رغب عن سنتي فليس مني .

وكل من لم يذم نفسه في تعبده وأوراده بالسنة النبوية ، يندم ويترهب ويسوء مزاجه ، ويفوته خير كثير من متابعة سنة نبيه الرءوف الرحيم بالمؤمنين ، الحريص على نفعهم ، وما زال -صلى الله عليه وسلم- معلما للأمة أفضل الأعمال ، وآمرا بهجر التبتل والرهبانية التي لم يبعث بها ، فنهى عن سرد الصوم ، ونهى عن الوصال ، وعن قيام أكثر الليل إلا في العشر الأخير ، ونهى عن العزبة للمستطيع ، ونهى عن ترك اللحم إلى غير ذلك من الأوامر والنواهي . فالعابد بلا معرفة لكثير من ذلك معذور مأجور ، والعابد العالم بالآثار المحمدية . المتجاوز لها مفضول مغرور ، وأحب الأعمال إلى الله -تعالى- أدومها وإن قل . ألهمنا الله وإياكم حسن المتابعة ، وجنبنا الهوى والمخالفة .

قال أحمد في "مسنده" : حدثنا قتيبة ، حدثنا ابن لهيعة ، عن واهب بن عبد الله المعافري ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : رأيت فيما يرى النائم كأن في أحد أصبعي سمنا ، وفي الأخرى عسلا ، فأنا ألعقهما ، فلما أصبحت ، ذكرت ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال : تقرأ الكتابين ; التوراة والفرقان . فكان يقرأهما .

ابن لهيعة ضعيف الحديث ، وهذا خبر منكر ، ولا يشرع لأحد بعد نزول القرآن أن يقرأ التوراة ولا أن يحفظها ، لكونها مبدلة محرفة منسوخة العمل ، قد اختلط فيها الحق بالباطل ، فلتجتنب . فأما النظر فيها للاعتبار وللرد على اليهود ، فلا بأس بذلك للرجل العالم قليلا ، والإعراض أولى .

فأما ما روي من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أذن لعبد الله أن يقوم بالقرآن ليلة وبالتوراة ليلة ، فكذب موضوع قبح الله من افتراه . وقيل : بل عبد الله هنا هو ابن سلام . وقيل : إذنه في القيام بها أي يكرر على الماضي لا أن يقرأ بها في تهجده .

كامل بن طلحة : حدثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن عمرو ، عن شفي ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : حفظت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألف مثل .

يحيى بن أيوب ، عن أبي قبيل ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : كنا عند رسول الله نكتب ما يقول .

هذا حديث حسن غريب رواه سعيد بن عفير عنه .

وهو دال على أن الصحابة كتبوا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض أقواله ، وهذا علي -رضي الله عنه-كتب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث في صحيفة صغيرة ، قرنها بسيفه وقال -عليه السلام- : اكتبوا لأبي شاه وكتبوا عنه كتاب الديات ، وفرائض الصدقة وغير ذلك .

ابن إسحاق : عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قلت : يا رسول الله ! أكتب ما أسمع منك ؟ قال : نعم. قلت : في الرضى والغضب ؟ قال : نعم ، فإني لا أقول إلا حقا .

يحيى بن سعيد القطان ، وهو في المسند عنه ، عن عبيد الله بن الأخنس ، عن الوليد بن عبد الله ، عن يوسف بن ماهك ; عن عبد الله بن عمرو نحوه .

وقد روي عن عقيل بن خالد وغيره عن عمرو بن شعيب نحوه . وثبت عن عمرو بن دينار ، عن وهب بن منبه ، عن أخيه همام ، سمع أبا هريرة يقول : لم يكن أحد من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر حديثا مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو ، فإنه كان يكتب ولا أكتب .

وهو في صحيفة معمر عن همام .

ويرويه ابن إسحاق ; عن عمرو بن شعيب ، عن مجاهد وآخر ، عن أبي هريرة ، مثله .

أبو النضر هاشم بن القاسم ، وسعدويه ، قالا : حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة ، عن مجاهد ، قال : دخلت على عبد الله بن عمرو ، فتناولت صحيفة تحت رأسه ، فتمنع علي . فقلت : تمنعني شيئا من كتبك ؟ فقال : إن هذه الصحيفة الصادقة التي سمعتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس بيني وبينه أحد ، فإذا سلم لي كتاب الله وهذه الصحيفة والوهط ، لم أبال ما ضيعت الدنيا .

الوهط : بستان عظيم بالطائف ، غرم مرة على عروشه ألف ألف درهم .

قتيبة : حدثنا الليث ، وآخر ، عن عياش بن عباس ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، سمعت عبد الله بن عمرو يقول : لأن أكون عاشر عشرة مساكين يوم القيامة أحب إلي من أن أكون عاشر عشرة أغنياء ، فإن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة ، إلا من قال هكذا وهكذا ، يقول : يتصدق يمينا وشمالا .

هشيم : عن مغيرة وحصين ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : زوجني أبي امرأة من قريش ، فلما دخلت علي ، جعلت لا أنحاش لها مما بي من القوة على العبادة ، فجاء أبي إلى كنته ، فقال : كيف وجدت بعلك ؟ قالت : خير رجل من رجل لم يفتش لها كنفا ، ولم يقرب لها فراشا ، قال : فأقبل علي ، وعضني بلسانه ، ثم قال : أنكحتك امرأة ذات حسب ، فعضلتها وفعلت ، ثم انطلق ، فشكاني إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فطلبني ، فأتيته ، فقال لي : أتصوم النهار وتقوم الليل ؟ قلت : نعم . قال : لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأنام ، وأمس النساء . فمن رغب عن سنتي فليس مني .

قلت : ورث عبد الله من أبيه قناطير مقنطرة من الذهب المصري ، فكان من ملوك الصحابة .

الأسود بن عامر : حدثنا شعبة ; عن يعلى بن عطاء ، عن أبيه ، قال : كنت أصنع الكحل لعبد الله بن عمرو ، وكان يطفئ السراج بالليل ، ثم يبكي حتى رسعت عيناه .

محمد بن عمرو : عن أبي سلمة : عن عبد الله بن عمرو ، قال : دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيتي هذا ، فقال : يا عبد الله ! ألم أخبر أنك تكلفت قيام الليل وصيام النهار ؟ قلت : إني لأفعل . فقال : إن من حسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، فالحسنة بعشر أمثالها ، فكأنك قد صمت الدهر كله . قلت : يا رسول الله ، إني أجد قوة ، وإني أحب أن تزيدني . فقال : فخمسة أيام قلت : إني أجد قوة . قال : سبعة أيام ، فجعل يستزيده ، ويزيده حتى بلغ النصف . وأن يصوم نصف الدهر : إن لأهلك عليك حقا ، وإن لعبدك عليك حقا ، وإن لضيفك عليك حقا فكان بعد ما كبر وأسن يقول : ألا كنت قبلت رخصة النبي -صلى الله عليه وسلم- أحب إلي من أهلي ومالي .

وهذا الحديث له طرق مشهورة .

وقد أسلم عبد الله ، وهاجر بعد سنة سبع ، وشهد بعض المغازي .

قال أبو عبيد : كان على ميمنة جيش معاوية يوم صفين .

وذكره خليفة بن خياط في تسمية عمال معاوية على الكوفة . قال : ثم عزله وولى المغيرة بن شعبة .

وفي "مسند أحمد" : حدثنا يزيد ، أنبأنا العوام ، حدثني أسود بن مسعود ، عن حنظلة بن خويلد العنبري ، قال : بينما أنا عند معاوية ، إذ جاءه رجلان يختصمان في رأسه عمار -رضي الله عنه- فقال كل واحد منهما : أنا قتلته . فقال عبد الله بن عمرو : ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه ، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : تقتله الفئة الباغية . فقال معاوية : يا عمرو ! ألا تغني عنا مجنونك ، فما بالك معنا ؟ قال : إن أبي شكاني إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : أطع أباك ما دام حيا . فأنا معكم ، ولست أقاتل .

وروى نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة ، قال : قال عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- : ما لي ولصفين ، ما لي ولقتال المسلمين ، لوددت أني مت قبلها بعشرين سنة -أو قال بعشر سنين- أما والله على ذلك ما ضربت بسيف ، ولا رميت بسهم . وذكر أنه كانت الراية بيده .

يزيد بن هارون : حدثنا عبد الملك بن قدامة ، حدثني عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده : أن أباه عمرا قال له يوم صفين : اخرج فقاتل . قال : يا أبه ! كيف تأمرني أخرج فأقاتل ، وقد سمعت من عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلي ماسمعت ؟! فقال : نشدتك بالله ! أتعلم أن آخر ما كان من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليك أن أخذ بيدك ، فوضعها في يدي ، فقال : أطع عمرو بن العاص ما دام حيا . قال : نعم . قال : فإني آمرك أن تقاتل .

عبد الملك ضعف .

عفان : حدثنا همام ، حدثنا قتادة ، عن ابن بريدة ، عن سليمان بن الربيع قال : انطلقت في رهط من نساك أهل البصرة إلى مكة ، فقلنا : لو نظرنا رجلا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدللنا على عبد الله بن عمرو ، فأتينا منزله ، فإذا قريب من ثلاث مائة راحلة . فقلنا : على كل هؤلاء حج عبد الله بن عمرو ؟ قالوا : نعم . هو ومواليه وأحباؤه . قال : فانطلقنا إلى البيت ، فإذا نحن برجل أبيض الرأس واللحية ، بين بردين قطريين ، عليه عمامة وليس عليه قميص .

رواه حسين المعلم ، عن ابن بريدة ، فقال : عن سلمان بن ربيعة الغنوي أنه حج زمن معاوية في عصابة من القراء ، فحدثنا أن عبد الله في أسفل مكة . فعمدنا إليه ، فإذا نحن بثقل عظيم يرتحلون ثلاث مائة راحلة ، منها مائة راحلة ومائتا زاملة وكنا نحدث أنه أشد الناس تواضعا . فقلنا : ما هذا ؟ قالوا : لإخوانه يحملهم عليها ولمن ينزل عليه ، فعجبنا ، فقالوا : إنه رجل غني . ودلونا عليه أنه في المسجد الحرام ، فأتيناه ، فإذا هو رجل قصير أرمص بين بردين وعمامة ، قد علق نعليه في شماله .

مسلم الزنجي : عن ابن خثيم ، عن عبيد بن سعيد : أنه دخل مع عبد الله بن عمرو المسجد الحرام ، والكعبة محترقة حين أدبر جيش حصين بن نمير ، والكعبة تتناثر حجارتها . فوقف وبكى حتى إني لأنظر إلى دموعه تسيل على وجنتيه . فقال : أيها الناس ! والله لو أن أبا هريرة أخبركم أنكم قاتلو ابن نبيكم ، ومحرقو بيت ربكم ، لقلتم : ما أحد أكذب من أبي هريرة . فقد فعلتم ، فانتظروا نقمة الله فليلبسنكم شيعا ، ويذيق بعضكم بأس بعض .

شعبة : عن يعلى بن عطاء ، عن أمه ; أنها كانت تصنع الكحل لعبد الله بن عمرو . وكان يكثر من البكاء يغلق عليه بابه ، ويبكي حتى رمصت عيناه .

قال أحمد بن حنبل : مات عبد الله ليالي الحرة سنة ثلاث وستين .

وقال يحيى بن بكير : توفي عبد الله بن عمرو بمصر ، ودفن بداره الصغيرة سنة خمس وستين وكذا قال في تاريخ موته : خليفة ، وأبو عبيد ، والواقدي ، والفلاس وغيرهم .

وقال خليفة : مات بالطائف ، ويقال : بمكة .

وقال ابن البرقي أبو بكر : فأما ولده فيقولون : مات بالشام .


المصدر.
__________________








رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2014-02-17, 07:36 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَنْ يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يَا أَيُّهَا النَّاس اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71].


أما بعد:
فيحتاج المسلمون إلى تذكيرهم بسير رجالاتهم، وأخبار سابقيهم، والوقوف على صفاتهم وأفعالهم؛ للاقتفاء والتأسِّي؛ ومن أجل تخفيف سَيْل الغزو الثقافي، والمَسْخ الأخلاقيِّ الذي يتتابع على عقول الناشئة والكبار، رجالاً ونساءً. يجرّهم إلى الإعجاب برموز الشرق والغرب من الكافرين والمنافقين، أو من فسَّاق المسلمين وشذَّاذهم، في زمنٍ يسير فيه كثيرٌ من المسلمين خلف كلِّ زائفٍ منَ الحضارة، ويقلِّدون كلَّ رمزٍ من رموزها، ويتَّبعونهم حذو القَذَّة بالقَذَّة، كما أخبر عن ذلك رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم[1].
فسيرة الصحابة ومن اهتدى بهداهم يجب أن تكون الأنموذج الذي يرُبَّى عليه شباب المسلمين وناشئتهم، إن كان المسلمون يريدون صلاحًا وعزًّا.
ويتأكَّد الحديث عن سيرتهم وأيامهم إذا كان المنافقون والكافرون يجلبون بخيلهم ورَجْلهم؛ لتشويه تلك الصورة النَّاصعة في تاريخ البشرية، ويُعلنون نَبْذَ كلَّ قديم، ويصيحون بطرح ما عَلَقَ في الأذهان من الماضي، زعمًا أن ذلك سبب التخلُّف والرجعيَّة، حتى ولو كان دين الله تعالى متمثِّلاً في القرآن العظيم وسنَّة سيد المرسلين - عليه الصَّلاة والسَّلام - وأخبار صحبه الكرام - رضيَ الله عنهم وأرضاهم. هذه مقولة المنافقين، وهذا وِزْرُهُم: {أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} [الأنعام: 31].


أيها الإخوة:
وهذه لمحاتٌ من سيرة داهيةٍ من دُهَاة العرب، وفَذٍّ من أفذاذ قريش، يُضْرَب به المَثَل في الفِطْنَة والدَّهاء والحزم، تأخَّر إسلامه إلى الثامنة من الهجرة؛ حيث هاجر فيها ومَثَلَ بين يَدَي رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - معلنًا إسلامه.
لمَّا سئل عن سبب تأخُّر إسلامه وهو صاحب العقل الراجح قال - رضيَ الله عنه وأرضاه -: "إنَّا كنَّا مع قومٍ لهم علينا تقدُّمٌ وسنٌّ، توازي حلومُهم الجبال، ما سلكوا فجًّا فتبعناهم إلا وجدناه سهلاً، فلما أنكروا على النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنكرنا معهم، ولم نفكِّر في أمرنا، وقلَّدناهم، فلَّما ذهبوا وصار الأمر إلينا؛ نظرنا في أمر النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإذا الأمر بيِّنٌ؛ فوقع في قلبي الإسلام"[2].
إنه عمرو بن العاص - رضيَ الله عنه وأرضاه - يحكي قصة إسلامه فيقول: "لما انصرفنا من الخندق جمعتُ رجالاً من قريش، فقلتُ: والله إنَّ أمر محمد يعلو علوًّا منكرًا، والله ما يقوم له شيءٌ، وقد رأيتُ رأيًا. قالوا: وما هو؟ قلتُ: أن نلحق بالنجاشيِّ على حاميتنا؛ فإن ظفر قومُنا، فنحن مَنْ قد عرفوا، نرجعُ إليهم. وإن يظفر محمدٌ فنكون تحت يدي النجاشيِّ، أحبُّ إلينا من أن نكون تحت يَدَي محمد. قالوا: أصبتَ. قلتُ: فابتاعوا له هدايا".


قال: "وقَدِمنا عليه، فوافقنا عنده عمرو بن أُميَّة الضَّمْري، قد بعثه النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في أمر جعفر وأصحابه، فلما رأيته قلتُ: لعلِّي أقتُلُه، وأُدخلتِ الهدايا؛ فقال النجاشيُّ: مرحبًا وأهلاً بصديقي. وعُجِبَ بالهدية. فقلتُ: أيها الملك! إني رأيتُ رسول محمد عندكَ، وهو رجلٌ قد وَتَرَنا، وقتل أشرافنا، فأعطِينَهُ أضربْ عنقه. فغضب، وضرب أنفه ضربةً ظننتُ أنَّه قد كسره، فلو انشقَّتْ ليَ الأرض دخلتُ فيها. وقلتُ: لو ظننتُ أنكَ تكره هذا لم أسألْكَهُ. فقال: سألتني أن أعطيكَ رسول رجلٍ يأتيه الناموس الذي كان يأتي موسى الأكبر تقتُله - يعني جبريل عليه السلام -؟! فقلتُ: وإن ذاك لكذلك؟ قال: نعم، والله إني لكَ ناصحٌ فاتَّبِعْهُ، فوالله ليظهرنَّ كما ظهر موسى وجنودُه. قلتُ: أيها الملك، فبايعني أنت له على الإسلام. فقال: نعم. فبسط يده، فبايعته لرسول الله صلَّى الله عليه وسلم على الإسلام، وخرجتُ على أصحابي وقد حال رأيي؛ فقالوا: ماوراءَكَ؟ فقلتُ: خيرٌ.
فلما أمسيتُ؛ جلست على راحلتي، وانطلقتُ وتركتُهم، فوالله إني لأهوى إذ لقيتُ خالدَ بنَ الوليد، فقلتُ: إلى أين يا أبا سليمان؟ قال: أذهبُ والله أُسْلِمُ؛ إنه والله لقد استقام المَيْسَم، إنَّ الرجل لنبيٌّ ما أشكُ فيه. فقلتُ: وأنا والله.
فقدِمنا المدينة، فقلتُ: يارسول الله، أبايعُكَ على أن يُغْفَر لي ما تقدَّم من ذنبي. ولم أذكر ما تأخَّر؛ فقال لي: ((يا عمرو، بايعْ؛ فإنَّ الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله))؛ أخرجه أحمد والحاكم[3].


وفرح رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بإسلامه وإسلام خالد، يقول عمرو - رضيَ الله عنه -: "ما عَدَلَ بي رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبخالدٍ منذ أسلمنا أحدًا من أصحابه في حربه"؛ أخرجه البَيْهَقِيُّ[4].
وشهد له النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم – بالإيمان؛ فقال: ((ابنا العاص مؤمنان: هشام وعمرو))؛ أخرجه أحمد والحاكم وصحَّحه[5].
وكانت ثقة النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيه كبيرةٌ - خاصَّةً في أمور الحرب - فقد ولاَّه قيادة جيشٍ فيه أبو بكر وعمرُ وكبارُ الصحابة.
يقول عمرو - رضيَ الله عنه -: بعث إليَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ((خُذْ عليكَ ثيابكَ وسلاحكَ، ثم ائتني)). فأتيتُه وهو يتوضَّأ، فصَعَّد فيَّ النَّظَرَ، ثم طأطأه؛ فقال: إني أريد أن أبعثك على جيشٍ، فيُسلِّمَكَ الله ويُغْنِمَكَ، وأرغبُ لك من المال رغبةً صالحةً)). قال: قلتُ: يا رسول الله، ما أسلمت من أجل المال، ولكني أسلمتُ رغبةً في الإسلام، وأن أكون مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم. فقال: ((ياعمرو، نِعْمَ المال الصَّالح للمَرْءِ الصَّالح))؛ أخرجه أحمد والحاكم وصحَّحه[6].


ولمَّا خرج الصحابة في (ذات السَّلاسل) تحت إمْرَة عمرو - رضيَ الله عنه - أصابهم بردٌ شديدٌ؛ فأرادوا أن يوقدوا نارًا، فمنعهم، حتى قال عمر بن الخطاب لأبي بكر: "ألا ترى إلى ما صنع بالناس، يمنعهم منافعهم"!! فقال أبوبكر: "دَعْهُ، فإنَّما ولاَّه رسول الله علينا لعلمه بالحرب"، وفي رواية: "أنهم لما قدموا شكوه إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: يا نبيَّ الله، كان فيهم قلَّةٌ، فخشيتُ أن يرى العدو قلَّتهم، ونهيتُهم أن يتَّبعوا العدوَّ؛ مخافة أن يكون لهم كمينٌ". فأعجب ذلك رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم –"[7].
كان رضيَ الله عنه فقيهًا، اجتهد؛ فأقرَّه النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - على اجتهاده؛ روى عبدالرحمن بن جُبَيْر، عن عمرو بن العاص قال: "احتلمتُ في ليلةٍ باردةٍ، في غزوة ذات السلاسل، فأشفقتُ إنِ اغتسلتُ أن أهلك، فتيمَّمْتُ، ثمَّ صلَّيْتُ بأصحابي الصُّبْحَ، فذكروا ذلك للنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ((يا عمرو، صلَّيْتَ بأصحابكَ وأنت جُنُبٌ؟! فأخبرتُه بالذي منعني من الاغتسال، وقلتُ: إني سمعت الله يقول: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29]؛ فضحك رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولم يَقُلْ شيئًا"؛ أخرجه أبو داود، وصحَّحه ابن حبَّان والحاكم[8].
ومن مناقبه - رضيَ الله عنه -: أنه هدم صنم سُوَاعٍ بعد فتح مكة، وفي عهد أبي بكر حارب قُضَاعَة لما ارْتدُّوا عنِ الإسلام، وكان في معركة اليرموك على ميمنة الجيش الإسلامي، وثَبَتَ في مكانه حين أصاب الرُّومُ أعينَ سبعمائةٍ منَ المسلمين، ومعه أصحاب الرايات، وقاتل الروم بقوَّةٍ حتى كتب الله تعالى النَّصر للمسلمين، وله مشاركات فاعلة في فتح الشام، وهو الذي فتح مصر[9].


وكان عمر بن الخطاب - رضيَ الله عنه - معجبًا بدهائه، حتى إن عمر إذا استضعف رجلاً في رأيه قال: "أشهد أنَّ خالقكَ وخالقَ عمروٍ واحدٌ"؛ يريدُ: خالق الأضداد[10].
ولم يدفعه دهاؤه وحِنْكَتُهُ إلى الغرور والتكبُّر؛ بل كان حسن الخُلُق، يقول قَبِيصَةُ بن جابر: "صحبتُ عمرو بن العاص، فما رأيتُ رجلاً أَبْيَنَ قرآنًا، ولا أكرم خُلُقًا، ولا أشْبَهَ سريرةً بعلانيةٍ منه"[11].
فرضيَ الله عنه وأرضاه، وجعل دار الخُلْد مثواه.
وأقول قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثَّانية
الحمد لله، حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه، كما يحبُّ ربُّنا ويرضى، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومَنْ سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدِّين.
أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله - كما أمر، واجتنبوا الفواحش ما بَطَنَ منها وما ظَهَرَ.


أيها الإخوة المؤمنون:
كان لهذا الصحابيِّ الجليل قصَّةٌ في تأخُّر إسلامه، وقصَّةٌ في سبب إسلامه، وقصَّةٌ عند احتضاره، عاتب فيها نفسه، ورجا رحمة ربه، ووصف الموت وشدَّته وصفًا دقيقًا.
أخرج ابن سعد أن عمرًا قال: "عجبًا لمن نزل به الموت وعقلُه معه، كيف لا يصفه؟ فلما نزل به الموت، ذكَّره ابنه بقوله وقال: صِفْهُ. قال: يا بني، الموت أجلُّ من أن يُوصَف؛ ولكني سأصِفُ لك: أجدُني كأنَّ جبل رُضْوَى على عنقي، وكأن في جوفي الشَّوْك، وأجدُني كأنَّ نَفَسي يخرج من إبرة"![12].
هذا وصفُ احتضار رجلٍ صَحِبَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وشهد له بالإيمان، وأبلى في الإسلام بلاءً حسنًا، وقضى دهرًا من عمره مجاهدًا في سبيل الله تعالى، يا ترى كيف سيكون احتضارنا ونحن بهذا التَّقصير والعصيان؟!
نسأل الله تعالى أن يتولاَّنا بعفوه ورحمته.


قال ابن شُمَاسة المَهْري: "حَضَرْنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت، فبكى طويلاً، وحوَّل وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: يا أبتاهُ، أَمَا بشَّرَكَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بكذا؟ أما بَشَّرَكَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بكذا؟ قال: فأقبل بوجهه فقال: إن أفضل ما نُعِدُّ: شهادةَ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إني قد كنتُ على أطباق ثلاث، لقد رأيتني وما أحدٌ أشدَّ بغضًا لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - منِّي، ولا أحَبَّ إليَّ أن أكون قد استمكنتُ منه فقتلتُه، فلو مُتُّ على تلك الحال؛ لكنتُ من أهل النار. فلما جعل الله الإسلام في قلبي؛ أتيتُ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقلتُ: ابسطْ يمينَكَ فلأبَايعْك؛ فبَسَطَ يمينه. قال: فقبضتُ يدي. قال: ((ما لك يا عمرو؟)). قال: قلتُ: أردتُ أن أشترطَ، قال: ((تشترطُ بماذا؟)). قلتُ: أن يُغْفَرَ لي. قال: ((أما علمتَ أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟)). وما كان أحدٌ أحبُّ إليَّ من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا أجلُّ في عيْني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عينيَّ منه إجلالاً له، ولو سُئلتُ أن أصفه ما أطقتُ؛ لأنِّي لم أكن أملأ عينيَّ منه، ولو مُتُّ على تلك الحال لرجوتُ أن أكون من أهل الجنة. ثم وُلِّينا أشياءَ ما أدري ما حالي فيها، فإذا أنا مُتُّ، فلا تصحبني نائحةٌ ولا نارٌ، فإذا دفنتموني؛ فشنُّوا عليَّ التراب شَنًّا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تُنْحَرُ جَزُورٍ ويقسم لحمها؛ حتى أستانس بكم، وأنظر ماذا أراجعُ به رسلَ ربي"؛ أخرجه مسلمٌ في "صحيحه"[13].


وعن ثابت البُناني قال: "كان عمرو على مصر، فثَقُل؛ فقال لصاحب شرطته: أَدخلْ وجوه أصحابكَ. فلما دخلوا نظر إليهم وقال: ها قد بلغتُ هذه الحال، ردُّوها عنِّي. فقالوا: مثلُك أيها الأمير يقول هذا؟ هذا أمر الله الذي لا مردَّ له. قال: قد عَرَفْتُ؛ ولكن أحببت أن تتَّعظوا، لا إله إلا الله. فلم يزل يقولها حتى مات[14].
وفي رواية عن عبدالله بن عمرو: أن أباه قال عند موته: "اللهم إنك أمرتنا فأضَعْنا، ونهيتنا فركَبْنا، فلا بريءٌ فأعتذر، ولا عزيزٌ فأنتصر؛ ولكن لا إله إلا أنت". وما زال يقولها حتى مات"[15].
كانت وفاته ليلة عيد الفطر، سنة ثلاث وأربعين، وصلَّى عليه ابنه عبدالله، ودُفن يوم العيد - رضيَ الله عنه وأرضاه -[16] وقد قارب التِّسعين.
{إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 56].

.................


[1] سير أعلام النبلاء (3/55).
[2] نسب قريش للزبير بن بكار (410) والإصابة (7/122) إلا أنه تصحف فيها إلى "وكانوا ممن يوارى حلومهم الخبال...".
[3] أخرجه أحمد (4/198) وابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (2/476) والواقدي في المغازي (2/741) والحاكم (3/454) وقال الساعاتي: سنده جيد (21/134) وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات (9/351) وفي رواية أحمد (المنسم) بالنون وفي رواية الحاكم بالياء (الميسم) وانظر في معناها ص (72) من هذا المجلد.
[4] أخرجه البيهقي في الدلائل (4/343).
[5] أخرجه أحمد (2/327) والحاكم وصححه على شرط مسلم (3/240) وابن سعد (4/191) ويشهد له قصته مع سالم مولى أبي حذيفة حيث وصفهما الرسول عليه الصلاة والسلام بأنهما مؤمنان كما في مسند أحمد (4/203) وعزاه المزي في تحفة الأشراف للنسائي في الكبرى (8/155) وحسنه الحافظ في الإصابة (7/124) وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح (9/300).
[6] أخرجه أحمد واللفظ له (4/196) والبخاري في الأدب المفرد (299) وصححه ابن حبان (2277) والحاكم وقال: على شرط مسلم، ووافقه الذهبي (2/2) وعزاه الهيثمي للطبراني في الكبير والأوسط ولأبي يعلى وقال: ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح (9/353) وحسنه الحافظ في الإصابة (7/124).
[7] كلا الروايتين في تاريخ ابن عساكر، وانظر: السير للذهبي (3/66).
[8] أخرجه أبوداود في الطهارة باب إذا خاف الجنب البرد تيمم (334) والبيهقي (1/225) والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (1/177) وعلقه البخاري، وقوى سنده الحافظ ابن حجر (1/385).
[9] انظر: الفتوح لابن عبدالحكم (83) وتاريخ الطبري (3/249) والكامل لابن الأثير (2/346-156) والإصابة (7/124) .
[10] وفيات الأعيان (7/215) ونحوه في الإصابة (7/124) والاستيعاب (1188).
[11] الإصابة (7/123).
[12] طبقات ابن سعد (4/260) والسير للذهبي (3/75).
[13] أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج (121).
[14] سير أعلام النبلاء ( 3/76).
[15] طبقات ابن سعد (4/260) والسير (3/77).
[16] انظر: مجمع الزوائد (9/354) وطبقات ابن سعد (4/261) والسير (3/77) والإصابة (7/125).

المصدر.
__________________








رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2014-02-17, 07:57 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

عمرو بن العاص بن وائل السهميّ القُرَشِيّ

(وُلِدَ سنة45ق.هـ تقريباً - 577م)


(ت سنة43هـ - 665م)

هو عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سُعَيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي السهمي

يكنى أبا عبد الله و أبا محمد

أهله :

قال الزبير بن بكار : هو أخو عمرو بن أثاثة العدوي لأمه

و هو خال عقبة بن نافع بن عبد قيس الفهري

و له من الأبناء عبد الله و محمد و بهما يُكنّى

وأمه سلمى"و لقبها النابغة" بنت حرملة العنزية ، و هي سبية من بني جلان بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن اسد بن ربيعة بن نزار . قال ابن عبد البر : ((وذكروا أنه جُـعـِـلَ لرجل ألف درهم على أن يسأل عمرو بن العاص عن أمه وهو على المنبر ، فسأله ، فقال : أمى سلمى بنت حرملة تلقب النابغة من بنى عنزة ثم احد بنى جلان ، أصابتها رماح العرب فبيعت بعكاظ فاشتراها الفاكه بن المغيرة ثم اشتراها منه عبد الله بن جدعان ثم صارت إلى العاص بن وائل فولدت له فأنجبت فإن كان جعل لك شىء فخذه))

وكان أبوه العاص بن وائل من الكُفّار المستهزئين بالنبي صلى الله عليه وسلم وفيه نزلت الآية المشهورة من سورة الكوثر : ((ان شانئك هو الابتر))

نبذة عنه :

و هو أكبر من عمر بن الخطّاب في السن ، و دليل ذلك حضوره مولد عمر بن الخطاب . قال الذهبي : ((وكان أسن من عمر بن الخطاب، فكان يقول : إني لاذكر الليلة التي ولد فيها عمر رضي الله عنه)) و كان اكبر منه بنحو خمس أو سبع سنين

قال الزركلي : ((فاتح مصر، وأحد عظماء العرب ودهاتهم وأولي الرأي والحزم والمكيدة فيهم))و قال : ((أخباره كثيرة)) و قال : ((و كُتِبَ في سيرته "ط - تاريخ عمرو بن العاص" لحسن إبراهيم حسن المصري))

و قال ابن الأثير : ((وكان من شجعان العرب وأبطالهم ودهاتهم)) . و ذكر الذهبي نقلا عن ابن عبد البر : ((وكان عمرو بن العاص من فرسان قريش وأبطالهم فى الجاهلية مذكورا بذلك فيهم)) ، و قال ابن عبد البر : ((وكان عمرو بن العاص أحد الدهاة فى أمور الدنيا المقدمين فى الرأى والمكر والدهاء . وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه إذا استضعف رجلا فى رأيه وعقله ، قال : أشهد أن خالقك وخالق عمرو واحد! "يريد خالق الأضداد")) و كذا جاء بالبيان و التبيين و بالأعلام . و قال الذهبي بلفظه : ((قال محمد بن سلام الجمحي: كان عمر إذا رأى من يتلجلج في كلامه، قال: هذا خالقه خالق عمرو بن العاص))

قال الذهبي : ((وكان من رجال قريش رأيا، ودهاء، وحزما، وكفاءة، وبصرا بالحروب، ومن أشراف ملوك العرب، ومن أعيان المهاجرين، والله يغفر له ويعفو عنه، ولولا حبه للدنيا ودخوله في أمور، لصلح للخلافة، فإن له سابقة ليست لمعاوية وقد تأمر على مثل أبي بكر وعمر، لبصره بالامور ودهائه)) . و قال : ((وقد سقت من أخبارة في تاريخ الاسلام "2 / 235 - 241" جملة، وطول الحافظ ابن عساكر ترجمته "من 245 / 1 - 270 / 2 في تاريخه"))

و قال الذهبي عنه ايضا : ((داهية قريش ورجل العالم، ومن يضرب به المثل في الفطنة، والدهاء، والحزم)) . و قال : ((وكان شاعرا حسن الشعر، حفظ عنه الكثير في مشاهد شتى)) و كذا قال ابن عبد البر

قال ابن الأثير : ((ولعمرو شعر حسن فمنه ما يخاطب به عمارة بن الوليد عند النجاشي وكان بينهما شر قد ذكرناه في الكامل في التاريخ : إذا المرء لم يترك طعاما يحبه ولم ينه قلبا غاويا حيث يمما قضى وطرا منه وغادر سبة إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما)) . و هي قصيدة له يذكر بها عمارة بن الوليد المخزومي عندما اتهمه النجاشي بالزنى . أوردها ايضا صاحب " الاغاني ": 9 / 57، 58 و في الاستيعاب ايضاً

و هو عدادة في أهل مكة ، ثم سكن المدينة فمصر . قال ابن حبان بمشاهير علماء الأمصار : ((كان يسكن مكة مدة فلما ولى مصر استوطنها إلى أن مات بها)) . و قال البخاري في التاريخ الكبير : ((أصله مكي نزل المدينة ولاه النبي صلى الله عليه وسلم على جيش ذات السلاسل ثم سكن مصر ومات بها)). و قال الذهبي : ((سكن مصر و بها مات)) . و قال ابن عبد البر : ((ولاه "أي معاوية" مصر فلم يزل عليها إلى أن مات بها أميرا عليها)) . و يُختَلَف في سنّه يوم وفاته و في سنة وفاته

سنة8هــ : دخوله أرض الحبشة ثم إسلامه بها ثم هجرته منها إلى النبي صل الله عليه و سلم مسلماً مُبايعاً :

وكان عمرو بن العاص في الجاهلية من الاشداء على الاسلام . فلما استأذن جعفر بن أبي طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوجه إلى الحبشة و أذن له . قال عمرو : لما رأيت مكانه قلت والله لأستقلن لهذا ولأصحابه

فأرسلته قريش إلى الحبشة ليرُد عليهم من هاجر من المسلمين . فذكر قصتهم مع النجاشي ، قال : فلقيت جعفرا خاليا فأسلمت ، وبلغ ذلك أصحابي فغنموني وسلبوني كل شيء فذهبت إلى جعفر فذهب معي إلى النجاشي فردوا علي كل شيء أخذوه

قال الذهبي : ((قال النضر بن شميل : أخبرنا ابن عون، عن عمير بن إسحاق: استأذن جعفر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : "ائذن لي أن آتي أرضا أعبد الله فيها لا أخاف أحدا" فأذن له، فأتى النجاشي . قال عمير: فحدثني عمرو بن العاص ، قال: لما رأيت مكانه، حسدته، فقلت للنجاشي: إن بأرضك رجلا ابن عمه بأرضنا، وإنه يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد، وإنك والله إن لم تقتله وأصحابه، لا أقطع هذه النطفة"البحر" إليك أبدا قال: ادعه قلت: إنه لا يجئ معي، فأرسل إليه معي رسولا، فجاء، فلما انتهينا إلى الباب، ناديت: ائذن لعمرو بن العاص، ونادى هو: ائذن لحزب الله، فسمع صوته، فأذن له ولاصحابه، ثم أذن لي، فدخلت، فإذا هو جالس، فلما رأيته جئت حتى قعدت بين يديه، فجعلته خلفي، قال: وأقعدت بين كل رجلين من أصحابه رجلا من أصحابي، فقال النجاشي: نخروا"أي : تكلموا ولعله إن كان عربيا مأخوذ من النخير: الصوت، ويروى بالجيم نجروا: أي سوقوا الكلام" ، فقلت : إن ابن عم هذا بأرضنا يزعم أن ليس إلا إله واحد قال: فتشهد، فإني أول ما سمعت التشهد ليومئذ وقال: صدق، هو ابن عمي وأنا على دينه قال: فصاح صياحا، وقال: أوه، حتى قلت: ما لابن الحبشية ؟ فقال: ناموس مثل ناموس موسى ما يقول في عيسى ؟ قال: يقول: هو روح الله وكلمته، فتناول شيئا من الارض، فقال: ما أخطأ من أمره مثل هذه وقال: لولا ملكي لاتبعتكم وقال لعمرو: ما كنت أبالي أن لا تأتيني أنت ولا أحد من أصحابك أبدا وقال لجعفر: اذهب فأنت آمن بأرضي، من ضربك، قتلته قال: فلقيت جعفرا خاليا، فدنوت منه، فقلت: نعم إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وعبده فقال: هداك الله فأتيت أصحابي، فكأنما شهدوه معي، فأخذوني، فألقوا علي قطيفة، وجعلوا يغموني"أي : يغطوني، ويحبسون نفسي من الخروج" ، وجعلت أخرج رأسي من هنا ومن هنا، حتى أفلت وما علي قشرة"أي اللباس" ، فلقيت حبشية، فأخذت قناعها"أي ما تغطي به المرأة رأسها" ، فجعلته على عورتي، فقالت كذا وكذا، وأتيت جعفرا، فقال: مالك ؟ قلت: ذهب بكل شئ لي، فانطلق معي إلى باب الملك، فقال: ائذن لحزب الله فقال آذنه: إنه مع أهله قال: استأذن لي، فأذن له فقال: إن عمرا قد بايعني على ديني، فقال: كلا قال: بلى ، فقال لانسان: اذهب فإن كان فعل فلا يقولن لك شيئا إلا كتبته قال فجاء، فجعل يكتب ما أقول حتى ما تركنا (شيئا) حتى القدح، ولو (أشاء) أن آخذ من أموالهم إلى مالي لفعلت)) . ملاحظة : الكلمات التي تحتها خط ليست من كلام الذهبي و لكنها توضيحات من عندي . و عمير بن إسحاق لم يرو عنه غير عبد الله بن عون فيما قاله أبو حاتم والنسائي، وقال ابن معين: لا يساوي شيئا، ووثقه مرة وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات وأورده العقيلي في الضعفاء لانه لم يرو عنه غير واحد وقال ابن عدي: لا أعلم روى عنه غير ابن عون، وله من الحديث شئ يسير، ويكتب حديثه وباقي رجال الاسناد ثقات . وأورده ابن حجر في " المطالب العالية ": 4 / 195 - 198، ونسبه لابي يعلى، وقال: هذا إسناد حسن، إلا أنه مخالف للمشهور أن إسلام عمرو على يد النجاشي نفسه . وأخرجه البزار في مسنده " كما في " كشف الاستار " (1740)، وقال: لا نعلمه يروى عن جعفر عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الاسناد وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد ": 6 / 27 - 29، وقال: رواه الطبراني والبزار، وعمير بن إسحاق وثقه ابن حبان وغيره، وفيه كلام لا يضره، وبقية رجاله رجال الصحيح . و أحب ان انبه ان عند ابي يعلى بعد كلمة "من ضربك قتلته" زيادة غير موجودة بالرواية التي اوردناها و هي : "ومن سبك غرمته، وقال لآذنه: متى أتاك هذا يستأذن علي فائذن له، إلا أن أكون عند أهلي، فإن كنت عند أهلي، فأخبره، فإن أبي، فائذن له" .

يتبع...
__________________








رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2014-02-17, 07:59 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

و قال ابن عبد الحكم : ((حديث محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن راشد مولى حبيب بن أوس الثقفي أن حبيبا حدثه أن عمرو بن العاص حدثه قال : لما انصرفنا من الخندق جمعت نفرا من قريش بيني وبينهم خاصة فقلت لهم : "تعلموا والله إني أرى أمر محمد يعلو ما خالفه من الأمور علوا منكرا فهل لكم في رأي قد رأيته؟" ، قالوا : وما هو؟ ، قال : "نلحق بالنجاشي فنكون عنده حتى ينقضي ما بيننا وبين محمد فإن ظفرت قريش رجعنا إليهم وإن ظفر محمد أقمنا عنده فلأن أكون تحت يدي النجاشي أحب إلي من أن أكون تحت يدي محمد" ، قالوا : أصبت ، قال : قلت : اجمعوا له أدما فإنه أحب ما يهدى إليه من بلادنا ، قال : ففعلنا ثم خرجنا فبينا نحن قد دنونا منه إذ نظرت إلى عمرو بن أمية قد بعثه رسول الله إلى النجاشي قال فقلت هذا والله عمرو بن أمية قد بعثه محمد ولو قد قدمت بهداياي إلى النجاشي ثم سألته إياه فأعطانيه فقتلته فرأت قريش اني قد أجزأت حين يقتل رسول محمد قال فلما دخل عليه عمرو بن أمية وفرغ من حاجته دخلت عليه فحييته بما كنا نحييه فقال النجاشي مرحبا ما أهديت إلي يا صديقي قال قلت أيها الملك قد أهديت لك هدايا قال ثم قدمت إليه هداياي فقبلها وبهجت بما قال لي قال فقلت له أيها الملك إني قد رأيت ببابك رسول محمد وهو لنا عدو أعطنيه أضرب عنقه فإنه رسول رجل هو لنا عدو قال فمد يده ثم غضب وضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره قال فوددت لو أني انشقت لي الأرض فدخلت فيها فرقا منه ثم قال تسألني رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى أعطيكه لتقتله قال قلت أيها الملك فإن ذاك لكذلك أنه ليأتيه الناموس الأكبر الذي يأتي موسى قال نعم والذي نفس النجاشي بيده ويحك يا عمرو فأطعني واتبعه والذي نفسي بيده ليظهرن هو ومن اتبعه على من سواهم وعلى من خالفهم كما ظهر موسى على فرعون وجنوده قال قلت أفتبايعني له على الإسلام قال نعم قال فبسط يده فبايعني له فخرجت على أصحابي وقد حال رأيي عما كان عليه معهم قال فانطلقت تهوي بي راحلتي حتى لقيت خالد بن الوليد قال قلت أين يأبا سليمان قال أريد والله أن أذهب فأسلم فقد والله استقام الشأن واستبان الميسم قال فقلت وأنا والله قال فانطلقنا حتى جئنا رسول الله فدخلنا عليه المسجد فتقدم خالد فبايعه ثم تقدمت فبايعت فقلت يا رسول الله أبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي ولم أذكر ما تأخر قال فقال رسول الله بايع يا عمرو فإن الإسلام يجب ما كان قبله وان الهجرة تجب ما كان قبلها)) . قال ابن عبد الحكم : ((حدثناه أسد بن موسى حدثنا يحيى بن أبي زائدة عن محمد بن إسحاق وحدثنا عبدالملك بن هشام عن زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق))

قال ابن عبد البر : ((قيل إن عمرو بن العاص أسلم سنة ثمان قبل الفتح وقيل بل أسلم بين الحديبية وخيبر ولا يصح والصحيح ما ذكره الواقدى وغيره أن إسلامه كان سنة ثمان وقدم هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة لمدينة مسلمين فلما دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظر إليهم قال قد رمتكم مكة بأفلاذ كبدها . وكان قدومهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرين بين الحديبية وخيبر . وذكر الواقدى قال وفى سنة ثمان قدم عمرو بن العاص مسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أسلم عند النجاشى وقدم معه عثمان بن طلحة وخالد بن الوليد قدموا المدينة فى صفر سنة ثمان من الهجرة وقيل إنه لم يأت من أرض الحبشة إلا معتقدا للإسلام وذلك أن النجاشى كان قال يا عمرو كيف يعزب عنك أمر ابن عمك فوالله إنه لرسول الله حقا قال أنت تقول ذلك؟ ، قال : إى والله فأطعنى ، فخرج من عنده مهاجرا إلى النبى صلى الله عليه وسلم فأسلم قبل عام خيبر والصحيح أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سنة ثمان قبل الفتح بستة أشهر هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة وكان هم بالإقبال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حين انصرافه من الحبشة ثم لم يعزم له إلى الوقت الذى ذكرنا والله اعلم))

وذكر الزبير بن بكار ان : رجلا قال لعمرو : ((ما أبطأ بك عن الإسلام وأنت أنت في عقلك))؟ قال : ((إنا كنا مع قوم لهم علينا تقدم وكانوا ممن يواري حلومهم الخبال فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم فأنكروا عليه فلذنا بهم فلما ذهبوا وصار الأمر إلينا نظرنا وتدبرنا فإذا حق بيّن فوقع في قلبي الإسلام فعرفت قريش ذلك مني من إبطائي عما كنت أسرع فيه من عونهم عليه فبعثوا إلى فتى منهم فناظرني في ذلك فقلت أنشدك الله ربك ورب من قبلك ومن بعدك أنحن أهدى أم فارس والروم؟ قال : نحن أهدى . قلت : فنحن أوسع عيشا أم هم؟ قال : هم . قلت : فما ينفعنا فضلنا عليهم إن لم يكن لنا فضل إلا في الدنيا وهم أعظم منا فيها أمرا في كل شيء! وقد وقع في نفسي أن الذي يقوله محمد من أن البعث بعد الموت ليجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته حق ولا خير في التمادي في الباطل))


يتبع...
__________________








رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2014-02-17, 08:00 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

ولما أسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يقربه ويدنيه لمعرفته وشجاعته

سنة8هــ : ذات السلاسل :

ثم بعد إسلامه بنفس السنة أمّره النبي صل الله عليه و سلم على بعض الجيش، وجهزه للغزو الى ذات السلاسل و أمده بأبي بكر و عُمَر . قال الذهبي : ((صح عن أبي عثمان النهدي، عن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على جيش دات السلاسل، وفيهم أبو بكر وعمر)) . أخرجه البخاري: 7 / 18، 19، في الفضائل، و 8 / 59، 60 في المغازي، ومسلم (2384)، وهو في " ابن عساكر " 13 / 255 / آ

وغزوة ذات السلاسل كانت في جمادى الآخرة سنة8هـ ، وهي وراء وادي القرى، وبينها وبين المدينة عشرة أيام، وقد نزلوا على ماء لجذام، يقال له: "السلسل" فيما قال ابن إسحاق، ولذلك سميت ذات السلاسل

قال الذهبي : ((قال الثوري: عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي قال: عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء لعمرو على أبي بكر وعمر وسراة أصحابه . قال الثوري : أراه قال: في غزوة ذات السلاسل))

خبر غزوة ذات السلاسل بالتفصيل :

قال ابن عبد الحكم : ((حديث موسى بن علي عن أبيه عن عمرو بن العاص أنه قال بعث إلي رسول الله فقال : "خذ عليك ثيابك وسلاحك" ، فأخذت علي ثيابي وسلاحي ثم أقبلت إلى رسول الله فوجدته يتوضأ فصوب في النظر ثم طأطأه ثم قال لي : "يا عمرو إني أريد أن أبعثك على جيش يغنمك الله ويسلمك وأرغب لك رغبة من المال صالحة" ، فقلت : والله يا رسول الله ما أسلمت للمال ولكن أسلمت رغبة في الإسلام وأن أكون معك ، فقال : يا عمرو نعم المال الصالح للرجل الصالح . حدثناه عبدالله بن صالح)) كما اخرجه احمد 4 / 197 و 202 بسند حسن و عنده : ((نعما بالمال الصالح المرء الصالح)) . و اخرجه الذهبي ايضا والبخاري بالادب المفرد(299) من طرق عن موسى بن علي، عن أبيه، عن عمرو بن العاص، وهذا سند صحيح، وصححه ابن حبان (1089) والحاكم 2 / 2، ووافقه الذهبيو ذكره ابن عساكر " 13 / 253 / ب"

قال ابن عبد البر : ((وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية نحو الشام وقال له يا عمرو إنى أريد أن أبعثك فى جيش يسلمك الله ويغنمك وأرغب لك من المال رغبة صالحة فبعثه إلى أخوال أبيه العاص بن وائل من بلى يدعوهم إلى الإسلام ويستنفرهم إلى الجهاد فشخص عمرو إلى ذلك الوجه فكان قدومه إلى المدينة فى صفر سنة ثمان ووجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى جمادى الآخرة سنة ثمان فيما ذكره الواقدى وغيره إلى السلاسل من بلاد قضاعة فى ثلاثمائة وكانت أم والد عمرو من بلى فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض بلى وعذرة يستألفهم بذلك ويدعوهم إلى الإسلام فسار حتى إذا كان على ماء بأرض جذام يقال له السلاسل وبذلك سميت تلك الغزوة ذات السلاسل فخاف فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من تلك الغزوة يستمده فأمده بجيش من مائتى فارس من المهاجرين والأنصار أهل الشرف فيهم أبو بكر وعمر رضى الله عنهما وأمر عليهم أبا عبيدة فلما قدموا على عمرو قال أنا أميركم وإنما أنتم مددى وقال أبو عبيدة بل أنت أمير من معك وأنا أمير من معى فأبى عمرو فقال له ابو عبيدة يا عمرو إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى إذا قدمت على عمرو فتطاوعا ولا تختلفا فإن خالفتنى أطعتك قال عمرو فإنى أخالفك فسلم له أبو عبيدة وصلى خلفه فى الجيش كله وكانوا خمسمائة))

قال ابن الأثير باسد الغابة : ((ثم بعثه رسول الله أميرا على سرية إلى ذات السلاسل إلى أخوال أبيه العاص بن وائل يدعوهم إلى الإسلام ويستنفرهم إلى الجهاد فسار في ذلك الجيش وهم ثلاثمائة فلما دخل بلادهم استمد رسول الله فأمده . أنبأنا أبو جعفر بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي عن غزوة ذات السلاسل من أرض بلي وعذرة قال بعث رسول الله عمرو بن العاص يستنفر الأعراب إلى الشام وذلك أن أم العاص بن وائل امرأة من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة فبعثه رسول الله يستألفهم بذلك حتى إذا كان على ماء بأرض جذام يقال له السلاسل وبذلك سميت تلك الغزاة ذات السلاسل فلما كان عليه خاف فبعث إلى رسول الله يستمده فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في المهاجرين الأولين فيهم أبو بكر وعمر وقال لأبي عبيدة لا تختلفا فخرج أبو عبيدة حتى إذا قدم عليه قال له عمرو إنما جئت مددا لي فقال أبو عبيدة لا ولكني أنا على ما أنا عليه وأنت على ما أنت عليه وكان أبو عبيدة رجلا سهلا لينا هينا عليه أمر الدنيا فقال له عمرو بل أنت مدد لي فقال أبو عبيدة يا عمرو إن رسول الله قال لي لا تختلفا وإنك إن عصبتين أطعتك فقال له عمرو فإني أمير عليك قال فدونك فصلى عمرو بالناس))

و في هذه الغزوة كان خبر الليلة الشديدة البرودة التي تيمم بها عمرو بن العاص للصلاة و لم يتوضأ . قال ابن عبد الحكم : ((حديث ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبدالرحمن بن جبير عن عمرو بن العاص قال بعثني رسول الله في سرية وأمرني عليها وفيهم عمر بن الخطاب فأصابتني جنابة في ليلة بادرة شديدة البرد فتيممت وصليت بهم فلما قدمنا على رسول شكاني عمر إلى رسول الله حتى كان من كلامه أن قال صلى بنا وهو جنب فبعث إليّ رسول الله فسألني فقلت يا رسول الله أجنبت في ليلة بادرة لم يمر علي مثلها قط فخيرت نفسي بين أن أغتسل فأموت أو أصلي بهم وأنا جنب فتيممت وصليت بهم فقال رسول الله لو كنت مكانك فعلت مثل الذي فعلت هكذا . حدثناه أبي عبدالله بن عبدالحكم عن ابن لهيعة . وحدثناه محمد بن عبدالجبار المخزومي حدثنا زيد بن الحباب عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبدالرحمن بن جبير عن أبي فراس يزيد بن رباح مولى عمرو عن عمرو)) . و في رواية الذهبي قال : ((روى يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس، عن عبدالرحمن بن جبير، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص : أن عَمرَاً كان على سرية، فأصابهم برد شديد لم يروا مثله، فخرج لصلاة الصبح، فقال: احتلمت (البارحة)، ولكني والله ما رأيت بردا مثل هذا، فغسل مغابنه، وتوضأ للصلاة، ثم صلى بهم فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه: " كيف وجدتم عمرا وصحابته " ؟ فأثنوا عليه خيرا، وقالوا: يا رسول الله، صلى بنا وهو جنب، فأرسل إلى عمرو، فسأله، فأخبره بذلك وبالذي لقي من البرد، وقال: إن الله قال: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) (النساء: 28) ولو اغتسلت مت فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم)) . و إسناده صحيح، والمغابن : هي الارفاغ أو بواطن الافخاذ عند الحوالب جمع مغبن من غبن الثوب: إذا ثناه وعطفه، وأخرجه أبو داود (335) في الطهارة: باب إذا خاف الجنب البرد تيمم، والبيهقي: 1 / 226 من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث بهذا الاسناد، وصححه ابن حبان (202) ، وهو في " ابن عساكر " 13 / 255 / ب ، وأخرجه أبو داود ، والبيهقي: 1 / 225 من طريق وهب بن جرير، عن أبيه، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد ابن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبدالرحمن بن جبير، عن عمرو بن العاص، قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب " ؟ فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال، وقلت: إني سمعت الله يقول (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يقل شيئا وعلقه البخاري في " صحيحه " 1 / 385، وقواه الحافظ، وصححه الحاكم: 1 / 177، ووافقه الذهبي، وحسنه المنذري وانظر " زاد المعاد " 3 / 388

يتبع...
__________________








رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2014-02-17, 08:01 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

و من حكمة سيدنا عمرو بهذه الغزوة ما ذكره ابن عساكر"13 / 254 / ب" و الذهبي من رواية إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ، قال : انه لما كان عمرو بغزوة ذات السلاسل، و أصابهم برد، قال عمرو لأصحابه و الجنود : لا يوقدن أحداً منكم نارا ، فلما رجعوا إلى النبي صل الله عليه و سلم شكوه ، فقال عمرو مبرراً فعله : يا نبي الله ! كان فيهم قلة، فخشيت أن يرى العدو قلتهم، ونهيتهم أن يتبعوا العدو مخافة أن يكون لهم كمين ، فأعجب ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال الذهبي : ((روى وكيع عن منذر بن ثعلبة، عن ابن بريدة : قال عمر لابي بكر: لم يدع عمرو بن العاص (الناس) أن يوقدوا نارا، ألا ترى إلى ما صنع بالناس، يمنعهم منافعهم ؟ فقال أبو بكر: دعه، فإنما ولاه رسول الله علينا لعلمه بالحرب . وكذا رواه يونس بن بكير عن منذر))

ولايته على عُمان في عهد النبي صل الله عليه و سلم ، إلى سنة11هـ :

قال ابن عبد البر : ((وولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص على عمان فلم يزل عليها حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم)) أي إلى سنة11هـ . و قال الذهبي : ((أتاه كتاب أبي بكر بوفاة رسول الله))

و قال الذهبي خبرا حصل لعمرو في خلال ذلك : ((روى الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن سعيد بن نشيط : أن قرة بن هبيرة قدم على رسول الله صلى الله عيله وسلم، فأسلم...الحديث ، وفيه: فبعث عمرا على البحرين، فتوفي وهو ، ثم قال عمرو: فأقبلت حتى مررت على مسيلمة، فأعطاني الامان، ثم قال: إن محمدا أرسل في جسيم الامور، وأرسلت في المحقرات قلت : اعرض علي ما تقول فقال: يا ضفدع نقي فإنك نعم ما تنقين، لا زادا تنقرين، ولا ماء تكدرين، ثم قال: يا وبر يا وبر، ويدان وصدر، وبيان خلقه حفر ثم أتي بأناس يختصمون في نخلات قطعها بعضهم لبعض فتسجى قطيفة، ثم كشف رأسه، ثم قال: والليل الادهم، والذئب الاسحم، ما جاء ابن أبي مسلم من مجرم ثم تسجى الثانية، فقال: والليل الدامس، والذئب الهامس، ما حرمته رطبا إلا كحرمته يابس، قوموا فلا أرى عليكم فيما صنعتم بأسا (2) قال عمرو: أما والله إنك كاذب، وإنك لتعلم إنك لمن الكاذبين، فتوعدني)) . هو على إرساله فيه سعيد بن أبي هلال، حكي عن أحمد أنه اختلط، وشيخه سعيد بن نشيط مجهول كما في " الجرح والتعديل " 4 / 69 والخبر في " أسد الغابة " 4 / 402، و " تاريخ ابن عساكر " 13 / 257 / آ، وأورده ابن حجر في " الاصابة " في ترجمة قرة بن هبيرة، ونسبه إلى ابن أبي داود والبغوي وابن شاهين . ورواه من طريق آخر، وفيه من لم يسم . و اما ما قاله مسيلمة الكذاب ، فهو كما يقول الامام الباقلاني في " التمهيد ": 182 - دال على جهل مورده، وضعف عقله ورأيه، وما يوجب السخرية منه، والهزء به، وليس هو مع ذلك خارجا عن وزن ركيك السجع وسخيفه

مشاركته بفتوح الشام و تأميره عليها :

ثم كان من أمراء الأجناد و الجيوش في الجهاد بالشام في أواخر خلافة أبي بكر و ايضاً في خلافة عمر ، و منها اليرموك ، فإن بين سنة13هـ - 15هـ كانت معركة اليرموك التي دارت بين المسلمين و الروم ، فكان عمرو من المشاركين بها و كان أحد الامراء الأربعة على الجيش . قال الذهبي : ((وشهد عمرو يوم اليرموك، وأبلى يومئذ بلاء حسنا)) . و كان النصر و الفتح بهذه المعركة على يد خالد بن الوليد المخزومي رضي الله عنه . قال ياقوت الحموي بالمعجم ص1840 : ((وكانت من أعظم فتوح المسلمين وباب ما جاء بعدها من الفتوح لأن الروم كانوا قد بالغوا في الاحتشاد فلما كسروا ضعفوا ودخلتهم هيبة))

وقال : ((قال القعقاع بن عمرو يذكر مسيرة خالد من العراق إلى الشام بعد أبيات :

بدأنا بجمع الصفرين فلم ندع***لغسان أنفأ فوق تلك المناخر

صبيحة صاح الحارثان ومـن بـه***سوى نفر نجتذهم بالبواتر

وجئنا إلى بصرى وبصرى مقيمة***فألقت إلينا بالحشـا والمعاذر

فضضنا بها أبوابها ثم قابلت***بنا العيس في اليرموك جمع العشائر))

و قال : ((و اليرموك واد بناحية الشام في طرف الغور يصب في نهر الأردن ثم يمضي إلى البحيرة المنتنة))

و عمرو بن العاص هو الذي افتتح سائر قنسرين عنوة ، و بعثه ابو عبيدة فصالح أهل حلب و منبج و أنطاكية

وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه قد ولاه بعد موت يزيد بن أبى سفيان فلسطين والأردن ، وولى معاوية دمشق وبعلبك والبلقاء ، وولى سعيد بن عامر بن خذيم حمص ، ثم جمع الشام كلها لمعاوية

من سنة20هـ إلى 25هـ : و فيها كان القائد في فتح مصر و ولايته عليها و الأحداث التي جرت بها بتلك السنين :

ثم بعد فتح الشام و تولية عمرو عليها ، كتب عُمَر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص فسار إلى مصر فاقتحم حصنها "بابليون" فأفتتحها سنة20هـ فكان أول امير على مصر في الإسلام ، و سكن بالفسطاط حيث قصر إمارته ، و صار يُرسِل و يقود السرايا و الجيوش لفتح باقي اقطار مصر و ليبيا ، ففتح الإسكندرية سنة21هـ ثم انتقضوا في سنة25هـ فحاربهم و هزمهم و فتح الاسكندرية مرة اخرى ، و فتح طرابلس سنة23هـ و قيل24هـ ، و لم يزل على مصر واليا بداية من سنة20هـ حتى مات عُمَر بن الخطّاب سنة23هـ ، فكانت ولاية عمرو على مصر في خلافة عمر 3سنين . و اما في خلافة عثمان أقرّه عليها قليلا قُرابة الـ4سنين و عزله عنها سنة27هـ "أي انه ولى إمرة مصر7سنين منذ فتحها إلى عزله" ثم لم يزل عمرو بغير إمرة 11سنة إلى أن قُتِل عثمان سنة35هـ و دخل عهد معاوية ، فبعدها بثلاث سنين "في سنة38هـ" سار عمرو في جيش جهزه معاوية إلى مصر فوليها لمعاويةفظل واليا عليها إلى ان مات سنة43هـ على الأرجح ، فكانت ولاية عمرو على مصر في خلافة معاوية5سنين . فيكون بذلك قد ولي مصر مرتين ، مرة في عهد عمر و عثمان7سنين و مرة بعهد معاوية5سنين و يكون مجموع سنين إمرته على مصر قبل عزله و بعد رجوعه12سنة . و سيأتي كل ذلك بالتفصيل بمكانه بإذن الله

احد اخباره بفتح الاسكندرية :

قال الذهبي : ((روى خالد بن عبد الله عن محمد بن عمرو، عن أبيه عن جده ، قال : قال عمرو بن العاص : خرج جيش من المسلمين أنا أميرهم حتى نزلنا الاسكندرية، فقال عظيم منهم: أخرجوا إلي رجلا أكلمه ويكلمني فقلت: لا يخرج إليه غيري، فخرجت معي ترجماني، ومعه ترجمان، حتى وضع لنا منبران فقال: ما أنتم ؟ قلت: نحن العرب، ومن أهل الشوك والقرظ، ونحن أهل بيت الله، كنا أضيق الناس أرضا وشره عيشا، نأكل الميتة والدم، ويغير بعضنا على بعض، كنا بشر عيش عاش به الناس، حتى خرج فينا رجل ليس بأعظمنا يومئذ شرفا ولا أكثرنا مالا، قال: أنا رسول الله إليكم، يأمرنا بما لا تعرف، وينهانا عما كنا عليه، فشنفناله، وكذبناه، ورددنا عليه، حتى خرج إليه قوم من غيرنا، فقالوا: نحن نصدقك، ونقاتل من قاتلك، فخرج إليهم، وخرجنا إليه، وقاتلناه، فظهر علينا، وقاتل من يليه من العرب، فظهر عليهم، فلو تعلم ما ورائي من العرب ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد إلا جاءكم، فضحك، ثم قال: إن رسولكم قد صدق وقد جاءتنا رسل بمثل ذلك، وكنا عليه حتى ظهرت فينا ملوك، فعملوا فينا بأهوائهم، وتركوا أمر الانبياء، فإن أنتم أخذتم بأمر نبيكم، لم يقاتلكم أحد إلا غلبتموه، وإذا فعلتم مثل الذي فعلنا، فتركتم أمر نبيكم، لم تكونوا أكثر عددا منا ولا أشد منا قوة)) . ابن عساكر ": 3 / 258 / ب، 259 / آ

خطته :

قال ابن عبد الحكم : ((اختط عمرو بن العاص داره التي هي له اليوم عند باب المسجد بينهما الطريق وداره الأخرى اللاصقة إلى جنبها)) و هذا المسجد هو نفسه جامع عمرو بن العاص حاليا بالفسطاط بمصر القديمة بالقاهرة ، و بنفس الجامع ضريح يُزار يعتقد العامة انه قبر لعمرو بن العاص رضي الله عنه ، و هذا خطأ في شدة الجهل ، لأن هذا الضريح قيل انه يرجع الى ابنه عبد الله و ليس ابيه عمرو ، و هذا ايضاً لا يصح ، لأن موقع او مكان هذا الضريح أصلا على الصحيح كان موضع بيت عمرو بن العاص رضي الله عنه أو خطته التي ذكرها ابن عبد الحكم . و قد كان في السابق ايام عمرو بن العاص الجامع بحجم صغير فكان البيت الى جانبه في الخارج ، لكن مع تقدم الزمن اتسعت بقعة الجامع و تطورت فدخل في حوزته او من ضمنه موضع بيت عمرو بن العاص رضي الله عنه الذي شاع بالخطأ انه مكان قبر ابنه عبد الله

سنة27هــ : عزله عن إمرة مصر :

ثم عزل عثمان عمرو عن مصر بهذه السنة واستعمل بداله عبد الله بن أبي سرح "وكان أخا عثمان من الرضاعة"

و سبب ذلك ما ذكره ابن عبد البر : ((حدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا الدولابى حدثنا أبو بكر الوجيهى عن أبيه عن صالح بن الوجيه قال وفى سنة خمس وعشرين انتقضت الإسكندرية فافتتحها عمرو بن العاص فقتل المقاتلة وسبى الذرية فأمر عثمان برد السبى الذين سبوا من القرى إلى مواضعهم للعهد الذى كان لهم ولم يصح عنده نقضهم ، وعزل عمرو بن العاص وولى عبد الله بن سعد بن أبى سرح العامرى وكان ذلك بدء الشر بين عمرو وعثمان))

يتبع...
__________________








رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2014-02-17, 08:02 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

قال ابن عبد البر : ((قال أبو عمر : فاعتزل عمرو فى ناحية فلسطين وكان يأتى المدينة أحيانا ويطعن فى خلال ذلك على عثمان فلما قتل عثمان سار إلى معاوية باستجلاب معاوية له))

إلتحاقه بمعاوية و مؤازته له و شهوده صفّين سنة37هـ :

ثم لم يزل عمرو بغير إمرة إلى أن قُتِل عثمان سنة35هـ ، ثم كانت الفتنة بين علي ومعاوية فحدثت موقعة الجمل سنة36هـ ، فلحق بعدها عمرو بمعاوية و عاضده و اشترط عليه ان يوليه مصر فوعده بذلك ، و شهد معه صفّين و كان معه يدبر أمره في الحرب إلى أن جرى أمر الحكمين و كان احد الحكمين و قصتها مشهورة ، ثم دخلت سنة38هـ و فيها ولاه معاوية عل مصر

قال ابن تغري بردي : ((وسبب انتماء عمرو إلى معاوية أن عمرًا كان لما عزله عثمان بن عفان عن مصر بعبد الله بن سعد بن أبي سرح ..توجه عمرو وأقام بمكة منكفًا عن الناس حتى كانت وقعة الجمل)) اي انه اعتزل الناس بمكة من سنة27هـ إلى سنة36هـ

قال الذهبي : ((قال معتمر : حدثنا عوف، عن شيخ من بكر بن وائل: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخرج شقة خميصة سوداء ، فعقدها في رمح، ثم هز الراية، فقال: " من يأخذها بحقها " ؟ فهابها المسلمون (من أجل الشرط)، فقام رجل، فقال: يا رسول الله، وما حقها ؟ قال: " لا تقاتل بها مسلما، ولا تفر بها عن كافر . قال: فأخذها، فنصبها علينا يوم صفين، فما رأيت راية كانت أكسر أو أقصم لظهور الرجال منها، وهو عمرو بن العاص . سمعه منه أمية بن بسطام)) . و قال ابن الاثير عن الخميصة السوداء : هي ثوب خز أو صوف معلم، وقيل: لا تمسى خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة، وكانت من لباس الناس قديما، وجمعها الخمائص

و قال الذهبي و ابن تغري بردي : ((قال جويرية بن أسماء : حدثني عبد الوهاب بن يحيى بن عبد الله بن الزبير، حدثنا أشياخنا: أن الفتنة وقعت وما رجل من قريش له نباهة أعمى فيها من عمرو بن العاص وما زال مقيمًا و معتصما بمكة ليس في شيء مما فيه الناس حتى كانت وقعة الجمل ، فلما كانت، بعث إلى ولديه عبد الله ومحمد، فقال: قد رأيت رأيا، ولستما باللذين ترداني عنه، ولكن أشيرا علي، إني رأيت العرب صاروا غارين يضطربان، فأنا طارح نفسي بين جزاري مكة ولست أرضى بهذه المنزلة، فإلى أي الفريقين أعمد ؟ قال عبد الله: إن كنت لابد قاعلا فإلى علي، قال: ثكلتك أمك، إني إن أتيته، قال لي: إنما أنت رجل من المسلمين، وإن أتيت معاوية، خلطني بنفسه، وشركني في أمره، فأتى معاوية)) . ابن عساكر " 13 / 260 / آ . و غارين : تثنية غار: وهو الجمع الكثير من الناس، وقيل: الجيش الكثير، يقال: التقى الغاران، أي: الجيشان، ومنه قول الاحنف بن قيس في انصراف ابن الزبير عن وقعة الجمل: وما أصنع به إن كان جمع بين غارين من الناس، ثم تركهم، وذهب

و كان السبب الرئيسي و الوحيد لعمرو في التحاقه بمعاوية هو استرداده لولايته على مصر و اخذه في قلبه مما فعله عثمان

قال الذهبي و ابن تغري بردي : ((و قيل : دعا عمرو ابنيه ، فأشار عليه عبد الله ان يلزم بيته ، و اما محمد فقال له : انت شريف من اشراف العرب و ناب من انيابها لا ارى ان تتخلف ، فقال لعبد الله: إنك أشرت علي بالقعود، وهو خير لي في آخرتي وأما أنت يا محمد، فأشرت علي بما هو أنبه لذكري، ارتحلا ..فارتحلوا إلى الشام ، فأتى معاوية، فوجده يقص ويذكر أهل الشام في دم الشهيد فقال له: يا معاوية، قد أحرقت كبدي بقصصك، أترى إن خالفنا عليا لفضل منا عليه، لا والله ! إن هي إلا الدنيا نتكالب عليها، أما والله لتقطعن لي من دنياك أو لانابذنك، فأعطاه مصر وقد كان أهلها بعثوا بطاعتهم إلى علي)) و في رواية ابن تغري بردي : ((فقال لما تى الشام : يا أهل الشام إنكم على خير وإلى خير تطلبون بدم عثمان خليفة قتل مظلومًا فمن عاش منكم فإلى خير ومن مات فإلى خير فما زال مع معاوية حتى وقع من أمره)) . الخبر في " ابن عساكر " 13 / 260 / ب مطولا . و قال الذهبي : ((قال الطبراني حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا سعيد بن عفير حدثنا سعيد ابن عبدالرحمن عن أبيه عن يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه : أنه دخل على معاوية، وعمرو بن العاص معه، فجلس شداد بينهما، وقال: هل تدريان ما يجلسني بينكما ؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا رأيتموهما جميعا ففرقوا بينهما، فوالله ما اجتمعا إلا على غدرة)) . أورده " ابن عساكر " 13 / 261 / آ، وقال: سعيد بن عبدالرحمن وأبوه مجهولان، وسعيد بن كثير بن عفير وإن كان قد روى عنه البخاري، فقد ضعفه غيره

و قال : ((وقيل: كتب علي إلى عمرو، فأقرأه معاوية وقال: قد ترى (ما كتب إلي علي)، فإما أن ترضيني، وإما أن ألحق به ، قال : ما تريد ؟ ، قال: مصر، فجعلها له)) . ابن عساكر " 13 / 261 ب، والزيادة منه . و قال : ((قال الواقدي : حدثني مفضل بن فضالة، عن يزيد بن أبي حبيب ، وحدثني عبد الله بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبي عون قالا: لما صار الامر في يد معاوية، استكثر مصر طعمة لعمرو ما عاش، ورأى عمرو أن الامر كله قد صلح به وبتدبيره، وظن أن معاوية سيزيده الشام، فلم يفعل، فتنكر له عمرو فاختلفا وتغالظا، فأصلح بينهما معاوية بن حديج، وكتب بينهما كتاب بأن: لعمرو ولاية مصر سبع سنين، وأشهد عليهما شهودا، وسار عمرو إلى مصر سنة تسع وثلاثين، فمكث نحو ثلاث سنين، ومات)) . طبقات ابن سعد " 4 / 258 وهو عند ابن عساكر: 13 / 262 / ب

ثم دخلت سنة38هـ : و فيها دخل مصر مرة أخرى و استرد ولايته ، و الكلام عن كيفية استرداده مصر :

ثم سار عمرو في جيش جهزه معاوية إلى مصر فدخلها في ربيع الأول سنة38هـ ، و وليها لمعاوية في صفر و قيل ذي القعدة

قال الزركلي : ((كان عمرو مع معاوية، فولاه معاوية على مصر سنة38هـ وأطلق له خراجها ست سنين فجمع أموالا طائلة))

قال ابن تغري بردي : ((وجمع إليه معاوية الصلاة والخراج في ولايته هذه))

قال ابن تغري بردي : ((ووليها بعد محمد بن أبي بكر الصديق ومهد أمورها ثم خرج منها وافدًا على معاوية بالشام واستخلف على مصر ولده عبد الله بن عمرو وقيل خارجة بن حذافة وحضر أمر الحكمين ثم رجع إلى مصر على ولايته ودام بها إلى أن كانت قصة الخوارج الذين خرجوا لقتل علي ومعاوية وعمرو هذا ..وأقام عمرو بعد ذلك مدة سنين حتى مات بها))

قال الذهبي : ((روى المدائني عن جويرية بن أسماء، أن عمرو بن العاص قال لابن عباس: يا بني هاشم، لقد تقلدتم يقتل عثمان فرم الاماء العوارك، أطعتم فساق العراق في عيبه، وأجزرتموه مُرّاق أهل مصر، وآويتم قتلته فقال ابن عباس: إنما تكلم لمعاوية، إنما تكلم عن رأيك، وإن أحق الناس أن لا يتكلم في أمر عثمان لانتما، أما أنت يا معاوية، فزينت له ما كان يصنع، حتى إذا حصر طلب نصرك، فأبطأت (عنه، وأحببت قتله)، وتربصت به، وأما أنت يا عمرو، فأضرمت عليه المدينة، وهربت إلى فلسطين تسأل عن أنبائه، فلما أتاك قتله، أضافتك عداوة علي أن لحقت بمعاوية، فبعث دينك بمصر فقال معاوية: حسبك، عرضني لك عمرو، وعرض نفسه)) . ابن عساكر : 13 / 263 / ب، والزيادة منه . والقرم : "شدة الشهوة" ، والعوارك : "الحيض" ، وأجزرتموه : "جعلتموه جزر سيوفهم فذبحوه" ، ومراق أهل مصر : "فساقهم"

ثم دخلت سنة 43هـ : و كانت بها مرضه و وفاته ..و سنتكلم هنا عن سنة وفاته و عمره ثم الكلام عن مرضه و وفاته ، و قبره ثم التفصيل عن المُقَطَّم ، ثم الكلام عن الإختلاف في موضع قبره بالمقطم :

ظل عمرو بن العاص واليا على مصر من سنة38هـ إلى أن مرض و توفي بها سنة 43هـ على أرجح الأقوال و أشهرها كما سيأتي

كما ذكر وفاته بمصر السخاوي و ابن الأثير و الموفق بن عثمان و ابن عبد البر و ابن حبان بالثقات و ابن حجر بتقريب التهذيب و السيوطي بدر السحابة و حسن المحاضرة و الزركلي بالأعلام

و ذكر الذهبي ان عمرو تولى إمرة مصر لمعاوية سنتين و نيفاً . و لا يصح هذا ، لثبوت ولايته بعهد معاوية سنة38هـ إلى ان توفي سنة43هـ اي ان ولايته بعهد معاوية كانت كما سبق و قلنا 5سنين و ليس سنتين

سنة وفاته :

قال محمد بن عبد الله بن نمير وغيره: مات سنة42هـ

و قيل مات سنة47هـ و قيل سنة48هـ

و يُروى عن الهيثم : أنه توفي سنة51هـ ، وهذا خطأ

وعن طلحة القناد، قال : توفي سنة58هـ ، وهذا لا شئ

قال البخاري : ((قال الحسن عن ضمرة : مات سنة61هـ أو 62هـ في ولاية يزيد))

و أرجح و أشهر ما قيل في سنة وفاته : انها كانت سنة43هـ و هو الصحيح الذي جزم به بن يونس وغيره من المتقنين ، و هو قول الليث، والهيثم بن عدي، والواقدي و يحيى بن البكير ، وغيرهم

قال ابن الأثير : ((مات سنة 43هـ وقيل سنة 47هـ وقيل سنة 48هـ وقيل سنة 51هـ والأول أصح))

يتبع...
__________________








رد مع اقتباس
  #11  
قديم 2014-02-17, 08:03 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

عمره :

ذكر ابن البرقي عن يحيى بن بكير عن الليث : توفي وهو ابن 90سنة ، و ذكر الذهبي عن يحيى بن بكير انه قال : مات و له نحو100سنة . وقال العجلي: مات و له 99سنة
وأما الواقدي، فروى عن عبد الله بن أبي يحيى، عن عمرو بن شعيب، أن عمرا مات وهو ابن 70سنة
و من المتفق عليه ان سيدنا عمرو بن العاص وُلِدَ قبل عمر بن الخطاب بنحو خمس أو سبع سنين ، و توفي بعد عُمَر بعشرين سنة ..فَعُمَر وُلِدَ سنة40ق.هـ و مات سنة23هـ ، أي أن عمرو بن العاص وُلِدَ سنة47ق.هـ أو سنة45ق.هـ و مات على الصحيح سنة43هـ .. فيكون عمره نحواً من90سنة أو أقل . قال الذهبي : ((فينتج هذا أن مجموع عمره بضع وثمانون سنة، ما بلغ التسعين رضي الله عنه))

الكلام عن مرضه و عن آخر ما قاله لما حضرته الوفاة :

قال ابن عبد البر : ((حدثنا خلف بن القاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا الطحاوى حدثنا المزنى قال سمعت الشافعى يقول دخل ابن عباس على عمرو بن العاص فى مرضه فسلم عليه وقال كيف أصبحت يا أبا عبد الله قال : "أصلحت من دنياى قليلا وأفسدت من ديني كثيرا فلو كان الذي أصلحت هو الذي أفسدت والذي أفسدت هو الذى أصلحت لفزت ولو كان ينفعنى أن أطلب طلبت ولو كان ينجينى أن أهرب هربت فصرت كالمنجنيق بين السماء والأرض لا أرقى بيدين ولا أهبط برجلين فعظنى بعظة أنتفع بها يا بن أخى" ، فقال له ابن عباس : هيهات يا أبا عبد الله صار ابن اخيك أخاك ولا نشاء أن أبكى إلا بكيت كيف يؤمن برحيل من هو مقيم فقال عمرو على حينها من حين ابن بضع وثمانين سنة تقنطنى من رحمة ربى اللهم إن ابن عباس يقنطنى من رحمتك فخذ منى حتى ترضى ، قال ابن عباس : هيهات يا أبا عبد الله أخذت جديدا وتعطى خلقا فقال عمرو مالى ولك يا بن عباس ما أرسل كلمة إلا أرسلت نقيضها))

و قال الذهبي : ((قال ابن سعد أخبرنا ابن الكلبي عن عوانة بن الحكم، قال: قال عمرو ابن العاص: عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه، كيف لا يصفه ؟ فلما نزل به الموت، ذكره ابنه بقوله، وقال: صفه قال: يا بني ! الموت أجل من أن يوصف، ولكني سأصف لك، أجدني كأن جبال رضوى على عنقي، وكأن في جوفي الشوك ، وأجدني كأن نفسي يخرج من إبرة)) . ابن سعد " 4 / 260

و قال الذهبي : ((قال أشعث عن الحسن : لما احتضر عمرو بن العاص، نظر إلى صناديق، فقال: من يأخذها بما فيها ؟ يا ليته كان بعرا، ثم أمر الحرس، فأحاطوا بقصره فقال بنوه: ما هذا فقال: ما ترون هذا يغني عني شيئا)) . و قال : ((قال ثابت البناني : كان عمرو على مصر، فثقل، فقال لصاحب شرطته: أدخل وجوه أصحابك، فلما دخلوا، نظر إليهم وقال: ها قد بلغت هذه الحال، ردوها عني، فقالوا: مثلك أيها الامير يقول هذا ؟ هذا أمر الله الذي لا مرد له قال: قد عرفت، ولكن أحببت أن تتعظوا، لا إله إلا الله، فلم يزل يقولها حتى مات . قال روح حدثنا عوف بن ابي جميلة الاعرابي العبدي البصري ، عن الحسن قال: بلغني أن عمرو بن العاص دعا حرسه عند الموت، فقال: امنعوني من الموت قالوا: ما كنا نحسبك تكلم بهذا قال: قد قلتها، وإني لاعلم ذلك، ولان أكون لم أتخذ منكم رجلا قط يمنعني من الموت أحب ألي من كذا وكذا، فياويح ابن أبي طالب إذ يقول: حدس امرءا أجله ثم قال: اللهم لا برئ فأعتذر، ولاعزيز فأنتصر، وإن لا تدركني منك رحمة، أكن من الهالكين))

و في روايات أخرى "و هي الأشهر" عن ابن شماسة المهري انه هو و عبد الله بن عمرو بن العاص كانوا ممن حضروا وفاة عمرو بن العاص ..فقال ابن شماسة راوياً : لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة جزع جزعاً شديداً فدمعت عيناه و بكى طويلاً و وجهه إلى الجدار ، فقال له ابنه عبد الله : ما يُبكيك يا ابتاه ، أجزعك من الموت يحملك على هذا؟ ، فأقبل عمرو بوجهه و قال : لا والله و لكن جزعاً لما بعد الموت ، فذكر ابنه له مخففاً و ملطفاً مواطنه مع رسول الله والفتوح التي قادها بالشام و قربه و دنوه من النبي صل الله عليه و سلم و استعماله له و قال له : "أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا " ..فقال له عمرو : أي بني ! قد كان ذلك، وسأخبرك، إي والله ما أدري أحبا كان أم تألفا ...و قيل أن عمرو هو من قال ذلك : ((لقد كنت على خير .."و جعل يذكر صُحبته لرسول الله و فتوحاته بمصر و الشام")) ثم قال عمرو : و تركت أفضل من ذلك شهادة أن لا إله إلا الله ..و لقد كنت على ثلاثة أطباق فلو مت على بعضها علمت ما يقول الناس

اول شئ : كنت كافراً و لما بعث الله محمداً كنت أشد الناس كُرهاً لرسالته و تمنيت لو أني قتلته و كنت أشدَّهُم عداوة لرسول الله صل الله عليه و سلم ..حتى بلغت كراهيتي لدين الله اني ركبت البحر الى صاحب الحبشة اطلب دم اصحاب رسول الله صل الله عليه و سلم ، فلو مت على ذلك الطبق قال الناس : مات عمرو مشركا عدوا لله ولرسوله و وجبت له النار

ثاني شئ : لما قذف الله الإسلام في قلبي فأتيت رسول الله صل الله عليه و سلم لأبايعه ، فقلت يا رسول الله أعطنى يمينك لأبايعك فبسط إليّ يده ليبايعني ، فقبضت يدي فقال ما لك يا عمرو ، قلت أن أشترط عليك قال تشترط ماذا أن يُغفَر لك ، فقلت : أبايعك شرط أن يغفر الله لي ما تقدم من ذنبي وأنا أظن حينئذ أني لا آتي ذنبا في الإسلام فقال رسول الله يا عمرو إن الإسلام يجب ما قبله وإن الهجرة تجب ما بينها وبين الإسلام و في رواية : ((إن الإسلام يهدم ما كان قبله وإن الهجرة تهدم ماكان قبلها)) فبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما كان أحد أحب إلى منه ولا أعظم في عيني منه و والله إني كنت أشد الناس حياء من رسول الله فما ملأت عيني منه ولا راجعته بما اريد حياءا منه و إعظاما له حتى مات رسول الله فلو مت على هذا الطبق قال الناس أسلم عمرو وهاجر مع رسول الله نرجو لعمرو عندالله خيرا كثيرا و في رواية : ((لقال الناس : هنيئا لعمرو أسلم وكان على خير ومات فترجى له الجنة))

و آخر شئ : قد كانت إمارات و فتن ، فتلبست بالسلطان و وليت أشياء فلا أدري ما حالي فيها أعلى هي أم لي ، وأنا مشفق من هذا الطبق

قال عمرو "بالروايات المشهورة" : فإذا انا مت و أخرجتموني فأسرعوا بي و لا تبكين علي باكية ولا تتبعني نائحة ولا نار وشدوا عليّ إزاري فإني مخاصم وسنوا علي التراب سنّاً فإن جبني الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر ولا تجعلن في قبري خشبة ولا حجرا وإذا دفنتموني فاقعدوا عندي قدر ما ينحر جزور و يُقسم لحمها أُسَرّ و أستأنس بكم وأنظر ماذا أوامر رسل ربي و ماذا اراجعه بهم . و ظل عمرو يقول و يردد بلسانه : اللهم إنك أمرتني فلم أأتمر وزجرتني فلم أنزجر ووضع يده على موضع الغل وقال اللهم لا قوي فانتصر ولا برىء فاعتذر ولا مستكبر بل مستغفر لا إله إلا أنت ..فلم يزل يرددها حتى مات . و اما عند الذهبي فقال : ((روى يونس عن ابن شهاب، عن حميد بن عبدالرحمن، عن عبد الله بن عمرو، أن أباه قال حين احتضر: اللهم إنك أمرت بأمور، ونهيت عن أمور، تركنا كثيرا مما أمرت، ورتعنا في كثير مما نهيت اللهم لا إله إلا أنت ثم أخذ بإبهامه، فلم يزل يهلل حتى فاض، رضي الله عنه)) . ابن عساكر " 13 / 268 / ب . و قال : ((روى إسرائيل عن عبد الله بن المختار، عن معاوية بن قرة، حدثني أبو حرب بن أبي الاسود، عن عبد الله بن عمرو، أن أباه أوصاه: إذا مت، فاغسلني غسلة بالماء، ثم جففني في ثوب، ثم اغسلني الثانية بماء قراح، ثم جففني، ثم اغسلني (الثالثة) بماء فيه كافور، ثم جففني وألبسني الثياب، وزر علي، فإني مخاصم ثم إذا أنت حملتني على السرير، فامش بي مشيا بين المشيتين، وكن خلف الجنازة، فإن مقدمها للملائكة، وخلفها لبني آدم، فإذا أنت وضعتني في القبر، فسن علي التراب سنا ثم قال: اللهم إنك أمرتنا فأضعنا، ونهيتنا فركبنا، فلا برئ فأعتذر، ولا عزيز فأنتصر، ولكن لا إله إلا أنت، وما زال يقولها حتى مات)) . إسناده قوي، وهو في " طبقات ابن سعد " 4 / 260، و " ابن عساكر " 13 / 269 / آ . و "سنوا علي التراب سنا" : السن بالسين المهملة: و معناها :صب ، ويروى شن بالشين المعجمة وهما بمعنى

سند الرواية :

هذه القصة او الخبر "الذي جاء عن ابن شماسة المهري" و التي تتحدث عن مرضه و وفاته هي بالأصل قصة او خبر واحد لكن الفاظها و نقصانها و زياداتها تختلف من رواية الى رواية ، و لذلك جمعتها و ركبتها من عدة روايات و أسانيد مختلفة ، و ايضاً بتعديلات على بعض الالفاظ الاصلية لتسهيل فهم المعنى

فقد أخرجها ابن الأثير بأسد الغابة

و رواها ابن عبد الحكم : عن أبو صالح عبدالله بن صالح وأسد بن موسى عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شماسة . و عن عمرو بن سواد عن ابن وهب عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شماسة عن عبدالله بن عمرو عن عمرو بن العاص و هي التي فيها زيادة جملة : ((تركت أفضل من ذلك شهادة أن لا إله إلا الله)) . و عن أسد بن موسى عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن قيس بن سمي أن عمراً ..إلخ و هي التي فيها : ((إن الإسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ماكان قبلها)) و فيها : ((فوالله إن كنت لأشد الناس حياء من رسول الله فما ملأت عيني منه ولا راجعته بما أريد حتى مات رسول الله حياء منه))

و ذكرها ابن عبد البر فقال بسنده : ((أخبرنا عبد الله بن محمد بن اسد قال حدثنا محمد بن مسرور العسال بالقيروان قال حدثنا أحمد بن معتب قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزى قال حدثنا ابن المبارك قال حدثنا ابن لهيعة قال حدثنا يزيد بن أبى حبيب أن عبد الرحمن بن شماسة قال لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة ..إلخ))

و ذكرها الذهبي ، فقال : ((قال أحمد حدثنا عفان، حدثنا الاسود بن شيبان، حدثنا أبو نوفل بن أبي عقرب قال : جزع عمرو بن العاص عند الموت ..إلخ)) . و إسناده صحيح، وهو في " المسند " 4 / 199، 200، وابن عساكر: 13 / 269 / آ

يتبع...
__________________








رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2014-02-17, 08:04 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

كما ذكر الذهبي : ((روى ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس ، عن قيس ابن سمي ، أن عمرو بن العاص قال: يا رسول الله ! أبا يعك على أن يغفر ..إلخ)) . أخرجه أحمد في " المسند ": 4 / 204، وحديث مسلم في ص (60) ت (1) يشهد له . و قيس بن سمي - وفي الاصل ومسند أحمد " شفي " وهو تحريف - ترجمه الحسيني فقال: قيس بن سمي بن الازهر التجيبي، شهد فتح مصر، وروى عن عمرو بن العاص، وعنه سويد بن قيس: ليس بالمشهور وتعقبه الحافظ ابن حجر في " تعجيل المنفعة "، فقال: قد عرفه أبو سعيد ابن يونس، ونسبه، فساق نسبه إلى سعد بن تجيب، ثم قال: وهو جد حيوة بن الرواع بن عبد الملك بن قيس صاحب الدار المعروفة بمصر قال: وكان ولده بإفريقية، ومن شهد فتح مصر يكون إما صحابيا وإما مخضرما، فلا يقال فيه بعد هذا التعريف: ليس بمشهور

و ذكره ابن حبان بالثقات فقال : ((حدثنا أبو يعلى ثنا يعقوب بن إبراهيم قال أبو عاصم عن حيوة بن شريح قال حدثني يزيد بن أبى حبيب عن بن شماسة قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت يبكى ..إلخ))
وكان موت عمرو بمصر ليلة عيد الفطر فصلى عليه ابنه عبد الله ودفنه بالمقطم ثم رجع فصلى بالناس العيد "و كان ابوه قد استخلفه على الصلاة" وولى بعده ابنه عبد الله على مصر ثم عزله معاوية واستعمل بعده أخاه عتبة بن أبي سفيان فمات عتبة بعد سنة أو نحوها فولى مسلمة بن مخلد الأنصاري

قال الذهبي : ((ولقد خلف من الذهب قناطير مقنطرة)) ، و قال : ((وخلف أموالا كثيرة، وعبيدا، وعقارا، يقال: خلف من الذهب سبعين رقبة جمل مملوءة ذهبا)) . و قال : ((روى أبو هلال عن قتادة، قال : لما احتضر عمرو بن العاص، قال: كيلوا مالي، فكالوه، فوجدوه اثنين وخمسين مدا فقال: من يأخذه بما فيه ؟ يا ليته كان بعرا قال: والمد ست عشرة أوقية، الاوقية مكوكان))

دفنه و قبره :

و دفن عمرو بن العاص بسفح المقطم بالقرافة مقبرة أهل مصر بمنطقة المقطّم

قال موفق الدين : ((و قد روي انه لما ذكر المقوقس جبل المقطم و قال ليدفن تحته ما هو خير من الشجر ... ليقبرن قوم يبعثهم الله يوم القيامة لا حساب عليهم ، فقال عمرو "اللهم اجعلني منهم" . قال حرملة : فرأيت انا قبر عمرو بن العاص و قُبر فيه ابو بصرة الغفاري و عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنهم اجمعين))

التفصيل عن خبر المقطم :

قال السيوطي بحسن المحاضرة عند ذكره للمقطم "بتعديل" :

أخرج ابن عساكر في تاريخه، عن سفيان بن وهب الخولاني، قال : بينما نحن نسير مع عمرو بن العاص في سفح المقطم، ومعنا المقوقس، فقال له : يا مقوقس، ما بال جبلكم هذا أقرع، ليس عليه نبات ولا شجر، على نحو من جبال الشام! قال : ما أدري؛ ولكن الله أغنى أهله بهذا النيل عن ذلك؛ ولكنا نجد تحته ما هو خير من ذلك، قال : وما هو؟ قال : ليدفنن تحته قوم يبعثهم الله يم القيامة لا حساب عليهم، فقال عمرو : اللهم اجعلني منهم

قال ابن عبد الحكم : فقُبِرَ فيها من عُرِفَ من أصحاب رسول الله صل الله عليه و سلم كما حدثنا عثمان بن صالح عن ابن لهيعة عمن حدثه خمسة نفر : عمرو بن العاص السهمي وعبد الله بن حذافة السهمي وعبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي وأبو بصرة الغفاري وعقبة بن عامر الجهني . وقال غير عثمان بن صالح : ومسلمة بن مخلد الأنصاري

و عند الكندي أنه قال : وسأل عمرو بن العاص المقوقس : ما بال جبلكم هذا أقرع، ليس عليه نبات كجبال الشام؟ فقال المقوقس : وجدنا في الكتب، أنه كان أكثر الجبال شجراً، ونباتاً وفاكهة، وكان ينزله المقطم بن مصر بن يبصر بن حام بن نوح، فلما كانت الليلة التي كلم الله فيها موسى، أوحى الله تعالى إلى الجبال : إني مكلم نبياً من أنبيائي على جبل منكم، فسمت الحبال وتشامخت إلا جبل بيت المقدس، فإنه هبط وتصاغر، قال : فأوحى الله إليه؛ لم فعلت ذلك؟ فقال : إجلالاً لك يا رب، قال : فأمر الله الجبال أن يعطوه؛ كل جبل منها مما عليه من النبت، وجاد له المقطم بكل ما عليه من النبت، حتى بقى كما ترى، فأوحى الله إليه : إني معوضك على فعلك بشجر الجنة أو غراسها، فكتب بذلك عمرو بن العاص إلى عمر رضي الله عنهما، فكتب إليه : إني لا أعلم شجر الجنة أو غراسها لغير المسلمين، فاجعله لهم مقبرة ، ففعل ذلك عمرو، فغضب المقوقس، وقال لعمرو : ما على هذا صالحتني! فقطع عمرو قطيعاً من نحو الحبش يدفن فيه النصارى

قال ابن عبد الحكم : حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، قال : سأل المقوقس عمرو بن العاص أن يبيعه سفح المقطم بسبعين ألف دينار، فعجب عمرو عن ذلك وقال : أكتب في ذلك إلى أمير المؤمنين، فكتب في ذلك إلى عمر، فكتب إليه عمر : سله لم أعطاك به ما أعطاك وهي لا تزدرع ولا يستنبط بها ماء، ولا ينتفع بها ، فسأله فقال : إنا لنجد صفتها في الكتب؛ إن فيها غراس الجنة ، فكتب بذلك إلى عمر، فكتب إليه عمر : إنا لا نعلم غراس الجنة إلا للمؤمنين، فأقبِر فيها من مات قبلك من المسلمين، ولا تبعه بشيء

قال ابن عبد الحكم : حدثنا هانئ بن المتوكل، عن ابن لهيعة، أن المقوقس قال لعمرو : إنا لنجد في كتابنا أن ما بين هذا الجبل وحيث نزلتم ينبت فيه شجر الجنة، فكتب بقوله إلى عمر ابن الخطاب، فقال : صدق، فاجعلها مقبرةً للمسلمين

و قال ابن الجميزي وغيره عن القرافة : إنه وقف مِن عُمَر على موتى المسلمين

وقال ابن الحاج في المدخل : القرافة جعلها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لدفن موتى المسلمين فيها، واستقر الأمر على ذلك
وقال الكندي : ذكر أسد بن موسى، قال : شهدت جنازة مع ابن لهيعة، فجلسنا حوله، فرفع رأسه، فنظر إلى الجبل، فقال : إن عيسى عليه الصلاة والسلام مر بسفح هذا الجبل، وأمه إلى جانبه، فقال : يا أماه، هذه مقبرة أمة محمد صلى الله عليه وسلم
قال الكندي : وروى ابن لهيعة عن عياش بن عباس، أن كعب الأحبار سأل رجلاً يريد السفر إلى مصر، فقال له : أهد لي تربة من سفح مقطعها؛ فأتاه منه بجراب ، فلما حضرت كعباً الوفاة أمر به ففرش في لحده تحت جنبه

قال ابن لهيعة : والمقطم ما بين القصير إلى مقطع الحجارة، وما بعد ذلك فمن اليحموم

قال ابن عبد الحكم : حدثنا سعيد بن عفير وعبد الله بن عياد، قالا : حدثنا المفضل بن فضالة، عن أبيه قال : دخلنا على كعب الأحبار، فقال لنا : ممن أنتم؟ قلنا : من أهل مصر، قال : ما تقولون في القصير؟ قلنا : قصير موسى قال : ليس بقصير موسى، ولكنه قصير عزيز مصر، كان إذا جرى النيل يترفع فيه، وعلى ذلك إنه لمقدس من الجبل إلى البحر
قال ابن عبد الحكم : حدثنا هانئ ابن المتوكل، عن ابن لهيعة ورشدين بن سعد، عن الحسن بن ثوبان، عن حسين بن شفي الأصبحي، عن أبيه شفي بن عبيد، أنه لما صدم مصر - وأهل مصر أتخذوا مصلى بحذاء ساقيه أبي عون التي عند العسكر - فقال : ما لهم وضعوا مصلاهم في الجبل الملعون، وتركوا الجبل المقدس!

قال ابن عبد الحكم : حدثنا أبو الأسود نصر بن عبد الجبار، أنبأنا ابن لهيعة، عن أبي قبيل، أن رجلاً سأل كعباً عن جبل مصر، فقال : إنه لمقدس ما بين القصير إلى اليحموم

قلت : ننبه على انه هناك الكثير من الصحابة ممن دفنوا بالمقطم و ليس الخمسة السابق ذكرهم فقط ، و إنما هؤلاء الخمسة اشهر مَن دفن بالقرافة و الباقي اندثرت معالم قبورهم ، فإن الذي يقرأ اسماء الخمسة المدفونين بالمقطم يظن انه عدد محصور لا غيرهم بالقرافة! ..فكما مرّ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جعل القرافة لدفن موتى المسلمين ، و بذلك يكون الكثير من الصحابة و التابعين الاقدمون الذين دخلوا مصر و شهدوا فتحها و عاشوا و ماتوا بها قد دفنوا بهذه المقبرة . و أسباب اندثار القبور كثيرة منها دخول الفرنج مصر بالقرن الخامس الهجري و فسادهم بالأرض مما ادى لخراب و حرق كل البِنَى و القبور و المشاهد ، و ايضا من الأسباب هدم السلطان صلاح الدين و غيره المشاهد و تسويتها لحرمة بناء الأضرحة مما ادى الى نسيان معالم القبور و أسماء اصحابها إلا القليل منهم

الإختلاف في تعيين قبره :

و يُختَلَف في تحديد او تعيين مكان قبر عمرو بن العاص بالقرافة

و قال السخاوي : ((توفي بمصر و دفن بالقرافة . و اُختُلِف في قبره ، قال بعضهم انه دفن في تربة عقبة بن عامر الجهني و قيل هما في قبر واحد و قال بعضهم إنه على طريق الحاج و طريق الحاج كانت من الفج ، و قيل انه القبر الكبير غربي قبر الإمام الشافعي و هو يعرَف بمقابر قريش و هو الآن مجاور لقبر محمد بن نافع الهاشمي المقدم ذكره . و قيل انه شرقي مشهد السيدة آمنة بنت موسى الكاظم و قيل انه القبر المعروف بقبر القاضي قيس السهمي و هذا المكان مبارك)) . و باقي ترجمته بصفحة 197 من تحفة الاحباب فراجعها و لم نذكر هنا الا الكلام عن قبره لتقدُّم الكلام عن ترجمته

و قال محمد فتحي أبو بكر بهامش مرشد الزوار : ((و عن وفاته قال ابن الجوزي : انه دفن بالمقطم في ناحية الفج ، و كان طريق الناس الى الحجاز . و في وفيات الاعيان ج7 ص215 اقتصر على أنه دفن بسفح المقطم و لم يحدد المكان الذي دفن فيه من هذا السفح . و في كتاب كنز الجوهر في تايخ الازهر ص15 ذُكر أنه مدفون بحوش أبي علي بقرب الامام الليث . و في كتاب عمرو بن العاص لعبده صابر ص124 أن عمرو بن العاص دفن بجوار المقطم قريبا من قبر الإمام الشافعي في مكان لا يزال مجهولا الى الآن))

و قال عباس محمود العقاد في كتابه عمرو بن العاص - طبعة نهضة مصر - ص 179 : ((و كانت وفاته ليلة عيد الفطر سنة ثلاث و اربعين للهجرة فدفن بجوار المقطم عند ضريح الامام الشافعي القائم حتى الآن))

و قال ابن عبد البر : ((دفن بالمقطم من ناحية الفتح))

و قال الموفق بن عثمان : ((دفن بالمقطم من ناحية الفج و كان طريق الناس يومئذ الى الحجاز فأحب ان يدعو له كل من يمر عليه)) و كذا قال ابن عبد الحكم عن ابن عفير و السيوطي بحسن المحاضرة و بدر السحابة . و نقل عن محمد بن جعفر القضاعي : ((ضريح عمرو بن العاص رضي الله عنه : ذكر قوم انه غربي الخندق ، و شرق المشهد))

يتبع...
__________________








رد مع اقتباس
  #13  
قديم 2014-02-17, 08:05 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

قال ابن تغري بردي بالنجوم الزاهرة : ((و قال الشيخ الموفق بن عثمان في تاريخه المرشد ناقلا عن حرملة من أصحاب الشافعي : إن البقعة التي دفن فيها عقبة - بن عامر - بها ايضا قبر عمرو بن العاص و قبر ابي بصرة الصحابيين تحويهم القبة التي هدمها صلاح الدين يوسف بن ايوب ثم بناها البناء المعهود الآن)) . و قيل ان المقصود من دفن هؤلاء الثلاث صحابة بجانب بعضهم اي قرب مواقع بعضهم و ليس بجانب بعضهم ، ففي قرافة المقطم ثلاث اضرحة بأماكن مختلفة متقاربة المواقع : ضريح عمرو بن العاص و ضريح عقبة بن عامر و ضريح ابي ذر الغفاري و كلهم بجوار الامام الشافعي . و هذا الضريح الشهير بابي ذر هو نفسه ابي بصرة لكن حرّف العوامّ اسمه . و لا يصح ذلك

و الأشهر أن عمرو بن العاص دفن قرب الامام الشافعي و هو ايضا قرب الامام الليث حيث ضريح عمرو الآن

و الله أعلم بمكان قبره الصحيح ، رضي الله تعالى عنه و عن الصحابة اجمعين

و يوجد بجامع عمرو ضريح منسوب لابنه عبد الله و يُعرَف بين عوام الناس بقبر عمرو بن العاص ، و لا يصح ...و قد سبق الحديث عنه لما تكلمنا عن خطته بمصر

صفته :

و قال ابن الأثير : ((كان عمرو قصيرا)) و قال : ((وكان يخضب بالسواد))

قال الذهبي : ((وقال أبو بكر بن البرقي : كان عمرو قصيرا يخضب بالسواد))

و قال ابن عبد الحكم في فتوح مصر : ((وكانت صفة عمرو بن العاص كما حدثنا سعيد بن عفير عن الليث بن سعد قصيرا عظيم الهامة ناتيء الجبهة واسع الفم عظيم اللحية عريض ما بين المنكبين عظيم الكفين والقدمين))

و قال ايضاً عند ذكره لخطبة عمرو بن العاص : ((حدثنا سعيد بن ميسرة عن إسحاق بن الفرات عن ابن لهيعة عن الأسود بن ملك الحميري عن بحير بن ذاخر المعافري قال رحت أنا ووالدي إلى صلاة الجمعة تهجيرا وذلك آخر الشتاء أظنه بعد حميم النصارى بأيام يسيرة فأطلنا الركوع إذ أقبل رجال بأيديهم السياط يزجرون الناس فذعرت فقلت يا أبت من هؤلاء قال يا بني هؤلاء الشرط فأقام المؤذنون للصلاة فقام عمرو بن العاص على المنبر ، فرأيت رجلا ربعة قصير القامة وافر الهامة أدعج أبلج عليه ثياب موشية كأن به العقيان تأتلق عليه حلة وعمامة وجبة فحمد الله وأثنى عليه ..إلخ))

ما قيل فيه :

و روى إبراهيم بن مهاجر عن الشعبي عن قبيصة بن جابر : ((قد صحبت عمرو بن العاص فما رأيت رجلا أبين قرآنا ولا أكرم خلقا ولا أشبه سريرة بعلانية منه)) . و عند الذهبي برواية مجالد عن الشعبي عن قبيصة : ((..فما رأيت رجلاً أبين أو أنصع رأيا، ولا أكرم جليسا منه، ولا أشبه سريرة بعلانية منه))

و أخرج بن أبي خيثمة و الذهبي من رواية ضمرة عن الليث بن سعد ، قال : نظر عُمَر إلى عمرو يمشي ، فقال : ((ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلا أميرا)) . ابن عساكر: 13 / 257 / ب

و قال الذهبي : ((روى مجالد، عن الشعبي قال: دهاة العرب أربعة: معاوية، وعمرو، والمغيرة، وزياد . فأما معاوية فللاناة والحلم، وأما عمرو فللمعضلات، والمغيرة للمبادهة، وأما زياد فللصغير والكبير)) و قال : ((روى مجالد : عن الشعبي، عن قبيصة بن جابر: صحبت عمر فما رأيت أقرأ لكتاب الله منه، ولا أفقه ولا أحسن مداراة منه وصحبت طلحة فما رأيت أعطى لجزيل من غير مسألة منه وصحبت معاوية فما رأيت أحلم منه وصحبت عمرو بن العاص فما رأيت رجلا أبين - أو قال - أنصع طرفا منه، ولا أكرم جلسيا منه وصحبت المغيرة فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلا بمكر لخرج من أبوابها كلها))

و قال : ((قال جرير بن حازم، حدثنا الحسن: قال رجل لعمرو بن العاص: أرأيت رجلا مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبه أليس رجلا صالحا ؟ قال: بلى ، قال: قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبك، وقد استعملك ، قال: بلى ، فوالله ما أدري أحبا كان لي منه أو استعانة بي، ولكن سأحدثك برجلين مات وهو يحبهما، ابن مسعود وعمار، فقال: ذاك قتيلكم بصفين قال: قد والله فعلنا)) . و هو في " المسند " 4 / 203 من طريق الاسود بن عامر، عن جرير بن حازم، ورجاله ثقات

فضائله على لسان رسول الله صل الله عليه و سلم :

حديث : يرحم الله عَمراً

قال الذهبي : ((قال أحمد حدثنا يحيى بن إسحاق أخبرنا الليث عن يزيد عن سويد بن قيس عن زهير بن قيس البلوي عن علقمة بن رمثة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن العاص إلى البحرين، فخرج رسول الله في سرية، وخرجنا معه، فنعس، وقال: " يرحم الله عمرا " فتذاكرنا كل من اسمه عمرو قال: فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال " رحم الله عمرا ثم نعس الثالثة ، فاستيقظ، فقال: " رحم الله عمرا " قلنا: يا رسول الله، من عمرو هذا ؟ قال: " عمرو بن العاص " قلنا: وما شأنه ؟ قال: " كنت إذا ندبت الناس إلى الصدقة، جاء فأجزل منها، فأقول: يا عمرو ! أنى لك هذا ؟ فقال: من عند الله، قال: وصدق عمرو، إن له عند الله خيرا كثيرا)) . رجاله ثقات إلا زهير بن قيس البلوي، فقد ترجمه البخاري: 3 / 428 وابن أبي حاتم: 3 / 568، فلم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وأخرجه الفسوي في " تاريخه ": 2 / 512 وابن عبد الحكم في " فتوح مصر ": 307 من طريق الليث به وأورده الحافظ في " الاصابة " في ترجمة علقمة بن رمثة: 7 / 47، ونسبه للبخاري في " تاريخه ": 7 / 40، وابن يونس وأحمد والبغوي وابن مندة من طرق عن يزيد بن أبي حبيب بهذا الاسناد وهو في " أسد الغابة ": 4 / 84، و " تاريخ دمشق " لابن عساكر: 13 / 253 / ب

حديث : اللهم صل على عمرو بن العاص

قال الذهبي : ((قال الليث حدثنا يزيد، عن ابن يخامر السكسكي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم صلى على عمرو بن العاص، فإنه يحبك ويحب رسولك . منقطع)) . و ابن مخامر : هو مالك بن يخامر السكسكي الحمصي صاحب معاذ بن جبل . و أورد الحديث ابن عساكر: 13 / 252 / ب، وخص بالصلاة أبا بكر وعمر وعثمان وأبا عبيدة ثم عمرو بن العاص، وقال في نهايته: هذا الحديث على إرساله فيه انقطاع بين يزيد ومالك بن يخامر

حديث : إن عمرو بن العاص من صالحي قريش . و حديث : نعم أهل البيت

قال ابن الأثير : ((قال : وحدثنا أبو عيسى حدثنا إسحاق ابن منصور حدثنا أبو أسامة عن نافع بن عمر الجمحي عن ابن أبي مليكة قال : قال طلحة بن عبيد الله : سمعت رسول الله يقول : "إن عمرو بن العاص من صالحي قريش"))

و قال السيوطي بحسن المحاضرة و در السحابة : ((و قد روى الترمذي عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه : سمعت رسول الله صل الله عليه و سلم يقول : إن عمرو بن العاص من صالحي قريش))

وأخرج أحمد من حديث طلحة بن عبيد الله مرفوعا : ((عمرو بن العاص من صالحي قريش)) . ورجال سنده ثقات إلا أن فيه انقطاعا بين أبي مليكة وطلحة . وأخرجه البغوي وأبو يعلى من هذا الوجه وزاد : ((نـِـعــم أهل البيت عبد الله وأبو عبد الله وأم عبد الله)) . وأخرجه بن سعد بسند رجاله ثقات إلى بن أبي مليكة مرسلا لم يذكر طلحة وزاد : "يعني عبد الله بن عمرو بن العاص"

و قال الذهبي : ((روى عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي مليكة، قال طلحة: ألا أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ ؟ إني سمعته يقول: عمرو بن العاص من صالحي قريش، نعم أهل البيت أبو عبد الله، وأم عبد الله، وعبد الله)) . و أخرجه أحمد 1 / 161 من طريق وكيع، حدثنا نافع بن عمر وعبد الجبار بن الورد بهذا الاسناد، ورجاله ثقات، لكنه منقطع، لان ابن أبي مليكة - وهو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله - لم يدرك طلحة، فإن طلحة قتل يوم الجمل سنة 36، وابن أبي مليكة مات سنة 117هـ ، فبين وفاتيهما 81 سنة، وأخرجه الترمذي (3845) مختصرا بلفظ: " إن عمرو بن العاص من صالح قريش " وقال: هذا حديث إنما نعرفه من حديث نافع بن عمر الجمحي، ونافع ثقة، وليس إسناده بمتصل، ابن أبي مليكة لم يدرك طلحة، وهو في " تاريخ ابن عساكر " 13 / 253 / آ، وسيذكره المصنف في ترجمة ابنه عبد الله

حديث : إن عمرو بن العاص لرشيد الأمر

قال الذهبي : ((قال سليمان بن أيوت الطلحي حدثنا أبي عن إسحاق بن يحيى عن عمه موسى بن طلحة عن أبيه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن عمرو ابن العاص لرشيد الامر)) . إسناده ضعيف لضعف إسحاق بن يحيى، وجهالة راويه عنه، وهو في " تاريخ ابن عساكر ": 13 / 252 / آ

حديث : أسلم الناس و آمن عمرو

و قال الذهبي : ((قال أحمد: حدثنا المقرئ، حدثنا ابن لهيعة، حدثني مشرح، سمعت عقبة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص)) . إسناده حسن، والمقرئ هو عبد الله بن يزيد المخزومي المدني، وروايته عن ابن لهيعة قبل احتراق كتبه، وهو في " المسند " 4 / 155، وأخرجه الترمذي (3844) من طريق قتيبة عن ابن لهيعة به

يتبع...
__________________








رد مع اقتباس
  #14  
قديم 2014-02-17, 08:07 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

و قال ابن الأثير بسنده : ((أنبأنا إبراهيم وإسماعيل وغيرهم بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي قال حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة حدثنا مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله : "أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص"))

حديث : ابنا العاص مؤمنان

أخرج أحمد 2 / 304 و 327 و 353، وابن سعد 4 / 191، والحاكم 3 / 240 و 452، وابن عساكر 13 / 252 / آ بسند حسن من طرق عن حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ابنا العاص مؤمنان، عمرو وهشام" . وله شاهد عند ابن سعد 4 / 192، عن عمرو بن حكام، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمه عمارة بن حزم ..وهذا سند حسن في الشواهد، لان عمرو بن حكام يكتب حديثه على ضعفه للاستشهاد

و قال البخاري : ((قال آدم عن حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ابنا العاص مؤمنان هشام وعمرو))

و قال الذهبي : ((قال عمرو بن حكام: حدثنا شعبة، عن عمرو بن دينار، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ابنا العاص مؤمنان")) . و عمرو بن حكام ضعيف، وباقي رجاله ثقات، وهو في " طبقات ابن سعد " 4 / 192، و " تاريخ ابن عساكر " 13 / 252 / آ، وله شاهد حسن تقدم في الصفحة (56) ت (1) يتقوى به

حديث : ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان

قال أحمد 4/203 : حدثنا ابن مهدي، عن موسى بن علي، عن أبيه عن عمرو بن العاص قال : ((فزع أهل المدينة فزعا فتفرقوا فنظرت إلى سالم مولى أبي حذيفة في المسجد عليه سيف مختفيا ففعلت مثله ..فخطب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : أيها الناس ألا يكون فزعكم إلى الله ورسوله؟ ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان؟)) . أخرجه ابن عساكر بتاريخه 13/252 و احمد و النسائي بسند حسن

ما جاء في حكمته و أقواله على لسانه :

و منها ما رواه ابن عبد الحكم : ((حديث موسى بن علي عن أبيه قال سمعت عمرو بن العاص يقول ما أبعد هديكم من هدي نبيكم عليه السلام أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا وأنتم أرغب الناس فيها . حدثناه عبدالله بن صالح عن موسى بن علي . حدثنا عبدالله بن صالح حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب أن علي بن رباح أخبره أنه سمع عمرو بن العاص على المنبر يقول والله ما رأيت قوما أرغب فيما كان رسول الله يزهد فيه منكم أصبحتم ترغبون في الدنيا وكان رسول الله يزهد فيها وما مر برسول الله ثلث من الدهر إلا والذي عليه أكثر من الذي له فقال رجل من أصحاب رسول الله قد رأينا رسول الله يتسلف . حدثناه أبو الأسود النضر بن عبدالجبار عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح أنه سمع عمرو بن العاص))


و منها ما اخرجه الذهبي ، فقال : ((قال ابن عيينة : قال عمرو بن العاص : ليس العاقل من يعرف الخير من الشر، ولكن هو الذي يعرف خير الشرين)) . ابن عساكر " 13 / 266 / آ

و منها ما اخرجه الذهبي ايضا ، فقال : ((روى موسى بن علي، عن أبيه، سمع عَمراً يقول : لا أمل ثوبي ما وسعني، ولا أمل زوجتي ما أحسنت عشرتي، ولا أمل دابتي ما حملتني، إن الملال من سيئ الاخلاق))

و من حكمته لما كانوا بغزوة ذات السلاسل و امر بعدم اضاءة النار مع شدة البرد لكي لا يراهم العدو . و عندما صلى بالناس بتيممه و لم يتوضأ ..و قد سبق ذكر ذلك بالتفصيل في الكلام عن غزوة ذات السلاسل

و منها لما مرض و حضرته الوفاة ، فقال لحرسه : أدخل عليّ وجوه الناس و أشرافهم ، فلما دخلوا، نظر إليهم وقال: ها قد بلغت هذه الحال، ردوها عني، فقالوا: أمثلك أيها الامير يقول هذا ؟ هذا أمر الله الذي لا مرد له ..قد عرفت، ولكن أحببت أن تتعظوا، لا إله إلا الله، فلم يزل يقولها حتى مات . و قد سبق ذكرها في الكلام عن مرضه و وفاته

و مما نُسِبَ إليه ما اخرجه الذهبي : ((وروى أبو أمية بن يعلى، عن علي بن زيد بن جدعان، قال رجل لعمرو بن العاص : صف لي الامصار، قال: أهل الشام، أطوع الناس لمخلوق، وأعصاه للخالق، وأهل مصر، أكيسهم صغارا وأحمقهم كبارا، وأهل الحجاز، أسرع الناس إلى الفتنة، وأعجزهم عنها، وأهل العراق أطلب الناس للعلم، وأبعدهم منه)) . و أبو أمية بن يعلى ضعيف، وكذا شيخه علي بن زيد، فالخبر لا يصح، وأورده الفسوي في " تاريخه " 2 / 411، من طريق نعيم بن حماد ورشدين بن سعد - وكلاهما ضعيف - عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله

روايته :

روى عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث ، كما روى عن أم المؤمنين عائشة بن أبي بكر الصديق

روى عنه من أهل مصر : عبد الله ابنه - و محمد ابنه - وأبو قيس مولاه - وعبد الرحمن بن شماسة المهري - وعلي بن رباح

و روى عنه ايضا :

من أهل المدينة : قبيصة بن ذؤيب

و من أهل الكوفة : قيس بن أبي حازم

و من أهل البصرة : أبو عثمان النهدي

و يزيد ، أبو مرة مولى عقيل بن أبي طالب

وعروة بن الزبير

و سعيد بن المسيب . وقد اختلف فيه فقالوا سمع منه وقالوا بل إنما سمع من ابنه عبد الله بن عمرو

وعبد الله بن شرحبيل بن حسنة

وأبو سلمة بن عبد الرحمن - وجعفر بن المطلب بن أبي وداعة - وعبد الله بن منين - والحسن البصري مرسلا - وعمارة بن خزيمة بن ثابت - ومحمد بن كعب القرظي - وأبو عبد الله الاشعري ...وآخرون

قال موفق الدين : ((و لأهل مصر عن عمرو بن العاص عشرون حديثا)) و قال ابن عبد الحكم : ((ولهم عنه أكثر من عشرين حديثا)) و قال السيوطي : ((قال ابن الربيع : لاهل مصر عنه نحو عشرة احاديث)) . قلت : لعل كل ما نُسِبَ اليه من احاديث مِن مشهورها و غريبها تبلغ اكثر من عشرين حديث ، و اما العشرة احاديث فهي المشهورة لحالها فقط

قال الزركلي : ((وله في كتب الحديث39حديثاً)) و قال الذهبي : ((له أحاديث ليست كثيرة، تبلغ بالمكرر نحو الاربعين، اتفق البخاري ومسلم على ثلاثة أحاديث منها، وانفرد البخاري بحديث، ومسلم بحديثين)) . انظر البخاري 7 / 19، و 10 / 351، و 13 / 268، ومسلم: (121) و (215) و (1096) و (1716) و (2384)

و قال موفق الدين بن عثمان : ((و روى له النسائي و الترمذي و ابن ماجة و ابو داود))

و مما أجتهدت في جمعه مما رواه :

حديث : إذا حكم الحاكم . قال ابن الأثير : ((أنبأنا أبو الفضل بن أحمد الخطيب أنبأنا أبو محمد السراج أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين أنبأنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز حدثنا محمد بن عثمان هو ابن أبي شيبة حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري حدثنا عبد العزيز بن محمد حدثنا يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التميمي عن بسر بن سعيد عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو ابن العاص قال قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم إذا حكم الحاكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد . قال فحدثت بهذا الحديث أبا بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم فقال هكذا حدثني أبو سلمة ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي بمثله))

حديث : تعال فكل ، قال إني صائم . قال البخاري : ((قال عثمان المؤذن عن بن جريج قال أخبرني سعيد بن كثير أن جعفر بن المطلب أخبره أن عمرو بن العاص قال لعبد الله بن عمرو في أيام مني تعال فكل قال إني صائم ثم قال له قال لا إلا أن تكون سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم قال فإني سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم))

حديث : أكلة السحر . قال الذهبي : ((قال موسى بن علي حدثنا أبي، حدثني أبو قيس مولى عمرو بن العاص، أن عمرا كان يسرد الصوم، وقلما كان يصيب من العشاء أول الليل وسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن فصلا بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر)) . إسناده صحيح، وأخرجه مسلم (1096)، والترمذي (708)، وأبو داود (2343)، والنسائي 4 / 146، وأحمد: 4 / 197 من طرق، عن موسى بن علي بهذا الاسناد . و قال ابن عبد الحكم : ((حدثناه عبدالله بن صالح حدثنا موسى بن علي عن أبيه وحدثناه أبي عبدالله بن عبدالحكم قال حدثنا الليث بن سعد عن موسى بن علي)) بلفظة : فضل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر

و قال ابن عبد الحكم بفتوح مصر : ((هذه تسمية من روى عنه أهل مصر من أصحاب رسول الله ممن دخلها فعرف أهل مصر بالرواية عنهم ومن شركهم في الرواية عنهم من أهل البلدان وما تفردوا به دون غيرهم ومن عرف دخوله مصر منهم برواية غيرهم عنه وتركت قوما يذكر بعض الناس أن لهم صحبة وأنهم قد دخلوا مصر لم أر أحدا من أهل العلم من مشايخهم يثبت ذلك لهم وتركت كثيرا من حديث بعض من ذكرت منهم كراهية للإكثار واقتصرت على بعضه))

قال : ((ولهم -اي اهل مصر- عنه أكثر من عشرين حديثا نذكر منها غريب الأحاديث دون المشهور منها))



1 - ((منها أن عمرو بن العاص قال أقرأني رسول الله في القرآن خمس عشرة سجدة منها في المفصل ثلاث وفي سورة الحج سجدتان حدثناه سعيد بن أبي مريم عن نافع بن يزيد عن الحارث بن سعيد العتقي عن عبدالله بن منين من بني عبد كلال عن عمرو بن العاص))

2 - ((ومنها أن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله يقول ما من قوم يظهر فيهم الربا إلا أخذوا بالفناء وما من قوم يظهر فيهم الزنا إلا أخذوا بالسنة وما من قوم يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب . حدثناه عبدالملك بن مسلمة عن ابن لهيعة عن عبدالله بن سليمان أن محمد بن راشد المرادي حدثه أن عمرو بن العاص طلع يوما المنبر فلم يسلم فقال رجل إن أبا عبد الله لمغضب فقال أما والله إنكم لتعلمون أني من أقل أصحاب رسول الله رواية عنه وأنه لم يمنعني من الحديث عنه إلا أني كنت رجلا غزاء وإني سمعت رسول الله يقول ما من قوم يظهر ثم ذكر الحديث))

3 - و منها انه لما كان بذات السلاسل و كانت الليلة باردة فلم يستطع عمرو التوضؤ فتيمم و صلى بالناس ، و فيها : ((يا رسول الله أجنبت في ليلة بادرة لم يمر علي مثلها قط فخيرت نفسي بين أن أغتسل فأموت أو أصلي بهم وأنا جنب فتيممت وصليت بهم ، فقال رسول الله : لو كنت مكانك فعلت مثل الذي فعلت هكذا)) و قد سبق بيانه ببدايات الترجمة

4 - و منها حديث اكلة السحر ..و قد سبق ذكرها . و إنما اشرت اليه هنا مرة اخرى للإشارة الى ذكر ابن عبد الحكم له من ضمن الاحاديث التي ذكرها

5 - و منها عندما امر النبي صل الله عليه و سلم عمرو بن العاص بأن يتجهز بالعدة و السلاح ليكون على جيش ذات السلاسل ليغنمه الله و يسلمه و يرغب له رغبة صالح من المال ، و فيها : ((يا عمرو نعم المال الصالح للرجل الصالح)) و قد سبق بيانه ببدايات الترجمة

6 - و منها لما رُوِيَ عن عمرو بن العاص أنه قال : ((كان رسول الله صل الله عليه و سلم ازهد الناس في الدنيا ..إلخ)) و قد سبق بيانه في الكلام عن حكمه و اقواله

7 - ((ومنها حديث ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد أن مولى لعمرو بن العاص حدثه أن عمرو بن العاص قال إن رسول الله قال : لعمل شعيرة اليوم خير من مثقال قيراط بعداليوم . حدثناه أبو الأسود النضر بن عبدالجبار))

8 - و منها رواية ابن شماسة المهري عن حضوره وفاة عمرو بن العاص ..و قد سبق بيانه في الكلام عن وفاته

9 - و منها رواية إسلامه عند النجاشي و قدومه على رسول الله صل الله عليه و سلم مهاجرا مبايعا له على الإسلام . و قد رواه ابن عبد الحكم عن ابن اسحاق مطولاً ، و فيه ان النبي صل الله عليه و سلم قال لما قدم عليه عمرو بن العاص : ((بايع يا عمرو فإن الإسلام يجب ما كان قبله وان الهجرة تجب ما كان قبلها)) و قد سبق بيانه ببدايات الترجمة

يتبع...
__________________








رد مع اقتباس
  #15  
قديم 2014-02-17, 08:08 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

الإصابة ، برقم (5886)

أسد الغابة _ ج4 _ ص259-260-261-261-263

الإستيعاب _ ج3 _ ص1184-1185-1186-1187-1188-1189-1190-1191

الاعلام للزركلي ، ج5 ص79

معجم البلدان للحموي

السيوطي بحسن المحاضرة ، و ايضا بدر السحابة ص96 برقم (205)

فتوح مصر ، ذكر خطبة عمرو بن العاص و خطته بمصر

النجوم الزاهرة في ملوك مصر و القاهرة لأبن تغري بردي

تحفة الاحباب للسخاوي ، ص197

مرشد الزوار لموفق الدين ابن عثمان ، من ص131إلى ص139

مشاهير علماء الامصار لأبن حبان _ برقم (376)

الثقات لأبن حبان برقم (868)

تقريب التهذيب لأبن حجر _ ج1 _ ص738

تاريخ البخاري الكبير ، باب العين ، برقم(2475)

مسند أحمد 4 / 202

طبقات ابن سعد 4 / 254 و 7 / 493

نسب قريش: 409 وما بعدها

طبقات خليفة: ت (147)، (970)، (2820)

المحبر: 77، 121، 177

المعارف: 285

المستدرك 3 / 452 - 455

المعرفة والتاريخ 1 / 323

تاريخ الطبري 4 / 558

مروج الذهب 3 / 212

الولاة والقضاة: انظر الفهرس

جمهرة أنساب العرب: 163 وانظر الفهرس

الجمع بين رجال الصحيحين 1 / 362

تاريخ ابن عساكر 13 / 245 / آ

جامع الاصول 9 / 103

الكامل 3 / 274

الحلة السيراء 1 / 13

تهذيب الاسماء واللغات: القسم الاول من الجزء الثاني: 30

تهذيب الكمال ص: 1038

تاريخ الاسلام 2 / 235

تذهيب التهذيب 3 / 101 / آ

مرآة الجنان 1 / 119

العقد الثمين 6 / 398

غاية النهاية: ت (2455)

تهذيب التهذيب 8 / 56

النجوم الزاهرة 1 / 113

خلاصة تذهيب الكمال: 246

شذرات الذهب 1 / 53

البداية والنهاية 4 / 236 - 238 و 8 / 24 - 27

المغازي 2 / 741

الاستيعاب، بهامش الاصابة 2: 501 والاصابة: ت 5884 وتاريخ الاسلام، للذهبي 2: 235 - 240 والمغرب في حلي المغرب، الجزء الاول من القسم الخاص بمصر 13 - 54 وجمهرة الأنساب 154 والولاة والقضاة: انظر فهرسته
__________________








رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
جمع القرآن الكريم وكتابته معاوية فهمي إبراهيم مصطفى المجتمع المسلم 1 2019-12-30 10:09 PM
شرح حديث / ستفتح عليكم أرضون ويكفيكم الله معاوية فهمي إبراهيم مصطفى السنة ومصطلح الحديث 0 2019-12-23 07:39 PM
رسول الله الشهيد المسموم / تحقيق مفصل ابو هديل الشيعة والروافض 0 2019-10-26 09:37 PM
ماهو سبب موت الرسول الاعظم محمد (ص) في الصحيح والمستفيض والمشهور وعقائد الشيعة حقائق مصادر ابو هديل الشيعة والروافض 1 2019-10-23 09:39 PM

 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 يلا شوت 
 شركة تنظيف بالطائف   سحب مجاري   فني صحي   افضل شركة نقل اثاث بجدة   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   pdf help   كورة لايف   koora live   شركة تنظيف في دبي   شركة تنظيف في رأس الخيمة   شركة تنظيف في دبي 24 ساعة   كحل الاثمد   متاجر السعودية   مأذون شرعي   كحل الاثمد الاصلي   تمور المدينة   شركة عزل خزانات بجدة   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج 
شركة صيانة افران بالرياض  كود خصم   سطحة هيدروليك   سطحة بين المدن   سطحة غرب الرياض   سطحة شمال الرياض 
 yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Kora live   yalla shoot   ربح المال من الانترنت 
 translation office near me   كورة سيتي kooracity   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض 
 برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   يلا شوت   يلا شوت   الحلوى العمانية 
 يلا لايف   يلا شوت 
 Yalla shoot   شركة حور كلين للتنظيف 
 تركيب ساندوتش بانل   تركيب مظلات حدائق 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض   دكتور مخ وأعصاب 
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd